uldy

uldy

أبوعلي: ها نحن نقف بين الاهل والرفاق والمحبيين لوداعك.إنه موقف في غاية الصعوبة . يا أبا علي لقد نشأت في أسرة طيبة تعلمت فيها الصدق في القول والإخلاص في العمل والوفاء بالوعود والوضوح في الموقف وحملت باكراً هموم الوطن على أكتافك ومعاناة الفقراء بين ذراعيك وحملت قلبك على كفيّك وإنطلقت مبكراً وفي ريعان شبابك تحلم بوطن حرٍ وشعب سعيدِ وأعلن...ت كلمتك القاطعة بوجوب إقران القول بالعمل . فوقفت تدافع عن كل فئات الشعب المحرومة من أبسط حقوق العيش بكرامة وحرية وفي كل مجالات النضال المختلفة. أيقنت أن الدفاع عن الوطن وتحريره من رجس الإحتلال الصهيوني هو المقدمة الأولى لكل إصلاح وتطوير لأوضاع بلدنا والسبيل الوحيد لإستقرار الوطن وسعادة المواطن وتركت عائلتك وأهلك لتخضع لدورات عسكرية وما لبثت أن إنخرطت في المواجهات الحتمية مع هذا العدو الذي يطمع بالارض والمتربص بالوطن، وخضت المواجهات معه تحت الإحتلال وبعد الاحتلال، عرفتك جبال الباروك ونيحا وتعلمت منها ومن أشجارها المحبة و العطاء فكنت سخياَ، وعرفتك جبال الشيخ وتلال شبعا فتعلمت من صخورها الصلابة فكنت أصلب منها في هذه المواجهات.لقد شاركت وقدت المئات من رفاقك المقاومين الابطال الذين كانوا يرفدون جبهة المقاومة اللبنانية ومن كل أنحاء الوطن وبإسمه دافعت عنه وعن أهله يوم كان المحتل الصهيوني فوق هذه التلال المحيطة بنا حيث تمت هزيمته ورحل يجرّ أذيال الخيبة خلفه وكونك كنت بوعيك الثاقب بضرورة إستكمال التحرير، لاحقت ورفاقك هذا العدو المندحر من تلال مذوخا وجبال الباروك وما بينهما وتابعتم ضرباتكم له في الشريط المحتل طيلة 12 عاماً متواصلة الى أن تم إنهاكه وتراجعه عن الجزاء الأكبر من الجنوب عام 2000.يا صاحب القلب المتعب كم تعرضت للخطر وللإستشهاد وفي مرات ومرات ، كم حاول العدو قتلك وتصفيتك وفشل لقد هزمته وانتصرتوهنا لا بد من تحية لكل رفاقك وخاصة للسيدة أم علي التي حملت معك الكثير من المعاناة من أبسط الواجبات وحتى التعرض للخطر والموت أيضاً والأن يا أبا علي يحضنك تراب الوطن كما حضنته أنت وتبقى في ذاكرتنا وذاكرة أهلك ورفاقك ومعارفك رمزاً للعطاء والتضحية والوفاء وعهداً سنبقى لك أوفياء

من جديد جاء العرب ومعهم مكونات الخلطة اللبنانية ,داخل هذا الوطن الجميل ربما لا يستطيعون أن ينسجوا الحل المناسب فالحل والحوار من أجل الوضع السياسي لا الإقتصادي الإجتماعي سيجلسون أقطاب المعارضة والموالاة من جديد ربما مقبلون على طائف قطري ,في الشارع بشر يتقاتلون هناك قتلى وجرحى والزعيم يجلس وراء المنبر عدنا من جديد لنشهد سياسة الترقيع سياسات تتناسب مع اهدافهم ومع مشاريعهم هذا عميل وذاك عميل يخونون بعضهم ومن ثم يقبلون بعضهم من الشريف ومن العميل في هذا الوطن فهل يجوز للشريف أن يجلس مع العميل هناك تناقضات كبيرة على ارض هذا الوطن ما ذنب هذا الشعب؟نعم إنه مذنب فهو يمشي بتعليمات زعيمه؟ ماذا عن هؤلاء الشباب فهم يروون الحقيقة والعالم من فوهات البنادق ؟هل يوجد لهم قلوب تحب وتعطف ؟ لماذا هم مختلفون عنا ؟أم نحن نختلف عنهم ؟لماذا لا يفكزون بالمستقبل ؟يفكرون بشمس الغد وزقزقة العصافير؟ربما هذا النص لن يقرأه جميع البشر لكنه يعبر عن داخلي الجريح

