Ihsan Masri

Ihsan Masri

حسان الزين -السفير

مفاجئ رحيل باسم شيت. مفاجئ وصادم، لا لكونه شاباً فحسب، وهذا بحد ذاته قاسٍ، ولا لكونه لم يحظَ بفرص أن يَعطي ما لديه فحسب، إنما بسبب الاعتقاد أن الثورة دائمة لا تموت. وباسم ثورة دائمة. وباسم لا يُنهي نقاشاً أو اجتماعاً أو تظاهرة، فكيف يموت ويرحل؟ ويبدو خارج الزمن. كائن تاريخي هو. وهو من الكتب لا من الواقع. ومن طينة الثوّار الذين يأخذون وقتهم ويحوّلون حياتهم ورشة أو ورشاً لمشاريع لا تنتهي، وربما لا تبدأ، ويحاولون، ويبقون يحاولون، ولا يتوقفون بل دائماً مشغولون ومنهموكون، ولا يُحبَطون. والأرجح أن الإحباطات تزيدهم تمسكاً بأفكارهم وأحلامهم. وغالباً يوحون بأنهم نسوا أنفسهم وأجسادهم، أو يلبسونها فحسب. كأن رحيل هذا الثائر، يعني أن لا موعد لنا مع الثورة، وأن بلادنا خارج التاريخ، على الأقل تاريخ المحاولات. وكأن محاولة تلقّفه مع رفاقه "الربيع العربي" و"إسقاط النظام الطائفي ورموزه"، كانت الذروة، أو كانت فلتة الشوط، ولا إمكانية لتكرارها ولو على نحو كوميدي. ذلك ليس يأساً، إنه مجرد تفسير في غياب شخص عنيد، حالم، إذا مات يعني أن لا دور له، وإذا لا دور له يعني أن لا ثورة أمامنا ولا حتى فرصة لمحاولة. فباسم ليس ممن يرون السياسة فنَّ الممكن إنما يعتبرها فنَّ المستحيل، ورحيله يوحي بأن المستحيل ذاك بات مستحيلاً. كأنه رأى ذلك، فتوقّف قلبه مصدوماً، ولعلّه آثر الرحيل كي لا يعترف باليأس.

قواعد هيئة التنسيق النقابية غاضبة ويائسة. ثمة انقسام في صفوفها بين من يريد التهدئة «حتى ما نفوت بالحيط مرة ثانية»، وبين من يتحمس للعودة إلى الشارع بعناوين اجتماعية جامعة. وتخرج أصوات لتقول إن نيل الحقوق يكون بتحرك كل مكون من مكونات الهيئة بصورة منفصلة عن الآخر

 

فاتن الحاج - الاخبار

 

لم تلتقط قواعد هيئة التنسيق النقابية أنفاسها من الصدمة بعد. فالإحساس بالغليان والغضب من إعادة ملف سلسلة الرتب والرواتب إلى المربع الأول لم يترجم استنفاراً وحماسة لاستعادة الحراك الميداني المتوقف منذ زلزال الإفادات. أسئلة كثيرة احتشدت في رؤوس المعلمين والموظفين: ماذا حصل بالضبط؟ هل سحب بند السلسلة من الجلسة التشريعية كان وليد الصدفة، أم أنّه عملية مدبّرة وتوزيع أدوار بين القوى السياسية؟ من اتفق مع من؟ لماذا فعلوا ذلك بنا؟ لماذا خدّرونا في الأيام الماضية؟ ماذا لو كان الهدف في الأساس هو وضع البند على جدول الأعمال من دون أن تكون هناك نية لإقرار السلسلة؟

الميل إلى الترقب وتهدئة النفوس على الأقل في الأسبوعين المقبلين، في انتظار الاطمئنان إلى انتظام العام الدراسي في المدارس الرسمية تحديداً، لا يحجب الشعور بأن السلطة السياسية سوف تؤجل الملف إلى فترة زمنية غير محددة، ما يتطلب، بحسب كثيرين، العودة بزخم أكبر إلى الشارع، وربما بمطالب اجتماعية تتجاوز السلسلة. «ليس لدينا ترف اليأس، هذا هو مكاننا ولن نهرب»، تقول الأستاذة في التعليم الثانوي الرسمي سهام أنطون، مطالبة بتثمير تجربة السنوات الثلاث بنزول قيادات هيئة التنسيق إلى الناس وإشراكهم في القرارات. تبدو أنطون مقتنعة بأنّ رابطة أساتذة التعليم الثانوي بتركيبتها الحالية «ما بتحمل» التخلي عن المطالب الجزئية مقابل رفض الضرائب على الفقراء. تقر بأنّ هذا مطلب ثوري ويمكن أن يحصل ضمن حركة 14 أيار النقابية، فيما لو كانت هناك إمكانية لتأسيس مثل هذه الحركة. لا تخفي أن الانقسام بين مكونات هيئة التنسيق بلغ ذروته في الآونة الأخيرة نظراً إلى خصوصية كل قطاع، وهناك علامة استفهام بشأن استمرار حراك الهيئة إذا لم يطوّر نفسه إلى حراك شعبي. لا يتردد الأستاذ في التعليم الثانوي الرسمي هشام حيدورة بالقول إن ربط مطالب التعليم الثانوي بمطالب القطاعات الأخرى فشل، إذ لكل قطاع توصيفه الوظيفي، و»يمكننا أن ننفصل عن العسكر والإداريين وأن ننسق تحركاً مشتركاً للتعليم الرسمي فقط». ويرى أن مشاركة الرابطة في هيئة التنسيق «أذابت حقوقنا، إذ لم تتم مقارنتنا بالأساتذة الجامعيين وأُسقطنا إلى فئة التعليم الأساسي، ولو أن الإدارة العامة أضربت 10 أيام فعلية متواصلة لما كنا وصلنا إلى هذه النتيجة، لذا نفضل عدم البقاء في هيئة التنسيق». لا يجد مسؤول الدراسات في رابطة التعليم الأساسي الرسمي عدنان برجي أن استكانة القواعد ستستمر طويلاًً، إذ لن يكون بمقدور السلطة السياسية تطيير السلسلة التي تحولت من حق إلى حاجة. سيزداد، بحسب برجي، الإحساس بالمطلب الاجتماعي في ظل الاتجاه لتشريع الضرائب وعدم تشريع الزيادات للمعلمين والموظفين. برأيه، يستوجب ذلك بالضرورة أن تقف هيئة التنسيق وقفة نقدية حقيقية وتصارح قواعدها وأن لا يلتف أي مكوّن على مكوّن آخر، «فتحدد المطالب الممكنة غير التعجيزية للقطاعات». أما بالنسبة إلى التحرك، فيؤكد برجي أننا «لسنا مضطرين إلى حركات جماهيرية، إنما يمكن البحث عن وسائل ضغط للتعبير، في أوقات العطل وبعد الظهر، لا تؤذي الطلاب ولا تعطّل المدرسة الرسمية». لم يستطع أحد أن يدق إسفيناً بين مكونات هيئة التنسيق ولن يستطيع، يقول الأستاذ في التعليم الأساسي الرسمي بهاء تدمري، «فما يجمع هذه المكونات أكثر مما يفرقها، وإذا كانت هناك اختلافات في وجهات النظر بالنسبة إلى الرواتب، فهناك عناوين كثيرة يمكن أن نعمل عليها ولا سيما التقديمات الصحية والاجتماعية. ويعتقد تدمري أن الإمكانية متاحة بالشكل والمضمون لإقرار السلسلة في الأسبوعين المقبلين. في المقابل، أصاب قرار إحالة السلسلة الموظفين الإداريين بحالة من اليأس، بحسب نائب رئيس رابطتهم وليد الشعار، «فالسلسلة أُعدت لهم بالأصل بسبب رواتبهم الهزيلة والتي تقع في أسفل هرم الرواتب»، مشيراً إلى أنّ «الاعتراضات الواردة من بعض القطاعات على مشروع قانون السلسلة هي بنظرنا في غير مكانها، وقد نجم عنها تأجيل السلسلة في الوقت الذي لا يحتمل فيه الموضوع بالنسبة إلينا أي تأجيل، كون غلاء المعيشة والأقساط المدرسية تستنفد رواتبنا بالكامل، في الوقت الذي لا تساهم فيه الدولة إلا بنسبة لا تذكر من الأقساط المدرسية للموظفين، فيما تساهم بشكل كبير وفعال مع غيرهم من القطاعات الأكثر يسراً». وفيما يتحمس بعض الموظفين للإضراب العام، يستبعد آخرون جدوى التصعيد وخصوصاً أن التجربة السابقة غير مشجعة، «ففي الإدارة العامة لا ينجح الإضراب المفتوح، والإضراب ليوم أو يومين لا يقدم ولا يؤخر»، تقول الموظفة في وزارة التربية سلام يونس، لافتة إلى أنّ «نموذج مياومي الكهرباء دليل إضافي على عدم جدوى التحرك، فهم لم يستطيعوا أن يحققوا شيئاً وهم يواجهون السلطة السياسية نفسها التي نواجهها».

نفذ «الحراك المدني للمحاسبة» اعتصاماً، أمس، في ساحة رياض الصلح، وسط إجراءاتٍ أمنيةٍ مشددة، رفضا للتمديد للمجلس النيابي. ورفع المعتصمون لافتاتٍ كتب عليها «حلوا عنا»، و«128 حرامي»، وقرفتونا»، وحملوا المكانس داعين النواب إلى الرحيل. كما طالبوا بإجراء انتخاباتٍ نيابيةٍ تسمح للبنانيين باختيار من يريدون. وألقى كلود جبر كلمةً باسم «الحراك»، وصف فيها النواب بـ«منتحلي صفة»، متوعداً بـ«محاسبة النواب في الشارع حتى إجراء الانتخابات».

