Ihsan Masri

Ihsan Masri

مؤتمر صحفي الحراك المدني للمحاسبة

لم يلامس التزام الإضراب في الإدارات العامة أمس الـ 50%. فالموظفون يظنون أنّ غياب الأفق للحل يجعل كل التحركات بلا نتيجة. بالنسبة إليهم، تبقى مقاطعة التصحيح ورقة الضغط الفعلية، وسط الانكشاف الأمني والسياسي، فيما ترى القوى السياسية أنها قادرة على خرق هذه الورقة أيضاً

 

فاتن الحاج - الاخبار

 

 

يكاد التبلّد السياسي في التعاطي مع ملف سلسلة الرتب والرواتب يخدّر قواعد المعلمين والموظفين في الإدارة العامة. التمسك بالحقوق والإصرار على عدم التراجع عنها قيد أنملة، الذي تقع عليه في نبرات أصواتهم، لا تلمحه في تحركات هيئتهم النقابية التي لا يبدو أنّها هي الأخرى استفادت حتى الآن من تجربتها لبناء قوة نقابية مستقلة فاعلة، ما يطرح السؤال مجدداً عما إذا كانت قد فوّضت إلى بعض القوى السياسية التفاوض عنها.

 

لو أنّ المندوبين في الروابط المكونة لهيئة التنسيق نزلوا وحدهم إلى الأرض لفعلوا الكثير. حتى التزام الإضراب الذي بدأ أمس ويستمر اليوم أيضاً في الإدارات العامة والوزارات لم يلامس الـ 50 %، باعتراف الموظفين أنفسهم. لذلك أسباب تسوقها القواعد، ليس أقلها الإحباط من الوضع السياسي القائم والخوف من المشاكل الأمنية المتنقلة. بعض الموظفين يبررون ذلك بالقول: «ما في شي بالأفق، لماذا سنشدّ العصب في غير مكانه، الناس تعبت». وتسمع من موظفين آخرين في الإدارة العامة يواظبون على المشاركة في التحركات ينتقدون أنفسهم «نحنا الموظفين مش فارقة معنا، ولو كنا مهتمين لكان البعض منا انضم إلى اعتصام زميلنا د. علي برو في ساحة رياض الصلح». هنا تحاول إحداهن إقناع برو بالعدول عن إضرابه والعودة إلى بيته إنقاذاً لصحته التي «لن يلتفت إليها أحد، ونحنا الموظفين ما منستاهلك». يغضب هذا الطلب برو ويستفزّه حديث الموظفين عن أنّ الوضع الأمني يربك التحرك وخصوصاً أنني «أراهم أمام عيني يدخلون ويخرجون من المجلس النيابي حيث تجتمع لجانهم كل يوم، ولا يراعون في ذلك الوضع الأمني، فلماذا علينا أن نراعيه ونلبس ثوبه؟». يقول برو إنّه سينتقل قريباً جداً من موقع الموظف إلى موقع المواطن وستتخذ معركته شكلاً مختلفاً، إذ ستكون صوتاً ضد الظلم والفساد، متوجهاً إلى «كل الذين يعانون من هذا الأمر وهم كثر من الشعب اللبناني بالسؤال: «ما هي المواد التي استعملوها معكم لتخديركم؟». وقال: «سأواجه التخدير الذي أوصلنا إلى حالة التكلس وتكلسنا». يزور وزير الزراعة أكرم شهيب المعتصم منذ 13 يوماً للمرة الثالثة، حاملاً هذه المرة عرضاً ظن أنّه قد ينهي الاعتصام. يقول لبرو إنّه لم يأت إلى هنا ليساومه على قضيته، لكن السلسلة باتت مشروعاً بلا أفق». يحضر، كما ينقل برو، كأخ وصديق يدعوه من باب الخوف على صحته إلى الخروج من الساحة لقاء تسوية وضعه الوظيفي قبل 11 شهراً على تقاعده، وخصوصاً بعدما اطلع على الظلم اللاحق به في الوزارة». أجابه برو: «يفترض أنني وأنت من مدرسة نضالية واحدة. لو كنت مكاني، هل كنت ستقبل بالمساومة بهذه الطريقة؟ فمع كل معزتك كرامتي بالدق، ويستحيل أن أنتقل بإضرابي من مسألة عامة إلى مصلحة شخصية». ورد شهيب، كما قال برو: «لا أرضى بأن تقوم بأي شيء يمسّ بكرامتك، أنتظر منك إشارة وأنا مستعد». في المقابل، يستفز بعض المعلمين توصيف ما يحصل بالتراخي، «فقد أدينا قسطنا للعلا وتراجعنا مرات عدة والكرة لم تعد في ملعبنا، بل في ملعب الأهالي»، أو هذا ما ستقوله إحدى المعلمات للطلاب والأهالي الذين سيحضرون لقاء الخميس، في ثانويتها. تبدو المعلمة مقتنعة بأننا «استنفدنا كل وسائل الاحتجاج ولم تعد هناك ضرورة للخروج إلى الشارع لتأكيد المؤكد، فإصدار الموقف في بيان أكثر من كاف في مرحلة أظهر فيها السياسيون كل السياسيين أنّ لهم جلداً متمسحاً، ولا يملكون أدنى شعور ليس فقط بالمواطنين بل بقواعد أحزابهم أيضاً». تستدرك: «لو لم يكن الوضع الأمني مهزوزاً، ولو كانت أيامنا عادية، لكان من الواجب عدم القبول بأقل من العصيان المدني». في كل الأحوال، ترفض المعلمة أن تدخل هيئة التنسيق لعبة الأسماء وأن تستثني أياً من الأفرقاء السياسيين من المسؤولية «فكلهم في السوء سواء، ولا يجب أن نعطيهم هذه الفرصة، لأنّ من يقول لنا إنّه معنا لا يفعل شيئاً لإقرار حقوقنا». أحد الأساتذة الثانويين يقول إنّه ليس يائساً، لكنّه بات يلمس أن التحركات الاحتجاجية في الشارع لا تؤدي إلى نتيجة في مجتمع طائفي ليس فيه رأي عام «وكل عنزة فيه معلقة بكرعوبها»، لذا فإننا «نشعر بأن الورقة الفعلية هي ورقة مقاطعة تصحيح الامتحانات. أما مصير الإضرابات والاعتصامات فلا يختلف عن مصير عريضة المليون توقيع». ويلفت إلى أنّ «هيئة التنسيق لا تتجاوز كونها تجمعاً للأحزاب السياسية، ما عدا الإضافات النوعية لبعض القادة النقابيين، لكن نعيش في وهم إذا كنا نظن بأن الحل يمكن أن يكون من خارج تسوية أهل السياسة». أمس، تحوّل اللقاء الذي كان مقرراً داخل مبنى الضريبة على القيمة المضافة (TVA)، إلى اعتصام خارجها بعدما رفضت القوى الأمنية دخول الكاميرات إلى بهو المبنى. وقال عضو هيئة التنسيق وليد الشعار إنّ «الحراك تحول بشكل موضوعي ضمن الظروف المحيطة بالبلد، ولا سيما الأمنية منها، إلى لقاءات داخل الوزارات». ورأى أنّ «الوضع الأمني المستجد يتطلب من الحكومة اتخاذ إجراءات فاعلة وليس التهرب والتحجج بالوضع من أجل تطيير الحقوق». رئيس رابطة موظفي الإدارة العامة محمود حيدر تعهد بأن «الموظفين لن ييأسوا ولن يتعبوا من المطالبة بحقوقهم». ودعا المسؤولين إلى «تحمل مسؤولياتهم، وإقرار السلسلة لكل القطاعات الوظيفية في إطار حفظ الحقوق لا ابتلاعها». أما رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب، فرأى أنّ القضية لم تعد مسألة سلسلة رتب ورواتب، بل تجاوزت هذا الملف بعد انكشاف كل المواقف السياسية من خلال هذه السلسلة، إذ إننا «نواجه اليوم مشروع تصفية ما تبقى من دولة الرعاية الاجتماعية بموظفيها ونظامها ومؤسساتها». وقال: «نخوض من خلال عنوان السلسلة معركة الوجود، في أن يكون للبنان دولة أو لا يكون». وسأل غريب: «هل هذه مسؤولية هيئة التنسيق وحدها، أم هي مسؤولية كل الشعب اللبناني، ومسؤولية القوى السياسية التي تقول إنها مع بناء دولة، ولا نراها تتحرك من أجل هذه الدولة التي تصفّى مدنياً وعسكرياً؟». ولفت إلى أنهم «يريدون الخصخصة، لا إعطاء سلسلة ولا نظام تقاعد، ولا تثبيتنا، يمارسون تفتيت البلد لبناء داعشيات فيه، نحن رمز هذا البلد ووحدته، ولأننا كذلك تمارس علينا السياسة الداعشية». أعضاء هيئة التنسيق انتقلوا بعدها إلى مبنى مصلحة تسجيل السيارات ـــ الميكانيك، حيث كان الموظفون يعملون بصورة طبيعية. وقد عقدت الهيئة لقاء مع رئيس المصلحة العميد جورج لطوف وشرحت له حقيقة موقفها ودعته إلى أهمية الالتزام بالإضراب.

