لم تعد هيئة التنسيق النقابية تكتفي بالتذكير بالحقوق في سلسلة الرتب والرواتب، بل إنها انتهجت، أخيراً، مواجهة مباشرة مع المسؤولين السياسيين بتحميلهم مسؤولية الفشل في معالجة الأمور الحياتية للناس، وهو أمر قد يؤدي إلى خسارة القوى لقواعدها في صفوف المعلمين والأساتذة والموظفين.
هذا ما حصل في اللقاءين الأخيرين اللذين عقدتهما الهيئة مع رئيس تكتل التغيير والإصلاح الرئيس ميشال عون ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط. وقال أعضاء الهيئة إنّهم سيستمرون في هذا النهج في محاولة «لحلحلة» الملف المعيشي. وفيما طلبت الهيئة المواعيد من كل رؤساء الكتل النيابية، تتنظر لقاء رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة العائد من لقاء النائب سعد الحريري، عله يأتي بترياق ينهي درب الجلجلة المستمر منذ 3 سنوات. في موازاة ذلك، تمضي الهيئة في قرار مقاطعة أسس التصحيح وتصحيح الامتحانات الرسمية، في وقت تنفذ فيه اعتصاماً من التاسعة من صباح اليوم حتى الواحدة ظهراً، أمام مقر التنظيم المدني، تزامناً مع تنفيذ الإضراب الشامل في الوزارات والإدارات العامة والسرايا الحكومية. ثم ينضم وفد من الهيئة إلى اعتصام دعا إليه الأهالي وطلاب الشهادات الرسمية في محافظة بيروت، عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، في باحة وزارة التربية، في تحرك ضاغط ضد النواب الذين لا يقومون بواجبهم التشريعي. الهيئة قالت في بيان أصدرته عقب اجتماعها أمس إنّها «لا تجد وصفاً يليق بالطبقة السياسية الحاكمة التي فشلت في معالجة أمور الناس وفي انتخاب رئيس للجمهورية وتسيير المؤسسات الدستورية والإدارية، وفي وقف الفساد والهدر المستشريين على كل الصعد، مقابل إصرارها على فرض الضرائب المرهقة للفئات الشعبية صاحبة الدخل المحدود وتجاهل المطالب المحقة لهذه الفئات؛ وفي مقدمها مشروع السلسلة». وأعلنت الهيئة للرأي العام اللبناني أنّ الطبقة الحاكمة تعمد إلى تضخيم أرقام السلسلة لضرب حقوق الموظفين والمعلمين بحجة الواردات، وهي تهدف من وراء ذلك إلى ضرب الفئات الشعبية بعضها بالبعض الآخر، بهدف منع قيام حركة نقابية تقف في وجه هذه الطبقة التي كبدت اللبنانيين ديوناً عامة فاقت 70 مليار دولار وبخدمة سنوية تزيد على 4 مليارات دولار، من دون أي مشاريع إنتاجية. وحمّلت مسؤولية تأخير التصحيح للنواب الذين لم يستكملوا الجلسة النيابية المفتوحة لمناقشة الحقوق وإقرارها. (الأخبار)
السفير
«الحرية لجورج عبد الله» نظمت «الحملة الدولية للإفراج عن الأسير في السجون الفرنسية جورج ابراهيم عبد الله»، اعتصاما بعنوان: «الحرية والعدالة والمساواة»، قبالة قصر الصنوبر، تزامنا مع حفل الاستقبال الذي يقيمه سفير فرنسا باتريس باؤلي، . ورفعت لافتات شددت على «حتمية حرية جورج عبد الله»، وهتف المعتصمون «الحرية لجورج»، وسط الأناشيد الحماسية. وصودف مرور وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب، من أمام قصر الصنوبر، فانضم إلى المعتصمين، واعتبر أن «الدولة اللبنانية مقصرة في حق جورج». ورأى «أن موضوع جورج عبد الله إنساني ويجب حله»، داعيا جميع المعتصمين إلى «توقيع عريضة في هذا الشأن، وتقديمها إلى رئيس الحكومة تمام سلام». وتدخلت شقيقة جورج فانتقدت «أداء الحكومة الحالية والحكومات السابقة لجهة التعاطي مع هذا الموضوع». من جهته، قال منسق الحملة بسام القنطار: «نقول لفرنسا، إن بقاء مناضل لبناني أكثر من 30 عاما في سجونك هو وصمة عار لمن يرفعون لواء الحرية والعدالة والمساواة»، معتبرا أن «جورج سجين أميركا وإسرائيل في السجون الفرنسية». أضاف: «نحن اليوم أمام استحقاق مصيري، إذ تقدم جورج بالطلب التاسع لإطلاق سراح مشروط. وفي أيلول ستعقد جلسة، وسينطق القاضي ليقول نعم للإفراج عن جورج، وسيقدم النائب العام الفرنسي طعنا بإطلاقه».
