تحت عنوان المقاومة حياة وبالفن ننتصر، أقام اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني - فرع دير الزهراني احتفالاً تكريمياً للمقاومة الوطنية وشهدائها يوم الأحد 11 آب في باحة مدرسة البلدة وذلك بعد سبع سنوات من انكسار العدو الصهيوني في لبنان.
استهل الاحتفال بتحية من فرع دير الزهراني في الاتحاد وتلته كلمات تناولت المناسبة ثم تبعه عرض كشفي قدمه كشاف الاتحاد واختتم بحفل فني مميز أحيته فرقة رفاق الدرب.
كلمة اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني ألقاها أمين السر العام عمر الديب وقال فيها:
الرفيقات والرفاق، الصديقات والأصدقاء، أيها الحفل الكريم: سبع أعوام مرت على تلك الملحمة البطولية التي خاضها أبناء الجنوب خاصة ضد العدوان الصهيوني المتكرر على أرضنا. ففي مثل هذه الأيام كان العدو قد بدأ يلفظ أنفاس الهزيمة فاستكان مقهراً بعد أن تكبر، وتراجع متقهقراً بعد أن صال وجال وهدد وتوعد.
لم تكن المعركة الأولى ولن تكون الأخيرة. سبقتها عشرات المواجهات بين أبناء هذا الوطن، وأولئك الغرباء المجرمون الذين جمعهم بلفور وسايكس وبيكو وروتشيلد وتيودور هرتزل على أرض عاش عليها قبلهم فلسطينيون أصيلون لآلاف الأعوام.
كانت المواجهة بيننا وبينهم منذ أن أتوا محتلين تحت حماية البريطانيين واستمرت طوال السنين الطويلة. كل فصائل العمل الوطني قدمت إمكاناتها في ذاك العمل المقاوم وكانت اولى معالم النصر عندما تجمع المقاومون تحت لواء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في 16 أيلول 1982 في نداء شهير توج أشهراً من التحضيرات والتدريبات ففجر أبطال جمول شرارة المقاومة في بيروت ونفذوا عشرات العمليات النوعية مما دفع قوات الاحتلال إلى التراجع مطلقين صرخات الهزيمة طالبين من أهالي بيروت الرأفة بهم حتى يتموا انسحابهم. لاحقتهم المقاومة في الجبل والإقليم وصيدا والزهراني وصور والبقاع الغربي إلى أن تقهقروا خلف أسوار من العملاء في الشريط الحدودي.
تعاظمت المقاومات وتنوعت. تراجع بعضها وتقدم بعضها الآخر، وظلت البوصلة فلسطين وظلت القضية تحرير لبنان والدفاع عنه بوجه العدوان.
لم يبخل اللبنانيون فمنهم من قاتل ومنهم من طبب الجرحى وأعان اللاجئين، منهم من أسكن عائلة نازحة مع عائلته خلال عدوان ما، منهم من غنى وكتب لينشر ثقافة المقاومة إلى أوسع فئة ممكنة من الناس، منهم من نقل السلاح والعتاد ومنهم من دفع المال ومنهم من شجع أبناءه على القتال. لكل ذلك نقول أن المقاومة هي حركة شعب وليست حركة فئة. لم تكن يوماً إلا حركة شعبية ولن تكون يوماً إلا كذلك.
ونحن في اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني خسرنا 5 رفاق في العدوان الأخير عام 2006. خسرناهم لتربح القضية وقد ربحت بالفعل. مكسيم جمال الدين – فضل بسما – علي نجدي - حسن كريم – حسن جمال الدين أضاؤوا باستشهادهم درباً يسير عليه آلاف الشباب الذين لن يكلوا في معركة الدفاع عن شعبنا بوجه الأعداء.
نحتفي بكم اليوم وكل يوم يا شهداء الاتحاد ونوجه من خلالكم التحية لكل شهداء المقاومة من كل الفصائل والتنظيمات على اختلاف أفكارها وعقائدها طالما هم يسقطون دفاعاً عن أرضنا وشعبنا ضد الاحتلال الصهيوني، ومن أجل لبنان ومن أجل فلسطين.
هذا هو اتحادنا الذي يعمل على الدفاع عن حقوق الشباب في الاستقلال والتحرر من العدو، ومن أجل حقوق الشباب في التربية والتعليم والجامعة الوطنية، عن حقهم في التغطية الصحية الشاملة وفي العمل اللائق وحد أدنى لائق للأجور، عن حقهم في المشاركة السياسية وعبر خفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً وتحقيق النسبية خارج القيد الطائفي في لبنان دائرة واحدة، عن حقهم في الدولة المدنية وقانون موحد للأحوال الشخصية، عن حقهم في الحصول على الخدمات الأساسية من النقل العام والسكن الجامعي والتنمية المتوازنة والاتصالات والكهرباء والماء.
هكذا كان الاتحاد، هكذا هو اليوم وهكذا سيبقى.
وإلى رفاقنا الاتحاديين نقول أن مؤتمرنا التاسع في تشرين الأول القادم سيكون محطة نوعية في تمتين وحدة المنظمة وتوحدها على أهدافها واجتماعها على قضاياها النضالية وإشراك كل الرفاق في آليات القرار والقيادة، وندعو الرفاق – كل الرفاق إلى الانخراط في العملية التحضيرية للمؤتمر كي ننتج مرحلة جديدة تعكس حقيقة منظمتنا وتثمر كل طاقاتها من أجل تجذير النضال وصقل الطاقات على طريق التغيير.
من هنا من دير الزهراني من منطقة النبطية من الجنوب نجدد العهد ونشحذ الهمم لنستكمل طريق النضال الطويل علنا نكون على قدر التحدي فنعيد لشهدائنا جزءاً من حقهم على هذا الوطن ونحقق لهم ولو القليل من الوعد الذي قطعناه معهم من أجل فقراء هذا البلد.
التحية كل التحية لكل أهلنا الصامدين في الجنوب وفي دير الزهراني والحاضرين دوماً لأن يكونوا صفاً أولاً في معركتنا الدائمة مع عدونا الصهيوني. التحية كل التحية للجنود المجهولين البعيدين عن الأضواء ماضياً وحاضراً. التحية كل التحية لشهداء وجرحى وأسرى المقاومة جميعاً. ولكم منا أرفع التقدير وأسمى التحيات