روان عز الدين - الاخبار

أسماء وفرق كثيرة خرجت من «مترو المدينة» خلال السنتين الماضيتين. لكن إطلاقه لتجارب موسيقية وأدائية وارتباطه بفنون الكباريه الحية، لم يحولا دون الحفاظ على علاقته بالماضي، أكان لناحية الاستعادات الحديثة للتراث الفني، أو إلى دعوة أشخاص أسهموا في تشكيل جزء من الوعي الشاب ضد الفن التجاري. ضمن هذه البرمجة المتنوعة والمدروسة، يحل الفنان وعازف العود اللبناني سامي حواط (الصورة) مع فرقة «الرحالة» على المترو عند التاسعة والنصف من مساء اليوم ليقدّم أمسية «خود نفس وتنفّس ...». الفنان الذي قرّر الابتعاد من المدينة، وتأسيس «مسرح سامي حواط الريفي» في قريته زبدين، لم يغب عن مسارح بيروت، بل بات اسماً ثابتاً، يقدّم حفلاته فيها كل فترة. لكن بالنسبة إلى «مترو المدينة»، فإنّها المرة الأولى التي يقدّم فيها أمسية على خشبته، برغم أن «المكان يحمل حميمية خاصة لدي» يقول حوّاط. ذلك المسرح الصغير في أسفل شارع الحمرا، شهد تدريباته المسرحية مع زياد الرحباني قبل عقود. إذاً، من أجواء المترو الشابة، يريد حوّاط لهذه الأمسية «أن تحمل نبض هذه الشريحة».

هكذا، نستمع في «خود نفس وتنفّس...» التي يقدّمها مع فرقة «الرحالة» التي تضمّ سامي حواط (عود وغناء) ووفاء البيطار (قانون) وطوني جدعون (كمنجة) وأحمد الخطيب (إيقاع) وعلي الحوت (إيقاع) إلى أغنيات جديدة منها «شايفك ملبوك بحالك»، و«ملا مرا»، ومقطوعة موسيقية «فكّر فيا» و«بيروت لأ مشي هيدي بيروت»، إلى جانب أغنيات للأطفال من إصداراته الخاصّة «أنا الصحة» و«نحن الأطفال» التي قدمها لـ«تلفزيون لبنان» في أواخر التسعينيات. بالطبع لن تغيب أغنياته القديمة والمعروفة عن الحفلة، مثل «دخلك على شو شايفة حالك»، و»أحد الإخوان» و»كيف أنسى» وأغنيات أخرى من ألبوماته «في شي ما شي» (2000) و«الرأي العام» (1992) و»الرحالة» (2003) و«إنّو يعني» (2005). وفيما يقضي الفنان معظم أوقاته في قريته زبدين، يعمل حالياً على ثلاثة مشاريع: ألبوم جديد منفرد، وأسطوانة طرب مع والدته تيريز حوّاط، وآخر سيحتوي على أغنيات وموسيقى للأطفال.

«خود نفس وتنفّس ...»: 21:30 مساء اليوم ـــــ «مترو المدينة» (الحمرا _ بيروت). للاستعلام:

نفّذ رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري تحذيره خلال حديث لـ"السفير" من أنه سيسحب بند سلسلة الرتب والرواتب من جدول أعمال الجلسة التشريعية "إذ ما استمرت الاعتراضات"، التي وصفها بغير المسؤولة، حتى موعد انعقاد جلسة اليوم، في حين أكد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض أن غداً هو يوم دراسي عادي في جميع المدارس، بخلاف ما كان قد أعلنه أمس عن اضراب مفتوح احتجاجاً على استثناء معلمي المدارس الخاصة من الزيادات في السلسلة. وبينما كانت نقابة معلمي القطاع الخاص معتصمة في ساحة رياض الصلح، حيث كان صدى أصوات الاحتجاجات يتردد في ساحة النجمة على أسماع ممثلي الشعب في البرلمان، أحال رئيس مجلس النواب مشروع سلسلة الرتب والرواتب الى اللجان النيابية المشتركة لوجود ملاحظات بشأنها. وكان من المتوقع أن يكون بند السلسلة على رأس قائمة جدول أعمال الجلسة، التي بدأت بعد اكتمال النصاب، صباح اليوم، فيما قدم وزير الدفاع سمير مقبل إعتراضاً على مشروع السلسلة بإسمه وبإسم المؤسسة العسكرية. ورفض السلسلة على الشكل الحالي، مشدداً على ضرورة فصل القطاع العام عن السلك العسكري. وبعد "اجتماع هيئة التنسيق النقابية"، بعد ظهر اليوم، اعلن  محفوض أن "غداً هو يوم دراسي عادي في مؤسسات القطاعين الرسمي والخاص"، مطالباً اللجان النيابية المشتركة بإنجاز عملها خلال أسبوعين "لكي نصل الى إقرار سلسلة الرتب والرواتب"، ومؤكداً "اننا مصرون على نسبة زيادة واحدة لكل القطاعات". وأشار محفوض إلى أن "هيئة التنسيق النقابية ستبقي على اجتماعات متواصلة"، لافتاً النظر الى "اننا ندعو الى جمعيات عمومية في المناطق خلال الأسبوعين المقبلين". في غضون ذلك، رأى رئيس الحكومة تمام سلام من مجلس النواب أن إرجاء مشروع سلسلة الرتب يعزى الى أنه "في التحضيرات تبين أن هناك تداعيات غير مريحة، وبالتالي كان قرار مجلس النواب أن يتم التأجيل ليعطى حقه بشكل أفضل، وهناك ملاحظات". وعن التمويل، قال إن "تفاصيل هذا الموضوع تحتاج الى ملاحقة ومتابعة، والواضح أن الموضوع أخذ أبعاداً غير مريحة بين الأمس واليوم، فاضطرت الهيئة العامة أن تأخذ قراراً بإحالته الى اللجان المشتركة". وبينما ترأس الرئيس بري اجتماعاً "تشاورياً" لهيئة مكتب المجلس بعد انتهاء الجلسة التشريعية، نوه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، بعد مشاركته في الجلسة العامة، بدعوة رئيس المجلس إلى "عقد جلسة لإقرار سلسلة من التشريعات الضرورية". وقال: "إن ارجاء اقرار سلسلة الرتب والرواتب شكل خطوة حكيمة لمعالجة بعض الجوانب المتعلقة بالتمويل وبحقوق الأسلاك العسكرية، ونأمل أن تتم معالجة هذه المسائل في أسرع وقت من أجل العودة الى إقرار هذه السلسلة، التي هي حق لكل المستفيدين منها بإجماع الجميع". ومن جهته، قال وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، من مجلس النواب، إننا "كنا نأمل أن تقر السلسلة، وإذا أُرجئت فلأن بعض المطالب يحتاج إلى إعادة دراسة من أجل مصلحة الجميع". وأضاف بو صعب  "سنعمل مع هيئة التنسيق النقابية على سير العام الدراسي بشكل طبيعي وسنبقى الى جانبها من أجل إقرار السلسلة". أما وزير الدفاع سمير مقبل فأعن من جهته، انه سيتقدم بمشروع رتب ورواتب خاص للعسكريين ليصار الى درسه واقراره وفقا ًللأصول في مجلس الوزراء، قائلاً "للأسلاك العسكرية خصائص تنبع من طبيعة عملها والمخاطر التي تحيط بها". بدوره، قال ممثل "التيار الوطني الحر" النائب ابراهيم كنعان، بعد انتهاء الجلسة، إننا "لم نكن نتمنى العودة الى نقطة الصفر في ملف السلسلة"، مشيراً الى أن "مسألة الرواتب لا تحل بشكل مجتزأ أي على شهرين، والمطلوب العودة الى القوانين"، قائلاً إن "المقايضة في الموضوع المالي مرفوضة والمطلوب العودة الى القوانين". وقال ممثل حزب "القوات اللبنانية" في المجلس النائب جورج عدوان: "ما سنقوله يعني أولاً وآخراً المؤسسة العسكرية خصوصاً في ظل الظروف التي نمر بها"، مضيفاً "يجب وضع مشروع يعطي خصوصية للمؤسسة العسكرية.. بعيداً عن الحساسيات والعصبيات. والعسكريون مميزون في خدمتهم للوطن". ومن ناحيته، أكد ممثل "حركة أمل" وزير المال علي حسن خليل "اننا ملتزمون بإقرار سلسلة الرتب والرواتب ووزارة المال جاهزة تقنياً ومالياً"، معتبراً أن عدم اقرار السلسلة سيزيد الأعباء على وزارة المال. في الجهة المقابلة، نفذ أساتذة التعليم الخاص، مع "هيئة التنسيق النقابية"  التي حضرت متضامنة، اعتصاماً في ساحة رياض الصلح بالتزامن مع انعقاد الجلسة التشريعية، احتجاجاً على عدم انصافهم في سلسلة الرتب والرواتب. وقال الوزير بو صعب، خلال كلمة في مكان الاعتصام، "لا حقوق تسمى بحقوق إذا لم يكن هناك مساواة، وما في أستاذ بسمنة واستاذ بزيت"، مضيفاً "سنجد طريقة يكون فيها الاستاذ في التعليم الرسمي والخاص متساويين في السلسلة والحقوق. نحن مع أن يأخذ أستاذ الابتدائي حقوقه التي طرحت في السلسلة". واضاف وزير التربية: "وفي ما يتعلق بموضوع الجيش هذا مطلب أساسي نحن نعتمد في لبنان على جيشين: الجيش الذي يضبط الأمن والأساتذة الذين يضبطون مستقبل البلد. فالموضوع ليس موضوع ست درجات بل الحفاظ على وحدة التشريع". بدوره، ألقى وليد الشعار كلمة باسم "هيئة التنسيق النقابية" فلفت الى ان "ادارات المدارس الخاصة التي منعت تطبيق قرار نقابة المعلمين وقرار هيئة التنسيق النقابية بإقفال المدارس الخاصة اليوم"، وقال: "نحن في هيئة التنسيق النقابية معكم في جميع تحركاتكم المستقبلية ونؤكد أن هيئة التنسيق النقابية هي هيئة واحدة وموحدة وستبقى كذلك ولا أحد يصطاد في المياه العكرة ولا أحد يحاول أن يفرق بين مكونات هذه الهيئة". في الوقت نفسه، نفذ الحراك المدني للمحاسبة اعتصاماً في ساحة رياض الصلح، أيضاً، في أعقاب اعتصام نقابة المعلمين، رفضاً للتمديد لمجلس النواب، وسط تدابير أمنية مشددة. وقال كلود جبر باسم الحراك: "نحن نحتج كلبنانيين ولبنانيات على الأوضاع المتردية، ونخاف على أبنائنا وأمتنا وحقوقنا ونحتج لأننا ندور في حلقة مفرغة، ولأن قرارنا مسلوب ورأينا لا يؤخذ به".