مهرجان الاتحاد

احتفالاً بعيد الاتحاد وتخليداً لذكرى شهدائه

 

يدعوكم اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني

الى

مهرجان فني في قصر الاونيسكو

 

يوم السبت 12 تموز ابتداء من الساعة 6 مساءً.

 

 

يتخلل الحفل: كلمة سياسية، معرض لفنانين تشكيليين ومصورين فوتوغرافيين، وصلة مسرحية، القاء شعري، راب، وصلة لفرقة رفاق الدرب، تحيات من فنانين ملتزمين، عرض افلام وثائقية قصيرة.

 

الدخول مجاني

 

يعلن عن البرنامج الكامل لاحقاً.

ليا القزي – الاخبار

 

يكاد البحث عن مركز الحزب الشيوعي في البترون يشبه البحث عن إبرة في كومة قش، أو هكذا قد يبدو الأمر. شاب على قارعة الطريق، أمام محله، نستنجد به، فيشير الى أحد المباني: «هناك حيث الصيدلية». أمام الصيدلية، عبثاً نبحث عن لوحة تشير الى مكان المركز. صبية تتبرّع للمساعدة وتسأل عمّ نبحث. تدلّ الى أعلى البناية بثقة: «البيت يقع هنا». قبل أن نتنفّس الصعداء يتبين أننا أمام مكتب مفوضية حزب الوطنيين الاحرار في البترون! أساساً، ليس مركز الحزب وحده «الغريب» عن أبناء المدينة، بل اذاعته أيضاً. بمجرد عبور حاجز المدفون، يضعف ارسال اذاعة «صوت الشعب»، ويتبدّل البث على الموجة، وكأنك لم تصل الى منطقة «مهمة» شيوعياً، قدمت للحزب رجالات ذوي ثقل، وساهمت نضالات أبنائها في تحسين أوضاع العمال والنساء.

في منزلها البتروني، تغرق السيدة السبعينية الضئيلة في كنبتها التي تبدو ضخمة. لها ابنان، قاتل أحدهما في صفوف جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول). تنتفض بقوة إذا ما انتقد الحزب الشيوعي أمامها. أيام «الزمن الجميل» ما زالت راسخة في ذاكرتها. تلمع عيناها وهي تروي عن نضال النساء الشيوعيات في بلاد البترون من أجل اقرار قانون يسمح للمرأة بممارسة حقها في الانتخاب. «سيراً على الأقدام، زرنا قرى البترون والكورة وبشري. طرقنا كل الأبواب، وحاولنا اقناع الأهالي بالتوقيع. كان التجاوب معنا كبيراً ولافتاً». عام 1952، صدر القانون، ففرحت «شيوعيات» البترون لأن نضالهن أثمر. تطيل الحديث عن «الزمن الجميل» وأمجاد الماضي من دون أن تعلّق على الوضع الحالي للحزب. هي أيضاً ربما لا تعرف أين يقع المركز، خصوصاً أنه منذ بداية «الوجود الشيوعي» في المنطقة، وحتى تشرين الثاني من عام 2012، تاريخ افتتاح المركز، لم يكن لشيوعيي البترون سقف رسمي يؤويهم. كانت منازل «الرفاق» تحتضن الاجتماعات الحزبية، والسبب الاساسي، بحسب المسؤول سمعان بو موسى «غياب الامكانات المادية، وكون الحزب ظل في البترون ملحقاً بقسم الكورة حتى أوائل التسعينيات»، اضافة الى «هجرة الشيوعيين نتيجة الاضطهاد الذي عانوا منه واتسام عملهم بالسرية خلال الحرب». لم ينتظر البترونيون تأسيس الحزب الشيوعي اللبناني عام 1924. فقد بادر «خيرالله خيرالله ويوسف الحويك الى تأسيس حركة شيوعية أممية قبل ذلك بسنوات»، استناداً الى الطبيب غسان فاضل. براعم الشيوعية في البترون بدأت تتفتح أوائل الاربعينيات، «وكانت أكبر مجموعة في حامات حيث وزعت قرابة 112 بطاقة، وتمددت في اتجاه المنطقة الساحلية، تحديداً البترون والهري. ومن كفرحلدا في اتجاه كفور العربي». في البداية كان وجود الشيوعيين يتركز في الجرد، «كون الاكثرية كانت تنتمي الى طائفة الروم ما شكل رابطاً معنوياً طبيعياً مع الاتحاد السوفياتي في حينه». يتذكر فاضل الطبيب رشيد معتوق من كفرحلدا الذي كان «يمارس عمله في العراق ويعود بعد أن يجمع المال لمداواة الناس في المنطقة من دون مقابل». في منتصف الأربعينيات تحول العمل الحزبي سرياً، وشهدت فترة الخمسينيات الانتشار الاكبر، بسبب «وجود مثقفين أكثر وأشخاص أمثال الأب الشيوعي طانيوس منعم ومنصور صوما الذي جاء من أنطلياس واشترى أراضي هنا وأصبح من شيوعيي البترون».

