يؤكد الشعب الفلسطيني مجدداً للعالم أجمع المقولة الشهيرة "لست مهزوماً ما دمت تقاوم"، و يجدد ثورته المحقة في وجه الكيان الغاصب الذي كان قاب قوسين أو أدنى من فرض إحتلاله على أراضٍ جديدة لولا صودم بردات فعل أصحاب الأرض الثورية. كانت البداية عندما رفض حوالي ٩٧٠ فلسطيني الرضوخ لسياسة دولة الإحتلال التوسعية، و التنازل عن حقّهم في الحصول على مأوى و مسكن.
إن مجرد التخيل بأن منزلك الذي ترعرعت فيه مع عائلتك والذي يحمل في ثناياه تاريخ أرضك و أجدادك، يُسلب منك و يُنسب إلى أُناسٍ آخرين يتدعون بأن هذه الأرض ملكاً لهم، كلا بل و تظهر أمام الغرب على أنك أنت المعتدي و يتوجب عليك إعادة الحق لأصحابه، "شعورٌ هذا أسوء من الموت" كما وصفه الفلسطيني نبيل الكرد و هو من مئات الذين هُددوا بالتهجير من حي الشيخ جراح.
تجسدّت المقاومة الشعبية الفلسطينية بأشكالٍ عدّة استطاعت فيها أن تُعبّر عن رفضها للمحتل والحد من سياساته الاستعمارية الرامية الى تهديد الفلسطينيين واضعافهم ومحاولة الغاء وجودهم على أرضهم. استطاعت هذه المقاومة توجيه ضربات قاسية للعدو الصهيوني من خلال القصف الصاروخي العشوائي للمستوطنات والقاعدات الجوية والمرافئ الحيوية مكبدّةً الاحتلال خسائر مادّية وبشريّة ومعنويّة.
بلغ الحراك الشعبي الرافض للعدوان الصهيوني على القدس المحتلة، قطاع غزة والشيخ جرّاح ذروتَه في جميع عواصم العالم وخاصةً في لبنان حيثُ شارك اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني في وقفات احتجاجيّة عديدة، أهمّها كانت على الحدود اللبنانية-الفلسطينية في منطقة العديسة بمشاركة شعبية حاشدة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي والإعلان عن تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني المناضل.
واليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى نشعرُ أنّ الشعب المقاوم بعزيمته وشهداءه لا بُدَّ أن ينتصر على هذا العدوان الغاصب وسيعود الحق لأصحابه لأنّ الشعوب التي تُولد من رحم المعاناة وتنبثق من جوف الدمّار لن تستسلم ولن ترضخ أبداً.
إن الشعب الفلسطيني قد قال كفى، و هو يتوجه الآن كما توجه سابقاً على طريق الثورة واضعاً نصب عينه التحرر الكامل من هذا الإحتلال الذي حان الوقت له أن يزول إنصافاً لكل نقطة دمٍ نزفت من أجل الموقف الذي لطالما حمله الفدائيون، موقف استولت عليه الصرخة التي يصرخ بها شعبنا كل يوم، كتعبير عن قرارنا القاطع بالقتال, و هذه الصرخة هي الوطن أو الموت.
يارا حجازي.