بيروت للأغنياء فقط

تقرير لـ"BBC": بيروت "القبيحة" منطقة ساحرة بلا روح.بيروت "القبيحة" ليس هذا ما يتمنى سماعه ايّ مواطن لبناني، بل هو توصيف الـ"BBC" عن العاصمة اللبنانية بيروت.فقد نقل تقرير عن مهندس معماري لبناني مخضرم قوله إنّ بيروت التي كان يطلق عليها إسم الشرق اصبحت غابة من الإسمنت الرمادي تخفي جمال البحر وروعته، مشيراً الى أنّ ايّ تغيير يطرأ على مدينة ما يجب لا يكون عدوانياً أو أيّ إنساني كما حصل في بيروت التي تغيرّت الى حدٍّ لم يعد ممكناً التعرّف الى معالمها.ويضيف التقرير انّ الطفرة في المباني التي حولّت بيروت الى مدينة تسودها فوضى عارمة هو علامة رفاهية للبعض ولكنه يُنذر بكارثة للبعض الآخر. وباسم الحداثة حلّت المئات المباني الشاهقة مكان المباني القديمة وجى محو تراث المدينة المعماري بسبب عدم وجود تشريعات لحمايتهاا وقد اخذت شركة "سوليدير" العقارية التي تأسست عام 1994 على عاتقها هذا الأمر فانتقدت كثيراً بسبب تدميرها المباني التاريخية التي كان يمكن إنقاذها وتحويلها الوسط التجاري من نقطة التقاء للثقافات والأديان الى منطقة ساحرة ولكن بلا روح للأثرياء فقط.يضيف التقرير أنّ وسط بيروت قد خسر طابعه التاريخي وما عاد باستطاعة احدٍ ان يعيش فيه. فالعاصمة لم تفقد التراث المعماري فحسب بل أيضاً مساحاتها المفتوحة. التقرير يتحدث أيضاً عن مقرّ رئيس مجلس الوزراء الفخم الجديد في وسط المدينة واحاطته بمكاتب ومحلات تجارية من دون أيّ مباني سكنية وهي أبعد ما يكون عن متناول معظم اللبنانيين. ويتحدث التقرير أنّه على الرغم من انّ المدينة لم يكن فيها العديد من الحدائق العامة كان هناك الآلاف من الحدائق التي تحيط بالمنازل القديمة تحولّ معظمها الى مواقف سيارات. هذا بالإضافة الى شبه إنعدام الأماكن التي يمكن اصطحاب الأطفال اليها لركوب الدراجة أو المشي باستثناء الكورنيش.ما يحول دون وقف البناء في بيروت هو جني شركات البناء الأرباح الطائلة بسبب ارتفاع طلب العرب ودول الخليج على شراء الممتلكات هناك.ويختم التقرير انّ المشكلة ليست في عدم وجود ينظّم الوضع بل في تجاهل الحكومة الصالح العام وأنّ السبب الحقيقي هو انّ القوانين القائمة وضعت لصالح الشركات العقارية والحكومة وليس لصالح الشعب.
آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة