فقدت البحرين صباح الثلاثاء الموافق 23 فبراير 2010 واحداً من أشجع وأبرز رموزها الوطنية والإبداعية الكبيرة، المناضل الوطني الفنان الموسيقي مجيد مرهون، الذي وافته المنية في مستشفى السلمانية.
تعرف البحرين مجيد مرهون بصفته واحداً من أبنائها البررة الذين كرسوا حياتهم في النضال ضد الاستعمار البريطاني وفي سبيل الاستقلال الوطني والحرية والديمقراطية، من خلال نضاله في صفوف جبهة التحرير الوطني البحرانية ، وفيما بعد في صفوف المنبر الديمقراطي التقدمي، ودفع ضريبة خياره هذا بالسنوات الاثنتين والعشرين التي قضاها سجيناً، بعد أن حكمته محكمة صورية أقامها له الجلاد ايان هندرسون في عام 1968 بالسجن المؤبد، قضى منها سنوات طويلة وهو مكبل بالأصفاد في سجن جزيرة جدا، قبل أن ينتقل إلى سجون أخرى في سنوات تالية، انتقاماً منه لتنفيذه لعملية بطولية بتصفية أحد رؤوس جهاز الأمن الاستعماري.
ولد مجيد مرهون في عائلة فقيرة في حي العدامة بالحورة، ومنذ صباه تلمس في نفسه موهبته الموسيقية التي دأب على تطويرها بالتعلم الذاتي قبل اعتقاله، ثم في سنوات سجنه الطويلة التي كتب خلالها عدداً كبيراً من المقطوعات الموسيقية التي عزفتها فرق الاوركسترا في بلدان عديدة، وفي وطنه البحرين.
كما انكب على كتابة عدد من الدراسات في الموسيقى، وأنفق سنوات من عمره داخل السجن وخارجه وهو يضع عمله الموسوعي: "القاموس الموسيقي" الذي يعد عملاً فريدا من نوعه في المكتبة العربية، وقد صدر منه مجلد واحد عن مركز الشيخ إبراهيم الخليفة، ومن المنتظر صدور بقية الأجزاء.
ان المنبر الديمقراطي التقدمي الذي يفخر بان يكون الفقيد البطل مجيد مرهون من أبرز وجوهه المضيئة الملهمة لأجيال متتالية من المناضلين، ينعاه إلى شعب البحرين والى مناضلي الحركة الوطنية والشعبية والى جميع رفاقه وأصدقائه ومحبيه، ويتقدم "التقدمي" بصادق التعزية إلى زوجته فاطمة وابنه رضا وجميع أخوانه وأفراد عائلته، داعياً لهم بالصبر والسلوان.
كما يدعو المنبر التقدمي الدولة إلى تكريم هذا الرمز الوطني والإبداعي الكبير، وسواه من رموز الحركة الوطنية بإطلاق أسمائهم على مدارس أو شوارع، وتدريس حياتهم وعطائهم في المقررات الدراسية.
الخلود للذكرى العطرة للابن البار لشعب البحرين المناضل الفنان مجيد مرهون.
المنبر التقدمي
البحرين في 23 فبراير2010