نبيه عواضة - السفير
وتحركت بيروت... بضع مئات من الناشطين تجمعوا في وسط شارع الحمراء ملبين الدعوة التضامنية التي أطلقها طلاب فلسطينيون ولبنانيون من الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية ـ الأميركية. المنظمون اختفوا وراء الدعوة ورفضوا الإفصاح عن الأطر الطلابية المنضوين خلفها، واختاروا المكان الأقرب لجامعاتهم، قبل أن يشيروا بالدلالة الى أهمية الشارع وما يرمز إليه من ذاكرة نضالية، فكانت الاستعادة «لثورية الشارع» عند الطلاب من بوابة القضية الأم، فلسطين. تحت الأعلام اللبنانية والفلسطينية وعبر مكبرات الصوت والأناشيد والهتافات الثورية المنددة بالعدوان على غزة، صدحت اصوات من الشباب الفلسطيني، فيما انتظم على جانب الطريق وبصف مستقيم اشبال فلسطينيون من فرقة كشافة فلسطين قدموا من مخيم برج البراجنة، قاموا بعزف موسيقى كشفية كانت أشبه بالتحية إلى أطفال غزة. أين القوى والفصائل الفلسطينية؟ سأل احدهم، قبل أن يتابع طالب أخر غامزا من قناة القوى الوطنية والتقدمية في لبنان مستوضحاً عن سبب غيابهم، وغياب الشخصيات التي اعتاد الحضور رؤيتها تتدافع للوقوف في الصف الأمامي والظهور أمام عدسات الكاميرات، سواء ارتبطوا بخلفية التحرك ام لا، ولسان حالهم يقول «إن القضية تعنينا»، ربما صارت قضية فلسطين بالنسبة لهؤلاء تغني عن صورة او تصريح، ربما أيضا ساهم بعدم وجودهم غياب المنبر من أساسه، فقد طغى على التحرك عفويته، فكان على شاكلة الطلاب بصدقه. هي صرخة إذن، أرادها المنظمون باكورة تحركهم الذي سوف ينتقل إلى جامعات أخرى، وقد حددوا المحطة المقبلة بعد غد الخميس عند الساعة الثالثة من بعد الظهر أمام مدخل الجامعة العربية في منطقة الطريق الجديدة، وقد انضم طلاب منها إلى تحرك جامعتي الأميركية والأميركية ـ اللبنانية في بيروت. وعقد «ملتقى الوفاء لفلسطين» لقاء تضامني في «دار الندوة». ونظم «تيار المستقبل» اعتصاماً ً أمام مقر الإسكوا في ساحة رياض الصلح. ونظمت «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» مسيرة تضامنية في مخيم برج البراجنة.
حفاظاً على بيئة نظيفة و جميلة و لكي نستمتع و نستفيد من أملاكنا العامّة, يدعوكم إتّحاد الشّباب الدّيمقراطيّ اللّبنانيّ - فرع إقليم الخرّوب إلى نشاط شامل على شاطىء الرّميلة, يبدأ بتنظيف الشّاطىء السّاعة الثّالثة لينتهي بسهرة نار و احتفال مدعوّ له الجميع على هذا الشّاطىء, و ذلك يوم السّبت 19 تمّوز. للمزيد من التّفاصيل التّواصل مع الرّفاق بشار بحسون و حكمت غصن. لاقونا على أجمل شطّ, و شاركونا الجهد و الفرحة!
ضمن التحركات العالمية الداعمة لفلسطين و انتفاضة شعبها و المنددة بالعدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة, يدعوكم التجمع الطلابي من اجل فلسطين الى المشاركة في الاعتصام الذي تنظمه يوم الاثنين, في بيروت, شارع الحمراء, مقابل مسرح المدينة (منطقة السارولا). مشاركتكم مهمة لدعم فلسطين التي تنزف كل يوم, و لنري الصهاينة ان الاجيال الجديدة ما زالت تحمل القضية. سلامٌ لأرضٍ خلقت للسلام و ما رأت يوماً سلاماً. سلامٌ عليكم كل بمسماه، متظاهر و معتصم و متضامن و مقاوم ومنتفض.
