شهدت بيروت والمناطق في الأول من أيار: عيد العمّال، تظاهرة مركزية في العاصمة نظمها الحزب الشيوعي، واحتفالات مختلفة نُظمت في المناطق، فضلا عن حفل استقبال أقامه "الاتحاد العمالي العام" في مقره. فالتظاهرة التي نظمها الحزب الشيوعي، وانطلقت من ساحة البربير وصولا إلى ساحة رياض الصلح، تقدمها الأمين العام للحزب خالد حدادة وأعضاء من "هيئة التنسيق النقابية"، وشخصيات نقابية وعمالية، وممثلون عن الفصائل العمّالية الفلسطينية. وحمل المشاركون الإعلام واللافتات والمجسمات ومنها تابوت كتب عليه "العامل الأول شهيد الوطن"، وذلك على وقع الأناشيد الثورية. حدادة: سنملأ الفراغ في كلمته التي لم تخلُ من نقد لاذع لقيادة الاتحاد العمّالي، توجه حدادة إلى المسؤولين قائلا: "إن هذا الوطن لنا، ونحن من سنملأ فراغ حكمكم"، معتبراً أن "السياسيين يذهبون إلى الخارج يتوسلون حلا على حساب دماء الشهداء والمقاومة، وهم من سيرحلون مع سياساتهم الاقتصادية، أما نحن فسنبقى، لأننا دفعنا دما وعرقا من أجل هذا الوطن الحر، وحقوق شعبه في الحياة"، مشددا على أن "هؤلاء السياسيين ليسوا أحرارا في الاقتصاد، ولا في السياسة، وهم ينتظرون أن يصنع لهم رئيس بقرار خارجي". واعتبر أن "من يدعون الاقتصاد الحر، ومن يؤيدونه لم يكونوا يوما أحرارا، بل يخضعون للخارج في القضايا الوطنية الداخلية". وأكد أن "هيئة التنسيق النقابية هي التي طرحت الإصلاح الحقيقي المنطلق أساسا من مفهوم الرعاية الاجتماعية للدولة، وطرحت ذلك انطلاقا من أن يكون هناك سنويا زيادة للأجر للعاملين في القطاع العام والخاص، توازي معدل زيادة الاستهلاك والتضخم"، متسائلا "ماذا فعلت الحكومة للتعويض عن المزارعين، بعدما ضربت التطورات المناخية المواسم الزراعية وتحديدا في البقاع؟". وختم حدادة: "لن يكون مرشحا لرئاسة الجمهورية إلا نهج مثلته هيئة التنسيق النقابية، وليس شخصا يعاد تلميع صورته ربطا بمشروع خارجي، أو شخصا يساوم على حقوق الفقراء من أجل المقعد الرئاسي، إن مرشحنا هو أنتم، تحية لعمال لبنان وفلسطين وسوريا الذين يعانون القهر والحرب والمؤامرة". واستهل الحفل الخطابي في ساحة رياض الصلح، بكلمة "هيئة التنسيق النقابية" ألقاها ايلي خليفة، وكلمة رئيس "الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين" كاسترو عبد الله، كما ألقى مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان مروان عبد العال كلمة "عمال فلسطين والعرب"، ناشد فيها الدولة "إعطاء امتيازات حقوق للعمّال الفلسطينيين في لبنان حتى العودة". غصن: سنتابع الدرب في موازاة تظاهرة الحزب الشيوعي، كان "الاتحاد العمالي العام" يستقبل ممثل رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، النائب قاسم هاشم، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي، غسان يكن، ممثل الرئيس سعد الحريري النائب عمار حوري، وزير البيئة محمد المشنوق، ممثل وزير العمل توماس واكيم، ممثل النائب ميشال عون إيلي حنا، النائبين عبد اللطيف الزين وميشال موسى، ممثل قائد الجيش، ممثل مدير المخابرات في الجيش المقدم محمد عثمان، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، رئيس تجمع رجال الأعمال اللبناني فؤاد زمكحل، مديرة الإحصاء المركزي الدكتورة مارال توتاليان، وممثلي الكتل النيابية والأحزاب ونقباء. وبعدما كرر رئيس الاتحاد غسان غصن في كلمته، مطالب الاتحاد، قال: "في الأول من أيار يجب أن يعزز دور الحركة النقابية العمالية، وعلينا أن نتصدى لكل المحاولات الخبيثة الداعية إلى منعها وتنظيمها"، مضيفا "سوف نتابع الدرب غير آبهين بأصوات النشاز والانتهازيين فما يهمنا هو صرخة عامل، وأنين مقهور وتذمر عاطل عن العمل وغضب مسلوب الحقوق". "المستقبل": الاتحاد محمية سياسية في الإطار نفسه، أحيا "تيار المستقبل"، عيد العمّال، باحتفال أقامه قطاع النقابات العمالية، في فندق الكومودور الحمرا، برعاية الأمين