عجقة رؤسـا وشخصيات

رح يجتمعوا الليلة هون

بيارق .. زينة .. وسيارات

وقضايا بميـّة لون

فرَحوا .. غـَنـّوا يا هالناس

بكرا بتطلع تصريحات

بتنفي .. بتأكـِّد .. بتهنـّي

بتتضامن مع القضية

بس القضية مش هيـّي

اللي عم يحكوا عنها اليوم

شوفوا قضايا العذاب

الفقر القهر بكل الكون

نحنا والله ما عاد فينا

نقضـّيها بكي ودموع

نحنا والله ما عاد فينا

عالقبور نضوّي شموع

ما بقي غير هالكلمات

نغنيها بقلب موجوع

لضحايا المؤتمرات

اللي نوَعَدوا يبطـِّل في جوع

لو لم أكن أنا نفسي، ماذا كنت سأكون ؟ او من كنت سأكون ؟ وبأي عالم كان ممكن ان أكون؟ لو لم لكن أنا نفسي ...وهذا غالبا ما تمنيت... كنت أفضل ان أكون عصفورة غريدة تتحدى الرصاص أو وردة حمراء توزع بين العشاق... كنت أفضل أن أكون ثوب العافية لكل معاق وداء كل مريض... لو لم لكن أنا نفسي لفضلت أن أكون حبة الوعي للشعوب الصامتة لتستيقظ من سباتها العميق.. لتمنيت أن أكون شبحا يقف في المجلس النيابي ويصرخ بأعلى صوته "كفى ..حلّوا عنا"... لتمنيت أن أكون رصاصة في قلب المحتل الذي اغتصب وطني وأرضي وقتل أهلي... لو لم أكن أنا نفسي لفضلت أن أكون الشريط الرابط الذي يوحد جميع الشعب العربي دون أي حدود ودون أي تمييز.. لتمنيت أن أكون طائفة تجمع كل العرب تحت عنوان واحد "نحنا عرب وبس"... لفضلت أن أكون كتابا ينشر الوعي والمعرفة والثقافة بين الناس، ولتمنيت أن أكون ريشة الحرية تكتب دون أي قيود وأي شروط وأي خوف.. ولتمنيت أن أكون ممحاة تمحي كل المشاكل وتمحي التمييز بكل أشكاله وتمحي كل الحدود وكل ما يسمى "طوائف"... لو لم أكن أنا نفسي.. كنت أفضل أن أكون شعلة تشعل ثورة في قلوب الشعب العربي لينهض في وجه الزعماء المستبدين... كنت أفضل أن أكون سيف قاطع رؤوس كل الأعداء وكل العملاء الذين لا يؤدون بالوطن الا الى الخراب والدمار... آه..كم أتمنى أن لا أكن نفسي لأكون (منكوش) ينزع العدو الصهيوني من أرضنا ، من فلسطين الحبيبة ، ولتمنيت أن أكون داء فلسطين الكئيبة ودمعة كل أم شهيد فلسطينية وصلابة شاب فلسطيني مقاوم وقوة أب فلسطيني جبار ونقطة دم طفل فلسطيني بريء ونقطة عرق أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.... وما أحلاها لو لم أكن أنا نفسي....
عندي كم كلمة .. بتوعدني

إذا قلتن إنك تسمعني

فيك ترجع عنك تبعدني

ما أساسا ً نحنا بعاد

 

الرصاص العم ينزل يومية

وقذايف تحكي الخبرية

كل العم شوفو بعينييّ

بكرا بيرجع ينعاد

 

غدا ً يوم آخر قالوا

اللي بيبقى قولوا نيالوا

لا تحسد أبدا ً أحوالوا

بكرا الخطر بيزداد

 

هيدا المطرب حامل عودو

بالأمل الجايي موعودُ

عم يحلم من وقت جدودو

بعدو الحلم بينعاد

 

