uldy

uldy

أكد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، أن" أصل الجدل في لبنان في موضوع المحكمة الدولية وقبله هو لجنة التحقيق الدولية التي nasrallah-haririيجب ان يكون منشأها هنا في لبنان"، متسائلا:"هل لجنة تحقيق يؤلفها الأميركيون والحكومة البريطانية ويكون ضباط التحقيق فيها ضباط يؤتى بهم من أجهزة مخابرات على صلة وثيقة بالموساد الاسرائيلي، نأتمنها على قضية كبيرة بهذا المستوى، والمسار الذي أخذته لجنة التحقيق هل يوصل الى الحقيقة، وبالتالي يوصل الى العدالة". نصرالله، وخلال الاحتفال في التكريم المركزي لأبناء "الشهداء" الذي وصلوا إلى مرحلة الاعتماد على النفس، اعتبر ان" أي شيء ليس مبنيا على الحقيقة هو الاغتيال الثاني لرفيق الحريري لأنه يضيع القتلة ويعاقب المظلومين"، متسائلا في هذا السياق، هل سلوك لجنة التحقيق الدولية قبل تشكيل المحكمة كان يؤدي لمعرفة الحقيقة؟ قطعا لا، مؤكدا أن"لديه أدلة صوابت سنتكلم بها انشاء الله، مشيرا الى ان" ما يوصل للحقيقة هو تحقيق نزيه تقني شفاف وعلمي". وتوجه نصرالله الى كل من يحترم التحقيق بالقول:"لجنة التحقيق ذهبت منذ اليوم الأول لفرضية واحدة وركبت اتهام وحكم وذهبت تبحث له عن أدلة، مشيرا الى انه"إذا لم يتم التوصل الى الحقيقة لن تكون هناك عدالة بل ظلم ونحن نطالب بالعدالة، والعدالة هي أن يعاقب من قتل الحريري وغير ذلك هو ظلم". وفي هذا الاطار، اشار نصرالله الى اننا"نحن الجهة التي يتم تركيب التهمة لنا، وما يقوله الإعلام الاسرائيلي صحيح ويتقاطع مع معلوماتنا ومن قلب التحقيق والمحكمة الدولية ونفس المعلومات قالها مسؤولون أمنيون قبل مدة في لبنان"، داعيا الى تشكيل لجنة لبنانية إما برلمانية أو قضائية أو أمنية أو وزارية وعليها أن تأتي بالشهود وأن يأتوا بمحمد الصديق وهم يعرفون أين هو ويسألونهم من فبركهم ومن زودهم بالمعلومات التي يجب أن يقولوها"، مشيرا الى انه" إذا أرادوا أن يكون هناك فعلا بداية جدية فهذه هي البداية ومن يريد أن يثبت حرصه على تحقيق العدالة فيجب أن يبدأ من هنا"، وعليه أن" لا يتحمل النظر الى وجوه السياسيين والقضائيين والإعلاميين والأمنيين الذين شاركوا في فبركة شهود الزور". وتساءل نصرالله:"هل سلوك بعض القوى السياسية في لبنان والمدعي العام والمحكمة الدولية هو سلوك من يريد معرفة الحقيقة، مشيرا في هذا الصدد الى انه يملك شاهدين الأول شهود الزور، والثاني من صنعهم"، مؤكدا انهم"لا يريدون استدعاء شهود الزور لأنهم ليسوا من اختصاص التحقيق"، وأليس من اختصاص التحقيق أن يعرف من زور الحقيقة ومن حرف التحقيق والقضاء اللبناني يقول ليس اختصاصه والأجهزة الأمنية اللبنانية نفس الشيء، شهود الزور ضللوا التحقيق 4 سنوات ليس من اختصاص أحد أن يحاسبهم أو يسائلهم". وأضاف:"3 من شهود الزور تكلموا في مؤتمرات صحفية عن من أتى بهم ومن لقمهم ماذا يقولون وهؤلاء كلهم لبنانيون، مشيرا الى ان"هناك من شارك في فبركة الشهود وتعليمهم وهم بعض ضباط لجنة التحقيق الدولية من الأجانب باعترافهم"، متسائلا:" ألا يحق للبنانيين أن نأتي بالذين فبركوا شهود الزور ونعرف لماذا ضللوا التحقيق 4 سنوات، ومحاسبتهم"، طالبا في حال عدم الرغية بمحاسبتهم ان يتم على الاقل من محيطكم بدلّ أن يبقى كل الذين فبركوا شهود الزور في حمايتكم ورعايتكم". وتساءل:"هل أتى الشهود من السماء أم أن هناك من صنعهم، أنا أطرح اسئلة لا أطلب لها أجوبة لأنني أعرف إجابتها بل أسأل ليتساءل الناس، وما أطلبه ليس ليتحقق بل لإقامة الحجة". واكد السيد نصرالله اننا" نريد معرفة حقيقة اغتيال الحريري وهذا موضوع عليه اجماع وطني، مستبعدا ان يكون" أحدا قد طلب من عائلة رفيق الحريري أن ينسوا هذه الحقيقة وينسوا الملف، هم لن يفعلوا ذلك ولم يطلب أحد منهم ذلك ولن يطلب أحد منهم ذلك"، مشددا على ان" تداعيات هذا الاغتيال دفعنا ثمنه كلنا في لبنان والمنطقة بنسب متفاوتة". ولفت نصرالله الى ان"الاميركيين سعوا كثيرا الى أن يجلسوا معنا ونحن لم نجلس معهم، وفي الـ2000 سعوا لفتح الباب معنا ونحن أقفلناه، لأن برأينا أميركا هي اسرائيل وأميركا هي من شنت حرب تموز على لبنان واسرائيل نفذت، موضحا"صحيح أننا" حزب سياسي ومقبولين ولدينا نواب ووزراء وموجودين في الحوار، وهذه ليست مشكلة العالم حتى الأميركيين يريدون أن يصبح "حزب الله" حزبا سياسيا بالكامل"، مشددا على أن"المشكلة ليست أن "حزب الله" حزب إسلامي، بل المشكلة أنه مقاومة وأنه يرفض أن يكون وطنه لبنان ضعيفا وأنه يرفض أن تكون حمايته لوطنه مستعارة وأنه يرفض أن يأتي أحد في هذا العالم ليفرض عليه شروطا مذلة، كا انه يرفض التسوية الأميركية الاسرائيلية التي تريد أن تصادر الأرض وتحرم ملايين الفلسطينيين من العودة الى بيوتهم، وهذه المشكلة ليست قابلة للتسوية". وأشار نصرالله إلى أنهم" أرادوا أن يدخلوا من باب جديد وهذا ما دعانا لإثارة هذا الموضوع خلال الأيام القليلة الماضية، يريدون الدخول من خلال المدعي العام والمحكمة