نبيه عواضة - السفير
«الشيوعيون الذين خرجوا من الحزب لأسباب مختلفة، بمن فيهم أولئك الذين خرجوا لقضية تنظيمية أو لخطأ من القيادة، من واجبهم وليس فقط من حقهم العودة ثانية إلى الحزب»، موقف لافت أعلنه الأمين العام لـ»الحزب الشيوعي» الدكتور خالد حدادة في حفل تكريم الفقيد الشيوعي حسن اسماعيل، الذي شارك فيه عدد كبير من الشيوعيين، على اختلاف توجهاتهم السياسية، وحشد من أهالي البلدة وممثلين للأحزاب والقوى السياسية فيها، في حسينية بلدة زوطر الشرقية. «الموقف ـــ الصدمة»، كما أجمع على وصفه معارضون وموالون لقيادة الحزب، جاء ليعطي دفعة قوية للسجال الشيوعي المحتدم على أبواب مؤتمره الحادي عشر. وقد أرفق حدادة موقفه هذا مع دعوة «لوقف السجال الذي يشخصن الخلاف الشيوعي من دون أن يطال هذا الوقف السجال السياسي». كما دعا إلى تشكيل لجنة متنوّعة تضمّ كل القياديين من أمثال كريم مروة وجورج بطل وغيرهم. وعن تفاصيل المبادرة، أشار حدادة لـ«السفير» إلى أن الأمر سيُطرح الأسبوع المقبل على قيادة «الشيوعي» لتحديد الآليات التنظيمية لتنفيذها، معتبراً أن الأمر سيحصل بالتوازي مع إجراءات عقد المؤتمر. وشدّد على أن اللجنة التي ستشكل ستكون لها صلاحيات التواصل مع منظمات الحزب لتنظيم الحوارات وحل الخلافات. كما أوضح أن اللجنة، التي طالب بتسميتها «لجنة حسن إسماعيل»، سوف يكون لها رأي في تأجيل أو تسريع عقد المؤتمر. لم يكن التفاؤل بالمبادرة مقتصراً على مؤيدي القيادة، بل لاقى ارتياحاً من المعارضين أيضاً. فعضو المكتب السياسي مفيد قطيش اعتبره «أساساً صالحاً لتمكين وتفعيل عملية التحضير للمؤتمر عبر إفساح المجال أمام الشيوعيين كافة للعودة إلى التنظيم»، معلناً أنه وعضوي المكتب السياسي حنا غريب وكمال حمدان سوف «يركزون على إيجاد آلية تنفيذية لإنجاح المبادرة». أما عضو اللجنة المركزية حسين كريم، الذي ألقى كلمة «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» تضمنت ببعض مقاطعها صياغات مؤثرة دوّنها الفنان مارسيل خليفة، فأشار إلى أنه يرحب بكل مبادرة تحمل خلفية إيجابية، مبدياً الاستعداد الكامل للنقاش بما يخدم مصلحة الحزب. بدوره، طالب المسؤول العسكري السابق في الحزب محمود السيد بأن تطال اللجنة بعملها المناطق كافة لـ«كون غالبية الكادر الشيوعي هو عملياً خارج التنظيم». من جهته، أبدى القيادي السابق في «اليسار الديموقراطي» طعّان مسلماني ارتياحه لمبادرة حدادة، معتبراً أن الأمر يعنيه من باب ما يشكله الحزب من أداة لتحقيق الأهداف. واعتبر المعارض علاء المولى، المفصول من الحزب بموجب قرار تنظيمي (أبطل قرار الفصل بموجب مراجعة أمام الهيئة الدستورية في الحزب)، أن المبادرة جيدة لجهة خلوها من الشروط المسبقة، مبدياً، في الوقت نفسه، خشيته من أن تكون المبادرة مجرد هروب إلى الأمام. بانتظار القرار الرسمي، خطفت مبادرة حدادة الشيوعيين من حدثهم المفجع، وانفرط عقدهم بعد أن ضاقت شوارع بلدة زوطر الشرقية بهم. أما السؤال الذي يتوقع هؤلاء أن تحمل الأيام المقبلة الإجابة عليه، فهو: هل تكون المبادرة خلطاً جديداً للأوراق.. أم أن قطار الخلاف الشيوعي رسا على محطة ثابتة ينطلق منها الحوار إلى معالجات باتت ملحة؟