ازددنا فقراً

ازددنا فقراً
04 Aug
2014

نعمت جمال الدين (إلى أبي عوض جمال الدين) أرادت إسرائيل أن تحتفل بالذكرى الثامنة لهزيمتها في لبنان بهزيمة أخرى في غزة. نعم إنه انتصار جديد لإرادة المقاومة، على الرغم من وحشيتها المعهودة في الدمار والقتل، وعلى الرغم من الإمكانات المحدودة التي تملكها المقاومة الفلسطينية. فتحية إلى أرواح الشهداء وسواعد الأبطال. أما أنتم، يا من مرت سنوات ثمانٍ على استشهادكم، فلا يسعني إلا أن أقدم لكم وللذين سبقوكم اعتذاراً. عذراً لأننا لم نتابع مسيرتكم، بل ازددنا خمولاً وتخلفاً وجهلاً وفساداً. من نحن؟ نحن أكثرية الشعوب العربية. ازددنا خمولاً. نعم لأننا ارتضينا ببقاء الأنظمة التي تحكمنا، مع علمنا أن أكثرية حكامها يتآمرون علينا، ومحاولاتنا لتغييرها كانت ضعيفة وفاشلة وبلا ركائز. حتى البلدان التي قامت بها ما سُمي ثورات تبدلت أنظمتها من سيئ إلى أسوأ. ازددنا جهلاً وتخلفاً. نعم باسم الدين، وفي الطوائف والمذاهب كلها. فبحسب علمنا إن الأديان تدعو إلى المحبة والتسامح، لكن الواقع عكس ذلك. وازددنا فساداً.. بحجة التطور. وفوق ذلك، ازددنا فقراً. ليس فقراً مادياً فحسب، بل فقر في الثقافة والتربية الوطنية. لكن الاعتذار الكبير يبقى لك أبي الحبيب في يوم استشهادك... أنت الوطني المثقف. عذراً لأن اليسار الذي استشهدت تحت لوائه بات مشرذماً. فاليسار الذي كنت تعلق عليه الآمال بالتغيير الديموقراطي لم يستطع حتى تغيير نفسه والحفاظ على وجوده. لكن، علينا بذكراكم أن نعمل مجدداً ولو بقلة قليلة على إحياء الآمال من أجل ثورة حقيقية. جريدة السفير

الأكثر قراءة