نبيه عواضة -السفير
في الرابع والعشرين من تشرين الحالي، تحل الذكرى الـ90 لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني. شاء الأمين العام للحزب خالد حدادة أن لا يُخْرِجَ المناسبةَ من نطاقها الحزبي الضيق، لتكون قيد التداول مع حلقة إعلامية أوسع. حضر اللقاء رفاق سابقون يعملون في مؤسسات إعلامية مكتوبة ومرئية ومسموعة، وغاب عنه رفاق حاليون يعملون في مؤسسات إعلامية حزبية. بدا حدادة مرتاحا للملاحظات التي طرحت على طاولات لها باعها أيضا في سجالات الحزب الداخلية، ومنها ضرورة إنشاء مكتب إعلامي من أصدقاء «الشيوعي»، إلى ضرورة فتح أبواب الحزب أمام من يرغب بالعودة والقيام بأوسع الصلات، وصولا إلى انتقاد تقصير الحزب عن مواكبة الأحداث، إذ لفت البعضُ النظرَ إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بغياب الحزب عن أحداث مفصلية كبرى لها تقاطعاتها الإقليمية والدولية، إنما أيضا عن القضايا البسيطة المرتبطة بقضايا الناس الحياتية مثل الماء والكهرباء وغيرها من الأمور اليومية. واعتبر حدادة ردا على أسئلة الحاضرين أن الخطر الإرهابي يوازي الخطر الإسرائيلي، وبالتالي فإن عملية التصدي له يجب أن تكون شبيهة بعملية التصدي للعدو الصهيوني في العام 1982. واستعرض حدادة أمام الحاضرين ما قاله مؤخرا للرئيس نبيه بري بأننا «أصبحنا مضطرين للدفاع عن سايكس بيكو بوجه محاولات إزالته، كون المعلوم لنا أفضل من المجهول». وخلال اللقاء، قدم رئيس اللجنة التحضيرية لاحتفالات «الشيوعي» بعيده التسعين القيادي ريمون كلاس شرحًا لبرنامج إحياء المناسبة على مدى ستة أيام تبدأ في 24 تشرين باحتفال مركزي في قاعة الأونيسكو تلقى فيه ثلاث كلمات: الأولى للشيوعي (حدادة)، والثانية للشيوعي السوري، والثالثة لليسار العربي (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، فضلا عن حفل فني يحييه الفنان مروان عبادو والفنان العراقي جعفر حسن. وتحيي برنامج السبت فرقة سندريلا المصرية، فيما يتوزع نهار الأحد بين فقرة صباحية مع فرقة «راب» الشبابية مع كل من جعفر الطفار وباسم ماضي ومساء مع أمسية للفنان الملتزم خالد العبدالله، على أن تُقَدِّمَ مساء الإثنين الفنانة الفلسطينية ريم البنا وفرقة الفنون الشعبية باقة من الأغاني الثورية. أما الأسبوع الثاني، فهو عبارة عن يومين: مساء الجمعة مع الفنانة أميمة الخليل والسبت مع الفنان سامي حواط. ويتخلل الاحتفالات 6 ندوات سياسية أهمها ندوة مفتوحة عن أزمة الحزب الشيوعي وهي أشبه بدعوة للشيوعين كي يناقشوا أزمة حزبهم بصورة علنية، إضافة إلى ندوات شعرية وأدبية كان يفترض أن يشارك في واحدة منها الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم قبل أن يأتي خبر رحيله المفاجئ قبل نحو شهر ونيف. «منمشي ومنكفي الطريق» هو شعار احتفالات «الشيوعي» لهذه السنة، والواضح أن الحزب الذي يشكل أحد أعمدة اليسار اللبناني والعربي يحاول وبرغم كل انتكاساته الخروج من أزمته متطلعا إلى مؤتمره القادم بحيث يتحول إلى ورشة فكرية سياسية تنظيمية، بحيث لا تقتصر المناسبة على احتفالية قصر الأونيسكو حين يلبس القصر حلته الحمراء ليذكر الشيوعيين دوما بالزمن الجميل، ولو كان الغائب، للسنة الثانية على التوالي، المناضل الشيوعي الراحل أنطوان حرب، مدير هذا الصرح الوطني وحارسه منذ إعادة إعماره بعد الحرب الأهلية حتى الأمس القريب.