ليست الحرب طائفية ولا الصراع فيها بطائفي، أنه في أساسه صراع بين قوى التغيير الثوري للنظام السياسي الطائفي والقوى الفاشية الطائفية التي تحدد الصراع لكل ناشط في الحياة أن يأخذ موقعاً وأن يحدد موقفاً، أم مع الثورة أو ضدها بالكلمة الفاعلة واليد المبدعة.والثورة ليست لفظاً أو تجريداً، إنها طمي الأرض لا يعرفها من يخاف على يديه من وحل الأرض.وكيف تكون الثورة نظيفة وهي التي تخرج من أحشاء الحاضر متسخة به تهدمه وتغتسل بوعدٍ أن الانسان جميلاً حراً... فلتتوضح كل المواقف ولتتوضح كل المواقع ولتكن المجابهة في الضوء. كيف يمكن للثاقة ان يكون لها موقع الهامش في معركة التغيير الثوري ضد الفاشية والطائفية. كيف يمكن لمثقف أن يستقيل من نضال ينتصر للديمقراطية، هو أكسيجين الفكر والأدب والفن.بوضوح أقول، فالوضوح هو الحقيقة من لا ينتصر للديمقراطية ضد الفاشية ، للحريى ضد الإرهاب، للعقل والحب والخيال وللجمال ضد العدمية وضد كل ظلامية في لبنان الحرب الأهلية وفي كل بلد من عالمنا العربي وعلى امتداد أرض الإنسان من لا ينتصر للثورة في كل آنٍ مثقفٌ مزيفٌ وثقافته مخادعة مرائية؛ إذا تكلم عن الثورة في شعره أو نثره فعلى الثورة بالمجرد يتكلم من خارج كل زمان ومكان، لا عليها في حركة التاريخ الفعلية وشروطها الملموسة، وإذ يعلن في نرجسية حمقاء أنه يريدها فبيضاء لا تهدم ولا تغيير، تُبقي القائم بنظامه وتحن إليه إذا تزلزل أو احتضركثيرون في لبنان يحنون إلى لبنان ما قبل الحرب الأهلية ويريدون التغيير لعودة إلى الماضي ويريدونه إيقافاً لانهيارات الزمان. أما الآتي فمن الغيب إلى الغيب. إنه موقف المنهزم لا بصراعٍ بل بتسليم واستكانة، إنه موقف من يصنع التاريخ بدونه وله في التاريخ موقع ترفضه الثقافة، إذ الثقافة في تعريفها مقاومة، فإذا ساوت بين القاتل والقتيل انهزمت في عدميتها، فانتصر القاتل وكانت في صمتها شريكته" #الثقافة_والثورة