الدولية ليستغلوا قضية شريفة هي قضية اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري"، مشيرا الى انه"اليوم أستكمل ما كنت أنوي أن أقوله منذ البداية والذي سأختمه في مؤتمر صحفي قبل بداية شهر رمضان". من جهة أخرى، رحبّ الأمين العام لـ"حزب الله" بدعوة رئيس الحكومة الاسبق سليم الحص عندما وجه الاخير نداء اليوم أنه"عندما يكون مقاومة سيعتدى عليها ويفتح من خلالها باب الاعتداء على لبنان فهناك مجلس وزراء يتحمل مسؤوليته". وأعرب السيد نصرالله عن تجاوبه إذا دعي مجلس الوزراء لمناقشة الموضوع فنحن متجاوبون وإذا دعيت طاولة الحوار فنحن متجاوبون، وإذا أراد أحد أن يجلس معنا على قاعدة أن هناك متهمين من عندنا ولنقم بتسوية فلن نقبل، أما على قاعدة الحفاظ على البلد فنحن جاهزون". وفيما يتعلق بالمقاومة وما تتعرض له، أكد الأمين العام لـ"حزب الله" أن"المقاومة بالنسبة الينا ليس فقط مشروع فكري أو جهادي أو سياسي، إنما هي مقاومة انجاز مجبول بدمنا وعرقنا وتعبنا، وهي التي قدمنا في طريقها ومن أجل أهدافها أغلى ما عندنا هي أغلى ما عندنا ولن نسمح لا لصغير ولا لكبير في هذا العالم أن يمس شيئا من كرامتها". واعتبر أن" الشهداء" جوهر المقاومة وروحها الصافية وعطاؤها الذي لا ينضب ونصرها الساطع وبدمائهم أسقطت كل المشاريع الكبرى خلال 30 عاما، خصوصا مشروع الشرق الأوسط الكبير في العام 2006 الذي جهزت لأجله كل الإمكانات وتقاطعت فيه قوى دولية وإقليمية ومحلية"، مؤكدا أن" المقاومة أسقطت هذا المشروع بشهدائها، وتضحياتها وصدقها وعطائها وجودها ومن خلال انتصاراتها أن تحجز لنفسها مكانة متقدمة في العالم، تحديدا مقاومة "حزب الله" التي استطاعت أن تحجز هذه المكانة وتخترق كل الحواجز فهي المقاومة الاسلامية التي يحترمها المسيحي وهي المقاومة التي بأغلبيتها شيعية التي يحترمها العالم السني، وهي المقاومة اللبنانية التي يحترمها العرب وكل المسلمين من غير العرب وهي القدوة والنموذج والأمل لكل المستضعفين". وتوجه السيد نصرالله إلى أصحاب نظرية حروب الآخرين على أرضنا والذين يعتبرون لبنان دائما المتلقي والقابل وليس الفاعل بالقول:" أن المقاومة هي الوحيدة في تاريخ لبنان التي تجعل لبنان في قلب المعادلة الإقليمية وتجعله فاعلا وحاضرا ومؤثرا وليس قابلا ومتلقيا ومفعولا به، وهذا لم يحصل لا بنظريات قوة لبنان في ضعفه ولا نتيجة الارتماء في أحضان الآخرين ولا بنتيجة الاستقواء بالآخرين، لافتا الى أن" سوريا وايران ساعدوا المقاومة في لبنان ولكن المقاومة في لبنان هي التي قاتلت". ورأى السيد نصرالله ان"الحرب على هذه المقاومة بأشكالها المتعددة ستستمر، مشيرا الى ان"مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان اعترف بنفسه أمام الكونغرس، واسرائيل أجمعت في حرب تموز على أنها هزمت وفشلت وخاب أملها، والأميركيون يعرفون انهم هزموا في لبنان، ولكن في العالم العربي البعض لايريد التسليم بهزيمة اسرائيل هذه، لجؤوا الى العنوان الجديد وهو تسويه صورتنا وفيلتمان اعترف أنه دفع 500 مليون دولار في هذا السياق، والنتيجة كانت فشلا وهذه ليست المرة الأولى".
 من الواضح أنّ المفكّر المصري نصر حامد أبو زيد قطع شوطاً واسعاً من القراءة النقديّة للتراث، وهو اليوم في منطقةٍ متقدّمة من إعادة تقديم مكوّنات هذا التراث وبما يتناسب مع العصر والثقافة الراهنة. لكنّ صاحب ''نقد الفكر الديني'' الذي وصلَ إلى الجامعة في قصّة كفاح مؤثرة؛ لم يكن يدور في خلده أنّ الملاحقات ستكون طابعاً ملموساً في مقاطع مختلفة من مسيرته الفكريّة والعلمية. منعه من الدّخول إلى الكويت لن يكون الشّاهد الأخيرة على ترصُّد إسلاميين ''حرفيين'' للباحث الذي أعادة قراءة النصّ المقدس من خلال الواقع الثقافي الذي ظهر فيه. كيف تبدو - وسط ذلك - العلاقة الوجدانية والثقافية التي يعيشها المثقف المفكّر وفي ظلّ مثل هذه السياقات الضيقة، والظروف القاسية التي قد تمنعه من التفكير الحر وتُصادر عليه هذا الحقّ؟! لا يُقــدِّم أبو زيد نفسه، في معرض الإجابة على هذا السؤال، وكأنه نموذج لا مثيل له. بتأمّل قليل، يتأكّد أن هذا الكلام محض حقيقة، وليس تواضعاً أو هروباً من الذات. * كيف يمكن للمفكّر أن يخترق الضغوط المحيطة ويُقدِّم خروجاً نقدياً صارماً؟ ألا يبدو الأمر - بوجهٍ من الوجوه - تجاوزاً للطبيعة وتحدّياً خارقاً للعادة؟! - ليس في الأمر خرق للعادة ولا تجاوز للطبيعي. هذه السّياقات الضيقة والضغوط تمثل تحدّياً وليس عائقاً. الفارق بين التحدّي والعائق أن الأوّل يستحثّ الهمة ويُنشِّط الإرادة بشرط أن يكون العمل الفكري والبحثي غاية وليس وسيلة. حين تكون المعرفة وسيلة للوجاهة الاجتماعية أو الثقافية؛ يتكون للمزاول لهذا العمل علاقات يحرص على عدم المساس بها. وهنا يفسح المجال للمساومة والمراوغة. ليس أقوى من المحارب الذي ليس لديه ما يخسره. تاريخ التفسير هو تاريخ صراع * يُمثّل مشروعك في قراءة النصّ القرآني الخطوة التأسيسيّة لمجمل عملك التجديدي (الإصلاحي من جانبٍ آخر)، وقد أُحيط هذا المشروع - منذ بداياته - بأكثر من مواجهة وبعض النقد. ومن ذلك: إغراق الوحي القرآني في التاريخيانيّة بسبب الإصرار العارم على مقولة السياق المحيط بالنص. كيف تعلّقون على ذلك؟ - هذه كوْمة من الأسئلة لا سؤال واحد. الإغراقُ في التاريخانية وصف غير صحيح؛ فالتاريخية لا تعني الزّمانية، للأولى صيرورة الاستمرار بالتحوّل، وللثانية الانخناق في اللّحظة. كلّ شيء يبدأ في التاريخ، والله وحده يقف خارج التاريخ حسب منطق الإيمان، وهذا لا يمنع تطوّر المفاهيم والتصوّرات المتعلقة بالألوهة بين العقائد المختلفة وداخل العقيدة الواحدة. القرآنُ كما نعرفه له تاريخ في سياق ثقافة العالم، وله تاريخ في سياق ثقافة شبه الجزيرة العربية، وله تاريخ في ثقافة الحجاز ومجتمعات الحجاز. درْس هذا التاريخ وفهمه أمر لا غناء عنه لفهم القرآن في هذه السّياقات. القرآنُ نفسه يعكس هذه السّياقات في بنيته وفي أسلوبه وفي لغته. لكن للقرآن تاريخ ممتد من القرن السّابع الميلادي حتى يوم الناس هذا، وهذا هو تاريخ تطوّر المعنى واتساع محيط الدّلالة بفضل البشر الذين آمنوا به والذين لم يؤمنوا به كذلك. تاريخ التفسير هو تاريخ جدل وصراع وتنافس بين جماعات الإيمان من جهة، وبينهم وبين جماعات لها إيمان مغاير من جهة أخرى. * من الإشكالات أيضاً القول بعدم التكامليّة (أو الشموليّة) بسبب نقص الإطلاع على التراث القرآني الإسلامي (هناك منْ يقول بأنكم غير مطّلعين على قرآنيّات المدرسة الشيعية الإمامية). وكذلك عدم التراكمية في الإنجاز البحثي واستخلاص النتائج (هناك منْ يعيب عليكم إهمال بعض المشروعات ذات الصّلة بصميم عملكم البحثي، كما الحال مع مشروع محمد عابد الجابري الجديد في فهم القرآن وتفسيره). ما تعليقكم على ذلك؟ - لا يزعم أحد أنه استوعب التراث بقضّه وقضيضه، وأعترفُ أنني في مناطق تراثية كثيرة اعتمد على الأكثر تخصّصاً في هذه المناطق. قراءتي في التراث الشّيعي ليست قليلة، لكن التراث الشّيعي ليس مجال اختصاصي الأساسي. ليس هذا تواضعاً، فالزعم بالإحاطة المعرفية نوع من الغرور لا أحبّه لنفسي ولا لغيري. أما جهود الأستاذ الجابري فأنا ملمّ بها إلماماً تامّاً. في مجال الدّراسات القرآنيّة؛ يسعى الأستاذ الجابري سعياً مشكوراً لتبسيط المعقّد، ويتوخّى تجنّب الدّخول في المناطق الوعرة. * وما هي قصّة مشروعكم الجديد المعنون بالمعهد الدولي للدراسات القرآنية؟ - معهد الدّراسات القرآنية مشروع يحتاج إليه الفكر الإنساني المعاصر، ولا توجد جامعة واحدة تخصص معهداً للدّراسات القرآنية. كثيرٌ من جامعات العالم الإسلامي تُدَرّس القرآن (بمعنى تعلمه) ولا تَدْرسه (بمعنى الفحص العلمي). في جامعات أوروبا يمكن أن نجد مقرّراً لدراسة القرآن ضمن برنامج للدّراسات الدّينيّة، وهذا لا يكفي في السّياق الدّولي الذي صار فيه القرآن أداة للحجاج والجدل بين الكارهين للإسلام والمدافعين عنه. مهمة المشروع تأهيل باحثين متخصّصين. يتبنّى المشروعُ مؤسسة غير ربحية اسمها ''الحرية للجميع''، شارك في إنشائها وتبنى فكرة المعهد المرحوم عبدالرحمن واحد الرئيس الأسبق لأكبر جمعية دينية في إندونيسيا (نهضة العلماء) وأول رئيس جمهورية لأندونيسيا بعد سقوط نظام سوهارتو. يساند المؤسسة ويتبنى مشروع المعهد زعماء الجمعيات الدينيّة الأخرى، مثل ''المحمدية'' وكثير من المفكرين والباحثين الإندونيسيين. لأوّل مرّة، قام المعهد العام 2008 بعقد ورشة عمل مكثفة لمدة 6 أسابيع متواصلة لنخبةٍ مختارة من طلاب الدكتوراه استضافتها جامعة ''المحمدية'' بمالانج في وسط جاوه. الإصلاح الدّيني طريق العقلانيّة * بخلاف كثيرٍ من المفكرين المنتجين؛ تهتمون بشكل واضح بالمعنى النهضوي والتغييري، وهو ما يتجلّى مع مواقفكم النقديّة لكلّ أشكال الهيمنة والتسلّط (الداخلي والخارجي). برأيكم، كيف يمكن أن يُقدِّم المفكّر صورته المستقلة - بوصفه باحثا نقدياً - من غير أن يتورّط في الحسابات والشعارات التعبويّة؟ (تجدر الإشارة إلى أن أحدهم يلمس في خطابكم المناهض للإمبريالية صورة معيقة لتقدّمكم الجذري في نقد الفكر والواقع الإسلامي). - كيف يكون نقد الإمبريالية معوقاً للتقدم في نقد الفكر والواقع؟ حين نقول ''نقد الواقع''؛ هل نعني أن هذا الواقع خلاء داخلي محض لا علاقة له بالمحيط الأوسع؟ هل الإمبريالية والصهيونية والمقاومة مفردات تقع خارج الواقع؟ النقد هو النقد، هو فعالية جوهرية في العمل البحثي. من يتهمني بالتورط في الحسابات والشعارات عليه أن يُقدّم الدليل. خيبتي الكبرى - وهي نجاحي وفخري بوصفي باحثاً - أنني في الغرب كما في الشرق ناقد. لهذا يكرهني البعض هنا، ويكرهني البعضُ هناك. فالنقد مرآة تكشف القبح والزيف في أيّ ثقافة. التعالي على نقد الواقع بمعناه المعقد والمركب يردني إلى حسابات منْ يتخذ الفكر والبحث وسيلة لتحقيق وجاهة هي بذاتها المعوق الأصلي. * يجتهد مفكرون عرب لاجتراح قراءات تنويرية، لاسيما في مقاربة النصوص الدينية والكشف عن تاريخيتها أو نزوعها المقاصدي أو تغليفها المقيّد بسلسلة التأويلات الفقهيّة. أنتج هذا المسار جملة من الاتجاهات والنظريات والتيارات: منها الليبرالية الإسلامية، العلمانية الإسلامية، الإسلام الروحي، لاهوت تحرير الإسلام، اليسار الإسلامي، العصرية الإسلامية و.. أولاً: كيف تقاربون حركة التنوير العربي في المجال الديني؟ ثانياً: أيهما تراه يحتل الأولوية في السياق العربي الراهن؛ المباشرة الجدّية في إصلاح ديني، أم العمل على طرح تنوير عربي عام يحمل أفكار الديمقراطية وحقوق الإنسان والانطلاق بها في الفضاء العام؟ - كلّ العناوين المطروحة أعلاه محمّلة بإيديولوجيا تعوق المعرفة، حتى كلمة ''التنوير'' صارت محمّلة بهتافات وشعارات. المباشرة الجدية للإصلاح الديني - الذي هو المقدمة لتأسيس العقلانية التي تفضي إلى تأسيس مفاهيم الحرية والمساواة والعدل، تلك المفاهيم التي بدونها لا مجال للتفكير العلمي، الذي بدونه لا يقوم مجتمع حديث - هذا الإصلاح الديني لا يتحقق بتعبئة الأفكار القديمة في عبوات جديدة. لا إصلاح ديني دون نقد للفكر الديني. دون هذا النقد لا تجديد ولا هم يحزنون. التجديد هو قتل القديم بحثاً. هكذا يؤكد الشيخ أمين الخولي. دون قتل القديم بحثاً - لاحظ استعارة القتل للفعل النقدي - لا تجديد ولا إصلاح. في قلب هذا النقد؛ طرح القضايا المسكوت عنها واقتحام مناطق اللامفكر فيه - حسب محمد أركون - وما زلنا في بداية الطريق. لكن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة غير خائفة ولا متردّدة. الوقت ـ نادر المتروك
دان رئيس "حركة الشعب" نجاح واكيم بعد اجتماع عقدته هيئة التنسيق في الحركة "موقف الحياد الذي اتخذه لبنان في مجلس الامن الدولي من قرار فرض العقوبات على ايران". ورأى ان "الانقسام الذي تجلى في جلسة مجلس الوزراء امس، يحمل مؤشرات مقلقة لمرحلة من الانقسامات الاكثر عمقا ازاء استحقاقات داهمة في المرحلة المقبلة، ويبرز في طليعة هذه الاستحقاقت موضوع ما يسمى المحكمة الدولية". واكد واكيم موقف الحركة "الثابت من المحكمة، التي انشأت بالاصل من اجل احداث الفتنة في لبنان، وقد ثبت بالادلة القاطعة ان هذه المحكمة ما هي الا اداة بيد الولايات المتحدة"، معتبرا ان "الاستقالات التي تتوالى في مواقع هامة في المحكمة الدولية، تؤكد ان التسييس هو الدافع الاساسي لهذه الاستقالات". واعلن واكيم "تضامن الحركة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية"، لافتا الى ان هيئة التنسيق قررت "تشكيل وفد من قيادة "الحركة" لزيارة السفارة الايرانية والاعراب عن التضامن معها"، مشيرا الى تقدير"الحركة"الكبير للموقف المشرف الذي اتخذته تركيا والبرازيل في مجلس الامن".
وجه رئيس لجنة الحريات وحقوق الإنسان في "المنتدى القومي العربي" الدكتور هاني سليمان رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، جاء فيها: "انقل لفخامتكم تحية منطقة عكار والشمال، منطقة السجين اللبناني في فرنسا جورج ابراهيم عبد الله، وتحية بلدته القبيات التي تعتز بقيادتكم وحكمتكم، وتناشدكم الالتفات إلى قضيته الانسانية والحقوقية. جورج ابراهيم عبد الله مواطن لبناني الثقافة والالتزام، عربي الانتماء والهوية، فلسطيني الهوى. وبسبب تعاطفه مع القضية الفلسطينية، ساقته الأحداث في باريس أن يكون نزيل سجنها لما يربو على ست وعشرين سنة حتى الآن. حسب القانون الفرنسي، وعند انتهاء الفترة المحكوم بها سنة 1999، فتحت الحكومة الفرنسية ملفه من اجل الإفراج عنه. وحسب الدستور الفرنسي، وخلال العام 2003، حكم القضاء الفرنسي بالإفراج المشروط عنه. ومن الشروط المفروضة ثلاث: 1- سلوك جيد في السجن وعدم محاولة الهرب. 2- تكفل الأهل برعاية ابنهم في لبنان. 3- أن لا يشكل خطرا على المجتمع الفرنسي بعد الإفراج عنه. إن جورج عبد الله، وباعتراف القضاء الفرنسي، يستوفي هذه الشروط جمعاء، لكن ما يمنع إطلاق سراحه هو السياسة الفرنسية، وهو أن جورج يرفض أن يخرج من السجن مهزوما أو متعهدا بأن يهزم نفسه، عبر تعهدات بنكران تاريخه والندم عليه. هي حال من الاحتجاز الإضافي، هي حال من التوقيف غير المبرر، هي عقوبة غير ملحوظة بقانون، وكل عقوبة لا ينص عليها القانون تكون باطلة. فخامة الرئيس، في نهاية الشهر الحالي سينعقد في بيروت مؤتمر تضامني، سياسي- حقوقي، مع جورج عبد الله، ستحضره شخصيات فرنسية وعالمية، وستقدم هذه الشخصيات شهادات حقوقية تؤكد عدم قانونية استمرار حجز جورج عبد الله. إن تدخلا من طرفكم لدى السلطات الفرنسية سيكون له الأثر البالغ في نفوس اللبنانيين الأحرار. بصفتكم الأب والقائد، ومن موقع الثقة بحكمتكم وحرصكم على رفع الضيم والحيف عن أبناء بلدكم، نناشدكم التدخل ونتطلع إلى التفاتة من فخامتكم للتدخل من اجل الإفراج عن جورج ابراهيم عبد الله، ومن اجل التفريج عن عائلة ومنطقة وشريحة لبنانية اعتزت به على الدوام، واعتبرته رائدا من رواد العمل من أجل فلسطين والعروبة ولبنان المرفوع الرأس".