يروي فاضل أنه في تلك الفترة «كثرت الاتهامات التي لفقت ضدنا. خاف الناس منا ومنع الاهالي أولادهم من معاشرتنا متذرّعين بإلحادنا». لم يسلم الشيوعيون من ملاحقات القوى الامنية، «الطلاب طلبوا الى التحقيق نتيجة اضراباتهم، والرفيق يوسف شيخاني أوقف لانه طالب بالكهرباء». كان ذلك قبل أن يفتك بهم الركود، «بعد أن توقفت المؤتمرات الحزبية طيلة 25 سنة، وبسبب الانقسام بين خالد بكداش في سوريا والقيادة في لبنان». تغلغلت في البيئة البترونية تيارات نتجت من هذا الانقسام، وصولاً الى المؤتمر العام 1968 «الذي أعاد ترتيب الصفوف». في السنة التالية، أصبحت هناك قيادتان «فرعية الجبل وفرعية الوسط ـــ الساحل، مع وجود لجنة وصل بينهما، وذلك لصعوبة التنقل بين المناطق في تلك الفترة». المرحلة الثالثة تكوّنت في البترون المدينة، خلال فترة تسلم جورج حاوي للامانة العامة. تأسست ثانوية البترون، «حيث أصبح للحركة الطلابية ملعب تتحرك فيه، خصوصاً مع تأسيس اتحاد الشباب الديمقراطي عام 1972. فأصبح الحزب الاقوى». قبل اغتيال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي كمال جنبلاط، «كان ميزان القوى يميل لصالح الحركة الوطنية. في 1976، بعد اغتياله اجتاح الجيش السوري مناطقنا». يقول الطبيب فاضل إن مجازر حصلت بحق الشيوعيين وخصوصاً في حامات. لا يعرف من الذي نفذ، «ولكن القرار اتخذه (الوزير الكتائبي السابق) جورج سعادة بغطاء سوري». مركز «الشيوعي ـــ البترون» متواضع وصغير. جدرانه تملأها صور شهداء الحزب واعلانات المحاضرات التي نظمها وينظّمها. الوحيد الذي تتكرر صوره هو «أبو أنيس». في قاعة المحاضرات، مكتبة صغيرة تضم عدداً من الكتب. داخل مكتبه، ينفث أبو موسى سيجارته من نوع «سيدرز» وهو يخبر عن الحزب ما بعد الثمانينيات. يعتذر عن عدم حفظه التواريخ، «فأنا هاجرت الى فرنسا بعد مضايقات عدة، وهناك تعرفت الى هذا الفكر السياسي الذي تهجّرت بسببه». يتذكر رجالات لعبوا دوراً في الحراك اليساري: رشيد معتوق ورشيد يوسف والاب منعم والدكتور الشاعر ميشال سليمان ويوسف وضاهر ريشا وحنا يعقوب. الفترة التي يذكرها بو موسى جيداً، تمتد حتى عام 2004 «وهي مرحلة استنهاض الحزب وتحول اللقاءات والنشاطات الى علنية». الحزب موحد ومنظم، «الاجتماع الدوري أهم من الحياة اليومية للملتزمين. في حين أننا اليوم نفتقد للروح النضالية». قدمت البترون شهيدين سقطا في صفوف جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية «جمول» وهما شقيقا المدير العام السابق لقصر الأونيسكو الراحل أنطوان حرب. يتذكر بزهو كيف تمكن مرشح الحزب غسان الاشقر في الانتخابات الفرعية في الشمال عام 1994 من «الحصول على 1300 صوت في مواجهة جميع الاحزاب وضغط القوات السورية التي حاولت منع الناس من الاقتراع له». عادت الخضات لتهز أركان «الشيوعي» (في البترون كما في كل لبنان) عام 2004، مع بروز الخلافات الداخلية «واتجاه نديم عبد الصمد والياس عطالله وأديب نعمة الى تشكيل معارضة. البترون وقفت الى جانبهم من منطلق الضغط من أجل اصلاح الحزب». كان الخلاف مع القيادة «على كيفية التعاطي مع الحزبيين وأداء المكتب السياسي». يتذكر بو موسى اجتماعاً في منزله ضم اليه، نصر فرح وحسام جرجس وطوني فرنسيس والياس عطالله. كان الحديث يتركز حول شكل المعارضة، وأعطاها فرنسيس وصف «المعارضة الحقيقية التي يجب أن تنطلق». بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، دعا الشيوعيون المعارضون الى اجتماع في المنية. الفكرة كانت قد توضحت أكثر، فتقرر أن «تكون هناك حركة انشقاقية يسمونها اليسار الديمقراطي». اعترض على هذا الطرح الطبيب الياس غصن، في حين أيده مسؤول الحزب في البترون في حينه حسام جرجس. انسحب الجو المعارض على جرد البترون، «الركن الاساسي في الحزب». حالياً، ركيزة الحزب هنا تتراوح أعمارهم بين الخمسين والسبعين. هم باقون في الحزب لانهم يأملون خيراً من القيادة المركزية، «التي عادت لتتواصل مع الحردانين وتحاول تحسين الاوضاع». التزام الجيل الجديد ضعيف جداً: «الشباب يميلون الى زعامات تتبنى الخطاب الطائفي». على الرغم من وجود 132 بطاقة حزبية فقط «الا أننا نعتبر الانشط في القضاء على مستوى الندوات الثقافية والنشاطات الاجتماعية»، واضافة الى المنتسبين هناك «جمهور كبير يتعاطف معنا ويكن لنا الاحترام». من الامور التي تعيق عملهم غياب «الحس الحزبي والالتزام». يأسف بو موسى لوجود عدد من الشباب الذين ينحدرون من عائلات يسارية «يختارون زعماء طائفيين لمجاراة الوضع القائم». ففي ضيعته عبرين مثلاً، لا توجد الا «بطاقتان» شيوعيتان: «ابنتي ليال وأنا». التواصل مع بقية الاحزاب جيد، «باستثناء «القوات»، لا وجود للتواصل السياسي معه والسبب أننا ندعوه لمشاركتنا ولكنه لا يلبي». أما بالنسبة للحزب الشيوعي «فلا ملاحظات على أداء القيادة». هم مرتاحون أنه قانوناً «لم يعد يحق للرفيق خالد (حداده) الترشح وهو تعهد ذلك أيضاً». يرفضون الاصطفاف بين فريقي الثامن والرابع عشر من آذار، «نحن مع الاحزاب الوطنية». ليس صحيحاً ما يقال إن «الشيوعي مع النظام السوري فنحن ألد أعدائه». ولكن استبداله لا يتم «من خلال الحالات الدينية المتطرفة. هذا ما نرفضه». يقول الطبيب الياس غصن أن الحزب في البترون «في مرحلة الحفاظ على الوجود والبحث عن امكان الانتشار أكثر». الموقف مع بقية الاحزاب يتقاطع بحسب موقفها من «انشاء دولة علمانية، التغيير الديمقراطي، ونقل الصراع من المحاور العسكرية الى السياسة».

 

سجى مرتضى* - الاخبار الساعة 11:51، ليل الاثنين الماضي، سقط الحزن فجأةً مزهواً بطعم الأمل. لحظة من الحقد الأعمى، قرّر فيها القاتل أن نكون نحن ضحاياه. اختارنا نحن، لنمهّد الطريق لظلمه القادم، واختار منّا عبودي (الشهيد عبد الكريم حدرج)، ظنّاً أنه سينتصر بقتله، من دون أن يدرك، أنّ الحياة تحبنا، وتريدنا، لأننا نستحقها.

