استضاف اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني لقاءً للاتحاد حوارياً حول نظام الكفالة في لبنان، تحدّث فيه المدير التنفيذي للمفكرة القانونية نزار صاغية، الباحثة في القانون سارة ونسا، الناشط رامي شكر من حركة مناهضة العنصرية وهيروت الباشوه عضوة مركز العاملات الأجنبيات في بيروت.
تحدثت ونسا عن مشروع القانون المتعلق بالعاملات في الخدمة المنزلية، مفصّلة مكامن الضعف في هذا القانون الذي، على حد قولها، يكرّس نظام الكفالة في لبنان. ففي حين يستثني قانون العمل العاملات المنزليات والعمال الزراعيين، يأتي وضع قانون مخصص ومنفصل للخدمة المنزلية مكرّسًا التمييز ضد العاملات المنزليات. فالقانون لا يعترف مثلاً بالعمل المنزلي الذي قد تمارسه عاملة دون اتخاذ منزل مستخدميها مكانًا للسكن. كما أن فصل قانون العمل المنزلي عن قانون العمل، تحت شعار خصوصية العمل في الخدمة المنزلية، واستثناء العاملات المنزليات من قانون العمل، يمنعهنّ من الإستفادة من الحماية كفئة مستضعفة.
أما المحامي نزار صاغية، فقد تحدث عن واقع العاملات الاجنبيات في ظل غياب أي تشريع يحميهنّ، موضحًا أن نظام الكفالة غير موجود أصلاً في النظم القانونية مما يجردهنّ من أدنى حقوقهنّ. وهذا النظام يتوسع ليطال فئات عمالية جديدة (اللاجئين السوريين) وبالتالي يخلق فئات إضافية أكثر ضعفًا. وأضاف صاغية أن نظام الكفالة يمنع العاملات الأجنبيات من اللجوء للعدالة ويضعهنّ أمام احتمالين: اللجوء للقضاء الذي يؤدي إلى اعتقالهنّ وترحيلهنّ، أو إطالة مدة الإجراءات بحال تم المضيّ في القضية مما يحرم العاملات من أخذ حقوقهنّ أو يدخلهن في مفاوضات مع صاحب العمل. وتطرق نهايةً إلى قضية العاملة الأثيوبية لينسا، التي هربت من منزل كافليها، لافتًا إلى وضوح الضغط على لينسا لتصوير فيديو تعبر فيه عن محبتها لكافليها، بعد أن تسرب إلى الإعلام فيديو تتحدث فيه عن التعذيب الذي تعرضت له من قبلهم. وقد تدخل الأمن العام حينها في القضية بشتى السبل في سبيل حماية سمعة كافلي لينسا - من كبار صانعي الأزياء في البلد - وسحب الموضوع من التداول.
أما عضوة نقابة العاملات الاجنبيات هيروت الباشوه، فقد تحدثت عن تجربة العاملات الأجنبيات مع المعاناة اليومية التي يعشنها، مطلقة صرختها رفضاً لما يتعرضن له من عنف وتمييز وعنصرية دون أن يأبه أحد. هذا بالإضافة إلى حرمان العاملات من الأجر والطعام وحالات التعذيب وساعات العمل الطويلة.
أما الناشط رامي شكر، شدد على ضرورة تحليل هذا الواقع وكيف يستفيد النظام من استغلال العاملات الأجنبيات، في وقت تتخلى فيه الدولة عن مهامها وتسعى لخلق الاشكاليات والتناحرات بين الفئات المهمشة بغية تشتيت أي محاولة توحدهم ضدها. وقد أوضح بذلك، الترابط بين ما تعيشه العاملات الأجنبيات والنظام