السفير

قرّر زياد الرحباني مغادرة لبنان إلى روسيا، بشكل نهائي. ذلك ما أعلنه الفنان اللبناني مساء أمس عبر شاشة "الجديد"، في مقابلة أجراها جاد غصن. تمّ تسجيل المقابلة على هامش الحفلات الثلاث التي أحياها الرحباني في "المركز الثقافي الروسي" في بيروت الأسبوع الماضي، بعنوان "59 بزيادة". وقال الرحباني في اللقاء: "أنا فالل من البلد، فالل بآخر الشهر، كنتْ بتمنى فِل أروق، بس عرفت فجأة إنه أفضل فِل أو أنه من الأفضل أن يبقى معي مرافقين طيلة الوقت، وهذا ما لم أفعله خلال الحرب، بسبب تلك الليلة". وقصد الرحباني بـ"تلك الليلة" حفلته في الناقورة جنوب لبنان في 23/ آب أغسطس الماضي. يومها طلب من الجمهور تصوير الحفلة، ونقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنّ تشويشاً متعمّداً على الحفلة، حال ما دون ذلك، بحسب تعبيره. وأضاف الرحباني أنّه يشعر أنّه مراقب أمنياً، وأنّ هناك من تنصّت على اتصال هاتفي بينه وبين رئيس تحرير صحيفة "الأخبار" إبراهيم الأمين. في تقريره، أشار غصن إلى أنّ حفلة الناقورة تضمّنت انتقادات لـ"حزب الله"، وحول هذه النقطة، تمنّى الرحباني من الحزب التعليق على مسألة التشويش على الحفلة، بالرغم من إشارته إلى أنّ الجهات الإسرائيليّة هي وحدها القادرة على القيام بعمل مماثل. وأضاف: "ما في تواصل مع السيد، بس في قصص بوصّلي ياها بطريقته، وأنا بقدّرها كتير لأنّه بتابع كلّ كلمة بتنكتب". وعن تحالف "الحزب الشيوعي" مع "حزب الله" قال: "وجّهنا كلمة إنه كيف فينا نصدّق إننا حلفاء مع حزب الله؟ عاملين حالنا حلفاء الحزب، بس هوي ولا مرة عم يقول مزبوط إنته حلفاء. في إخفاء". وتطرّقت المقابلة الممتدّة لنحو ربع ساعة إلى موضوع هجرة الرحباني إلى روسيا، إذ قال أنّه سيعمل في قناة "روسيا اليوم". وأضاف: "إذا بصِرلنا نشتغل بتلفزيون متل "روسيا اليوم"، أخت اللي بيقعد تكّة". وأضاف: "نحنا عايشين بالبرّية هون، بشكل إنسان بدائي بس لابس آخر موضة وعنده أجدد آيفون وما بيعرف يستعمل ربعه. سوريا هيّي وبالثورة، سابقتنا 100 سنة، شعب معلّم ويحترم الآخر ويعمل. نحنا شعب لا بيحترم بعضه ولا بيشتغل. من وين هالأطباع هيدي جايي؟ يقولون إن الفرنساوية مورتيننا هالعنفوان. خرا عَ هالجمهورية". بعد عرض "الجديد" للتقرير بعنوان "59 بزيادة ــ زياد الرحباني: خرا ع هالجمهورية"، انشغلت مواقع التواصل بالتعليق على ما قاله الرحباني. بعض المغرّدين أعربوا عن امتعاضهم لما ورد في كلامه من مواقف سياسيّة، وكالعادة، خرج من يطالبه بالاكتفاء بالفنّ وعدم التطرّق للسياسة. آخرون تمنّوا لزياد الرحباني التوفيق في روسيا، معتبرين أنّ خياره بالرحيل صائب، خصوصاً أنّ لبنان لا يحترم فنانيه ومبدعيه. وانتشر وسم "من أقوال زياد الرحباني" على "تويتر" حيث قام عدد كبير من المغرّدين باستعادة جمل من مسرحيّاته، معربين عن أسفهم للحزن الذي بدا واضحاً عليه. يأتي قرار الرحباني بالهجرة بعد عام نشط فيه على أكثر من جبهة، إذ عاد لكتابة المقالات في "الأخبار" بعد انقطاع ثمّ عاد وتوقّف لتصدر له في عدد اليوم من الصحيفة مقالة بعنوان "الصين". كما أجرى مقابلات عدّة أثارت جدلاً خصوصاً بعد إعلانه عن موقف والدته فيروز من "حزب الله"، إلى جانب إحيائه مجموعة كبيرة من الحفلات لم تمرّ كلّها بسلام، واعتذاره عن تقديم بعضها بسبب ظرف صحي على علاقة بيده كما أوضح في بيان.   الأكيد أنّ مقابلة زياد أمس مع "الجديد" خلّفت الكثير من المرارة في قلوب محبيّه الذين عبّروا عن حزنهم لحزنه، بعيداً عن السجال السياسي الذي قد تثيره مواقفه الأخيرة، بين مؤيّد ومعارض لها.