الساعة 11:51، قرر القاتل أن يغيّر مخططات أيامنا المقبلة. قررّ أن يحرمني مناقشةَ مشروع تخرجي في اليوم التالي، وقرّر أن يخرجني وعائلتي من منزلنا رغماً عنا، أن يدخلنا إلى المستشفى، أن يفقدنا جارنا عبودي، وأن يشحننا بكمّ رهيب من الحزن. الساعة 11:51، قرّرت ذاكرتي للمرة الأولى ألّا تخونني. ألّا تمنحني ولو قدراً بسيطاً من النسيان، ليحتلّ مشهد الانفجار عينيّ ويجعلني لا أبصر الّا الدمار، والدماء، وابتسامة عبودي. كنت كالجميع، معتادةً مشاهدةَ الموت على شاشة التلفاز. لكن في تلك الليلة، كنت أرى موتنا قريباً. براءة أختي حوراء وعفويتها دفعتاها إلى الظن أنّ طيش بعض الشباب اللبناني كان السبب في ما حصل. «أنا أكره البرازيل»، جملة سمعتها مرّات عدة منها منذ رأيت الزجاج يتساقط علينا، وحملنا دماءنا ومضينا. ليست الفرحة بفوز البرازيل، ولا «إصبع الديناميت» هو السبب يا حوراء. هو القاتل، بثلاثين كيلوغراماً من المتفجرات يحاول تدمير رغبتنا في الحياة، هو القاتل، يحاول منعنا من الاستمرار. هو القاتل يا حوراء، وليست مباراة البرازيل، للأسف. «نحن على قيد الحياة»، عبارة أخرى سمعتها من والدتي وهي تطمئن الأهل والأصدقاء في المستشفى. يحاول الأطباء هناك تهدئتي: «لا تخافي، بعض الجروح فقط ستكونين بخير». فكرت حينها، أطباء أغبياء، صرخت في وجههم من دون وعي «مش خايفة، أنا مقهورة. مقهورة كثير». عبارة ثالثة علقت في ذهني حينها أيضاً: «عبودي مختفي»... فكرت كطفلة صغيرة «عادي، بكون سهران عم بحضر ماتش البرازيل ومش عارف شي». كم كنت غبيّة أنا أيضاً.. لأن عبودي استشهد، قرر أن يستغني عن الماتش لينقذنا، هكذا أخبرتني بعد ساعة من مغادرتنا المستشفى دموع أختي زهراء. رحل عبودي إذاً. قرّر أن يوفّر على عشرات العائلات فاجعة عائلته. قرّر أن تبقى أصوات الفرح بالمونديال تعلو من مقهى «أبو عساف»، وأن تبقى نارجيلته المشهورة مقصد الشباب. قرّر أن أبقى أنا وعائلتي على قيد الحياة. وقرّر أيضاً أن يعطي والده شرف أن يزفّه شهيداً، كما زفّ سابقاً شقيقه رضا شهيداً للحزب الشيوعي في مواجهة العدو الإسرائيلي على مثلث خلدة. فضل حدرج، والد الشهيد، وأخو الشهيد، قال لنا وهو يقبّل جبين كلّ منّا، حين ذهبنا في اليوم الثاني من الانفجار لنتفقد دمار منزلنا: «المهم انتو بخير حبيباتي، يروح ابني ولا يروح حدا غير. ما تعرجو، ولو مجروحين، كونوا قبضايات». هذا ما قاله، سامحاً لنا منذ اليوم بأن نناديه جميعنا «بابا فضل». دخلت قطة عبودي إلى منزلنا، ركض والده خلفها خوفاً من أن تجرح وهي تمشي على الزجاج الذي غطى الأرض. «هيدي بسينة الغالي، ما بستغني عنها، مبارح وقفت تطلّع ع صورتو، بتحبو كثير». ثم أضاف: «ممنوع حدا يبكي، ابني بطل». عذراً بابا فضل، لم نستطع أن نخفي دموعنا. عبودي بطل، لكننا نحن الخاسرون. نحن من أهلكنا الألم والفقدان والخوف، ونحاول جاهدين أن نتخلص من كل هذا العجز بالدموع. تحضنني مدلّلة عبودي الصغيرة، أخته يارا. تقول لي وهي تبتسم: «لازم ننبسط، انبسطي، لأن عبودي مبسوط». عبودي، يا ابتسامة يارا، وفخر فضل.. شكراً. لكن كيف سنكافئك؟ كيف سنشكرك؟ أنت الذي اخترت موتك لتحيينا، أنت الذي اخترت رحيلك لنعيش نحن بعد ذلك اليوم، مفجوعين بقدر هائل من الأمل والحنين. أيام مرّت على الانفجار، نحن اليوم أقوى من أيّ وقت مضى. ابتسامة شباب قهوة «أبو عساف» تصبّرنا، صراخ ذلك العجوز، جارنا في المبنى المجاور: «الحمدلله عالسلامة يا أولاد مرتضى» تقوّينا. إكليل الورود على سيارة عبودي المتفحمة وصورته الكبيرة تحت المبنى المنكوب، تعزّينا، وبطولته تجبرنا على الوقوف صابرين، محتسبين، ترافقنا الصلاة، والدعاء بأن لا يفجع القاتل أحداً غيرنا. أيها القاتل، نحن نستحق الحياة، نحن نقدّسها تماماً كما نقدّس الشهادة. أيها القاتل، نحن كلما نزفت أجسادنا دماً، امتلكنا قدرة أكبر على الحب. نحن أيها القاتل، الذين حرّرنا الجنوب من احتلال لم تواجهوه يوماً، نحن الذين هزمنا عدواً اخترتموه صديقاً لم يملأكم إلا حقداً وكرهاً وظلماً بينما نحن بانتصارنا عليه ملأنا حباً وصبراً وتضحيةً وعطاء. منّا نحن، غنّت فيروز لأمل لم تدركوه يوماً، لأمل قوّته الدماء والدموع والخوف، لأمل منتصر. منّا نحن كان عبودي الذي طعنك وقتلك بابتسامته، قبل أن تهديه جنّة لحظة ظننت أنك تهديه النار. ستفهم يوماً أيها القاتل، أن عبودي ولد لحظة استشهاده، وأن في كل منزل من منازلنا يولد عبودي آخر، سيقف في وجهك أيضاً يوماً ما، ليقول لك: «كلما سلبتنا حياة، سيهبنا الله حياة أخرى». * ناجية من تفجير الطيونة في 23 حزيران الجاري

