من أين نبدأ بالشرح عن اتحاد الشباب الديمقراطي! عن منظّمة تشكّل منصّة آمنة للنضال والتطوّر الشخصي والجماعي. في البداية المنظمة الجذّابة لفتتني كشاب في بداية شبابه عبر أحد المخيمات منذ تسعة سنوات. في هذا المخيّم، اذكر انّي كوّنتُ عدداً كبيراً من الأصدقاء أو لاحقاً الرفاق...منذ تلك المشاركة وبدأت المسؤولية الشغوفة للعمل الشبابي في منظّمة تُفسح مجالاً للمبادرة الفردية وتدمجها بالعمل الجماعي المنسجم. يتوسّع أفقنا سريعاً لنصبح مهتمّين بالشأن العام، بكل قضية في لبنان والعالم.. بإختصار تصبح يسارياً.
تكرّس هذه المنظمة قيم أخلاقية عالية لا مساومة فيها. تجعل من الشبان والشابات مناضلين متمرّسين بالنقاش المقترن إلتماس المباشر على الأرض. النقاش ثم النقاش هو أكثر ما يغنينا و يطورنا. الكثير من النقد الذاتي يدفع بمنظمتنا قدماً نحو طليعة المنظمات الشبابية في مختلف المناطق اللبنانية.
في التطلّعات السياسية النضالية...
السياسة هي حياتنا، تؤثر عليها، ونراها الأساس في بناء مجتمع يضمن لنا الحقوق ولا يستمر بتهجيرنا واحباطنا. قد نعاني الكثير من الإحباط والتعب ولكن ماذا لو خضعنا واستسلمنا؟
اتحاد الشباب الديمقراط اللبناني يواجه الإحباط بالأمل، بالنضال اليومي في المدن والضواحي والقرى، في الجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة. ننطلق من مبادئ اساسية اننا منحازون لمن هم "تحت"، للمهمّشين والمتضررين من النظام اللبناني القاتل. هذا النظام العفن الذي ينحاز للأغنياء ليراكموا الثروات بينما يتركنا نراكم البؤس. هذه السلطة التابعة تعد الشباب للتصدير، تواجهنا بتهميش الجامعة اللبنانية بِسعيها الممنهج لتغييب دورها التقدمي في بناء الثقافة الوطنية، باقتصاد ريعي لا ينتج فرص عمل، بنظام لا يؤمّن حد ادنى من حقوقنا(مواصلات عامة، اتصالات وسكن). اذاً مواجهته واجب لنبني مستقبل يليق بالشباب اللبناني وطموحاته وطبعاً حقوقه التي يناضل الاتحاد لإنتزاعها. في سياق متّصل، علّمتنا المنظّمة المقاومة، وغرست بنا قيمها ورسّخت حقنا بالدفاع عن أرضنا وحب فلسطين، وكان لنا شهداء في الجنوب والبقاع، وأبطال أحرار كسهى بشارة وانور ياسين نقتدي بهم ونفخر بالإنتماء لنفس المنظّمة وإيّاهم، والذي لاشك به، هو الإنحياز الكامل لإرادة الشعوب العربية وحقها بتقرير مصيرها.
في أفق التطوّر الى الأمام في كل ميدان...
ميدان السياسة يؤدّي دوما بمنظّمتنا نحو الشارع الى اسقاط النظام الطائفي، من حراك 2015 وصولاً الى انتفاضة 17 تشرين التي توّجت نضال تراكمي، كان للاتحاد محطات وجولات حملت قضايا الشباب ربطاً بضرورة تغيير النظام وبناء دولة العدالة الإجتماعية والعلمانية والمساواة.
يناضل الاتحاد منذ نشأته في سبيل تأسيس الجامعة اللبنانية وتطويرها، لم نوفّر وسيلة لتشكيل حركة طلابية وطنية تحمل شعارات الوطن بقضية راسخة الجامعة اللبنانية هي ليست للعمل الأكاديمي، انما ليكون التعلّم اداة لتطوير المجتمع وبناء ثقافة وطنية تسهم في تطوير الهوية الوطنية وتكافح لكسر التبعية الثقافية والسياسية والإقتصادية للغرب الرأسمالي.
أمّا كشّاف مساحة الاطفال على طريق التنشئة الوطنية، يغرث كشاف الاتحاد بالناشئة مفاهيم حب الوطن والبيئة.
الصمود الشعبي ليس بجديد على منظمتنا فهي من الناس وللناس، الصمود الشعبي هو رد فعل طبيعي وسط هول الكوارث التي يعاني منها الشعب اللبناني من الحرب الأهلية وحرب تموز مروراً بحرائق الدامور حتى الكورونا واخيراً جريمة المرفأ، انّه قدر اللبنانيين أن يدفعوا ثمن أعمال السلطة دماً ودماراً وحزناً.
ختاماً، ونحن على أبواب المؤتمر الوطني العام الثاني عشر، لا بد من تقدير ما تقدّمه هذه المنظمة لنا على المستوى الشخصي، وما تناضل من أجله في سبيل قيمة الإنسان الأساس ودولة العدالة الإجتماعية. هذه المساحة الديمقراطية والشباب النابض بالحب، بالعزم والارادة، سيحقق يوما ما يريد! ليس حلماً، انّما هدفاً بوحدتنا التي ستتحقق ولو بعد حين.