يتحدث تقرير دبلوماسي غربي عن صفقة اميركية متعددة الاضلاع تشمل ايران وسوريا وتركيا، بدأت مع الدور التركي المتنامي في المنطقة، واستمرت مع انسحاب القوات الاميركية المقاتلة من العراق، مرورا بالاعلان الايراني عن تشغيل محطة ابو شهر النووية. ويبدو انّ هذه الصفقة لن تنتهي مع الاعلان الاميركي عن بدء المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية، مع ما سبق هذا الاعلان من تحضيرات ميدانية كاملة تجلت باقرار البرلمان اللبناني لمشروع قانون حق العمل للفلسطينيين في ظل صمت سوري مطبق وترحيب سعودي مبطن، فضلاً عن شل حركة حزب الله من خلال عزله داخليا والهائه باكثر من ملف على غرار القرار الظني وهو قرار معلق ومرتبط بتطورات المنطقة واداء الحزب على المستوى الاقليمي، او جلسات الحوار الهادفة الى اعداد استراتيجية دفاعية غير واضحة المعالم تهدف اصلا الى الحد من فاعلية سلاح المقاومة، وبالتالي تسليط الضوء على دور الجيش اللبناني بعد اعادته الى الواجهة السياسية والامنية بعد حادثة العديسة وما تلاها من تطورات وسجالات اجمعت على دور الجيش في اي خطوة مقبلة. ويبدأ التقرير بتوضيح الموقف من الدور التركي الذي ما كان اصلا ليتوسع لولا الغطاء الاميركي. فيشير الى ان اطلاق اسطول الحرية الاول جاء استنادا الى معطيات تؤكد ان مثل هذه الخطوة ستلقى حتما الصدى الطيب لدى الدول العربية من جهة واذرع ايران المنتشرة في المنطقة على غرار حركة حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان (وفق التقرير) من جهة ثانية، بما يسمح لانقره باستيعاب بعض الاوراق الفاعلة التي تسمح لها في اوقات لاحقة من الضغط على حماس عبر تصويرها عرابة فك الحصار الجزئي عن غزة، وذلك بعلم وغطاء من سوريا التي سارعت حينها الى ملاقاة تركيا في منتصف الطريق من خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس السوري الى انقره واعلانه عن الدعم الكامل لكل الخطوات التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، وبالتالي تسليمه من دون اي شرط بالدور التركي ودخوله على خط المنطقة بعد ان كانت تركيا تمني النفس بالانتساب الى منظومة الاتحاد الاوروبي وتنتظر لدفع الثمن السياسي للبدء بعملية الانضمام التي مهدت لها هذه الخطوة التي ستليها خطوات مرجحة على غرار لعب دور الوسيط المقبول من سوريا وتل ابيب. وبالانتقال الى الخليج العربي، يلحظ التقرير اخضاع السعودية اميركيا وحشرها في زاوية ضيقة بعد التهويل عليها بامكانية تمدد حركة الحوثيين من جهة وتسليط السيف الايراني على رقبتها من جهة ثانية، وذلك بالتزامن المدروس مع الهمروجة الاعلامية التي تضمنت تهديدات مباشرة وغير مباشرة لطهران ادت بنتيجتها الى الهاء الرأي العام العربي والاميركي عن كل ما يحصل في الداخل العراقي من تمهيد ميداني لسحب القوات المقاتلة من العراق، كما الى اشغال الاصولية السنية باعادة ترتيب اوراقها التي ستبعثرها الخطوات الاميركية المتقدمة والمتمثلة بالضغط على الداخل العراقي واعادة تفجير ساحته الداخلية عبر التفجيرات الدموية المتنقلة والمحصورة من جهة، وتشديد القبضة في افغانستان من جهة ثانية، بما يكمل المشهد العام تمهيداً للانسحاب الهادئ المنسق مع سوريا وايران وتركيا وسائر اللاعبين المؤثرين في العراق. وفي الموازاة، وبحسب التقرير ايضا، تضغط واشنطن باتجاه اعادة تنشيط الحوار الدبلوماسي مع طهران، وهو حوار لم ينقطع يوما، بل استمر على وتيرة ترتفع وتنخفض وفق الحاجة المتبادلة، وذلك بالتزامن مع ممارسة سياسة العصا والجزرة، اي غض النظر الاميركي عن النشاط النووي الايراني المضبوط روسيا وتركيا، والسماح لطهران بتشغيل مشروط لمفاعل بوشهر النووي في مقابل لملمة طهران للوضع الشيعي في العراق وتأهيله للمرحلة التالية التي تلي الانسحاب الاميركي، والتي لن تكون هادئة على مستوى الداخل العراقي.

خاص الموقع

(يو بي أي) -- قال مسؤولون إسرائيليون إن تركيا تعمل على إقناع الحكومة اللبنانية بمنع إبحار سفن لبنانية إلى غزة لمحاولة كسر الحصار الإسرائيلي على القطاع.ونقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم الثلاثاء عن مسؤولين إسرائيليين ان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، الذي زار دمشق وبيروت الأسبوع الماضي، طلب من الحكومة اللبنانية منع مغادرة الأسطول في إطار جهود أنقرة لتخفيف حدة التوتر مع إسرائيل.وأشار المسؤولون إلى ان ما وصفوه بالتغيير في سياسة تركيا نابع من فهمها أن الأزمة مع إسرائيل أضرّت بصورتها وألحقت أذى بعلاقاتها مع واشنطن وأوروبا.وزعمت الصحيفة ان المسؤولين الأتراك قالوا في جلسات مغلقة في أنقرة انه منذ ان أدى أسطول الحرية إلى رفع جزئي للحصار الإسرائيلي عن غزة، لا يوجد أي داع لإرسال المزيد من السفن إلى القطاع.وبحسب التقرير أيضاً فقد أبلغ المسؤولون الأتراك أميركا والأوروبيين أن أنقرة مهتمة باستعادة علاقات طبيعية مع إسرائيل.