في ذكرى الشّهداء، عهدنا أن نكمل الدّرب... يحفل شهر حزيران بذكرياتٍ يرصّعها الشّهداء كما يرصّعون باقي أيّام السّنين بنضالاتهم. و لكنّ ذكريات حزيران لها رونقها، ففيها تتكاثر النّجوم الحمراء و تتلألأ. ففيه و قبل ٥٥ عاماً، استشهد القائد فرج الله الحلو في دمشق بعد أن قام النّظام العربيّ الرّسميّ بإذابة جسده بالأسيد، ليقضوا بذلك على حلمه بإطلاق حركة تحرّرٍ وطنيٍّ على امتداد هذا المشرق، حركةً تواجه الصّهاينة و تؤكّد على حرّيّة الشّعوب العربيّة و أملها بالعدالة الاجتماعيّة. و في ٢١ حزيران ٢٠٠٥، امتدّت يد الغدر و الإرهاب لتطال قائداً تاريخيّاً كبيراً هو القائد الشّهيد، جورج حاوي، الّذي حلم بحرّيّة تتخطّى الطّوائف لترسّخ وحدة اللّبنانيّين في مواجهة الكيان الصّهيونيّ. هو جورج حاوي، ابن بتغرين المتن الشّماليّ. و ليس غريباً على المتن الأعلى، المواجه للمتن الشّماليّ، أن يقدّم الشّهداء دفاعاً عن كلّ القضايا الوطنيّة، نسجاً على إرث هؤلاء القادة التّاريخيّين، فمن شهداء التّصدّي للهجمات الفاشيّة في صليما عام ١٩٧٦ حتّى شهداء المعركة الّتي نستذكرها اليوم بعد ٣۱ عاماً على وقوعها، مع الفاشيّين المدعومين من جيش الاحتلال، معركة القريّة - قبّيع، في ٢٧ حزيران ١٩٨٣، و منهم شهداء في المواجهة مع العدوّ الاسرائيليّ في جبهة المقاومة الوطنيّة اللّبنانيّة (جمّول). فمن صليما إلى الخريبة و حمّانا و من رأس المتن إلى العباديّة و من القريّة إلى قرنايل، تركت هذه القرى شهداءً في مختلف ساحات النّضال. و اليوم نستذكرهم في حين يحتدم الصّراع، و تجدّد الفاشّيّة أشكالها. فالعدوّ الصّهيونيّ لا يزال جاثماً على أرضنا، و الأنظمة الّتي أذابت شعوبها بالفقر و الجهل تجدّد نفسها، و تظهر راياتٍ سوداءَ من حلب إلى بغداد لتهدّد بإرهابها و إجرامها، فتمتدّ مخطّطاتها لتطال لبنان عبر تفجيراتٍ مجرمةٍ مريعة، في وقتٍ يشهد فيه النّظام اللّبنانيّ تفكّكاً في ظلّ عدم قدرته على تجديد نفسه، ليحلّ الفراغ في رئاسة الجمهوريّة فيما المجلس النّيابيّ يمدّد لنفسه كما يعطّل نفسه بنفسه، بعد أن عملت الأطراف الخارجيّة على استيلاد حكومةٍ ولادةً قيصريّة. و مع هذا التّفكّك، يهدّد هذا النّظام بتفكيك مجتمعنا و تفتيته، كما يصرّ هذا النّظام، رغم تفكّكه، على سلبنا حقوقنا، فيحرمنا الماء و الكهرباء و النّقل، كما الأمن، كما حقّ العيش الكريم بعد عرقلته المستمرّة لسلسلة الرّتب والرّواتب. هي علامات التّأزّم و التّشظّي تحيط بنا، و لكنّنا نجدّد عهدنا للشّهداء الّذين سقطوا في أحلك الظّروف، في ذكراهم كما في كلّ يومٍ، على متابعة نضالهم في سبيل وطنٍ حرّ و شعبٍ سعيدٍ بذلوا أرواحهم من أجله. إتّحاد الشّباب الدّيمقراطيّ اللّبنانيّ - فرع المتن، إتّحاد الشّباب الدّيمقراطيّ اللّبنانيّ - فرع صليما. ٢٨ حزيران ٢٠١٤

تهاني نصار - الاخبار

«اعذريني لإني رح أناديلك «مريم» برسالتي، يعني الإسم اللي أعطتك ياه «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» واللي أهلي وكل المخيمات كلهم بيعرفوكِ فيه. صدقيني مش عارفة كيف أبلش حديثي؟ حاسّة بمسؤولية ورهبة معينة بتوجيهي رسالة إلك! يمكن لإنك من الأبطال اللي ناضلوا مع الفلسطينيين بأرواحهم، أو لإنك أنجبتي بنت من قائد فلسطيني مهم من الجبهة، ونضالك كان زي ما بيقولوا «متكامل»: فيو حب وتعب وخطر وتضحية. من أول السبعينات أسستِ «الجيش الأحمر الياباني» واتحدتي مع الجبهة الشعبية وكنتِ ركن أساسي باختيار العمليات اللي أجبرت العالم كله يعرف بقضيتنا ويشهد على نضالنا».

في حدا ممكن ينسى عملية «مطار اللد» (أو مطار بن غوريون إسا)؟ اللي نفذها تلاتة من الجيش الأحمر بتل أبيب سنة 72 واستشهدوا لحظتها إلا واحد بس هوي كوزو أوكاموتو؟ أصلاً كوزو استشهد تحت التعذيب... وإسا إذا بدنا نحكي عن شهيد حي فهوي كوزو... يعني خالد، لأنو فقد عقلو من التعذيب... مين بينسى اختطاف الطيارة اليابانية سنة 73 وإجبارها تنزل بدبي لتطلّعوا مقابيلها محتجزين من الجيش الأحمر بالسجون اليابانية؟ واقتحام السفارة الفرنسية بهولندا سنة74 واحتجاز السفير الفرنسي حتى أجبروا فرنسا تفرج عن مناضلين فلسطينيين ولبنانيين؟ ما حدا بيقدر ينسى قديش كانت العمليات نوعية وناجحة، حتى إنّا منتمنى لو استمرت بعد. لو إنها بعدها لإسا، أكيد كانت عملت هزة بالكيان الصهيوني، أكيد كانت أعلنت تضامنها مع المعتقلين المستمرين بإضرابهم عن الأكل واللي تجاوز 65 يوم. أكيد كانت هددت وضغطت لتطلع أسرى من سجون الصهاينة. وأكيد كان واحد متل جورج ابراهيم عبدالله صار حر... إعلانك حلّ الجيش الأحمر الياباني سنة 2001، كان خبر سيئ لكل الرفاق والفدائيين، حرام تنتهي حركة مناضلة وقوية متل الجيش الأحمر اللي تصنفت عالمياً على أنها من أكتر الحركات الفدائية «المثيرة للخوف». بعرف إنك قولتي بالمحكمة بعد الحكم عليكِ بالسجن 20 سنة، إنو هاد مش النهاية، بالعكس، بداية ورح تضلّوا منتشرين بقوة. كلامك فيه شجاعة هائلة بذكرني بصمود شعبنا، اللي قد ما مرق عليه سنين وحروب وصعوبات، بضل صامد ومكمّل لقدام. على فكرة عمي ومرتو تنيناتهم كانوا بالجبهة الشعبية، مرت عمي بتحكيلي بين فترة وفترة عن ذكرياتها لمن يوصل خبر قيامكم بعملية معينة، قديش الفرحة كانت تعبي المراكز، بس فيه تكتم كبير على السنين اللي ناضلتوا فيها، بحس إنها ما بتحب تحكي إلا أشيا بسيطة عن هاديك المرحلة، وكإنها كانت حلم! حبيت أقولك إني التقيت ببنتك «مي» _ الجميلة قلباً وقالباً متلك _ خبرتني كيف عاشت 27 سنة تحت أسماء وهمية، كيف كانت هي وصغيرة كل إشي بحياتها أسرار قبل ما يعتقلوكِ سنة 2000: الأكل اللي بتوكلوه سر، اللغة اللي بتحكوا فيها سر، المعارف اللي عندكم سر... عرفت قديش كنتوا تتعذبوا لتضلّها هويتكم الحقيقية مخفية، وقدرتِ تخفي أثركم حوالي تلاتين سنة! «مي» اللي ضلّت تنتقل من منطقة لمنطقة، من مدرسة لمدرسة، ينمحي أثرها مطرح ما كانت وتختفي عن أصدقائها لحظة اللي بتحسي إنو في خطر على حياتكم. سمعت إنك بتلومي حالك على إنها ما عاشت طفولتها زيّ ما لازم، أو متل أي طفلة عادية، صدقيني بكفيها فخر إنها بنتك اللي كتبتِ كتاب بعنوان «قررت ولادتك تحت شجرة التفاح» كرسالة منك إلها، بكفيها شهرة أمها كمؤسسة للجيش الأحمر الياباني وقائدة عمليات فدائية، بكفيها إنها نتيجة «فوساكو» وقائد فلسطيني من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. (على فكرة حاولنا كتير نعرف منها مين القائد، كلنا عنا توقع واحد ومنتعامل مع الموضوع على إنو توقعنا حقيقي ومضبوط! يا ريت نعرف منك، ما بتتخايلي قديش رح نفرح بس نتأكد). يمكن تفكري إنو الناس نسيوا، ما عادوا متذكرينك من وقت اعتقلوكِ! بحب أقولك إنو لا ما نسينا، ومش ممكن ننساكِ، ومنضل نحكي عن نضالك وتضحيات الجيش الأحمر ومنطالب بحريتك، يمكن على قدر المستطاع، بمقال، بتحرك على وسائل التواصل الاجتماعي، وأكيد منضل مقصرين بحقك وحق المناضلين، بس المهم إنك ببالنا دايماً. ووجود «مي» كتير بخلد وجودك أكتر خاصة مع قرارها الشجاع إنها تعيش بهويتها الحقيقية بعد سنين طويلة من التخفي. سمعت إنو «مي» مسموح تزورك مرة كل فترة بالسجن باليابان، بتمنى إنها تقدر توصلّك رسالتي، توصلك حبنا إلك، توصلك تحيات الرفاق من الجبهة... خليكِ قوية متل ما عرفناكِ، متل ما وديع حداد _ الأسطورة _ عرفك، متل ما المقاتلين والفدائيين عرفوكِ، متل ما العالم كله عرفك». تحياتي «مريم».