مش عم جرّب أعمل يائس

أو طلـّع بالعشب اليابس

أنا مثلك هالحالة دارس

وبعدو الدرس بينعاد

 

هالوطن اللي حامل همـّو

قطعة وقطعة بجرّب لـِمـّو

بصوتي أنا عم غنـّي إسمو

وصوتي بكرا بينعاد

 

خضر حسـان

2010

تدخل إليه لترى حقيقة التاريخ في الكتب المنسية في عصرنا هذا,فإنها تعني لقرائها بضعة سطور مضى الدهر عليهاتنفض الغبار عن هذه السطور لترى من شوهها ؟فهي لم تشوه نفسها بل شوهها الشعوب المسحوقة تحت راية العبوديةالتي لم تفكر ان تنتفض على ذاتها و في النهاية من هنا حتى بداية تاريخ آخر القبو سيبقى على ما هو لن يزيل الغبار عنه احد حسين شحرور
عن أطفال غزّة!!!! أمي... أمي لا تخافي أنا أحب الشّهادة تركتك تركت كتبي وأوراقي تركت دراستي تركت رفاقي وأحبابي تركتكم جميعا ولكن روحي دائما ترفرف جنبكم... أحبكم جميعا ولكنني أهوى وطني ... سامحيني يا أمي إن لم أودّعك ولكنني ودّعت الوطن بدمي... بدمي رويت أرض وطني .. لا تخافي عليّ فأنا كنت طفلة صغيرة وأصبحت عصفورة غريدة .. أمي... سلّمي لي على كتبي وعلى مدرستي سلّمي لي على لعبتي التي ربما أحرقوها مع جسدي.. أمي.. قبّلي عنّي جباه أبي الغالية وقولي له لا تحزن إبنتك أصبحت شهيدة من أجل الوطن.. إنهم صهاينة يا أمي إنهم أعداء لبنان والعروبة والإنسانية ... إنهم أعداء الرحمة والسلام ... يقتلون.. يدمرون.. ويعتقلون.. حتى الطفولة .. لا يرحمون..... قتلوا أصدقائي قتلوا إخوتي الصغار قتلوا أبناء وطني لا تصدّقيهم يا أمي إن قالوا : "سلاما" فهم أبعدوني عنك....

عم بتخايل حالي كبير بشي دولة كتير كبيري

ما بعيش بفقر وتعتير ولا بقعد عالحصيري

 

في عـِنـّا صحة وتعليم لكل الناس بـّلاش

هـَم ديوني صار قديم.. عم بيكفـّيني المعاش

بنزين في عـِنـّا زيادة .. الشمعة ما لها إفادة

الدولة بتحميلي ولادي وبتريـّحلي ضميري

 

عم بتخايل حالي كبير بشي دولة كتير كبيري

ما بعيش بفقر وتعتير ولا بقعد عالحصيري

 

شوفو صار في عندي بيت..ما بحمل هـَم الإيام

أنا والبنت الحبـّيت عا فرد مخدّة منـّام

ما منعرف طائفية ولا منقتل عالهوية

هيدي العـِيشة الهنية لبتوضـّحلي مصيري

 

عم بتخايل حالي كبير بشي دولة كتير كبيري

ما بعيش بفقر وتعتير ولا بقعد عالحصيري

 

حابب إحكي هالقصة يا صحابي وإبقى معكن

لكن في بقلبي غصـّة .. خايف إنـّي وجـّعكن

قصة عن جاري اللي مات عا بواب المستشفيات

ما كفـّوه المصريات .. فيـّقني عا تعتيري

 

