النقابي حنا غريب : ثابتون على مطالبنا و التأكيد في تظاهرة الثلاثاء

لا مفاوضات مباشرة و يحاولون خفض سقف مطالبنا بمناسبة التحضير للتظاهرة التي دعت إليها رابطة التعليم الثانوي يوم الثلاثاء القادم، نظمت إدارة موقع ''جمول.نت'' لقاءً حواريا مع رئيس الرابطة، الرفيق حنا غريب ، في منتداها الصوتي مساء يوم الأحد، ٢١ اذار/مارس ٢٠١٠. و تحدث النقابي حنا غريب مع عشرات المهتمين في النادي الصوتي لموقع ''جمّول.نت'' عن الوضع النقابي في لبنان بشكلٍ عام وموقف رابطة التعليم الثانوي من السياسات الحكومية الجائرة. وذكر النقابي بمحاولات السلطة السياسية لسحب حقوق ومكتسبات المعلمين، من خلال مشروع التعاقد الوظيفي السيء الذكر، والذي تصدت له الرابطة. كما تحدث عن محاولة تسريب معلومات عن إعطاء 4 درجات من أصل سبعة. وذكر بأن التراجع على الصعيد النقابي بدأ منذ اتفاق الطائف و حكومة الحريري الأولى، حيث جرى تهميش القطاعات المنتجة - لتكريس الدور الخدماتي للبنان في المنطقة - ثم دعم القطاعات الخدماتية كالبنوك ، حيث تستفيد ثلاث بنوك من قرابة 40 % من الميزانية و الكهرباء وحدها 14%، و تساءل ماذا بقي للموظفين و عددهم قرابة 250 ألفاً. و أعتبر غريب أن الهجوم مستمر حيث تحدث عن النية في تخصيص الكهرباء و الموبايل . وأشاد بنشاط الرابطة معتبراً أن تميّز نشاطها عائدٌ لحد كبير لوجود الحزب الشيوعي الجيد والفاعل فيها . كما تحدث عن تعتيم إعلامي كبير و تقصير واضح في تغطية تظاهرات ونشاطات الرابطة. و أدان الأداء الاقتصادي لقوى 8 آذار معتبراً أنها أخطأت باعتبارها المقاومة عملاً عسكرياً فقط ، مطالباً بتحرير الإنسان من الفقر و التبعية فالمقاومة لا تجزأ . ثم تحدث عن ( الهاربين من تعهداتهم ) و ( المتراجعين عن وعودهم ) حيث أدان إسقاط مشروع ( تخفيض سن الاقتراع ) و حذر من رفع ال tva معتبراً أنها من النتائج الكارثية لباريس 3 . توحيد روابط المعلمين : و قال رئيس رابطة التعليم الثانوي الأستاذ حنا غريب أن "توحيد روابط المعلمين في التعليم الأساسي جاء بعد نضال طويل وهذا إنجاز كبير، لكن الإنجاز الأهم كان في طريقة توحيد هذه الروابط. فقد أقرت نظرة قطاع المعلمين في الحزب الشيوعي اللبناني الذي يرى أنه يجب إنتخاب الهيئة المؤلفة من ١٨ عضواً من كل المندوبين في الوطن و ليس على أساس إجراء انتخابات على صعيد المحافظات فقط و بعد ذلك الصاقها ببعضها على طريقة الكونفدرالية كما كانت ترى القوى الأخرى. و نجاح تجربة توحيد روابط الثانوي كان هو العامل المساعد لتوحيد روابط الأساسي لأن الصيغة نفسها المعمول بها حالياً في رابطة التعليم الثانوي اعتمدت في رابطة التعليم الأساسي. وأضاف الاستاذ غريب : والآن نسعى لتطبيق ما أقر، لأن هناك بعض القوى التي لم يرق لها هذا القرار مازالت تحاول إلغاءه أو تعديله". وختم قائلاً : أن "ما نطمح إليه في المستقبل هو توحيد رابطتي التعليم الثانوي والأساسي الرسمي في رابطة واحدة". أما عن تحضيرات قطاع المعلمين في الحزب الشيوعي اللبناني لخوض إنتخابات رابطة التعليم الأساسي فقال : "أننا أصدرنا كتيباً تربوياً سنخوض الإنتخابات على أساسه ". وعن مظاهرة يوم الثلاثاء قال غريب : " أننا نخوض هذه المعركة تحت عنوانين، تربوي و معيشي. تربوياً نطالب بتحسين نوعية التعليم الرسمي، بشكل خاص من خلال إدخال مواد المعلوماتية و اللغة الأجنبية الثانية و الفنون وغيرها إلى المنهج. فقد جمدوا هذه المواد في التعليم الرسمي حتى تبقى هذه المعرفة ممنوعة على الفقراء الغير قادرين على تسجيل أولادهم في التعليم الخاص. أما معيشياً فنطالب بالحقوق المكتسبة للمعلمين الذين لا يقبضون بدل الساعات الإضافية التي يعطونها و التي تصل إلى ثلث ساعات العمل. نتيجة ذلك خسر المعلم حوالي ال٦٠٪ من راتبه و خضنا معركة لإسترجاعها في العام ١٩٩٩ و قد حصلنا على ٢٥٪ منها و اليوم نحاول إسترجاع ال ٣٥٪ المتبقية. إلا أن أهمية هذا المطلب لا تكمن فقط بالجانب المادي بل بتوحد المعلمين من كافة انتماءاتهم السياسية حوله". وقال غريب أنه "حتى الآن لا تجاوب من الجهات الرسمية، بل هناك تسريبات لإعطاء بعض حقوقنا ولا يوجد مفاوضات رسمية، من أجل ذلك مظاهرة الثلاثاء التي ستكون انجح من الإعتصام". و إعتبر غريب أنه "لا خيار لدينا إلا طرح القضايا المطلبية، الإجتماعية والإقتصادية لشعبنا. ورغم أهمية التحالف السياسي إلا أن الموطن العادي هو الذي يجب أن يكون الحليف الأساسي لنا. علينا العودة للعمل مع الناس لنصل إلى اهدافنا". كما أفاد غريب إلى أن هناك ثمة برنامج اقتصادي اجتماعي قد طرح في المؤتمر العاشر للحزب، وهو ماجعل الحزب لأول مرة في تاريخه، أن يدخل في أدق التفاصيل المرتبطة بالبدائل الإصلاحية للشق الاقتصادي والعمل الجماهيري والنقابي، وقد تمنى غريب على الجميع بالعودة إلى الكتبيات التي وزعت في المؤتمر العاشر حيث تشرح ما يتعلق بأسس العمل الاقتصادي والجماهيري. وفي جواب يتعلق بسؤال حول الحزب والسياسة، أشار الرفيق إلى الجهود المبذولة الحثيثة من الحزب، إلا أن الحزب حقيقية في نزوله إلى الساحات ضمن الاعتصامات والمظاهرات، يبقى وحيدا تشاركه بعض القوى اليسارية كالتنظيم الشعب الناصري وحركة الشعب وبعض التظيمات اليسارية الأخرى، إلا أن باقي القوى هي قوى توافق على توجهات السلطة وتخضع لذلك، وأشار الأستاذ حنا غريب لعلمية التحضير لمظاهرة في الأول من أيار المقبل، وأشار كذلك إلى أنه لايمكن للحزب أ ن يحل مكان النقابات، ولكنه هو العجلة التي تدفع باتجاه طرح الموضوع الاقتصادي الاجتماعي بشقه السياسي، وأنه بحسب تعبيره ( واجب عليه) وهو لايمنع من الاستمرار في عملية طرحه بشكل دائم. وأكد على أزمة العمل النقابي وعلى عدم إمكانية خلق حلول لهذه الأزمة من الداخل، إنما هو من خلال الخرق السياسي حتى في المجال الاقتصادي. وفي ملف التعليم الرسمي أشار أنه من المستحيل أن يتجاوز الشيوعيون هذا الملف، رغم كل هذه التراجعات والانهيارات فهم صامدون أمام التيار الطائفي، وأشار إلى أن العمل النقابي ما زال يقاتل في جسم الحركة الطلابية التي كانت في السبيعينيات من القرن الماضي، أي أن العمل الآن هو قائم على الروابط التي قد بناها الرفاق منذ بداية الحركة الطلابية، وليس من نقطة الصفر.
آخر تعديل على Tuesday, 01 September 2009 11:26

الأكثر قراءة