في 14 تموز 2014 سنهتف "الحرية لجورج عبد الله" لمناسبة العيد الوطني الفرنسي الحملة الدولية لإطلاق سراح الاسير في السجون الفرنسية جورج عبد الله تدعوكم للمشاركة في حفل الاستقبال الذي تقيمه قبالة "قصر الصنوبر" في بيروت يتخلل الحفل عروض موسيقية... الإثنين 14 تموز 2014 من الساعة الخامسة وحتى الساعة السابعة مساء.. "الحرية لجورج عبدالله
أقام اتحاد الشباب الديموقراطي اللبناني احتفالاً مركزياً في الذكرى 44 للتأسيس والذكرى الثامنة لشهداء الاتحاد في عدوان تموز على لبنان، بمشاركة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة، عضو هيئة التنسيق النقابية حنا غريب والأسيرة المحررة سهى بشارة، وذلك في قصر الاونيسكو بدأ المهرجان بمعرض مصور عن تاريخ الاتحاد ونضالاته المتنوعة، ثم أقيم مهرجان سياسي - فني بدأ بكلمة للاتحاد ألقاها رئيسه حسان زيتوني ثم تلتها تحية من بشارة قبل أن يبدأ البرنامج الفني بمشاركة شعراء وفنانين. واختتم المهرجان بمسيرة شموع انطلقت باتجاه مخيم مار الياس للاجئين تضامناً مع الشعب الفلسطيني ودعماً للمقاومة بوجه العدوان الصهيوني
يدين إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي الإعتداء المستمر على قطاع غزة. الذي أسفر عن عشرات الشهداء، مئات الجرحى، ودمار هائل. فيما
أطلقت القوات الإسرائيلية، خلال يومين، مئات الصواريخ تحت موافقة وصمت القوى الإمبريالية. القوى نفسها التي وافقت على 66 عاما من
الاحتلال وو ق عت على موت الآلاف. القوى التي تدعم الاحتلال الصهيوني، إنتشار المستوطنات، تهجير آلاف الفلسطينيين، ووحشية الاحتلال
ضد الشعب الفلسطيني.
ولكن مع وحشية الاحتلال تأتي قوة الشعب. تأتي الوحدة والمقاومة. وكذلك يأتي تأكيد طريق المقاومة ضد الاحتلال.
يقف إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، إلى جانب شباب وشعب فلسطين، في صمودهم ووحدتهم ضد الاحتلال والإعتداءات الإسرائيلية. كما
يدعو إلى وقف الإعتداء الإسرائيلي الحالي على غزة. نقف إلى جانب قوة المقاومة من فلسطين إلى الشباب والشعوب المناهضة للإمبريالية في
جميع أنحاء العالم.
كما حارب إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي، منذ تأسيسه إلى اليوم، إلى جانب منظماته الأعضاء، ضد الإمبريالية وطبيعتها المدمرة. سيستمر
على طريق التحرر من الإمبريالية، إلى جانب الشباب المناهض للإمبريالية في جميع انحاء العالم.
إتحاد الشباب الديمقراطي العالمي
بودابست، 01 تموز/يوليو،2014
لا سلسلة...لا تصحيح امتحانات ولا إفادات. معادلة جديدة تقول هيئة التنسيق النقابية إنّها استطاعت إرساءها أمس، وسط انسداد الأفق السياسي على كل المستويات وضرب المسؤولين الرقم القياسي بـ«التطنيش» عن حقوق المعلمين والموظفين والطلاب
فاتن الحاج - الاخبار
لاءات كثيرة ومشهد أسود خيّم على وزارة التربية أمس. فبعد تلويح هيئة التنسيق النقابية في وقفتها الصباحية بـ«لا عام دراسياً في أيلول» إذا لم تقرّ سلسلة الرواتب، اجتمع الوزير الياس بو صعب بأركانها ليقول لهم: «لا سلسلة، لا جلسة تشريعية، لا مجلس وزراء، لا مجلس نواب، لا رئيس جمهورية». إلا أنّ هيئة التنسيق استطاعت أن تنتزع خلال يومها الطويل في الوزارة إقراراً من بو صعب بـ«لا إفادات» إلى جانب «لا تصحيح للامتحانات إلا بالتوافق معها»، إلى درجة قوله «اعتبروني عضواً في هيئة التنسيق».