عم بتخايل حالي كبير بشي دولة كتير كبيري

ما بعيش بفقر وتعتير ولا بقعد عالحصيري

أصرخ....فلسطين يا أمي!!! هل تدرين يا أمي ماذا يحصل؟؟ هل ترين.. هل ترين كيف هي قضيتنا... القضية الفلسطينية اليوم ؟؟!!! وأين هي؟؟!!! ها هم أطفال غزة.. أراهم يوميا يذبحون.. وهم يلعبون بالكرة..يقتلون... قتل الصهاينة رفاقي يا أمي رفاق الحجارة.. في غزة الأبية وهم يدرسون..يلعبون ولا من يدري.. أو يشعر وها هي الإنسانية اليوم تنظر إلى فلسطين وقضيتها بالعين العمياء وتسمع صراخها ونداءها بالأذن الصماء... أتسمعين يا أمي الطفولة اليوم في فلسطين؟؟ أترين أرواحها وهي تحلق في السماء رافعة راية الحرية؟؟.. والأطفال.. عصافير الجنة.. يغردون أناشيد فلسطين الحزينة المغتصبة.. المحتلة.. والدمعة في العين والغصة في القلب... ولكن هل هناك من يسمعهم؟؟ أمي.. من يتكلم بإسم الإنسانية لا يدري معنى كلمة "إنسانية" والعرب اليوم لا يدروا معنى كلمة "العروبة" والأممية اليوم.. أين هي؟إما ماتت أو ما زالت في سبات عميق سبات لن تنهض منه إلا بعد فوات الأوان كما العادة.. يا أمي ... أمي.. سأذهب .. عل ذهابي يستغيث ولو طفلا من أطفال غزة.. سأكتب.. عل كلماتي تخفف ولو نقطة من بحر آلام أم فلسطينية مفجوعة.. سأصرخ.. عل صراخي يداوي جرح أب حرم رؤية طفله شابا كبيرا.. فأنا لا يمكنني أن أصبر.. لا يمكنني أن أسكت وأجمد مكاني في الوقت الذي أرى فيه هذه المجازر وهذا الظلم يلحق برفاقي في الأراضي المقدسة.. في الوقت الذي أرى فيه القضية الفلسطينية تموت وتزول يوما بعد يوم.. في الوقت الذي أرى فيه زعماءنا يختلفون على توزيع الحصص في الوزارة!!!! فإن الأمرلا يحتمل.. المزيد من السكوت.. علينا أن نتحرك..أن نصرخ أن نقول كلمتنا .. أن نغضب..ليسمعنا كل العالم وأن نحصل على مبتغانا..على حقنا... مهما صعب الطريق أمامنا.. وإن كانوا يبشرونا بمحرقة علينا أن نبشرهم بالزوال.. فإن هؤلاء الصهاينة يا أمي فعلوا الكثير.. فعلوا الكثير.. قتلوا رفاقي الصغار في غزة دمروا المنازل في غزة شردوا الصغار في غزة كالوحوووووووش وكذلك فعلوا في لبنان وكذلك في العراق.. إنهم أصل البلاء يا أمي فكيف نسكت؟؟!!!!! وكيف نهدأ؟؟ّ!!!!! يا رفاقي أعلنوها ثورة فما يجري يظهر لنا أن لا حل دون ثورة ثورة على العدو ثورة على أمراء الإقطاع ثورة على رجال الدين والطائفية وأصحاب رؤوس الأموال ليزول كل هؤلاء ليزول الجهل من أمتي والنوم..والصموت.. علّهم ينهضوا..يستفيقوا من هذا السبات..........
أشجار الربيع على عتبة القلب...أعرف شجرة زيتونٍ في غزة، قصفها الحقد بالحقد ولا زال زيتها العربي مضيئاً كقنديلٍ من الياسمين، شجرة زيتونٍ حفر جدٌّ لنا ممعنٌ في البارود قبل أن يطفأ الزمن يديه المتعبتين، حفر عليها ستون اسماً لمخيماتنا، وسقتها جدةٌ لنا عشرين كأساً من نبيذ العرب.. فغدت شهيّةً كثدي امرأةٍ تحت المطر، أعرف شجرة زيتونٍ، ما عادت تهدي من ثغرها الحمام أغصاناً لتطوب الطير رسولاً للسلام.. صارت الزيتونة مخزناً للسلاح في بلادي، ومعسكراً للثوار: زنّرت طيورها بأحزمةٍ من شوك، لتفقأ عين الصيادين.