حكمت العيد

حكمت العيد
10 Oct
2014

حسان الزين - السفير

حكمت العيد واحد ممن تصعب رؤيتهم منفردين. هو من أولئك الذين تراهم مفرداً بصيغة الجمع. هو كذلك، بالرغم من اكتمال شخصيته ونضجها واختمار التجربة الشخصية والعامة فيها. كان كذلك في السبعينيات والثمانينيات مع الجيل الواسع لليسار، في الجامعة والشارع والاجتماعات الحزبية والسياسية. وبقي كذلك مع انتهاء التجربة واختلاط الأوراق السياسية والمواقع الشخصية. فحكمت العيد في مقدمة من يسمّون، في السياسة والثقافة، في لبنان، جيلاً. وقد جعلوا ما يربطهم أكثر من عمر، وأكثر من انتماء سياسي وثقافي واجتماعي، وأكبر من انتماء حزبي. لقد أبدعوا روحاً جماعية. وحكمت العيد واحد ممن أنتجوا خلافات وصاغوا صداقات، ثم بعد الانكسارات حوّل الخلافات صداقات مفتوحة على سجالات عابرة وهادفة. والسر في ذلك شخصيته وروح ذاك الجيل. وهما معاً ميلٌ إلى الحوار ومساجلة المختلف ومصادقته، وإغناء الصداقة بالاختلاف، وحماية الاختلاف بالصداقة. أضف إلى ذلك، ما تحلّى به حكمت العيد ورفاقه من نقد التجربة الحزبية والحربيّة والسخرية من التعصّب ورفض المقدّس، ومواجهة ذلك بالعبث حيناً، وبتعريض كل شيء للنقد دائماً. ويُسجّل لحكمت العيد أنه حافظ على قلقه الفكري والسياسي، من دون أن يطلب شيئاً لنفسه. وحافظ على مهنته (المحاماة) مصدرَ رزق وحيداً ومارس قيمه فيها. وهذا مشرّف لجيل، بل لوطن. حسان الزين

الأكثر قراءة