روان عز الدين - الاخبار
الصراعات الطبقية هي نفسها منذ عقود. والإعلانات التي تكلف آلاف الدولارات تجد لها فسحات واسعة في الشوارع. البنادق ما زالت تعلو كل الجبهات. حتى في شارع الحمرا تبدّل كل شيء، إلا «بياعين العلكة» وصراعهم اليومي مع العسكر. تغيّرت ملامح كثيرة، وابتلعت الحسابات التجارية والإعلامية وجوهاً فنية طبعت لفترة طويلة هذا النمط من الأغنيات، لكن خالد الهبر بقي مع غيتاره وصوته الحقيقي وأغنياته السياسية والاجتماعية والعاطفية. لا تحتاج حفلات الهبر إلى إعلانات ضخمة.
تكفي الدعوات على فايسبوك ليمتلئ «الأونيسكو» بأشخاص حفظوا المواعيد جيداً كما الأغنيات. بعدما أحيا حفلته الأخيرة في عيد العمال هذه السنة، يقدّم الهبر مع الفرقة أمسية عند الثامنة والنصف من مساء اليوم على خشبة «قصر الأونيسكو» (بيروت). الموعد مألوف لناحية الأغنيات والمكان. هو ضمن حفلات ثابتة خلال السنوات الأخيرة، في «قصر الأونيسكو» مع خالد والفرقة، وريبيرتوار يجمع الجديد والقديم. هكذا تجعل الأحداث الراهنة من أمسيات خالد ملجأ للشباب، فتعكس أغنياته صورة ماض لم يتح لهم أن يعيشوه بنضالاته ويومياته البسيطة. لكنهم مع ذلك، يجدون اليوم من يغني لهم من ذلك الزمن، ويستدعي إليهم، ولو على شكل لمحات سريعة بعضاً منه.
على مدى ساعتين، سنستمع إلى أغنياته الكلاسيكية كـ«سنديانة حمرا»، و«شارع الحمرا» و«بشارة» و«أغنية عاطفية»...وفي ريبيرتوار الحفلة أيضاً أغنياته الجديدة من ألبومه الأخير «هيدا زمانك» (2010) وتلك المنفردة التي أصدرها لاحقاً، مثل «ما تنسوا فلسطين» التي كتبها من أجواء الربيع العربي، و«القنطاري» (1975) التي سمعها الجمهور للمرة الأولى في الأوّل من أيّار الماضي، و«نحن في غزة بخير»، و«الله موجود» و«الشيخ امام».ومن ريبيرتواره النوستالجي، سيقدّم أغنية «حالة الاحتضار الطويلة» من ألبوم بالعنوان ذاته، يضم أشعاراً لمحمود درويش، إلى جانب أغنيات أخرى أعاد توزيعها نجله الموسيقي ريان الهبر. أما لحناً، فستكون مشاركة ريان من خلال مقطوعتين: «إلى وردة وبليغ»، و«ألبان وأجبان». كذلك هو يشارك مع الفرقة المرافقة لخالد (غيتار وغناء) التي تضمّ حوالى 20 موسيقياً، من بينهم: ريان الهبر (كيبوردز)، خضر بدران (بيانو)، بشار فران (باص)، فؤاد عفرا (درامز)، وليد ناصر (طبلة)، علي الخطيب (رق)، غسان سحّاب (قانون)، فرج حنّا (بزق) ونضال أبو سمرا (تينور ساكس)، إلى جانب الكورس: زينب زهر الدين، فرح نخول، روزيت بركيل، إيلي سمعان، إيلي سعد ومهنا جحا.