"منمشي، ومنكفي الطريق"، شعار ترافق مع إطلاق برنامج احتفالات العيد الـ90 لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني، الذي سيضم فعاليات ثقافية، فنية وسياسية. ولا يخفى على أحد، إن وضع حزب السنديانة الحمراء الداخلي، ليس سليماً، حاله كحال العديد من الأحزاب اللبنانية. والمعروف ان الاحتفال الحقيقي الذي ينتظره الشيوعيون هو انعقاد مؤتمره الحادي عشر نهاية العام الحالي. وكسائر ما يدور في فلك الشيوعيين، طالت الانقسامات هذا الشعار بين مؤيدٍ ومعارضٍ على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها. فريق رفعه وسامًا، يدل على تمسكه، وبالأحرى صموده، وإصراره على أن يكون جزءًا من هذا الحزب، بالرغم مما يعتريه من أزمات، تأكيدًا لقافلة تطول من رفاق مقاومين وشهداء، بأن نضالاتهم مستمرة، وأن النهوض من الأزمة واجب الجميع. وآخر أراده أو رآه بسبب يأسه تمديدًا للأزمة، معتبرًا "الحزب" برمته هو القيادة، التي ستمدد لنفسها، والتي تريد متابعة السير غير مبالية إن خلا الطريق. وأن تكون مواطنًا في لبنان كارثة كبرى، فكيف إن كنت شيوعيًّا، فهي كارثة أكبر، إذْ عليك في هذا البلد الطائفي، محاربة مزارعه الطائفية وزعمائها. ولكي تكون محاربًا سليمًا، عليك امتلاك بنية قوية، تلك البنية ما زلنا متمسكين بها، نحن كشيوعيين، لا سيما جيل الشباب منا. نعم سـوف "نمشي ومنكفي الطريق"، للنهوض بحزب الـ90 عامًا من النضالات المتراكمة، مع العمال والفلاحين والطلبة، دفاعًا عن الشعب والأرض، منذ تأسيس الحرس الشعبي، وقوات الأنصار، وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمول). سنتمسك بحزبنا، حتى في ظل تراجع دوره. هكذا تعلمنا من نضالات رفاقنا وأهلنا الرفاق الأوائل، وانتصاراتهم في تحركات عمال الريجي ومصانع غندور، والعديد من النضالات التي قدم فيها الحزب الشيوعي خيرة من مناضليه، من أول شهيدة عمالية وردة بطرس، إلى شهيد الجامعة اللبنانية فرج الله حنين، وشهداء "جمول"، وصولًا إلى شهداء حرب تموز 2006، واستشهاد الرفيق الصحافي عساف بو رحال في تموز 2010. هم ناضلوا، ورووا السنديانة الحمراء بدمائهم وتضحياتهم، وواجبنا أن نستكمل نضالاتهم وانتصارات "جمول" بالتحرير بمتابعة نضالنا بالتغيير. وبما أننا في حضرة العيد الـ90 سنكرر لحزبنا، حزب الشعب، الذي نفتخر به: انه عليك أن تعلم حقًّا "أكتر من أي زمان هيدا زمانك". ولكي نكون بخير ورايتنا الحمراء مرفوعة علينا قيادة وأعضاء النهوض بالحزب، وأن نعي خطورة المرحلة عبر ضرورة الإسراع بمعالجة وضعنا الداخلي، وعقد المؤتمر الـ11 الموعود دون مماطلة، وبعيدًا عن عقلية المؤتمرات والأصوات واللوائح... فالشيوعيون يحتاجون إلى إنصاف تاريخ حزبهم ومقاومته، ولن يكون بريق المهرجانات الاحتفالية بندواتها، ومعارضها، واحتفالاتها الفنية... هو الحل، ولا رمي الاتهامات وتبادل التخوين والتنظير في المنازل أو على مواقع التواصل الاجتماعي هو التغيير... الساحات تنادينا، فلنعد لتلك الساحات، دفاعًا عن المواطن والوطن. ولنحتفل معًا، ونجعل من الاحتفالات فرصة لشد عصب الشيوعيين المنظمين أو المعتكفين، المؤيدين والصامدين أو المعارضين... ولتكن هذه المناسبة فرصة لاستنهاض حزبنا ودورنا. حزبنا يستحق... ولمقاومته ونضالاته وتاريخه علينا واجب متابعة النضال من أجل "وطن حر وشعب سعيد". ناضلنا 90 عامًا، وسنناضل دومًا من أجل "الخبز والعلم والحرية". وسيستمر نضال حزبنا و"منمشي ومنكفي الطريق" نحو قانون مدني موحد للأحوال الشخصية، ودولة المواطنة والكفاءات بعيدًا عن قانون 6/6 مكرر، وسنبقى نناضل ضد المحادل الانتخابية نحو قانون انتخابي نسبي خارج القيد الطائفي وضمن الدائرة الواحدة... سنكمل درب الشهيد فرج الله حنين ورفاقه من أجل عودة الجامعة اللبنانية إلى دورها الريادي، بعيدًا عن بازار الجامعات الخاصة، سنناضل دومًا من أجل تعليم رسمي مجاني في وجه المؤسسات التعليمية الطائفية.