المعادلة التي تحدث عنها رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب هي: «إذا أراد المسؤولون أن يبلغونا أن لا سلسلة، فنحن نبلغهم أن لا تصحيح ولا إفادات حتى لو وصل الأمر إلى شل العام الدراسي المقبل». لكن اعتصام الـ24 ساعة لم يحرّك المياه الراكدة كما انتظرت هيئة التنسيق، فحجم المشاركة لم يكن على قدر التوقعات وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإضراب في الوزارات والإدارات العامة الذي كان الالتزام به هزيلاً. فقدت قواعد الهيئة حماستها، ما عدا بعض الوجوه النادرة التي اعتادتها الشوارع والساحات والقاعات. هل هو الصيف أم رمضان الذي يفسر هذا الغياب الملحوظ لأصحاب المصلحة في السلسلة وانخفاض عدد المشاركين من آلاف إلى عشرات؟ أم أنّ هيئة التنسيق تحتاج الى ابتكار وسائل جديدة للتحرك تعيد الحماسة والامل بالانتصار في هذه المعركة الوطنية الكبرى؟
«شو عملتولنا بهالسلسلة؟»، سؤال يومي يسمعه بعض الموظفين الناشطين من زملاء كثيرين، من دون أن يتحمس هؤلاء للانخراط في التحرك وفعل أي شيء، تقول إحدى المعتصمات الدائمات سائلة: «ماذا لو قطعوا عنهم الرواتب، هل سيبقون في بيوتهم؟». لا أهالي ولا طلاب هنا أيضاً. أمس، لم يتجاوز عدد المنضمين إلى اعتصام هيئة التنسيق أصابع اليد الواحدة. ألم يحن الوقت بعد لينتفضوا ضد من يصادر حقوق أولادهم؟ ألا يريدون شهاداتهم الرسمية؟ لقد ضربت هيئة التنسيق النقابية الرقم القياسي في عدد نشاطاتها، فيما ضرب المسؤولون الرقم القياسي بالتطنيش والإهمال. هذا ما قاله رئيس دائرة التعليم الابتدائي هادي زلزلي، مذكّراً بموعد الإضراب العام في كل الوزارات والمؤسسات العامة، يوم الأربعاء من كل أسبوع. لكن يبدو أنّ هذا الموعد بات إعلامياً فقط. حتى الآن، يريح المعلمين أنّ الأهالي لم يقفوا ضدهم. محمد صافي وسعيد اللحام حضرا باسم مجالس الأهل في بيروت والبقاع ليؤكدا أننا «والطلاب والمعلمين في خندق واحد ضد من يأكل حقوقنا كلنا». وقد أعلنا وقوفهما ضد الإفادات. أما الطالب ضرار شرانق فقال: «نحن أصحاب حقوق ونريد حقنا في الشهادة الرسمية، وهذا الحق موجود لدى الحاكم»، مناشداً زملاءه الطلاب التحرك للضغط على المسؤولين من أجل عدم إعطائهم إفادات بدلاً من الشهادات. وأضاف: «نحن رهائن عند الساسة لا عند الأساتذة». لا أحد يزايد في حرصه على الطلاب أكثر من الأساتذة، فالدولة هي المسؤولة عن تعطيل كل البلد وأخذه الى المجهول وليس هيئة التنسيق، كما أكد رئيس نقابة المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض، مطالباً رئيس مجلس النواب نبيه بري بدعوة النواب الى جلسة عاجلة كما فعل في جلسة سندات الخزينة، «فمن دون جلسة مجلس النواب لن يكون هناك تصحيح». ولوّح محفوض بـ«لا عام دراسياً في أيلول من دون سلسلة، وليتحمّلوا مسؤولية الوضع المجهول الذي يأخذون البلد إليه». فالشهادة الرسمية تمثل السيادة التربوية الوطنية، ومن المحرمات أن يفكر أحد في إعطاء إفادات وإعادتنا إلى زمن الحرب. هذا ما جزم به عضو رابطة أساتذة التعليم الثانوي نزيه جباوي، منبّهاً من أنّ «لدينا أساليب أخرى غير مقاطعة التصحيح، سنلجأ إليها قريباً ولن نتراجع». وناشد رئيس رابطة المتقاعدين في التعليم الرسمي عصام عزام المسؤولين ضرورة الوقوف في وجه