الزيتون في بلادي يتقن حبّ الحياة بسكب الموت قرباناً لها.. يعشق نكهة البرد في كف الجفرا الفلسطينية اذا ما حان القطاف.. ويدرك ما امتزاج العشق بالنزيف في عنق فلاحٍ طعنه يهوشع بالخراب فعانق الجذور وتجذّر في التراب تراباً، ويعرف زيتونُنا أيضاً كل أسماء شهدائنا، وأطفالنا، ونسائنا، ويعرف أسماء أسرانا في سجون اسرائيل.. وفي سجون العرب ربما.الزيتون وفيّ.. كوفاء الطفل لأمه المذبوحة ظلماً: سأقتل قاتلك.أشجار الربيع على عتبة القلب..وأعرف نخلةً زرعها الفرات قلادةً في جيد بغداد، والنخلة العراقية لمن لا يعرف نخيلنا، تولد في قصيدة، وتعيش في موّال.. وتموت مشنوقةً بتهمة الطرب.. بتهمة الموسيقى..أعرف نخلةً عراقية لم تقطعها الديمقراطية باسم الديمقراطية بعد، لا زالت تحمل جرةً كل صباح، وتملأها من دم المحتل، لتشبع بها شبق الأرض للحرية، نخلةً عراقيةً لم تتأمرك، لا زالت تتكلم اللغة العربية بطلاقة بلبلٍ يغنّي لمليون قبر، لمليون نبيٍّ عراقيٍ قتلهم القرن الواحد والعشرون بنيرانٍ "صديقة".موطني موطني الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك... في رباك..موطني، النخيل والقصيدة..لماذا لا يحضر العراق الى البال، إلا ويصطحب معه عوداً وقيثارة، وسعفة نخيلٍ وقلم؟أشجار الربيع على عتبة القلب..شجر الليمون على خد المتوسط لا زال ينبض برحيق أول حرفٍ صنعه قدموس، لا يخيفه هذا الانقسام البشع، ولا يأبه لخلافات أبنائه.. فكل الفقراء أخوة، وكل الجياع أصدقاء.. هم فقط لم يكتشفوا بعد كم يشبهون بعضهم.. أعطِ الصغار ملعباً وفوضى، فحين يتألمون قليلاً من طيشهم، سيدركون حينها ما قيمة النظام، وما عقاب من يجرح إصبع وطنه بخنجر مخضب بدم جاره.السنديان والصنوبر على الموعد، لا تخافوا، لم تستطع كل الحرائق التي افتعلها اللبناني بسذاجته، أن تمحي كل الأشجار، ولم تستطع كل سكاكين الصديق والعدو والشقيق أن تجفف حليب الصباح كل صباح، و "كول" ولو جائت بكل أخواتها، لن تستطيع ان تسرق البحر منا، وكل الميليشيات في الشارع وإن قتلت كل الشعراء، لن تستطيع أن تقتل ورقةً واحدة، ولا أن تخترع إكسيراً يصادر الكلمات من شعبٍ يخترع الأمل.الربيع على البابيحتاج إلى تذكرة عبور ليدخل القلوب المكسورة والمحبطة، يحتاج لنفسٍ طويل، أن نثق بأن الليل سيختنق بظلامه، وأن الفأس سينهكه الصدأ، وأن الجلاد سيسقط تحت أقدام القتيل ليستجدي واسطةً ليهرب من لعنة التأريخ والنار، لا بد من أمل، لا بد أن نصنع من اللون الأسود حبراً، ومن العتمة حافزاً للبحث عن المشعل... لا بد أنْ تسقط طيور السنونو يوماً طائرات اسرائيل بين أنياب بحر يافا.. لا بد أن يقتنع الأمريكي أن قناني الكوكا كولا تصبح في بلادي لعبةٍ تحت أقدام الفقراء في ملاعب الطفولة، ولن يحكم شعبنا الطيب إلا خرير النيل وشدو دجلة ورقص الفرات.. لا بد أن يغفو الليطاني في حضن بيروت ويقسم لها أن مياهه ماركة عربية مسجلة، لا بد أن يكف الموتى عن الموت، وأن يقتنع الأخوة ولو طال خصامهم، أن العيون السود لها ذات المذاق في المرآة..طال الوجع قليلاً، والمرارة في القلب قاسيةٌ كاحتراق روما بجنون نيرون.. لكن نيرون مات منذ قرون.. وروما لم تمت..كل ما في الأمر أن وطننا متعبٌ قليلاً.. خلوه يغفو، وامتشقوا الآمال والأحلام والبنادق والأقلام وألعاب الصغار.. وانتظروه على الشرفة.الربيع على الشرفة.. والشعب يحب الحياة.. والحياة لنا.. الحياة لنا..

الأكثر قراءة