روان عز الدين - الاخبار
ما الذي يمكنه أن يبدد الصخب الإعلامي الأخير حول زياد الرحباني، أكثر من صورته وراء البيانو؟ الآلة نفسها التي أشار إليها في حفلة الناقورة، بيده اليمنى، قائلاً «بتمنى دق عهالبيانو». الموسيقى وحدها هي التي تهمّ معظمنا أيضاً (باستثناء بعض المتحمسين على السكوبات الصحافية)، أو سهرة عفوية معه، تماماً كتلك التي أحياها أول من أمس في حانة «مزيان» في الحمرا، وراء الكيبوردز هذه المرّة.
الأمسية كانت أقرب إلىJam Session، وغلب عليها الطابع الشاب، إن كان لناحية الجمهور الكثيف الذي تحلّق حول زياد بسرعة قياسية، أو لناحية الفرقة التي ضمّت إلى جانب الرحباني على الكيبوردز، كلاً من رائد الخازن (غيتار)، وخالد عمران (باص) وداني شكري (درامز)، وسيما إتيم وهبة إبراهيم (غناء).سبق الأمسية تمرينات قبل بضع ساعات فقط، فيما لم يعلن عنها رسمياً. كان يكفي أن يخبر الناس بعضهم بعضاً في الشارع الصغير ليمتلئ المكان بالجمهور الذي استمع إلى بعض الأغنيات والمقطوعات الستانردز في الجاز مثل summertime، وkiller joe وautumn leaves وon broadway،
إلى جانب hit the road jack وthe song lives on وغيرها، تسللت إليها ارتجالات العازفين. الحفلة التي أطلق عليها منظمو الأمسية «لاحق تروح» المقتبسة من أغنية فيروز/زياد «أنا فزعانة»، بدت تعبيراً عفوياً عن ردة الفعل على خبر سفر زياد إلى روسيا. وهذا ما منح الأمسية طابعاً حميمياً مع زياد، عززه تقديمه مقطوعة «ما تفل» من دون كلماتها في الختام. قبل الذهاب إلى روسيا لإحياء أمسيتين ضمن الاحتفالات بذكرى «ثورة أكتوبر»، يحيي زياد حفلة في «مركز معروف سعد الثقافي» في صيدا، عند الثامنة من مساء اليوم والغد.يعود الرحباني إلى الجنوب، بعد حفلة الناقورة في 23 آب (أغسطس) الماضي، تحديداً إلى صيدا بعد غياب طويل عن المدينة.كان يمكن لهذه الحفلة أن تندرج ضمن أمسيات المناطق والمهرجانات التي أحياها في الصيف، وأخذت صبغة احتفالية أو مهرجانية، في قلحات والخنشارة والناقورة وأنطلياس. لكن عنوانها «غزّة» هو ما يفصلها عن السياق الصيفي للحفلات، رغم أنها تتماهى معها لناحية لقاء زياد مع الجمهور الذي ينتظره خارج بيروت.اسم الأمسية قد يحيلنا أيضاً على برنامج وريبرتوار مختلف عن حفلات الرحباني الصيفية أيضاً؛ هي تحية لغزّة أولاً، بعد فترة قصيرة على انتهاء العدوان الإسرائيلي هناك. لذا سيتركّز البرنامج على الأناشيد والأغنيات الوطنية والملتزمة مثل «شو هالإيام»، و«بهنيك»، و«راجعة بإن الله» وغيرها من مسرحياته ومن ألبوم «أنا مش كافر»... كذلك بعض الأعمال التي لم نسمعها من قبل. هكذا سترافقه السورية منال سمعان (غناء) مع كورس كبير يضمّ عدداً من المغنين والمغنيات، تفرضه طبيعة الأعمال المقدّمة في الحفلة.