إلى من يهمّه الأمر

ابراهيم الأمين

جورج ابراهيم عبد الله، ببساطة، هو رهينة لدى السلطات الإرهابية في فرنسا. الحكومات المتعاقبة هناك، كما الجهازان الأمني والقضائي، يتصرفان بأسلوب إرهابي، وعلى طريقة العصابات.

اعتقال جورج ومحاكمته، ثم منع إخلاء سبيله بحجة رفضه تعهد وقف نضاله، كل ذلك، لا يخرج عن سياق الاسلوب الإرهابي الذي يمارسه المتجبرون باسم القوة، ولا شيء آخر.

فرنسا، تقول لنا إن القوة هي التي تتيح لها استمرار حجز حرية مناضل صرخ وقاتل في سبيل رفع صوت المظلومين من أبناء شعبه.

فرنسا، تقول لنا إنها لا تهتم بكل أنواع الوسائط القانونية، ولا لكل المناشدات الإنسانية، ولا لكل البريد الدبلوماسي، وإنها قررت، وحدها، واستناداً إلى قوتها، أن تحجز حرية مناضل هو، كإنسان، أرفع شأناً من كل المتعاقبين على إدارة السلطات السياسية والأمنية والقضائية في فرنسا.

صمت النخب المثقفة، صمت الصحافة، صمت جماعات حقوق الانسان في فرنسا، صمت المواطن الفرنسي، إزاء هذه الجريمة، يجعل كل هؤلاء شركاء في هذه الجريمة المتمادية.

رسالة فرنسا تقول لنا ما قاله المحامون والناشطون في ملف جورج، كما في ملف البطل الأممي كارلوس، بأن علينا، نحن من ندّعي مناصرة جورج وسجنائنا في أوروبا وأميركا، أن ننظر إلى ما يجري على أنه ارهاب. سواء قام به فرد، أو جهة، أو دولة.

فرنسا باتت مثل اسرائيل، لا أكثر ولا أقل.

فرنسا تقول لنا: افعلوا ما تقدرون عليه لإطلاق أسراكم في سجوننا.

حسناً، يبدو أن الطريق أقفلت، ويبدو أنه لم يعد هناك من طريق، سوى اللجوء إلى الأسلوب نفسه لضمان حرية جورج وحياته.

هو الأسلوب الذي يختاره رفاقه من دون استئذان دولة لا تقوم بواجبها تجاه مواطنيها.

ألسنا نحن القوم الذين لا يتركون أسراهم في السجون؟

الأكثر قراءة