عماد الزغبي - السفير
خلص اساتذة متعاقدون في «الجامعة اللبنانية»، إلى اتخاذ قرار بعقد «مؤتمر وطني لإنقاذ الجامعة اللبنانية» يشارك فيه أساتذة وطلاب ومعنيون بإنقاذ الجامعة الوطنية، من الوضع الذي آلت إليه، مباشرة بعد اجتماع مجلس الوزراء الخميس المقبل، وفي حال فشله في إقرار ملفي التفرغ للمتعاقدين بالساعة، وتعيين مجلس عمداء أصيل، من أجل منع انقسام الأساتذة المتعاقدين، ومن أجل توحدهم تحت هدف واحد ووحيد، يمثل في الدفاع عن الجامعة الوطنية، وإبعاد التدخلات السياسية في شؤونها. هم، قبل بورصة تضخم ملف التفرغ، اساتذة متعاقدون مستثنون من التفرغ، وبعد «انتفاخ» الملف، لم يعودوا يعلمون ما هو وضعهم، فأطلقوا صرخة، احتجاجا على ما يحصل أسبوعياً بحق الجامعة وأساتذتها في مجلس الوزراء في ملفي تشكيل مجلس الجامعة والتفرغ، تقول د. وفاء نون باسم المتعاقدين: «ما يحصل يستدعي إطلاق هذه الصرخة المدوية بوجه المسؤولين الذين يرفضون تشكيل مجلس الجامعة ولا يقرون ملف التفرغ، فيضربون الاثنين معا، الجامعة وأساتذتها وعن سابق تصور وتصميم، وبشكل مهين». يرفض الأساتذة الإهانة، وما يجري مع زملاء لهم، من خلال اتصال يردهم من مكتب وزير التربية، يكتفي بطلب الاسم الثلاثي، وسنة الولادة، وسنة التخرج، والاختصاص الذي يدرسه، ليدخل إلى ملف التفرغ، تحت ستار تأمين التوازن الطائفي. ينتقد الأساتذة هذه الطريقة التي ستؤدي إلى إضعاف الجامعة، وضرب حصانتها، وإلغاء مجالسها الأكاديمية. يرى هؤلاء الأساتذة في بورصة الأسماء، وهي ترتفع صعودا، من 674 اسما، في عهد وزير التربية السابق، إلى أكثر من 1160 اسما، والأرقام قابلة للارتفاع، ما دام التدخل السياسي، و«حقيبة» وزير التربية الياس بو صعب تتسع لكم كبير من الأسماء، لا يهم في الدخول إلى حقيبة الوزير الشرط الأكاديمي، وعدد ساعات التعاقد، والأنصبة، بل المهم هو لوائح الأحزاب الاسمية، والأهم هو موافقتهم، بعد أن يرسلوا طلبا بذلك، فيه الأسماء، وممهورا بتوقيع من المسؤول الحزبي. ويعتبر الأساتذة ان الاعتراضات التي تبرز في بعض الأحيان من هذا الطرف أو ذاك، جانب منها محق، وجانب يخفي خلفه مطالب شخصية. ففي الجانب المحق يمثل في ضرورة معرفة ما يتضمنه ملف التفرغ، وكيف تم اختيار هذه الأسماء، وإن كان رئيس الجامعة مضطراً أحيانا إلى الدفاع عن ذلك، مؤكدا الحرص على الجامعة وطريقة اختيار الملفات وطرحها. عقد الأساتذة مؤتمرا صحافيا في «قصر الأونيسكو» خصص للدفاع عن كرامة الأستاذ الجامعي، وعن هيبة الجامعة ووقارها، وأعلنت نون الرفض التام «أن نصبح شهود زور على ما يجري بحق استقلالية الجامعة وكأن لا هم لنا إلا التفرغ، وهو حق مشروع لنا، إلا أنه من غير المقبول خوفا على ضرب حقنا أن نسكت على الطريقة المهينة التي تحصل، بحق الجامعة وبحقنا، والتي تمس كرامتنا جميعا، فنبدو كمن يطلب منة أو حسنة هي في الأساس حق بكل بساطة». وأكدت أن «ما من إنسان يقبل أن يتحول إلى مجرد رقم في خانة هذه الطائفة أو تلك، أو في جيب هذا التيار أو ذاك. وكل ذلك تحت عنوان إنقاذ الجامعة وإصلاحها. وهذا النهج بالذات هو الذي خرب الجامعة فكيف له أن يصلحها؟ إن الجامعة اللبنانية هي ثمرة نضال الطلاب والأساتذة معا، بفضل تحركاتهم واعتصاماتهم وإضراباتهم نشأت الجامعة الوطنية، جامعةً للوطن ولكل الوطن». وختمت: «لأننا مسؤولون يجب أن نكون صفاً واحداً بوجه مشروع خصخصة القطاع التعليمي العام ولا سيما في الجامعة». وتحدث الناشط اميل شاهين عن نضالات طلاب في وجه التدخلات السياسية في شؤونها. ود. عماد سماحة عن التحضير لعقد المؤتمر الوطني لإنقاذ الجامعة. وشدد د. حسن إسماعيل على أن الغاية هي النضال من أجل جامعة وطنية، والسعي أن يكون لدينا لجنة واحدة موحدة للمتعاقدين. عماد الزغبي