ايلي الفرزلي - السفير

عندما يصبح الفراغ بنيوياً تصبح حركة احتجاجية من هنا أو من هناك أشبه بضرب في الميت. الدكتور علي برو يرفض ذلك. يصر على إيقاظ الميت الذي تختبئ السلطة في جسده. لمن لا يعرف برو، هو مهندس في الـ63 من عمره، يعمل في وزارة الزراعة منذ العام 1995، وقرر في 19 حزيران الحالي (تاريخ انفضاض جلسة «سلسلة الرتب والرواتب» من دون تحديد موعد لجلسة أخرى) أن يُسْمِع ظالميه صوت أمعائه الخاوية، بعدما أيقن أن كل صراخه وزملاءه على مدى ثلاث سنوات لم يصل الى المعنيين. هناك في الساحة الفاصلة بين سلطتين (تشريعية وتنفيذية)... وفراغين. في ساحة رياض الصلح، يبيت برو بلا طعام إلى أن يتحقق أحد أمرين: إقرار «السلسلة» أو الانتقال إلى المستشفى. يسمع برو يومياً صوت الصدى الآتي من عند جيرانه هنا أو هناك. هو صدى لخواء لا يشبه صوت أمعائه. نعم لم يذق برو الطعام منذ 11 يوماً، لكنه مع ذلك، لا يتردد في إعطاء الدعم المعنوي لكل زائر متضامن. يُطمئن الجميع إلى أنه لن ينكسر. سيظل واقفاً يطالب بحقه، بالرغم من التضييق الذي يمارس ضده. من أراد أن يحجّم معركة برو فيجعلها في مواجهة القوى الأمنية لم ينجح. قضيته ليست مع هؤلاء الذين يحرمون من حقوقهم كما يحرم هو. منعته القوى الأمنية من اتقاء حر الشمس في خيمة، كما حرمته من الفيء تحت مظلة. لم يبق أمامه سوى بضع شجيرات منثورة تحت أقدام تمثال رياض الصلح. مع ذلك، فهو يشكر وزير الداخلية نهاد المشنوق لأنه زاد من قدراته. لم يعد يقدر على الصبر في مواجهة الجوع فحسب، إنما على مواجهة الشمس الحارقة أيضاً. مع ذلك، هو يشعر بغصة كبيرة تجاه العسكريين الذي يقولون له، وهم يضيقون عليه: «نحن لسنا سوى عبد مأمور». يصرخ: «هذه ثقافة خطيرة، لا أفهم لماذا يعتبرون أنفســهم عبيداً»! من يزور لبنان مستطلعاً أوضاعه، يسمع مطولاً عن جدول أعمال ضخم وضع على طاولة السلطة، من رئاسة الجمهورية إلى الحكومة إلى «سلسلة الرتب والرواتب» إلى الانتخابات النيابية وقانون الانتخاب... من يسمع يُخيّل له أن السلطة لا تنام لإنجاز هذه المهمات. علي برو ورفاقه لا يرون إلا الخواء: هم عبارة عن مافيا وسلطة فاسدة لا تعمل إلا لحماية نفسها ومصالحها. من أين جاء برو بكل هذه القوة لكي يحتمل؟ يقول: من قوة الحق وتجاوز الظالمين المدى. حتى الآن، يطالب الرجل بحق واحد من حقوقه كموظف في الإدارة العامة. في الأسبوع المقبل، وإذا حافظت السلطة على اللامبالاة تجاه «السلسلة»، سيرفع من سقف مطالبه. عندها، يقول، إنه سيطالب بحقوقه كمواطن، وأولها مواجهة الظلم والفساد. هو يثق أن 95 في المئة من الشعب اللبناني يعانون من الفساد، ويثق أن ساحة رياض الصلح لن تبقى وحيدة: إذا وقعتُ سيحمل كثيرون الراية. مطلب برو، كما «هيئة التنسيق النقابية»، ليس تعجيزياً، لكن ربطه بتأمين الإيرادات هو التعجيزي. يقول: لم يحدث أن رُبطت رواتب الموظفين بتأمين الواردات لها. هي تدفع من الخزينة العامة، التي على الدولة أن تؤمن الواردات لها لتخفيف العجز. أما الإصرار على الربط، فهو إصرار على تغطية الهدر والتمادي في سرقة الشعب خصوصا الفقراء. برو مقتنع أن وقف الهدر كاف لتغطية «السلسلة»، وعليه، فهو يتهم كل من يحور القضية ويربط بين الإيرادات والحقوق بأن هدفه حماية الفساد والفاسدين. في الساعات الطويلة التي يمضيها وحده، يحلو للرجل الذي لا تفارق الابتسامة وجهه أن يكتب بعض العبارات المستمدة من حالته وحالة بلاده. أمس كتب: «إذا ما كنت من 14 أو 8 دور على وطن تاني». تنتهي الجلسة مع علي برو، فيعود سريعاً إلى كتاب «المؤلفات الكاملة للشهيد غسان كنفاني». بلغ خاتمة رواية «رجال في الشمس» عندما أراد «أبو خيزران» أن يتفقد «أبو قيس» ورفاقه... في الخزان الحديدي... فوجدهم جثثاً مهترئة!

