فاتن الحاج - الاخبار… وفي اليوم الخامس للإضراب عن الطعام، حظي الموظف في وزارة الزراعة د. علي برو بخيمة تعينه على مواصلة التحرك حتى إقرار سلسلة رتب ورواتب عادلة ومنصفة. وقد حضر وفد من هيئة التنسيق النقابية مساءً للتضامن مع برو.
وكان التطور الأمني نهاية الأسبوع الماضي، قد أعاد جدولة تحرك هيئة التنسيق. لن يكون هذا الأسبوع تصعيدياً كما كان مقرراً، إذ إنّ الهيئة ستبدأ تنفيذ خطتها المقبلة، اعتباراً من يومي الثلاثاء والأربعاء في 1 و2 تموز المقبلين، بإقفال تام في الإدارات العامة والوزارات والقائمقاميات والبلديات في المحافظات والسرايات، على أن تستكمل التحرك بتجمعات في خمسة مراكز في المحافظات، يشارك فيها الطلاب، ولا سيما طلاب الشهادات الرسمية. وبعد اجتماع عقدته الهيئة أمس في نقابة المعلمين في المدارس الخاصة، خرج رئيس النقابة نعمه محفوض ليقول إنّ الهيئة راعت الظروف الاستثنائية التي يمر بها البلد، وأنجزت كل ما هو مطلوب منها في الامتحانات الرسمية، التي تنتهي في 28 الجاري، وهي تنتظر من الطبقة السياسية أن تعاملها بالمثل، وأن تبادر إلى عقد جلسة تشريعية لإقرار الحقوق في السلسلة. وحتى ذلك الحين، تؤكّد الهيئة مضيّها في تنفيذ قرار مقاطعة أسس التصحيح والتصحيح للامتحانات. وتجدد تمسّكها الكامل بالثوابت التي أوردتها في كتابها المرفوع إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير التربية الياس بو صعب، والنواب. وخلال ساعات النهار، انتظر برو أن تحضر هيئة التنسيق لتفرض نصب خيمة تقيه حر الشمس، وخصوصاً أنّه فتح معركة الأمعاء الخاوية.
المفارقة أن «الشمسية» الصغيرة التي أحضرتها المفتشة الإدارية نوال ناصر أول من أمس، وعلقتها على أحد الأغصان أزالتها القوى الأمنية بالقوة، ما جعل برو يعلق هازئاً: «هذا أول تعدّ على الأملاك العامة، وكي لا تكون سابقة، أُزيلت». وقال إنّه «لا عودة عن المطالبة بالحق، وترجمة الوقفة التضامنية معي اليوم تكون بمساعدتي على نصب هذه الخيمة»، طالباً من هيئة التنسيق أن تدعمه في هذا الموقف. وعلمت «الأخبار» أنّه أُرسل طلب إلى محافظ بيروت بهذا الشأن، إلاّ أنّ الجواب بالإيجاب أتى متأخراً. وكانت رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي قد وجهت تحية نقابية إلى برو، «لوقفته الشجاعة التي عبَر عنها بمبادرته إلى الاعتصام والاضراب عن الطعام لاقرار الحقوق في السلسلة». وإذ تؤكد الرابطة استمرارها في مقاطعة أسس التصحيح والتصحيح، ترفض مشاريع الاتفاقات الهادفة الى إقرار سلسلة ممسوخة، لا تأخذ بالحق المتمثل في تصحيح الرواتب بنسبة 121% على سلسلة عام 1996، بعد أن تحسم منه زيادات غلاءات المعيشة، التي أعطيت عامي 2008 و 2012. لن تقبل الرابطة، بحسب بيانها، احتساب الدرجات الست على أساس سلسلة اللجنة الفرعية الثانية، برئاسة النائب جورج عدوان، فهذه السلسلة تأكل من حقوق الأستاذ الثانوي ما بين 65% في بداية السلسلة، و 80% عند نهايتها، حتى بعد إعطاء الدرجات الست، فالحقوق لا تخضع للتفاوض ولا للمساومة. وتستغرب الرابطة سياسة التهويل على اللبنانيين بالأكاذيب وتزوير أرقام تصحيح الرواتب، والادعاء بأنّ اعطاء الحقوق أسوة بالقضاة واساتذة الجامعة اللبنانية سيخرَب البلد ويدمر الاقتصاد الوطني، بينما الحقيقة، كما تقول الرابطة، أنّ ابقاء الاستاذ الثانوي بحاجة الى 108 سنوات خدمة كي يصل راتبه الى بداية راتب الاستاذ الجامعي، هو ما يخرَب التعليم الثانوي، ويؤدي الى تدهور الموقع التربوي لهذا التعليم ولأستاذه في آن واحد. وترى أنّ محاولة تكرار الغاء الحقوق المكتسبة للأستاذ الثانوي (10.5درجات = 60%) من اساس الراتب) وللمرة الثانية لقاء الزيادة في ساعات عمله والمكرَسة في القوانين منذ 48 سنة، يعد استعباداَ للاستاذ الثانوي في شروط عمله الوظيفي. وتشير الرابطة إلى تدهور نسبة الدرجة من أساس الراتب، التي يأخذها الأستاذ الثانوي كل سنتين، من4.65 % عام 1996، الى 3.25% عند بداية السلسلة، كما هو مقترح، ومن ثم انهيارها إلى 2.8%، وهي النسبة الادنى مقارنة بنسب الدرجات المقترحة في السلاسل الأخرى. إن اقتراح اعطاء 6 درجات للمعلمين بديلاً من اعطائهم حقوقهم، ومقابل فرض زيادة الضريبة على القيمة المضافة بنسبة 1%، يعني، بحسب الرابطة، أنّ «القيمين على القرار يريدون إبقاء الرواتب مجمدة، أو تمويلها من جيوب الفقراء، ووضع الاساتذة في مواجهة الناس، أو على الاساتذة السكوت وعدم المطالبة بحقوقهم». إلى ذلك، يعقد مندوبو رابطة موظفي الإدارة العامة، اجتماعاً عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، في قصر الأونيسكو، حيث ستقرر الخطوات المستقبلية للتحرك ابتداءً من غد الأربعاء، على أن يتوجه هؤلاء بعد ذلك للتضامن مع برو.