"الحرب أن أتت.. اسرائيل في مواجهة حزب الله وحلفائه".هو عنوان دراسة أصدرها المدير السابق لوكالة الاستخبارات في وزارة الحرب الاميركية جيفري وايت، وابرز ما جاء فيها انه "اذا اندلعت الحرب مجددا على حدود فلسطين لاحتلال لبنان، لن يشبه الصراع كثيرا حرب 2006، بل سيكون حادثة، ربما مصيرية، وستؤدي الى تحول المنطقة بأكملها". وايت، الذي يعمل حاليا خبيرا في شؤون الحرب في "معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى"، عقد حلقة ناقش فيها دراسته. وقال ان "مسرح الاعمال الحربية سيشمل 40 الف ميل مربع"، وهو ما يعادل 64 الف كيلومتر مربع، ويتضمن "لبنان (10 الاف كم مربع)، والكيان الاسرائيلي (20 الفا)، واجزاء من سورية (185 الفا)". وأضاف ان "نهاية الاعمال الحربية في 2006 شكلت نقطة بداية التحضيرات للحرب المقبلة" من قبل الطرفين، وان "الطرفين يستخدمان اسلوبا هجوميا بالنظر الى المواجهات السابقة". وتوقع وايت ان يتركز القتال على الحدود الشمالية لكيان الاحتلال وفي جنوب لبنان، مع عدد من "المسارح الثانوية" للمواجهات. وقال ان "حزب الله سيحاول صد الهجوم الصهيوني البري في جنوب لبنان بشراسة، فيما سيحاول الكيان الإسرائيلي الوصول الى الليطاني، والى ما بعد الليطاني، حيث تتركز صواريخ حزب الله". وفي محاولة لتصوير "فداحة الخسائر اللبنانية" المتوقعة في اي حرب، قال وايت ان "اسرائيل ستعمد الى حرق العشب في لبنان بدلا من تشذيبه»، ولفت الى ان الحسم في الحرب سيكون عن طريق "الاجتياح الإسرائيلي البري". ومع ان جيش العدو الاسرائيلي اتم استعدادته للقتال في المدن والمناطق الآهلة بالسكان عوضا من القتال في الطبيعة، حسب الخبير الاميركي، فان هذا جيش العدو سيتكبد خسائر لا يستهان بها في الحرب المقبلة. واعتبر ان "حزب الله سيحاول امتصاص الهجوم الإسرائيلي البري، لكنه لن يتراجع... وستكون معركة الجنوب حاسمة". وقال وايت ان التوقعات الاسرائيلية تشير الى ان "حزب الله سيعمد الى اطلاق 500 او 600 صاروخ يوميا في اتجاه اسرائيل، وهذا كثير من النار الذي سيأتي في اتجاه اسرائيل". واشار الى ان تقنية معظم الصواريخ التي بحوزة الحزب اصبحت افضل مما كانت عليه في العام 2006 . واضاف انه على عكس العام 2006، فان "اسرائيل ستعمل على تدمير البنية التحتية المدنية اللبنانية لتحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية اعمال الحزب" . وختم ان سيناريوات نهاية الحرب، ثلاثة، وهي تتضمن الحسم، او تعب المتقاتلين، او الحل المفروض. الحسم، حسب وايت، "لا يمكن الا لاسرائيل تحقيقه، وبذلك انهاء خطر حزب الله المسلح واملاء شروطها لانهاء الحرب". اما في الخيارين الثاني والثالث، فستكون النتيجية عبارة عن "فوضى، مثل نهاية حربي 1973 و2006، وسيعمل المتقاتلون على الاستعداد لحرب اخرى مقبلة" . بدوره، حذر الضابط السابق في الجيش الاميركي والباحث في مركز ابحاث "الامن الاميركي الجديد" اندرو اكسوم، من ان اي احتلال اسرائيلي للبنان سيكون بمثابة كابوس للاسرائيليين . وقال خريج الجامعة الاميركية في بيروت، ان "مصلحة اسرائيل العليا، في حال قتل حزب الله ديبلوماسيا اسرائيليا انتقاما لمقتل عماد مغنية او قام بخطف جندي، تقتضي بتوجيه ضربات موجعة في غضون ثلاث او اربعة ايام" . واعتبر انه في حرب 2006، كان المجتمع الدولي متعاطفا مع الكيان الاسرائيلي في الاسبوع الاول للحرب، ولكن بما ان الخسائر اللبنانية كانت اكبر بكثير من "الخسائر الاسرائيلية"، وبما ان "اللبنانيين هم من انجح الشعوب في الانتاج والتعاطي مع الاعلام العالمي، انقلب التعاطف العالمي ضد الدولة العبرية" . وقال انه بناء على تجربة حرب 2006، فانه "عندما يعد الاسرائيليون انهم سيدمرون الضاحية (الجنوبية لبيروت) تماما، فان الجميع يصدق انهم سيفعلون ذلك"، وهذا حسب الضابط السابق، "يساهم في تعزيز ميزان الرعب والردع بين الطرفين ويلقي المزيد من الضغط الشعبي على كاهل حزب الله لثنائه عن التسبب بأي حرب" . واضاف اكسوم ان "الهدنة القائمة على الارض بين حزب الله واسرائيل، اي ميزان القوى الحالي، هو افضل ضمانة للردع وللسلام، وهو مؤذ لحزب الله على المدى الطويل". وختم بالقول ان اي "حرب اخرى لن تكون في مصلحة الإسرائيليين، ولا اللبنانيين، ولا مصالح الولايات المتحدة" في منطقة الشرق الاوسط عموما.