فاتن الحاج - الاخبار

«أخي، جاوز الظالمون المدى»، بهذا الشطر من قصيدة الشاعر المصري علي محمود طه يختصر الموظف في وزارة الزراعة د. علي برّو سبعة أيام من الإضراب عن الطعام. المهندس الزراعي الذي بدأ اعتصامه بالمطالبة بحقوقه كموظف في القطاع العام، بات اليوم يطالب بأبسط حقوقه كمواطن لبناني. وهنا المطالب كثيرة، ليس أقلها الخيمة المنتظرة في درب تحرك يبدو أنّه سيكون طويلاً. برو في صحة جيدة حتى الآن، وقد عانى أول من أمس من هبوط في ضغط الدم، ما لبث أن عالجه بتناول أمصال مع المياه.

أمس، انضمّ موظفو الإدارة العامة إلى برّو في مكان اعتصامه في ساحة رياض الصلح في وقفة تضامنية، وجّه فيها رئيس رابطة الموظفين محمود حيدر عبر وسائل الإعلام رسالة إلى محافظ بيروت القاضي زياد شبيب، قائلاً له: «باسم كل الموظفين، وأنت واحد منهم، أخاطب ضميرك ومن موقع مسؤوليتك أن تأتي إلى هنا وتتضامن مع برّو الذي يخوض معركة كل الموظفين ومعركتك وتأتي إلينا بجواب بشأن تركيب خيمة تقيه حر الشمس ورطوبة الليل». وذكّر حيدر المحافظ بأنّه وعده بالتجاوب مع هذا المطلب عند السابعة من مساء اليوم الأول للإضراب، من دون أن يحصل شيء من هذا القبيل حتى الآن. وقال: «لم نأت لنتضامن مع برو، بل مع أنفسنا، فهو واحد منا وتحركه جزء من تحرك هيئة التنسيق النقابية، لكنه آثر أن يأخذ على عاتقه إطلاق الصرخة المدوية باسم كل الموظفين الإداريين المغبونين برواتبهم، وخصوصاً أن راتبه التقاعدي بعد 11 شهراً لن يتجاوز 500 دولار أميركي، في حين يبلغ إيجار منزله 350 دولاراً أميركياً».

  المهندسة مي مزهر، زميلة برو في وزارة الزراعة، كانت حاضرة لتحيي صبره وثباته وإصراره على الدفاع عن حقوقه وقناعاته في وجه الظلم. وعلى بعد ثلاثة أيام من انتهاء استحقاق الامتحانات الرسمية والدخول في تحرك مقاطعة التصحيح، احتكمت هيئة التنسيق أمس إلى الأهالي والطلاب، فوجهت إليهم نداء قالت فيه: «تعلمون أننا لم نكن لنقاطع التصحيح إلا بعدما سدت بوجهنا كل السبل، اتفقنا معهم أكثر من مرة، وكنا في كل مرة ننفذ الاتفاقات ونصحح المسابقات وهم لا ينفذون. إننا أصحاب حقوق، ومن حقكم على المسؤولين الذين انتخبتموهم أن يؤمنوا لكم الشهادة الرسمية، فهم في الحكم وهم أصحاب القرار ويرفضون اتخاذه، ولا يكترثون. ليس لدينا خيار إلا مواجهتهم معاً، فتعالوا كي نتوحد جميعاً ونحسم أمرنا وننهي هذه القضية لمصلحتنا». ستتشاور هيئة التنسيق، كما تقول، مع الأهالي والطلاب والهيئات المدنية بشأن تأليف لجان متابعة، وتوسيع دائرة الضغط باتجاه المسؤولين من أجل إعطاء حق مليون لبناني في لقمة عيشهم، وحق مئة ألف طالب وتلميذ في الحصول على شهاداتهم الرسمية. وستعقد للغاية لقاءات مشتركة، عند العاشرة والنصف من قبل ظهر الخميس في 3 تموز المقبل في مدارس بيروت والمحافظات، وفق الآتي: الشمال: ثانوية سابا زريق الرسمية. بيروت وبعبدا والمتن: ثانوية عمر فروخ الرسمية ــ الكولا. جبل لبنان: كسروان وجبيل (ثانوية جبيل الرسمية)، الشوف وعاليه (ثانوية مارون عبود الرسمية). البقاع: بعلبك (دار المعلمين)، زحلة (ثانوية حوش الأمراء). الجنوب: صيدا (ثانوية صيدا الرسمية للبنات)، النبطية (ثانوية الصبّاح الرسمية) وصور (ثانوية صور المختلطة). وفي النداء، ترى الهيئة أن من خرّب ويخرب الاقتصاد الوطني هي السياسات القائمة على: ـــــ مشروع تصفية ما تبقى من دولة الرعاية الاجتماعية وإلغاء نظام الوظيفة العامة وإحلال مشروع التعاقد الوظيفي وضرب حقوق الموظفين الداخلين في الملاك وحرمان المتعاقدين والأجراء مع غيرهم من دخول الملاك. ــــ رفض المسؤولين تمويل السلسلة من مزاريب الهدر والفساد والسرقات والتهريب، ومن مغتصبي الأملاك البحرية والنهرية والريوع المصرفية والعقارية، ومحاولة تمويلها على حساب الفقراء. ــــ خفض الرواتب والأجور في القطاعين الرسمي والخاص عن سابق تصور وتصميم، لدفع المتخرجين الشباب والكفاءات العلمية للهجرة إلى الخارج بدلاً من المحافظة عليهم وإبقائهم في الوطن. ـــــ سياسة التمييز بين القطاعات بتصحيح رواتب القضاة وأساتذة الجامعة اللبنانية بنسبة 121% على أساس نسبة التضخم المتراكمة منذ 18 سنة وحرمان بقية الموظفين من هذا الحق. ــــ خرق المبدأ القائل «لا عمل دون أجر» من خلال إلغاء الحق المكتسب لأساتذة التعليم الثانوي 10.5 درجات لقاء الزيادة في ساعات عملهم وفرض زيادة دوام العمل على الموظف الإداري من دون مقابل. ــــ رفع الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص وعدم رفعه في القطاع العام، جعل راتب المعلم قانوناً (640 ألف ل.ل.) أقل من الحد الأدنى للأجور (675 ألف ل.ل.) كذلك رفع الأسعار والأقساط بسلسلة ومن دون سلسلة، بينما المعلمون في المدارس الخاصة لم يقبضوا غلاء المعيشة.

 

 

يستمر إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي بمسيرته المناهضة للإمبريالية، مناهضة لإستغلال وقمع الشعوب. ويؤكد المجلس العالم، المنعقد في هانوي –الفيتنام، موقفه في النضال ضد الإمبريالية، تدابيرها، وطموحاتها. جنباً إلى جنب مع الشباب المناهض للإمبريالية، الطامح للإطاحة بالنظام الرأسمالي. من أجل الحرية، الإستقلال، الديمقراطية، السيادة، الصداقة بين الشعوب، التضامن العالمي والسلام العالمي، نحو التقدم، والتحرر الاجتماعي والوطني.

 

بينما تغلي الساحة السياسية بتطورات تشهد تغيير في الخريطة العالمية السياسية. تنمو الأزمة الرأسمالية بنهج غير قابل للعودة. مع الأزمة الاقتصادية، التي لم يجد النظام الرأسمالي مخرج لها، إلا عبر الحروب، الإجتياحات، الإحتلالات، التدخلات، التدابير الاقتصادية العدائية.  بالإضافة إلى محاولات إعادة إستعمار مناطق شاسعة من الكوكب، لضمان التوسع على أسواق جديدة، والسيطرة على الموارد الطبيعية.  

