من هم

من هم
17 Oct
2014

من هم الذين يتحركون رفضاً لتمديد مجلس النواب لنفسه؟ أسأل عنهم كمواطنين: من هم؟ الجواب صعب، لكن، يبدو من التظاهرات ومن وسائل التواصل الاجتماعي، أنهم مواطنون خارج المذاهب والمجموعات السياسية والاجتماعية. إضافة إلى بضعة ناشطين مدنيين ومجموعات سياسية ناشئة. أفراد أشبه بأيتام السياسة، والمجتمع، يفكّرون بشكل مستقل، ويرون ما تفعله الطبقة السياسية وتواطؤ المواطنين معها. ويحبطهم ذلك أكثر، ويشعرهم بالغربة أكثر، ويؤلمهم فلا يجدون إلا التمسك بقشة إحراج النواب، والطبقة السياسية عموماً، من خلال التصويب على الشخصي والأخلاقي العام. ولا يترددون في إطلاق الأحكام القيمية على النواب والسياسيين، مثل وصفهم بالحرامية. كأنهم، في غياب السياسة، يستعملون آخر ورقة في أيديهم. وكثيرون منهم، ومن المواطنين الآخرين، يدركون حتى اليقين، أن النواب والسياسيين لن يُحرَجوا. لكنهم يعبّرون عن غصّتهم، مراهنين، ربما، على صحوة المواطنين. ولعلّهم يقولون لأنفسهم "إننا ننطق بالبديهيات التي يرددها الجميع، ونقول ضميرنا كي لا نكون شركاء في الخطأ والجريمة". ليس هذا هو المؤلم. ولا المؤلم أن هؤلاء المواطنين يقلّون يوماً بعد يوم ويزداد إحباطهم وتشرذمهم. المؤلم هو أنه مع كل استحقاق سياسي أو دستوري أو قيمي أو اجتماعي، يتكشف أن غالبية اللبنانيين غير صادقة وتقول الشيء وضده. تقول صبحاً ومساءً، صيفاً وشتاءً، ما يقوله رافضو التمديد، وعند الاستحقاق تسكت، بل إنّها قد تنتخب النواب أنفسهم، أو من طينتهم. لعل السؤال الحقيقي ليس من هم رافضو التمديد، إنما من هم المواطنون.. الآخرون؟ حسان الزين-السفير

آخر تعديل على Friday, 17 October 2014 09:18

الأكثر قراءة