أميركا تتجه نحو وقف "المساعدات العسكرية" للبنان

خاص الموقع

استبعد محللون حدوث تصعيد في منطقة الحدود على الرغم من خطورة المواجهات التي وقعت الثلاثاء بين جنود اسرائيليين ولبنانيين، معتبرين ان لا اسرائيل ولا لبنان ولا حزب الله يرغبون في مواجهة جديدة.وقال غسان العزي استاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية "كان امام اسرائيل فرصة ذهبية لتوسيع نطاق القصف وكان امام حزب الله ذريعة كبيرة للقول انه يريد الدفاع عن البلاد".واضاف "لا احد جاهز للحرب".وكان الاشتباك الذي وقع بعدما حاول جنود اسرائيليون اقتلاع شجرة في منطقة حدودية متنازع عليها، ادى الى مقتل ثلاثة لبنانيين وضابط اسرائيلي في اخطر حادث منذ الحرب المدمرة التي شنتها الدولة العبرية على لبنان في 2006.لكن هذه المواجهات التي لم يشارك فيها حزب الله، كشفت هشاشة الوضع على الحدود بين البلدين اللذين ما زالا في حالة حرب وبرهنت على ان ايا من الطرفين لا يرغب في دفع الامور الى الانفجار.وكتبت صحيفة النهار اليوم "رغم المحاذير التي تركبها عوامل متفجرة على ابواب الخريف المواجهة الجنوبية لا تنذر بتفلت لبناني او اقليمي".واكدت ضرورة "عدم المبالغة في اعطاء الاشتباكات في الجنوب اكثر من حجمها".من جهته، قال مدير المركز اللبناني للدراسات السياسية اسامة صفا "لا ارى تصعيدا في مستقبل قريب".واضاف ان "الجيش اللبناني لن يكون من يبدأ الحرب في الجنوب (...) والعوامل الضرورية لحرب لم تجتمع".وقال العزي ان "الجانبين ابديا تحفظات ليقولا انهما غير مستعدين" لحرب.وبعد الاشتباك، حذرت اسرائيل لبنان لكنها سعت الى تهدئة الاوضاع في الوقت نفسه.وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الاربعاء "آمل الا يحدث تصعيد وان نعيش صيفا هادئا وان تعود الامور الى طبيعتها".

حزب الله جاهز

من جهته اكد الامين العام لحزب الله حسن نصر الله انه "في اي مكان سيعتدى فيه على الجيش من قبل اسرائيل وتتواجد فيه المقاومة او تطاله يدها فانها لن تقف صامتة"، مضيفا ان "اليد الاسرائيلية التي ستمتد الى الجيش اللبناني سنقطعها".اكد نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم ان "حزب الله يمتلك القدرة على ايلام اسرائيل" وانه في "اعلى الجهوزية" للرد على اي عدوان من الدولة العبرية "بالطريقة وفي الوقت المناسبين".واكد ان "الحزب يختار وقت الصبر كما يختار وقت الرد بالطريقة المناسبة التي تنسجم مع مصلحة لبنان ومع تقديرنا للظروف السياسية المحيطة".وقال صفا ان "التوقيت يعود الى حزب الله".وتابع ان تدخلا من جانب حزب الله الذي تتهمه اسرائيل بامتلاك عشرات الاف الصواريخ كان سيشكل ضربة قاضية.واضاف المحلل "قد يكونوا قدموا دعما لوجستيا او استخباريا الى الجيش لكنهم لو قاتلوا معه لادى ذلك الى حرب اقليمية وهو امر غير وارد حاليا".اما اسرائيل فقد حذرت الخميس من خطر تصاعد تأثير حزب الله على الجيش اللبناني بعد يومين على هذه المواجهات بين جنود اسرائيليين ولبنانيين التي اسفرت عن سقوط اربعة قتلى.وقال مساعد وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون للاذاعة العامة "هناك خطر +حزبلة+ للجيش اللبناني اذا بدأ الجيش يتصرف مثل حزب الله".واضاف "اذا نجح حزب الله في السيطرة على الجيش فسيكون علينا التعامل (مع الجيش) بشكل مختلف تماما".واندلعت الحرب بين اسرائيل وحزب الله صيف 2006 اثر عملية نفذها حزب الله وخطف خلالها جنديين اسرائيليين عند الحدود بين البلدين.واستمرت الحرب 34 يوما بين الدولة العبرية والحركة الشيعية ما اسفر عن سقوط 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و160 اسرائيلي معظمهم من العسكريين.وقال العزي ان "الجيش اللبناني ملتزم بالشعار الذي ورد في البيان الوزاري الذي يقول ان لبنان حكومة وشعبا ومقاومة يدافعون معا عن الوطن".لكن المراقبين يرون ان الامر ليس مسألة محلية.وصرح اسامة صفا "اذا اردتم ان تعرفوا ماذا سيجري في جنوب لبنان فعليكم متابعة المواجهة بين ايران (الدعم الرئيسي لحزب الله) والاسرة الدولية".

الولايات المتحدة تهدد

وفي السياق نفسه، أعلن نائب أميركي اليوم الخميس ان الكونغرس قد يوقف المساعدات العسكرية للبنان إثر الاشتباك الأخير بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي ، مضيفا ان الحكومة اللبنانية أعطت الضوء الأخضر للجيش لإطلاق النار على القوة الإسرائيلية على الحدود بين البلدين.وقال النائب الجمهوري عن فلوريدا رون كلاين العضو في لجنة العلاقات الخارجية والذي يزور إسرائيل لصحيفة "جيروزاليم بوست" ان الجيش اللبناني قام بخطوة خطيرة جداً حين أطلق النار على قوة إسرائيلية على الحدود.وأضاف "من الأكيد ان مسألة مواصلة دعم الجيش اللبناني ستثار في النقاشات في الكونغرس".وقال "إذا تبيّن بالوقائع ان الحكومة اللبنانية سمحت بهذه الخطوة (إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين)، أعتقد ان الكثير من أعضاء الكونغرس سيشعرون بالقلق إزاء مواصلة تقديم الدعم العسكري للبنان".وكانت الولايات المتحدة صدقت على مساعدة بقيمة 100 مليون دولار للجيش اللبناني إضافة إلى 109 ملايين دولار مساعدة اقتصادية و20 مليون دولار كمساعدات لمكافحة المخدرات، وطلبت إدارة باراك أوباما المبالغ نفسها تقريباً للعام 2011.وكانت اللجنة الفرعية للمساعدات الخارجية وافقت مسبقاً على الأموال التي خصصت للعام 2011 ولكن يبقى أمام لجنة المخصصات أن تصدق عليها بعد انتهاء عطلة الكونغرس.

اكد متحدث عسكري لبناني لوكالة فرانس برس ان دورية اسرائيلية دخلت الاراضي اللبنانية في منطقة حدودية بعمق عشرين مترا الخميس وحاولت خطف مواطن تمكن من الافلات منها واللجوء الى مركز للقوات الدولية الموقتة في الجنوب.وقال المتحدث ان "دورية من ثمانية عناصر من جيش العدو خرقت خط الانسحاب الموقت في خراج بلدة كفرشوبا بعمق عشرين مترا في محاولة لخطف مواطن كان يرعى ماشيته".واضاف ان الراعي تمكن من الهرب و"اللجوء الى احد مراكز اليونيفيل"، مشيرا الى ان الجنود الاسرائيليين غادروا الاراضي اللبنانية بعد بعض الوقت.ووصف المتحدث ما قام به الاسرائيليون بانه "اعتداء جديد متكرر على الاراضي اللبنانية".ويطلق لبنان اسم "خط الانسحاب الموقت" على الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان العام 2000 ليقوم مقام الحدود بين البلدين. ويعترض لبنان على الترسيم في نقاط عدة بينها كفرشوبا.وحصلت منذ 2006 ست عمليات خطف مدنيين على يد الجيش الاسرائيلي في مناطق حدودية. وبشكل عام، يسلم الجيش الاسرائيلي المعتقلين الى عناصر اليونيفيل بعد استجوابهم الذي قد يستغرق ساعات او اياما.
