لأن رؤيتهم أصبحت طاغية على هذا المجتمع، لأن رؤيتهم تعميها الطوائف، لأن رؤيتهم تأكلها المصالح، لأن رؤيتهم أصبحت سبب الأزمات المتلاحقة، لأن رؤيتهم تدهور وموت وتشرذم وفساد... لأنها رؤيتهم، فلا بد من أن يكون لرؤيتنا مكان
.... "رؤية الشباب" مساحة لعرض أفكار شباب الاتحاد وآرائهم وكتاباتهم النثرية والشعرية
يصحبني سواد الليل في شعرك
إلى بياض كالثلج يسكن نهديك
وسمرة الوجه الإلهية
تحاكي لون الشمس تارةً ...
وتارةً أخرى
سنبلة قمح ... مالت مع نسمةٍ
انعشت حر الجوى في قلبها
تسبقك عتمة الليل
لتخبرني بموعدنا
وأبقى منتظراً
سواد عينيك
ليلون ظلام حنيني
ويؤنس القمر الساهر
في سماء النسيان
لن تأتي هذا المساء
لن انزو في زاوية صدرك الدافئ
ولن ارتمي مغشياً علي
عندما أشم رائحة العطر
المعشعش في ظلال نهديك
ستون يوماً
مذ قلتِ
"أريدكَ"
ستون يوماً
والحرف يشتهي أن يلامس شفتيك
تأخذين شراع السفينة
وترحلين ..
نصرخ في فضاء الليل
لا يأتينا غير الصدى
والصدى آثر الهروب
ما عاد يهوى الإنتظار
والصبر ما عاد يجدينا
تأخذين شراع السفينة
وترحلين ..
تتركين وراءكِ آلاف الجياع
ما كنت أعرف أنّ المدن ترحل
بل كنت أحب المدينة !
أبحث عنكِ الآن
بين زحمة الخطابات
بين الرثاءات الزائفة
آهٍ .. كيف أصبحتِ
وجها ً لا يشبه وجه المدينة
بيروت يا موتا ً في الشوارع
بيروت من ينظر .. من يصرخ
من يدافع ؟
سقطت شموع الصلاة الأخيرة
وانقسم جسد الخلاص
ما عاد يصرخ غير الرصاص
وما زلتِ بيروت ترحلينفوق الصخر .. فوق الخبز والبنادق
يا مـَن تغازلون الوردة الرقيقة
وتقاتلون .. وترسمون جسورا ً للأحلام
يا أسرى الأزقة البائسة
يا جوع الأجساد النحيلة
أيها المشرّدون في صحراء الموت اليومي
أيها العابرون نحو الأيام المجهولة
أيها المنتفضون .. يا عمال المناجم
في أميريكا اللاتينية
في افريقيا السمراء
أيها المسحوقون
في الساحات العربية الممزقة
بمتاريس الصفقات والطائفية
يا ثوار الغابات
يا رائحة الموت والبارود
الى متى سنكتب حروفا ً وتحيات
وعدّة كلمات اخرى
وننشد أغنيات الوداع المستمر ؟!
خضر حسـان
18 -6 - 2008