تحت حجة محاربة داعش يقوم "التحالف الدولي" بقصف سورية، خلال الأيام السابقة. فترتفع أسئلة كثيرة حول طبيعة ودور هذه الدول، التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، حول محاربة الجماعات الفاشية في وجهها الإسلامي، بالإضافة إلى قدرة الولايات المتحدة على قيادة حلف ضد الإرهاب.

إن وجود هذه الدول، وتحديدا" الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، تركيا، والخليج العربي، في دعم الجماعات الأصولية والفاشية في سورية، بالأسلحة والمال، مع تسهيل تحركهم من جميع أنحاء العالم إلى سورية، العراق، ولبنان، هو أحد هذه الأسئلة.

بالإضافة لموقع الولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن العشرين كداعم وخالق للفاشية والجماعات الفاشية في جميع أنحاء العالم، أوكرانيا وفنزويلا مثلاً. ومخططها التوسعي، في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط، المتمثلة بدعمها غير المحدود للإحتلال الصهيوني على فلسطين، خلق ودعم الجماعات الفاشية في وجهها الإسلامي، داعش إحداها.

كما طبيعة وموقع الولايات المتحدة غير الموثوق، كونها على رأس الإمبريالية، حول الهدف الحقيقي من محاربة داعش. بعد سيناريو محاربة الإرهاب الذي أدى لإجتياح باكستان، وأفغانستان، وليبيا، وإحتلال العراق، خلال العقد الماضي.

أكد إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، منذ تأسيسه، على محاربة الفاشية وبالأخص النظام الذي ولدها، الإمبريالية. فإن النضال ضد الإمبريالية والفاشية يرحب بجهود كل من هو متضرر من هذا النظام، بالإضافة إلى العمل المشترك لجميع القوى لتشكيل جبهة مناهضة للفاشية، مناهضة للإمبريالية، التي لا يمكن أن تقاد أو أن تتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.

فمحاربة الإمبريالية، أساليبها وتدابيرها، هو الطريق الوحيد لإنهاء الاحتلال، الحرب، التدخلات، وموت الآلاف من الشعوب. والتهديدات مثل داعش تتطلب التضامن وكفاح شعب سورية، العراق، ولبنان. كما جميع القوى العالمية، التي تحارب الإمبريالية إلى جانب الشعوب. إن إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي ومنظماته الأعضاء، مشكلين هذه الجبهة منذ 1945، لا زالوا في هذا الموقع، ليكونوا إلى جانب مصلحة الشعوب والشباب.