الغدر والفساد المستشري الذي إن ضبط وحده يموّل السلسلة. الموظف في وزارة الزراعة علي برو حضر إلى الاعتصام بعدما فكّ اضرابه عن الطعام واعتصامه وحيداً في ساحة رياض الصلح، مشيراً إلى أنّ «المشكلة ليست بالأرقام بل هي سياسية، فحنا غريب ومحمود حيدر ليسا مختلفين أحدهما مع الآخر سياسياً ولن يختلفا يوماً. هيئة التنسيق بكامل أعضائها تطالب بحقوق الجميع، ومنذ انطلاقتها مثّلت الجميع وما زالت. المختلفون هم السياسيون الذين يفتشون عن أدوات يتصارعون بها، واليوم نحن هذه الأدوات». برو دعا إلى إعادة تصويب البوصلة باتجاه «من يختلفون فينا ويتفقون علينا». وبعدما نزل بو صعب إلى اعتصام هيئة التنسيق، استدعى أركانها إلى اجتماع لم يحمل طرحاً جديداً، بل جاء تحت عنوان «تقييم للمرحلة الماضية واستشراف للمرحلة المقبلة». لم يتردد الوزير في تجديد الطلب من أركان الهيئة للتحرك باتجاه مرجعياتهم السياسية لتوضيح مواقفها. وشرح الوزير أنّ «الأمور عالقة بالسياسة، وأردنا أن نتعرف إلى الأفكار المتاحة ونناقشها، في ظل غياب تام للسلطات التشريعية والتنفيذية. لذا فإننا مع هيئة التنسيق في الموقع القيادي وسوف نفكر معاً». ورأى أنّه إذا «لم يتوافر وضع يجعل النواب يدخلون المجلس النيابي ويقرّون السلسلة فلا شيء سوف يتبدل». وفي ظل انسداد الأفق السياسي، لم يجد بو صعب سوى مخاطبة الجانب الإنساني لدى النواب، فدعاهم إلى تحييد التربية عن تجاذباتهم التي باتت شبيهة بحرب باردة سياسية، وأن ينظروا إلى الملف نظرة الأم والأب، فلا يجوز أن يتعطل مستقبل جيل بكامله. وناشد بري أن يستغل أول فرصة ممكنة ومتاحة للتشريع من أجل الرواتب وسلفات الخزينة، وأن يجعل ملف السلسلة أول بند على جدول الجلسة التشريعية، من أجل فك أسر الامتحانات الرسمية.
حلمي موسى - السفير
...وانتهى اليوم الثاني للحرب على قطاع غزة بإدخال كل من ديمونا وحيفا في دائرة النيران، ما فاقم الصدمة في نفوس القيادة والجمهور الإسرائيلي. فقد أثبتت حركة "حماس" أنها فعلا قادرة على مفاجأة العدو في أكثر من موضع، سياسي وعسكري، على حد سواء. ولم تفلح أكثر من 500 غارة جوية خلال يوم ونصف، فضلا عن القصف المدفعي والبحري، في تشكيل الضغط الذي تطمح إليه إسرائيل لإجبار "حماس" على وقف إطلاق النار من دون شروط. وبدت المفاجأة كبيرة على الإسرائيليين الذين لم يستوعبوا في اليوم الأول للحرب إطلاق الصواريخ على تل أبيب وأبعد منها، وتنفيذ عمليات كان يمكن أن تشكّل تغييراً إستراتيجياً في كل من قاعدة "زيكيم" البحرية وموقع كيرم شالوم على مثلث الحدود مع مصر. وأعلنت قوات الاحتلال استشهاد مقاومين بينما كانا يحاولان الوصول عبر البحر الى "زيكيم". وكانت المفاجأة الكبرى أمس، تعرّف إسرائيل على وجود صواريخ "أم 302" السورية الصنع بالعشرات في ترسانة "حماس". وبعد أن هزأت من تهديدات الحركة باستهداف حيفا، واعتبرتها مجرد ثرثرات عادت واضطرت للإعلان أن الصواريخ سقطت على شاطئ الكرمل وقيساريا وزخرون يعقوب. وقبل أن تفلح في ابتلاع المفاجأة تلقت ضربة أخرى بإطلاق سبعة صواريخ من هذا الطراز، الذي يزيد مداه عن 150 كيلومترا، نحو ديمونا حيث يوجد المفاعل النووي. واضطرت إسرائيل لكشف النقاب عن وجود بطاريات "قبة حديدية" تحمي مفاعل ديمونا عندما أعلنت عن اعتراض ثلاثة