ذهب الفنان مارسيل خليفة «عميقاً» في الجنوب. جال شمال الليطاني وجنوبه، و«ثار» في أغنية مصوّرة هي الأولى له. وقد أراد في الخطوة التي لم يقربها من قبل، تحية خاصة بالصوت والصورة والنبض والإحساس للمقاومة في الذكرى العاشرة على تحرير الجنوب. فكانت «اذهب عميقاً في دمي» إحدى قصائد محمود درويش التي غناها خليفة ضمن ألبومه «أحمد العربي». واختارها الفنان لأنها في رأيه «مناسبة للحالة التي نعيشها، فالأغاني ليست موسمية وما أشعر به أقدّمه. لا أستطيع أن أشرح أكثر لأن الموسيقى والنصّ والحالة كفيلة بشرح ما أريد قوله». وأرادها تحية إلى الأرض التي أحبّها من أعماقه. عبر مخرج العمل أحمد زين الدين. وقد لقيت الفكرة إعجاباً من قبل الفنان، الذي أبدى رأيه في سياق التحضير وخلال التصوير، « من دون أي اعتراض يذكر» بحسب زين الدين. يرى المخرج في النشيد «انتصاراً وحياة وفرحاً وأملاً»، موضحاّ أن التصوير استغرق يوماً واحداً (الإثنين الماضي) بعد التنسيق مع الجيش اللبناني في عشرات القرى الممتدة من مرتفعات إقليم التفاح، مروراً بمعتقل الخيام وقرية مارون الراس، وصولاً إلى بوابة فاطمة. لا يظهر وجه خليفة، الذي يبقى مجهول الهوية حتى المشاهد الأخيرة. نراه بداية في حقول القمح في السويداء ومطلاً على موقع استشهاد الملازم في الجيش اللبناني جواد عازار والسيّد هادي نصر الله في مرتفعات إقليم التفاح. بعده يجول في إحدى الغابات حيث يتم التركيز على ثلاثة رجال، يبدو الفرح على وجوههم. ويحمل أحدهم المعول في دلالة على التعلّق بالأرض والأصالة، بحسب المخرج.  وذلك قبل أن تصوّر قدما خليفة في حقل تملأ أرضه أوراق الورود الحمراء والرصاصات وجذوع الأشجار والصخور ... قبل أن يحدّق بقلعة شقيف أرنون، التي تمثل بحسب المخرج حقبة الصراع والبطولات التي حققتها المقاومة عبر سنوات الاحتلال. ويصل خليفة إلى باب معتقل الخيام، حيث الأسلاك الشائكة، مطلاّ عبر نافذة تمثل الحرية بعد الاعتقال. وتصوّر وردة بيضاء بين الركام، لتليها مشهد وردة حمراء بدل إيصاد باب إحدى الزنزانات الإفراديات في المعتقل. كما يستعين المخرج بطفلتين تمثلان «الأمل والطمأنينة والمستقبل»، تلعبان بطائرة ورقية محدقتين بالسماء في دلالة على أن «الأرض لنا والسماء لنا» في الحاضر والمستقبل، وفق زين الدين. تبقى هوية خليفة مجهولة للمشاهدين إلى حين وصول طفل، فيمسك بيده في مواجهة بوابة فاطمة ومستوطنة المطلة، فيما عدسة الكاميرا تركّز على العلم اللبناني مرفرفاً على نقطة البوابة. ليظهر وجه خليفة ويصدح صوته من خلف الدمار «إذهب عميقاً في دمي» رامياً أوراق الورود على أماكن مدمّرة. يذكر أن خليفة اختار مدير التصوير حسن نعماني، الذي أدار فريقاً من المصورين تمثل ببلال عبد الساتر وجميل شرف الدين وحسين زين الدين، وساعدهم أيمن حمود ومحمد الشامي. أما المونتاج فكان لعلي زين الدين الذي رافقه خليفة والمخرج في وضع اللمسات الأخيرة على العمل. يوضح زين الدين أنه صاحب فكرة اختيار خليفة كونه فناناً ثورياً، مؤكداً أن الفنان التزم التزاماً تاماً بإرشاداته كمخرج. كما يرى زين الدين أن ما تقدّمه الهيئة في الذكرى السنوية العاشرة مختلف عن الإنتاجات التي قدّمتها للمناسبة في السنوات الماضية. وأفصح أن خليفة كان متأثراً خلال رحلة التصوير التي أصرّ المخرج على تضمينها معلومات عن كل عمليات المقاومة في كل بلدة من البلدات، مشيراً إلى التماسه «ضعف» خليفة تجاه الأطفال، وقد دمعت عيناه مراراً، خصوصاً لدى استقباله من قبل رجل مقعد يحتفظ بكل إصداراته. يذكر أنه سيتمّ توزيع هذا العمل المصوّر على كافة المحطات التلفزيونية المحلية والفضائية بدءاً من يوم الخميس في عشرين الجاري، كي يصار إلى بثّه. علماً أنه من إنتاج مشترك بين الهيئة وقناة «المنار» التي ستبثه مساء الواحد والعشرين من أيار. ويحتفظ المخرج بلقطات لكواليس العمل، سيصار إلى بثها خلال المقابلات معه. إلى هذا أنجز قسم الإعلام في الهيئة ما يسمى بـ«فلاش» أرادته تهنئة بالنصر تحت عنوان «قهرنا اللي ما بينقهر». فيه ينساق صوت الفنان إحسان صادق على مجموعة صور تبدأ عنيفة، إذ تصوّر قهر وظلم الجيش الذي يوصف بـ«الأسطورة»، و«تنقلب» الصورة على مشاهد أعلام مرفرفة ونساء يزغردن وينثرن الأرز والورود... ويصدح الصوت «حرقنا الأسطورة وقهرنا اللي ما بينقهر». كتب نصّ «الفلاش» مصطفى نور الدين وأخرجه زين الدين وتمّ تسجيله في استوديوهات الفنان إحسان المنذر.

الأكثر قراءة