اتحاد الشباب الديموقراطي العالمي

بودابست - 30-09-2014

 

 

اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني

المؤتمر الوطني التاسع

 "شباب يناضل من أجل العدالة الاجتماعية"

 

 

يمكن تحميل الوثيقة الرسمية كاملة من خلال الرابط المرفق أدناه في ملف Pdf

 

نبيه عواضة  السفير - 29 أيلول 2014

ها هو كمال يحاول هزيمة الوجع وآثار العملية الجراحية، ليقف منساب القامة والإطلالة والابتسامة الدافئة الهادئة التي تعتصر حزنا وفرحا لا يدركه إلا صاحبه. بدا كمال لطيفا أكثر من أي وقت مضى. على مدى ثلاث ساعات، استعاد شريط عمره كله. فتى «الحرس الشعبي» يلبي نداء حزبه الشيوعي، فيكون من أوائل الملتحقين بـ«الحرس» دفاعا عن قرى الجنوب الحدودية الأمامية، جارات فلســطين المحتلة. تقوده حماسته اليسارية الموروثة، للنزول من قريته ابل السقي الى جوار قرية الماري الحدودية، وهناك يلتقي برفيق له من الخيام، يمشيان سوية ناحية نهر الوزاني ويطلقان النار على الجنود الاسرائيليين. تلك الرصاصات شكلت بداية عمله كمقاوم في صفوف «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية»، ليصبح خلال أقل من سنة، قائدا لعملياتها في البقاع الغربي وحاصبيا والعرقوب. يروي كمال كيف حاول اقناع الشهيد جمال ساطي بالتراجع عن فكرة تنفيذ عملية استشهادية ضد الاسرائيليين. تختلط الذكريات بالابتسامة والدمعة، محاولا أن يجيب على سؤال دائم حول صوابية اتخاذ القرار من عدمه، فيروي كيف حسم جمال ساطي، ابن قرية كامد اللوز، الجدال، قائلا له: «سوف افجر نفسي بمقر الحاكم العسكري في تلة برغز في حاصبيا». تقرر تأجيل العملية 24 ساعة، كانت فرصة لانتداب مجموعة من أصدقاء جمال لثنيه عن الامر، الا ان رفاق ساطي عادوا وقد اقتنعوا بفكرة العملية الاستشهادية! تم شراء البغل من بلدة مشغرة، وجرى تفخيخه بعبوة ناسفة شديدة الانفجار، وتولى كمال وداع جمال الذي قاد البغل متنكرا بثياب رجل مسن باتجاه مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في تلة برغز، وهناك فجر نفسه ودمر المقر وقتل من قتل وجرح من جرح من الجنود وبينهم ضباط كبار، لينعقد مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر ويتخذ سلسلة قرارات أمنية وعسكرية. كمال البقاعي الذي كرمه الحزب الشيوعي بمباردة من اصدقائه ورفاقه المقاومين في «مطعم الجسر» بحضور اكثر من 250 شيوعيا من كوادر حاليين وسابقين وقياديين مقاومين واسرى محررين وجرحى، وبينهم وجوه من «اليسار الديموقراطي» و«الإنقاذ والتغيير» و«مؤسسة جورج حاوي» و«حركة الشعب» ...الخ، وجوه لم تلتق منذ سنوات جمعها كمال الذي تردد اسمه عشرات المرات في كلمة امين عام الحزب الشيوعي د.خالد حدادة الذي دعا على عتبة المؤتمر الحزبي المقبل الى عودة كل الشيوعيين الى الحزب وتناسي خلافاتهم لمصلحة قضية الحزب وأولوية مواجهة المشروع الاسرائيلي الأميركي التكفيري معطوفا على الدفع باتجاه التغيير الديموقراطي في الداخل. كمال المسيحي الشيوعي الذى طلب في ليلة شتوية بقاعية عاصفة من شيوعي مسيحي آخر ان يقرأ القرآن الكريم بعد ان دخلا مطولا في نقاش عن الجن والانس، ليصبح «الآخر» لاحقا شيخا معمما (...)، يتعلق ببلدته ابل السقي وينسب اليها أولوية المقاومة والشهادة والزيتون والعطاء بلا حدود، فكيف الحال وقد صار صهرا لبلدة الخيام، تكلله رفيقة عمره اغنار، ولهما باقة (شابان وفتاة) وجدوا على مدارج الحياة ما يستهويهم من الاهتمامات، من دون أن يغادروا الحيرة والالتباس والأسئلة التي تراود والديهما كل يوم. بلحيته الكثة السوداء والبيضاء، يرغب كمال ان يطيل اللقاء، ومع كل صورة مشتركة، كان يتمنى على رفاقه ان يحفظوا صورته على شاكلة الثوار. في المحصلة، اخذ كمال البقاعي من رفاقه المجتمعين افادة ولادة جديدة على امل ان يقهر المرض كما قهر العدو، وله مع الارادة تجربة لا تخيب.