من صواريخ غزة. وفي كل الأحوال فإن نطاق النيران من غزة طال بالأمس، عدا ديمونا وحيفا كل مستوطنات غلاف غزة وعسقلان وبئر السبع وأسدود وعميق حيفر، هشارون، السهل الساحلي، بيت شيمش، القدس، والخضيرة. وطلبت الشرطة الإسرائيلية من سكان غالبية المدن والقرى والمستوطنات فتح الملاجئ العامة والاستعداد لتفاقم الأوضاع. والواقع أن المفاجأة الإسرائيلية لا تنحصر فقط في نوعية الصواريخ وعددها المتوفرة أساسا لدى كل من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بل تتعداها إلى نظرية تفعيلها. واضطر عدد من كبار القادة العسكريين الحاليين والسابقين للإقرار بوجود خلل استخباري كبير حيث لم تكن الاستخبارات قد أشارت إلا إلى بضع عشرات من صواريخ "فجر" الإيرانية، والتي يتم تصنيعها في غزة. وقد تبين حالياً أن "حماس"، على الأقل، تملك عشرات الصواريخ من طراز "أم 302"، فضلا عن مئات من صواريخ "فجر" وعشرات الألوف من الصواريخ الأقصر مدى. وتعتبر "سرايا القدس"، الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي في فلسطين"، القوة العسكرية الثانية في القطاع التي تمتلك أكبر عدد من الصواريخ، خصوصا "فجر". ولا يقل أهمية في المفاجأة تعديل نظرية نشر واستخدام الصواريخ. فللمرة الأولى تستخدم "كتائب القسام" و"سرايا القدس" أسلوب الإطلاق المكثف والمتعدد الاتجاهات بهدف تجاوز عقبة "القبة الحديدية". ومعروف أن بطاريات "القبة الحديدية" المنتشرة في إسرائيل هي سبع، بينها ما نشر على الحدود مع سوريا ولبنان وما نشر قرب إيلات وهناك واحدة قرب الضفة الغربية، ما يجعل هذه البطاريات محدودة جدا في غلاف غزة وشمالها وجنوبها. وقد أطلقت بالأمس سبعة صواريخ مثلا باتجاه ديمونا، تضاربت الأنباء الإسرائيلية حول ما إذا كانت "القبة الحديدية" اعترضت ثلاثة منها أم واحداً فقط. كما شهد أمس الأول، إطلاق أكثر من ثلاثين صاروخاً ومن مناطق مختلفة في القطاع نحو أسدود وبئر السبع وتل أبيب والقدس دفعة واحدة. ورغم شدة الغارات واستخدام أسلوب "الإصبع الرخو" على الزناد في العدوان الذي أطلقت عليه إسرائيل اسم "الجرف الصامد"، في كل ما يتعلق ببيوت نشطاء المقاومة حتى لو أدى استهدافها للقضاء على عائلات بكاملها، فإن هدف إسرائيل لم يتحقق. وقد بلغ عدد الشهداء في القطاع حتى مساء أمس، خلال يومي العدوان الأولين، أكثر من 55 شهيداً وأكثر من 500 جريح. وظهر أمس، تفاخر قائد كبير في سلاح الجو الإسرائيلي بأن "الدمار في غزة هو بأحجام أكبر مما كان في عمود السحاب، وأن ما دُمِّر فيها من بيوت خلال يومين أكبر مما دُمِّر في كل عملية عمود السحاب". وأضاف أن الطائرات ألقت، عبر مئات الغارات على أماكن في القطاع، أكثر من 400 طن متفجرات. وشدد على أن إسرائيل "تضرب بشكل منهجي البنى التحتية لحماس، وأماكن عمل قياداتها". فإسرائيل الراغبة في وقف سريع لإطلاق النار وتطمح إلى تجنب الدخول في عملية برية إلى قطاع غزة تريد تشديد الضغط على قيادات "حماس" لإجبارها على تليين موقفها. وقد شنّت حتى مساء أمس، أكثر من 550 غارة جوية على القطاع، وهي تشكّل أكثر من ثلث مجموع الغارات التي شنّتها في حرب "عمود السحاب" قبل عامين. وتنبع هذه المقاربة من وجهة نظر معلّقين إسرائيليين من حقيقة أن الدولة العبرية تريد توجيه ضربة قوية جدا