علاوة على ذلك، تتجه القوى الرأسمالية إلى سلوك أكثر عدائية ضد الشعوب. مساندةً علناً الأيديولوجيات الفاشية والتطرف الديني، متلاعبة بوسائل الإعلام، معتمدة الإبتزاز والعقوبات المالية، والتدخل المباشر وغير المباشر.

 

هذه الأفعال التي تعري الصفة الفاشية في الأمبريالية. تأتي بوضوح في دعم الجماعات والحكومات الفاشية، ضد مصلحة الشعب. في محاولة لتوسيع نطاق المعركة، لخلق نطاق أوسع من النزاعات والضغوطات. الذي أتى في تدخل الإتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة الأمريكية، ومنظمة حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، محاولات الإنقلاب في فزويلا، دعم السلفية في الشرق الأوسط، والضغوطات لتوقيع معاهدات إستغلالية حول الموارد المعدنية التي دمرت وأفقرت معظم الدول الأفريقية.

 

فالإعتداءات الإمبريالية واضحة في تورطها بالتطورات في الشرق الأوسط وشرقيّ البحر الأبيض المتوسط، الاحتلال والتدخل العسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، الإتحاد الأوروبي، منظمة خلف شمال الأطلسي وحلفائهم، تركيا، إسرائيل، ودول الخليج العربي، ضد شعوب المنطقة (على سبيل المثال فلسطين، ليبيا، سورية). وسباق السيطرة، على الموارد الطبيعية الذي يؤثر على العالم بأجمع. هذا التورط المنعكس أيضاً في التدخل العسكري للإتحاد الأوروبي في مالي، التدخل والعدوان ضد جمهورية كونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى، تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في كولومبيا. التوتر والإستفزازات المستمرة المنتهكة لسيادة دول آسيا. العقوبات في أريتريا وزمبابوي. إحتلال فلسطين، الصحراء الغربية، وقبرص، والحصار على كوبا وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية. خداع الشعب باسم حقوق الإنسان أو الديمقراطية، فيما إعتداءات الإمبريالية جلبت فقط البؤس والدمار للشعوب.

 

في أوكرانيا نرى حالة مشابهة. الفاشية هي الشكل الأكثر إنفتاحاً وعداوة لنظام الإستغلال، وتستخدم لمواجهة القوى المناهضة للإمبريالية ونضال الشعوب المنظم. وقد برأت بشكل ممنهج من قبل الإتحاد الأوروبي خلال كل هذه السنين. بمنهجية الدعاية حول تحديد الفاشية مع الشيوعية، النظرية المخالفة للتاريخ حول "الأقصيان". وموقف الإتحاد الأوروبي في حظر الأحزاب الشيوعية والمنظمات الشبابية الشيوعية، مما يجعل من رموز النضال غير شرعية في العديد من البلدان الأوروبية.

 

إضافة إلى ذلك، الشباب والشعب لا يزالون يدفعون نتائج بنية النظام الرأسمالي. بينما الأزمة الاقتصادية، مع التدابير المتخذة من قبل النظام الرأسمالي، إحتكاراته وأدواته (لبنك الدولي والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي). ألقت نتائجها بالبطالة، عدم الاستقرار، والخصخصة، على الفئات الشعبية، العمال، والشباب. وبالتالي هم من يدفع ديون كبيرة من البؤس، الفقر، والبطالة. 

 

كما يواجه الشباب والفئات الشعبية الأخرى أيضاً خصخصة القطاع العام، التعليم الرسمي، وإرتفاع في إستغلال العمال. بالتالي حرمانهم من حقهم الشرعي في إستخدام الثروة العامة والإحتياجات الاجتماعية الأخرى، الحد من تطورهم في بلداهم، ودفعهم إلى الهجرة بأعداد كبيرة. 

 

 

إلى جانب هذه الإعتداءات الإمبريالية، التحركات وصمود الشعوب ما يجعل من الحركة المناهضة للإمبريالية أكثر ثباتاُ. تحركات الشباب والشعب الرافضة لهذا البؤس والموت. إن إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي جزء من هذه الحركة التي تناضل ضد الأساليب الاقتصادية الرأسمالية، الإستغلال، الحروب، الإجتياحات، التدخلات، والإحتلالات. ضد الفاشية، أيديولوجيتها وسلوكها. ضد خصخصة التعليم والقطاع العام. جنباً إلى جنب الشباب والطبقة العاملة الرافضين لإستغلالهم وسرقة قدراتهم وثروتهم.

 

يقف الاجتماع العام إلى جانب شعب جنوب أفريقيا في تحركاته ودعمه المتزايد للقوى التقدمية والحركات التحريرية.

 

فضلاً عن تضامنه مع الشعب والمنظمات الثورية في فنزويلا التي تواجه المجموعات الفاشية التي أتت من الإقطاعية الفنزويلية. ويدين الأعمال الإجرامية التي تنتج العنف، الإضطرابات، وقتل العشرات من الناس والمناضلين الثوريين. بينما يدعي الإعلام البرجوازي أن العنف يخلق من قبل الثوريين أو أنها لمجرد "إشتباكات" في سيناريو مماثل لما يسمى ب“الثورات الملونة".

 

يحيي إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي الشباب القوى المناهضة للإمبريالية التي تناضل لتحرير الشعب من سيطرة وإجراءات الإمبريالية. كما يحيي المهرجان العالمي الثامن عشر للشباب والطلاب كمحطة مهمة من نضال شباب العالم. 

 

كوننا موجودون في هانوي. نحيي الذكرى الستين لإنتصار ديان بيان فو، في السابع من أيار. ونعرب عن تضامننا مع الشباب والشعب الفيتنامي في حمايتهم للإستقلال، السيادة، سلامة أراضيها، وبناء الإشتراكية في الفيتنام.

 

في السياق نفسه، لقد عقد هذا الاجتماع العام في فترة ترتبط تاريخياً بنضالات عظيمة. نحيي عمال العالم، في الأول من أيار، عيد العمال. اليوم الذي أثبتت فيه الطبقة العاملة مقاومتها ونضالها ضد الإستغلال. كما نحيي إنتصار الشعب العظيم في هزيمته للفاشية، في التاسع من أيار. اليوم الذي تحتاج شعوب العالم فيه أن تتذكر طابع الفاشية. بطبيعتها المدمرة والمتلاعبة، حيث تمثل الإمبريالية في أبشع صورها. التي منذ ست وستين عاماً تحتل أرضاً، تهجر شعبها، وتدمر وجودها. نقف إلى جانب مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، بعد ست وستين عاماً من الاحتلال.

 

إن إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، جنباً إلى جنب شباب العالم، وعلى النهج المناهض للإمبريالية، مستمر في نضاله ضد قمع وإستغلال الشعوب. فإن وحدة نضال الشباب والشعب نحو حقوقهم وتحررهم هي ضرورة في دربنا وهدفنا لهزيمة الإمبريالية.

 

عام 2015 سنحتفل بذكرى سبعين سنة على هزيمة الفاشية، والذكرى السبعين للاتحاد، تواريخ مهمة للشباب والشعوب حول العالم، لإستمرارية نضالها المناهض للإمبريالية.

 

 

إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي

هانوي - فيتنام، أيار 2014

الأكثر قراءة