عباس بيضون - السفير

بعد محمود درويش يتم برحيل سميح القاسم غياب الثنائي الذي أشرف على العالم العربي والشعر المعاصر من قلب فلسطين المحجوبة حتى ذلك الوقت. وكان صوت درويش ـ القاسم أكثر من قصيدة، كان صوتاً مجروحاً ومعذباً وصارخاً بقدر ما كان استذكاراً وهوية واسماً آخر وعنواناً لفلسطين. لقد ظهر ذلك الصوت قبل السلاح وكان بالتأكيد يحمل في طياته كل الكثافة وكل الزخم اللذين تكدست فيهما لا الذكريات فحسب، ولكن أيضاً الرعف والحنين والتواريخ الدامية والمضيئة وسلسلة الثورات والمعارك والبطولات المكسورة والحروب الخاسرة. درويش والقاسم لا نظلم أياً منهما حين نقرنهما ببعضهما بعضاً فقد تواصل الاسمان كما تواصل الشخصان وكانا معاً وجهاً مزدوجاً ومتفارقاً لفلسطين التي غدت بدءاً من أواسط القرن الماضي ضميرنا وسرنا وجرحنا في آن معاً. لقد بدأ هذا التاريخ بخسارة مدوّية ومأساة وسيبقى هذا طابعه وستبقى هكذا دمغته وسيبقى ينزف ويكون نزفه وتكون تنهداته إيقاعنا ولحننا، ربما لهذا ظهر المغني قبل المحارب، ربما لهذا بدأت المرثية قبل الأهزوجة، ربما لذلك ورثنا هذا الجرح وأورثناه وتركناه ينطق ويتكلم عنا. سميح القاسم الذي اهتدى من شيوعيته إلى فلسطينيته أو كانتا في الأصل واحداً، لقد بقي له وللعرب الباقين هذا الركن وذلك المعزل، وكان ينبغي أن يمر وقت كاف حتى يتحول هذا المعزل إلى دوامة وذلك الركن إلى معترك، وبالتأكيد كان لسميح القاسم وبقية الشعراء والكتاب الفلسطينيين الذين صدحوا من فلسطين الصيحة الأولى التي وصلتنا مدماة متقطعة وكان ينبغي أن يمرّ وقت قبل أن تمتلئ وتتّسق وتمور بالنياعة والنضارة وتغدو كونية وملحمية وتستعيض عن منفاها في وطنها بمنفى عالمي وتغدو الأرض بكليتها بلدها ومنفاها ويغدو الشتات أسطورتها وسِفرها وتغدو فلسطين معها ومعهم ايتاكا الجديدة ويغدو الشاعر عوليسها الجديد. بقي سميح القاسم في فلسطين وهاجر محمود درويش قبل أن يرجع في عودة ثانية إليها. لكن الباقي ما كان له أن ينكسر وما كان لصوته أن يشحب ويخفت. لقد بقي تحت زيتونته وكان عليه أن يصدغها وأن يصرخ في وجه من يريد أن يغصبه إياها. كان عليه أن يشهر قصيدته كما لو كانت سلاحاً وأن يحارب بها ويُطلقها على المتربصين به. كان عليه أن يبدي أسنانه لا قلبه وحده، وأن يخيف ما وسعه أن يخيف، وأن يصرخ ما أمكنه أن يصرخ وحين كان وحده في الدرب، وحده في العزلة، كان يرفع صوته بنشيد المحارب، يواجه بكبريائه مَن يضعون أصابعهم في جرحه. كان يرفع رأسه من فوق مضطهديه. وظل دائماً في تخييل المعركة. كما ظل دائماً في ذكرى المواقع والأيام والحروب. تلك كانت تحييه في الذاكرة وتحييه في الخيال وتحييه في الواقع حتى لا يقتله القهر ولا تقتله العزلة. كان له نشيد المحارب الذي يتحوّل أحياناً إلى أغنية نصر واستدعاء للمستقبل وأمل لا يشيخ وبشارة خضراء كالزيتون. بقي سميح القاسم في فلسطين حيث كان عليه أن يقاتل وأن يغني في المعركة وأن يهلل ويرتجز في وسطها. أما درويش فقد هاجر ليبحث ثانية عن ايتاكا ـ فلسطين وليغني خسارته وليحمل المرثية إلى ضفاف العالم. كتب سميح القاسم كثيراً. ألّف ما يزيد على الستين مؤلفاً في الشعر والرواية والمسرح والمقالة والترجمة والرسائل. كان الحبر والحرف بالتأكيد حياته الثانية وكلما خط كلمة عربية كان يسترد بذلك هويته ويحيي فلسطين، يستردها بالكتابة ويستردها بالشعر ويستردها بالأغنية ويستردها بالنثر، وحين أصابه السرطان واجهه بكبرياء المحارب وشجاعة المحارب. لم يترك قلمه يسقط من يده ولم يخف من المرض بل حاول أن يخيفه هو الذي اعتاد منذ نعومة أظفاره أن يخيف ما هو أشد من السرطان وأقوى من الموت.

الأكثر قراءة