بسام القنطار - الاخبار
جنيف | اختارت وزارة الخارجية اللبنانية أن تنأى بنفسها عن ملف الأسير اللبناني في السجون الفرنسية جورج عبد الله. فقضيته التي طرحت أمس على جدول أعمال مؤتمر حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، اقتصرت على جهود المنظمات غير الحكومية، حيث نظم مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب ندوة عن قضيته.
كان يفترض، بناءً على طلب تقدمت به الحملة الدولية لإطلاق سراح عبدالله إلى وزير الخارجية جبران باسيل، أن تثير بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة قضية عبدالله والتذكير بتعهد الحكومة اللبنانية ترحيله إلى لبنان فور إطلاق سراحه، لكن مكتب باسيل في بيروت لم يعط تعليماته لمكتب جنيف بأن يثير هذا الموضوع. ما يعني تخلياً لبنانياً رسمياً عن هذا المواطن، ربما إرضاءً للإدارة الفرنسية، من باب الاستحقاق الرئاسي. من باريس حضر إلى جنيف محامي عبد الله جون لوى شالانسيه، الذي توكل عنه بعد وفاة محاميه الشهير جاك فرجيس العام الماضي. شالانسيه قال لـ«الأخبار» إن الطلب التاسع للإفراج المشروط الذي تقدم به الى المحكمة المختصة في آذار الماضي سيُنظَر فيه منتصف شهر ايلول المقبل، لكنه أشار الى ان ردود طرف الادعاء المدني الاميركي على هذا الطلب لا تبشر بالخير. وبحسب كتاب رسمي تقدم به محامي الادعاء الاميركي جورج كيجمن الى القاضي الناظر في الملف، تبين ان الأخير كرر اعتراضه على الافراج عن عبد الله «رغم مرور ثلاثين عاماً على اعتقاله». ويمثل كيجمن في القضية زوجة الملحق العسكري الأميركي في باريس، تشارلز روبرت راي، والقنصل العام السابق للولايات المتحدة في ستراسبورغ، روبرت هوم، اضافة الى الحكومة الاميركية واطراف اخرى في الادعاء المدني. وأكد شالانسيه ضرورة تفعيل حملات التضامن مع عبد الله، ولا سيما في لبنان، لافتاً الى ان الولايات المتحدة الاميركية لم توقف ضغوطها من أجل بقائه في السجن. بدوره أكد الوزير السابق عصام نعمان، أن من مراجعة ملف عبد الله يتضح أنه استجوب وحكم عليه على اساس النيات وليس الافعال، ودونما ادلة قاطعة، وان الولايات المتحدة الأميركية ضغطت على فرنسا من أجل عدم الافراج عنه. ولفت الى ان استمرار احتجاز عبد الله رغم توافر الاحكام المؤيدة للافراج عنه، هو تعذيب محض. الأمين العام لمركز الخيام لتاهيل ضحايا التعذيب محمد صفا، جدد المطالبة بالإفراج الفوري عن عبد الله وضمان ترحيله الى لبنان من دون إبطاء، الأمر الذي يستوجب متابعة جادة من المفوضية السامية لحقوق الإنسان وفريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي والمقررين الخاصين المعنيين. واضاف صفا: «ان اتهام عبد الله بقتل دبلوماسي اميركي لا يعطي الولايات المتحدة الاميركية الحق بتعطيل القرارات القضائية الفرنسية اكثر من مرة». واعلن صفا ان مركز الخيام سيعمل مع جميع الأليات الخاصة المعنية بحقوق الانسان في الأمم المتحدة، من اجل الضغط للافراج عن عبد الله. الفنانة اللبنانية ليديا كنعان دعت الى توحيد الجهود لمواجهة الظلم اللاحق بحق كل الذين اعلنوا مقاومتهم للظلم، والذين اعتبروا خطرين لانهم شكلوا مصدر الهام وفخر لكل الساعين من أجل الحرية. ممثل اتحاد الحقوقيين العرب في جنيف الياس خوري، أعلن ان الحكومة الفرنسية تقول إن اطلاق سراح عبد الله يشكل خطراً، في وقت تقدم فيه الدعم اللامحدود للارهاب الذي يستشري في الدول العربية. ولفت الى ان استمرار احتجاز عبد الله سببه سياسي وليس قانونياً.