لـ"حماس"، لكنها تخشى من سقوط الحركة وحلول قوى أشد تطرفا مكانها. وبحسب خبراء إسرائيليين، فإن مقاربة إسرائيل الحالية لم تجد نفعا حتى الآن، وأن "حماس" ليست في وارد طلب وقف إطلاق النار بعد أن شعرت أنها تحقق إنجازات تاريخية. كما أن الضغط العام على قطاع غزة لم يُصدر، على الأقل حتى الآن، أية أصوات فلسطينية تندد بحركة "حماس" ما أبقى الدعاية الحربية الإسرائيلية تسقط على آذان صماء. فحركة "حماس" اليوم يمكنها أن تعتز بأنها أدخلت غالبية الإسرائيليين في نطاق صواريخها، وأنها بعد أن تشاركت مع "الجهاد الإسلامي" فضل أولوية استهداف تل أبيب، نالت فضل أولوية قصف ديمونا وحيفا من القطاع. كما يمكنها الاعتزاز بأنها، ورغم كل ما قيل عن إفساد السلطة والحكم لها، لا تزال في موقع المقاومة وتسجل فيها نجاحات. ومن المؤكد أنه رغم الحديث عن مشاكل "حماس" المالية والإدارية إلا أن أداء الحركة المقاوم كفيل، على الأقل لفترة قصيرة، بأن يخفف الضغوط الشعبية عنها، بل ويمنحها مزيدا من الاحترام. وطوال اليومين الأخيرين قضى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون وقتا طويلا في مشاورات أمنية متعددة مع القيادات العسكرية والأمنية. ولم يجد نتنياهو ويعلون أمامهما ما يقولانه سوى أن القرار اتخذ "بتصعيد الهجمات على حماس والمنظمات الإرهابية في غزة"، في معركة طويلة وتحتاج إلى وقت. ويكرران القول بجاهزية الجيش الإسرائيلي لخوض حرب برية واجتياح القطاع "إذا اقتضى الأمر ذلك". لكن خبراء إسرائيليين يشيرون إلى أن هذه هي الحرب التي لا يريدها نتنياهو في هذا الوقت، ولذلك فإن توسيعها نحو إعادة احتلال القطاع يعني الوقوع في الشرك. وهذا ما يحاول نتنياهو ويعلون وقيادة الجيش تجنب الوقوع فيه، ويبحثون عن وسيط يحفظ ماء الوجه. ورغم كل الكلام، لا يبدو أن الوسيط جاهز للعب الدور، سواء كان هذا هو الوسيط التقليدي، مصر، أو الوسيط المستجد تركيا. وهذا يدفع المزيد والمزيد من الساسة الإسرائيليين للإيمان بأن المعركة ستطول لأنه ليست هناك حتى الآن أية علائم على قرب تغيير "حماس" لإستراتيجيتها. ورغم ذلك يرى خبراء أن نتنياهو يهدد لكنه يريد من مصر تحديدا أن تتدخل لوقف القتال. ونقلت "معاريف الأسبوع" عن مصدر سياسي رفيع قوله "نحن نتحدث إلى كل جهة تريد التوصل إلى تهدئة، لكن ليست لدينا توقعات بأن تبادر حماس والمنظمات الأخرى للتهدئة في هذه المرحلة، لذلك نحن نستعد ونعد الجيش والجبهة الداخلية والأسرة الدولية، لعملية طويلة". إلى ذلك، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بدء اجتماع للقيادة الفلسطينية في رام الله، "ما يحدث من قتل لعائلات بأكملها هو إبادة جماعية تمارس بحق شعبنا الفلسطيني من قبل إسرائيل"، مضيفا ان ما يحصل في غزة "حرب على الشعب الفلسطيني بأكمله، وليس ضد فصيل بعينه والأيام المقبلة ستكون أياما صعبة". وحثت واشنطن إسرائيل والفلسطينيين على تهدئة التوتر في غزة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين بيساكي إن وزير الخارجية جون كيري تحدث مع نتنياهو وأنه يعتزم التحدث مع عباس. وأضافت "نشعر بالقلق على سلامة وأمن المدنيين على الجانبين"، مشيرة إلى "سكان جنوب إسرائيل الذين اجبروا على الحياة في منازلهم تحت نيران الصواريخ... والمدنيين في غزة".