العام أحمد الحريري ممثلا بأمين سر الأمانة العامة مختار حيدر، وبحضور وزير العمل سجعان قزي ممثلا بموسى فغالي، وعدد من ممثلي القطاعات النقابية ورؤساء اتحادات. وألقى حيدر كلمة أحمد الحريري، أكد فيها أن "تيار المستقبل لم يكن يوما ممن يسعون إلى توظيف أي حراك مطلبي بما يخدم مصالحه السياسية، إنما يوظف دائما كل حراكه السياسي بما يخدم مصالح الناس، وبما يعطي الحقوق لأصحابها، وجل ما نريده اليوم ألا يقع العمال والموظفون والمستخدمون ضحايا المزايدات السياسية الجارية، فنضالهم لا يزال مخطوفا، ما دام الاتحاد العمالي العام لا يتعدى كونه محمية سياسية، تتحرك بأمر عمليات، من دون أن تستجيب لمصالح العمال". وأشار إلى أن "حراك هيئة التنسيق النقابية هو حراك مشرف أعاد الاعتبار للحركة النقابية، لكن يبدو أن ثمة نيات غير شريفة تتاجر بهذا الحراك". "الاشتراكي": لنواجه الفساد وفي مناسبة عيد العمال، وذكرى تأسيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" أقام فرع بتاتر في الحزب حفل العشاء السنوي في ضهور العبادية، بحضور وزير الزراعة أكرم شهيب، والنائبين هنري حلو وفادي الهبر، وفعاليات. وقال أمين السر العام في الحزب ظافر ناصر: "إن السؤال الأساس اليوم هو: من يتجرأ على فتح ملفات الهدر والفساد التي سماها الرئيس وليد جنبلاط بالاسم"، مؤكدا أن "هذه هي قضيتنا الأساس، وهذه هي قضيتنا المشتركة مع هيئة التنسيق النقابية، لذلك ندعوهم لان يضعوا أيديهم بأيدينا لنواجه هذه القضية على مستوى البلد". وكشف أن "شهيب الذي كان يتابع هذا الملف في اللجنة النيابية، كان يضع هيئة التنسيق في صورة الأرقام والمعطيات التي كانت تحجب عنها". كذلك أحيت "وكالة داخلية الجرد" حفل استقبال في مركزها، حيث تقبل وكيل الداخلية زياد شيا والمعتمدون وأعضاء هيئة الوكالة ومدراء الفروع، التهاني من رؤساء وأعضاء المجالس البلدية والمخاتير وممثلي الأحزاب والفعاليات في منطقة الجرد ومن الحزبيين. على الصعيد نفسه، أقام "الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان" حفل استقبال، في مقره في جل الديب، تخلله كلمة لرئيس الاتحاد مارون الخولي كشف فيها أن "هناك مروحة واسعة من الاتصالات النقابية والسياسية لإعادة توحيد الاتحاد العمالي العام، على قاعدة تمثيل كل الشرائح العمالية والمشاركة في قيادته عبر الاستحقاق الانتخابي المقبل". تكريم عمّال وتقديم حلوى مناطقياً، أقام "اتحاد نقابات العمّال والمستخدمين في لبنان الجنوبي"، (محمد صالح – صيدا) في المناسبة، حفل استقبال تكريميا لعمّال صيدا والجنوب، في واحة السلام في صيدا، وذلك تحت شعار "عام الديموقراطية النقابية والعمّالية". وكان وفد من نقابيي وعمال "الحزب الديموقراطي الشعبي" قد جال على المدينة الصناعية في صيدا، وقدم الحلوى والتهاني للعمال في مواقع عملهم. وأحيت "نقابة موظفي المصارف في الشمال" ("السفير") عيد العمال في قاعة غرفة التجارة في طرابلس، وألقت النقيبة مهى المقدم كلمة أشارت فيها إلى أن النقابة "مقبلة على مفاوضات جديدة لعقد عمل جماعي جديد، أولى أولوياته الراتب التقاعدي لموظفي المصارف". ونفذ "الاتحاد العام لنقابات عمّال فلسطين" في منطقة صور (حسين سعد – صور)، اعتصاما أمام مقر الصليب الأحمر الدولي. ورفع المشاركون فيه لافتات دعت إلى إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية، وحق العمل والتملك. كما أقامت لجان العمّال الشعبية الفلسطينية في الشمال ("السفير")، احتفالا تكريميا للطبقة العاملة الفلسطينية، في ملعب نادي القدس الرياضي في مخيم البداوي، وتحول الاحتفال بعيد العمال الذي أقامته الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في المركز الثقافي الفلسطيني في شتورا ("السفير") إلى صرخة فلسطينية طالبت الدولة بإنصاف العامل الفلسطيني وتشريع حقه الإنساني في العمل وفق الأنظمة والقوانين التي تكفلها كل الدساتير العالمية.