معالم صفقة اميركية ايرانية سورية ترتسم في افق المنطقة

يتحدث تقرير دبلوماسي غربي عن صفقة اميركية متعددة الاضلاع تشمل ايران وسوريا وتركيا، بدأت مع الدور التركي المتنامي في المنطقة، واستمرت مع انسحاب القوات الاميركية المقاتلة من العراق، مرورا بالاعلان الايراني عن تشغيل محطة ابو شهر النووية. ويبدو انّ هذه الصفقة لن تنتهي مع الاعلان الاميركي عن بدء المفاوضات الاسرائيلية - الفلسطينية، مع ما سبق هذا الاعلان من تحضيرات ميدانية كاملة تجلت باقرار البرلمان اللبناني لمشروع قانون حق العمل للفلسطينيين في ظل صمت سوري مطبق وترحيب سعودي مبطن، فضلاً عن شل حركة حزب الله من خلال عزله داخليا والهائه باكثر من ملف على غرار القرار الظني وهو قرار معلق ومرتبط بتطورات المنطقة واداء الحزب على المستوى الاقليمي، او جلسات الحوار الهادفة الى اعداد استراتيجية دفاعية غير واضحة المعالم تهدف اصلا الى الحد من فاعلية سلاح المقاومة، وبالتالي تسليط الضوء على دور الجيش اللبناني بعد اعادته الى الواجهة السياسية والامنية بعد حادثة العديسة وما تلاها من تطورات وسجالات اجمعت على دور الجيش في اي خطوة مقبلة. ويبدأ التقرير بتوضيح الموقف من الدور التركي الذي ما كان اصلا ليتوسع لولا الغطاء الاميركي. فيشير الى ان اطلاق اسطول الحرية الاول جاء استنادا الى معطيات تؤكد ان مثل هذه الخطوة ستلقى حتما الصدى الطيب لدى الدول العربية من جهة واذرع ايران المنتشرة في المنطقة على غرار حركة حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان (وفق التقرير) من جهة ثانية، بما يسمح لانقره باستيعاب بعض الاوراق الفاعلة التي تسمح لها في اوقات لاحقة من الضغط على حماس عبر تصويرها عرابة فك الحصار الجزئي عن غزة، وذلك بعلم وغطاء من سوريا التي سارعت حينها الى ملاقاة تركيا في منتصف الطريق من خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس السوري الى انقره واعلانه عن الدعم الكامل لكل الخطوات التي قام بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، وبالتالي تسليمه من دون اي شرط بالدور التركي ودخوله على خط المنطقة بعد ان كانت تركيا تمني النفس بالانتساب الى منظومة الاتحاد الاوروبي وتنتظر لدفع الثمن السياسي للبدء بعملية الانضمام التي مهدت لها هذه الخطوة التي ستليها خطوات مرجحة على غرار لعب دور الوسيط المقبول من سوريا وتل ابيب. وبالانتقال الى الخليج العربي، يلحظ التقرير اخضاع السعودية اميركيا وحشرها في زاوية ضيقة بعد التهويل عليها بامكانية تمدد حركة الحوثيين من جهة وتسليط السيف الايراني على رقبتها من جهة ثانية، وذلك بالتزامن المدروس مع الهمروجة الاعلامية التي تضمنت تهديدات مباشرة وغير مباشرة لطهران ادت بنتيجتها الى الهاء الرأي العام العربي والاميركي عن كل ما يحصل في الداخل العراقي من تمهيد ميداني لسحب القوات المقاتلة من العراق، كما الى اشغال الاصولية السنية باعادة ترتيب اوراقها التي ستبعثرها الخطوات الاميركية المتقدمة والمتمثلة بالضغط على الداخل العراقي واعادة تفجير ساحته الداخلية عبر التفجيرات الدموية المتنقلة والمحصورة من جهة، وتشديد القبضة في افغانستان من جهة ثانية، بما يكمل المشهد العام تمهيداً للانسحاب الهادئ المنسق مع سوريا وايران وتركيا وسائر اللاعبين المؤثرين في العراق. وفي الموازاة، وبحسب التقرير ايضا، تضغط واشنطن باتجاه اعادة تنشيط الحوار الدبلوماسي مع طهران، وهو حوار لم ينقطع يوما، بل استمر على وتيرة ترتفع وتنخفض وفق الحاجة المتبادلة، وذلك بالتزامن مع ممارسة سياسة العصا والجزرة، اي غض النظر الاميركي عن النشاط النووي الايراني المضبوط روسيا وتركيا، والسماح لطهران بتشغيل مشروط لمفاعل بوشهر النووي في مقابل لملمة طهران للوضع الشيعي في العراق وتأهيله للمرحلة التالية التي تلي الانسحاب الاميركي، والتي لن تكون هادئة على مستوى الداخل العراقي.
آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة