نادي السنديانة الحمراء في الجامعة الاميركية في بيروت يدعوكم لندوة بعنوان: أوباما والامبريالية الاميركية - الرقصة الاخيرة في سوريا مع د. فيجاي براشاد الثلاثاء 14 تشرين الاول 8.30 -7 الساعة قاعة الوست هول The Red Oak Club at the American University of Beirut Cordially invites you to attend a lecture entitled Obama and American Imperialism: last tango in Syria? By Dr. Vijay Prashad Amidst the situation in Iraq, Syria and Lebanon, this lecture will offer a comprehensive view of the interplay between the newly emerged ISIS and the American agenda in the region. Tuesday, October 14th, 2014 7:00-8:30pm Bathish Auditorium, West Hall
روان عز الدين - الاخبار
ما الذي يمكنه أن يبدد الصخب الإعلامي الأخير حول زياد الرحباني، أكثر من صورته وراء البيانو؟ الآلة نفسها التي أشار إليها في حفلة الناقورة، بيده اليمنى، قائلاً «بتمنى دق عهالبيانو». الموسيقى وحدها هي التي تهمّ معظمنا أيضاً (باستثناء بعض المتحمسين على السكوبات الصحافية)، أو سهرة عفوية معه، تماماً كتلك التي أحياها أول من أمس في حانة «مزيان» في الحمرا، وراء الكيبوردز هذه المرّة.
الأمسية كانت أقرب إلىJam Session، وغلب عليها الطابع الشاب، إن كان لناحية الجمهور الكثيف الذي تحلّق حول زياد بسرعة قياسية، أو لناحية الفرقة التي ضمّت إلى جانب الرحباني على الكيبوردز، كلاً من رائد الخازن (غيتار)، وخالد عمران (باص) وداني شكري (درامز)، وسيما إتيم وهبة إبراهيم (غناء).سبق الأمسية تمرينات قبل بضع ساعات فقط، فيما لم يعلن عنها رسمياً. كان يكفي أن يخبر الناس بعضهم بعضاً في الشارع الصغير ليمتلئ المكان بالجمهور الذي استمع إلى بعض الأغنيات والمقطوعات الستانردز في الجاز مثل summertime، وkiller joe وautumn leaves وon broadway،
إلى جانب hit the road jack وthe song lives on وغيرها، تسللت إليها ارتجالات العازفين. الحفلة التي أطلق عليها منظمو الأمسية «لاحق تروح» المقتبسة من أغنية فيروز/زياد «أنا فزعانة»، بدت تعبيراً عفوياً عن ردة الفعل على خبر سفر زياد إلى روسيا. وهذا ما منح الأمسية طابعاً حميمياً مع زياد، عززه تقديمه مقطوعة «ما تفل» من دون كلماتها في الختام. قبل الذهاب إلى روسيا لإحياء أمسيتين ضمن الاحتفالات بذكرى «ثورة أكتوبر»، يحيي زياد حفلة في «مركز معروف سعد الثقافي» في صيدا، عند الثامنة من مساء اليوم والغد.يعود الرحباني إلى الجنوب، بعد حفلة الناقورة في 23 آب (أغسطس) الماضي، تحديداً إلى صيدا بعد غياب طويل عن المدينة.كان يمكن لهذه الحفلة أن تندرج ضمن أمسيات المناطق والمهرجانات التي أحياها في الصيف، وأخذت صبغة احتفالية أو مهرجانية، في قلحات والخنشارة والناقورة وأنطلياس. لكن عنوانها «غزّة» هو ما يفصلها عن السياق الصيفي للحفلات، رغم أنها تتماهى معها لناحية لقاء زياد مع الجمهور الذي ينتظره خارج بيروت.اسم الأمسية قد يحيلنا أيضاً على برنامج وريبرتوار مختلف عن حفلات الرحباني الصيفية أيضاً؛ هي تحية لغزّة أولاً، بعد فترة قصيرة على انتهاء العدوان الإسرائيلي هناك. لذا سيتركّز البرنامج على الأناشيد والأغنيات الوطنية والملتزمة مثل «شو هالإيام»، و«بهنيك»، و«راجعة بإن الله» وغيرها من مسرحياته ومن ألبوم «أنا مش كافر»... كذلك بعض الأعمال التي لم نسمعها من قبل. هكذا سترافقه السورية منال سمعان (غناء) مع كورس كبير يضمّ عدداً من المغنين والمغنيات، تفرضه طبيعة الأعمال المقدّمة في الحفلة.
حسين مهدي - الاخبار
«#حرامية ونص»، هاشتاغ انتشر بسرعة وكثافة قبل فترة على شبكات التواصل الاجتماعي، ردّاً على محاولات قوى السلطة لكمّ الأفواه ومنعها من فضح «العصابة» التي تتحكم بالدولة وقراراتها ومؤسساتها. حصل ذلك في «ذروة» الصراع الاجتماعي بين أصحاب الرساميل وهيئة التنسيق النقابية.
يومها صرّح قائد التحرّك العمّالي حنّا غريب، بـ»أن المعركة اليوم ليست مع الرأسماليين، بل مع الحرامية». هذا التصريح استدعى تهديدات من رئيس مجلس النواب نبيه بري، نقلها وزير التربية الياس بو صعب إلى غريب وطالبه باعتذار. هذه الواقعة، جاءت مباشرة بعد واقعة رئيس جمعية المصارف فرانسوا باسيل، الذي عارض سلسلة الرواتب والضرائب التي تطاول أرباح المصارف ووصف النواب بأنهم «حرامية». يومها أيضاً، تحرّك النائب هاني قبيسي وادّعى أمام القضاء على باسيل، قبل أن يسحب دعواه. أمس، تكرر الأمر نفسه، إذ أعلن تكتل القوات اللبنانية أنه اتخذ صفة الادعاء الشخصي على مواطنَين اثنين «تجنّيا على نواب الأمة». هذان المواطنان هما في الواقع مناضلان شاركا في 11 أيلول الماضي في تظاهرة رافضة للتمديد للمجلس النيابي، بدعوة من الحراك المدني للمحاسبة، ورفعا شعارات تصف الـ 128 نائب بأنهم «حرامية». القوات اللبنانية أعلنت أنها قدمت للأجهزة القضائية مواصفات وصور هذين المناضلين للتعرف إلى هويتيهما. وقال النائب القواتي فادي كرم، إن دعوى قدح وذمّ وتجنٍّ استهدفته من هذين المناضلين تحديداً، «لأنهما أعادا ارتكاب جريمتهما خلال الاعتصام الأخير الرافض للتمديد»، الذي تزامن مع انعقاد الجلسة التشريعية عبر لافتة رفعاها تكرر ما يعرفه أكثرية اللبنانيين أن النواب «حرامية ونص». كرم برر خطوة حزبه «القمعية» بأن المناضلين اعتمدا «التعميم والشمولية»، لذلك «نريد أن نجعل منهما عبرة لغيرهما من المواطنين»، هذا ما قاله حرفياً في اتصال مع «الأخبار»، إذ رأى أن التعرض لـ»كرامات» النواب غير مقبول، وأضاف أن الخطوة تهدف إلى محاربة ومعاقبة «ذهنية بأكملها تضرب المواطنة الصالحة». الناشطون أعادوا أمس نشر هاشتاغ #حرامية_ونص وبثّوا صوراً من الاعتصامات، وعلّق أحدهم على الدعوى القضائية بأنها «نكتة الموسم». رأت الناشطة في الحراك المدني للمحاسبة يارا نصار أن ما حصل يمثل محاولة لترهيب الناس ومنعهم من التعبير عن رأيهم، وقالت نصار لـ»الأخبار» إن النواب «مددوا وسيمددون لأنفسهم مجدداً، وهؤلاء يسرقون حق الناس، فضلاً عن ارتكاباتهم الأخرى».
فيما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اللجان النيابية المشتركة إلى جلسة تعقد الاثنين المقبل لدراسة السلسلة مجدداً، تتريث هيئة التنسيق في إعلان أي خطة تحرك قبل تفكيك «ألغام» المشروع وانتظام العام الدراسي
فاتن الحاج - الاخبار
بهدوء، تنزع هيئة التنسيق النقابية «ألغام» النسخة الأخيرة لمشروعي سلسلة الرتب والرواتب والمواد القانونية الضريبية. تتريث في الإقدام على أي خطة تصعيدية قبل دراسة ما تسرّب إليها من المشروعين «الملغومين» ومناقشة الملاحظات مع قواعد المعلمين والموظفين.
تريد، على الأقل، أن تأخذ مهلة زمنية لترصد مدى استعداد هذه القواعد لأي مواجهة مستقبلية. يتردد بعض القادة النقابيين في تعطيل المدارس الرسمية، على الأقل في هذه الفترة التي ينتظم فيها العام الدراسي، لا سيما أن نسبة تسجيل التلامذة لا تزال ضعيفة مقارنة بالسنوات السابقة، «وأنّ الإضرابات قد تكون أحد أسباب الإحجام عن الإقبال على المدرسة الرسمية»، أو هذا ما سمعه مديرون من بعض الأهالي. لا يقنع التريث بعض الناشطين النقابيين. بالنسبة إليهم، إنّ عدم المبادرة إلى التحرك والتذرع بالمسائل الإجرائية والتقنية ليسا سوى محاولة لتغطية عجز سببه الحقيقي إمساك القوى السياسية بالقرار النقابي، وعدم سماحها بتنفيذ أي تحرك بعد اليوم. الناشطون استفزّهم كلام وزير التربية عن إعطائه ضمانات بعدم الإضراب خلال العام الدراسي ومباهاته بذلك أمام نقابة المعلمين، «فالمعلمون يرفضون مصادرة حقهم في الإضراب تحت أي عنوان، حتى لو كان الحفاظ على التربية والتعليم، وهم إذا كانوا قد قبلوا بتسيير انطلاقة الدراسة منعاً لهروب التلامذة من المدارس الرسمية إلى المدارس الخاصة، فذلك لا يعني ألا تكون الإضرابات خلال العام الدراسي حقاً مشروعاً ضمن الأطر القانونية التي كفلها الدستور». اللافت في الآونة الأخيرة أنّ هيئة التنسيق النقابية لم تعد تفاوض على المطالب مجتمعة، بل بات كل مكوّن من مكوناتها يتواصل مع المسؤولين «بالمفرق»، بحجة خصوصية هذا القطاع أو ذاك، علماً بأنّ هذه الخصوصية ليست مستجدة بل موجودة منذ بداية المعركة التي ارتضت الروابط أن تخوضها موحدة. ما حصل، بحسب رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب، أننا «كنا خارج التفاوض وكانت المعلومات تصلنا بالتواتر، لذا فإننا نحتاج إلى وقت لتحليل مستندات المشروع ووضع معلمينا في صورة الصيغة الجديدة التي تحتوي على ألغام في أكثر من مكان، إن لجهة نسبة الزيادات غير الموحدة للقطاعات أو لحرمان المتقاعدين من حقوقهم أو لوقف التوظيف أو للحسم من رواتب عائلات المتقاعدين بنسبة 35%، أو إعادة النظر في الصناديق الضامنة أو فرض الضرائب على الفقراء أوالتقسيط الذي يصل إلى عام 2017، وغيرها الكثير». أما رابطة موظفي الإدارة العامة فاختارت أن تعود إلى قواعدها بورشة عمل تحمل عنوانين: تقييم المرحلة السابقة وتحويل الروابط إلى نقابات. يتطلع رئيس الرابطة محمود حيدر إلى توسيع إطار المعركة المقبلة لهيئة التنسيق وعدم حصرها في السلسلة. برأيه، تستدعي المعركة عدم الوقوف عند أي تفصيل من التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالزيادات والدرجات، على أهميتها، والعودة بشعارات أوضح تعكس مواجهة للسياسات المالية والاقتصادية. بالنسبة إلى رئيس رابطة التعليم الأساسي الرسمي محمود أيوب، الأولوية الآن هي لإنقاذ المدرسة الرسمية وتأمين عام دراسي مستقر وخالٍ من الإضرابات. وإذ يؤكد أن لا أحد يستطيع أن يقسّم هيئة التنسيق، يقول إنّه أعدّ كتاباً سيرسله إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري يدعوه فيه إلى إقرار السلسلة في أسرع وقت ممكن. في سياق متصل، دعا الرئيس بري اللجان النيابية المشتركة إلى جلسة تعقد الاثنين المقبل لإعادة درس سلسلة الرتب والرواتب، انطلاقاً من التركيز على موضوع العسكريين، تمهيداً لإقرارها في الهيئة العامة.
هل للجمود أن يرى الحركة؟
لا يمكن للجمود أن يقارب الحركة، حتى ولو كانت الأخيرة يشوبها خلل ما، تعثر، أو حتى انحراف. فقانون الحركة غير قانون الجمود. فالخلق للأولى، محاولةً رسم الأفق، أما الثانية هادئة في سكونها تعتاش على ذاتها، كتوأم للموت.
وموقف من الحركة من غير موقعها يكون إما انتقاص أو غموض في الصورة، ظلم أو ملئ للفراغ في أحسن الأحوال، وإما انتهازية شخصية أو سياسية.
والحركة اكثر قربا من التناقض وصراعه من وضعية الجمود، والقرب من التناقض يفرض موقفا حقيقيا مغايرا عن من هو غامض عليه في موقع السكون. وميزان الجمود لا يحتمل مادة الحركة، فكيف له ان يتفاعل معها بنقدية؟
همٌّ سياسي بامتياز أطلق طاقة إبداعية موجهة نحو التغيير، فكّر لها ولحّن، اشتغل فيها مسرحاً وكتب. أعاد إنتاج اللحظة في وضوح لامس الجميع، ونَقَد واستشرف القادم من قلب التشوش الذي كان، فكان المستقبل كما رأى، وكان المقاتل الأشرس في مرحلة التراجع، صامداً مؤكداً عدم الخسارة، وأول من رسم المخارج منها.
وعاد فثَبَّت المواقف من جديد، في جوهرها ووضوحها وأهدافها. ومن موقعه هو، خاض المعارك، استثمر التاريخ لصالح الحاضر والمستقبل، فمن نطق طوال حرب، لم تنته إلى الآن، بلسان الغالبية بيومياتها وداخلها "الصامت" والغامض عليها، استعاد التاريخ وأعاد صنعه بـ"الفردي"(شكلاً) نحو حركة جماعية سياسية للكل، لا كفرد، بل كممارس جماعي، بدور محدد وممارسة سياسية واضحة.
زياد الرحباني ومن موقعه المتقدم، مستكملاً التاريخ وثبات الموقف والمبدأية، يقارب الواقع وممارسته فيه، ومن مأساته في هذا الموقع والدور والهدف، ينطق.
إنه يعري الجمود وليس العكس.
إن بَوحَه هو دعوة، كانت، وهي لا تزال بحاجة لإخراج مختلف لا يحمل همَّها زياد فقط. وان كان في طرحه يفتقد ل"الضبط" السياسي، فلا لشيء الا لغياب الاطار الفاعل الحقيقي الضابط لوعي الافراد في ممارستهم، الذي هو الحزب القادر.
إنها كشف لمستنقع يتعالى عن نفسه، ومن المستنقع ذاته يحاول أن يلامس هدير النهر.
إنها أظهرت، بما استدعته من ردود فعل، أحد أهم الموروثات الليبرالية: استسهال الموقف، وغياب المعيار، حتى في "وسط" زياد.
إنها تظهر ان الأغلب لم يرى تراجعه في الـ"تهادن" الشكلي لزياد، بل من تراجعهم بالذات حاسبوه!
وحسب تعبير الشاعر والمسرحي الماركسي "بيرتولد بريخت" في ما يمكن وصف الرفيق زياد به:
"الفنان عاجز عن الإتيان بشيئ مفيد مالم تملأ الريح أشرعته.وهذه الريح يجب أن تكون ريح زمانه بالذات،وليس ريح المستقبل...ومن الممكن أن نبحر حتى ضد الريح في حالة وجودها، غير أنه من المتعذر الإبحار بدونها أو عن طريق الإستعانة بريح الغد".
زياد أظهر ريح زمانه،التي ملأت شراع قاربه هو. ويبقى شراعُ السفينة.
محمد المعوش
بعد مرور ذكرى رحيله الـ 11 قبل اسبوع، لا يمكننا تجاهل سؤال: ما الذي كان يمكن أن يفعله اليوم؟ «لا أحد يعلم». إلا أنّ نابشيه لم يدركوا هذه النقطة، لقد نبشوا إدوارد الكاره لمعظم الأنظمة العربية وأغفلوا معارضته الصارمة للمركزية الأوروبية، والأمركة، والغزو، والزيف بأشكاله
يزن الحاج - الاحبار
ليس ثمة سبب محدّد للمحاولات الكثيرة التي جرت منذ بداية «الربيع العربي» لنبش إدوارد سعيد (1935 ــ 2003)، وإلباسه مواقع ومواقف ليست له. استهوى «الربيع العربي» معظم الأقلام التي كانت، على مدى طويل، مهتمّة بالمنطقة العربية وهمومها، إيجاباً وسلباً، لتصبح «ثورة الياسمين» التونسية الموضوع الأثير خلال عامي 2010 ـــ2011، تلتها الانتفاضة المصرية، ليتناقص الاهتمام تدريجاً بالتزامن مع الأحداث الليبية والسورية. كان يتم تصوير الانتفاضات العربية في معظم الكتابات، كأنها «ربيع براغ» آخر، وهنا كان مقتل تلك الكتابات التي عجزت ــ على أهميتها ــ عن التقاط التمايز بين أوروبا الشرقية والمنطقة العربية، إذ هو «الشرق» في نهاية المطاف، بحسب تفكيرهم، وستكون المقاربات، بالضرورة، منطبقة على المنطقة بأسرها، بدرجات متعددة.
وبسبب هذه الكتابات القاصرة، تنامت الحاجة إلى كتابة مغايرة، وهنا بدأ استحضار الأسماء الكبيرة، مثل نوام تشومسكي، طارق علي، سلافوي جيجك، وسمير أمين على اختلاف وجهات نظرهم.
ليس هذا هو السبب الأوحد، بكل تأكيد. كان ثمة سبب آخر أكثر جوهرية؛ فالنظرة المدقّقة للمعارضات قبل الأنظمة، لا تدع أمامنا إلا سبباً وحيداً، يعبّر عنه المثل الشعبيّ بدقّة «القرعاء تتباهى بشعر ابنة خالتها». لم تستطع المعارضات خلال أربع سنوات إنتاج مثقّف لها، وبدت النتيجة مخيّبة للآمال دوماً، إذ انحصر الأمر بين «المُخبر» و«العميل» (لو استخدمنا تعبير حميد دباشي) في معظم الأحيان، في طيف واسع يبدأ بالعمالة الصريحة، وصولاً إلى مثقّفي التكتّلات السياسية، ليتم ترك فسحة صغيرة لمثقّفي «ما قبل - الربيع»، ليكونوا، في أفضل الأحوال، «مثقّفين أداتيّين»، ارتضوا لعب دور الأداة، وجعلوا الثقافة تابعةً للسياسة، فنسفوا ما كان لهم من إنجازات. لذا كان لا بد من إدوارد سعيد. فإدوارد «عربيّ مهم»، وسيكون هو الرد الحاسم على مُنْكري الانتفاضات في الزمن العربي الجديد، كما أنه مثقف «كوسموبوليتي» يتلاءم مع الموضة الجديدة لتحطيم الهويات الوطنية.
لكن مشكلة محاولة إحياء فرادة إدوارد تمثّلت في كونها محاولةً منقوصة، لأنها نبشت جانباً واحداً من إدوارد، مع إغفال الجانب الآخر الأكثر أهمية. تعدد الهويات عنده سمة خاصة به، ولا يصح جعلها سمة عربية عامة، كما جرى منذ سنوات مع جعل فرادة عبد الرحمن منيف حالة عامة أيضاً. كلا الرجلين ــ برغم خصوصية حياتيهما ــ عملا دوماً على تأكيد أهمية وجود هوية متمايزة، وطنية بالضرورة، وأن تكون «الهويات الأخرى» أصداء لها. لا معنى بعد اليوم، وبعد الانتفاضات، لضبابية الهوية الوطنية، أو تعمية الجغرافيا، أكان ذلك في الكتابة أم في الواقع، لأن «شرق المتوسط» لم يعد شرقاً واحداً متماثل السمات. لذا سنكون أمام حلين حاسمين: إما تعميم السمات المشتركة لتكون أساساً لـ«عقد اجتماعي جديد» لجميع سكّان المنطقة بالتساوي، أو أن تغرق جميع الجماعات في جحيم «الفرادة» و«التمايز» و«الاختلاف». لم يدرك نابشو إدوارد سعيد هذه النقطة، بل إنهم ضاعفوا خطيئتهم عندما نبشوا جانباً سياسياً واحداً منه، وأهملوا الجانب الآخر. نبشوا إدوارد الكاره لمعظم الأنظمة العربية على اختلاف توجّهاتها، وأغفلوا إدوارد المعارض الصارم للمركزية الأوروبية، والأمركة، والغزو، والزيف بأشكاله. لذا، لن يكون أمراً غريباً أنّ أكثر المحتفين بتراث إدوارد سعيد هي الأنظمة الأكثر تخلفاً، والجماعات الأكثر تطرفاً، والشخصيات الأكثر «اعتدالاً» بحسب مفهوم الاعتدال العقلاني الجديد. بطبيعة الحال، ليس هذا المقال موجّهاً لنسف تلك المحاولات، بهدف تكريس محاولة مختلفة. كما أنه ليس مقدّمة لإعادة قراءة النتاج السعيديّ، برغم أهمية هذه المهمة وإلحاحها. المطلوب هنا هو تبيان أسباب عدم إمكانية إحياء إدوارد سعيد ليتناغم مع أيّ طرف من الأطراف. السبب الأول شديد الوضوح، وهو أنّ إدوارد توفي منذ 11 عاماً، والرجل ليس موجوداً ليدعم أو يعارض من يقوّله ما لم يقله، كما أن دائرة مريديه من العرب، أقصت نفسها عن المشهد، وركن معظمهم إلى الصمت كحل أمثل في ظل التخبّط والفوضى. السبب الآخر هو تاريخ وفاته. توفي إدوارد عام 2003، بعد أشهر من احتلال بغداد، وسقوط نظام صدام حسين. وبالتالي، هو لم يشهد العقد التالي الذي يمكن اعتباره العقد الأخطر في تاريخ المنطقة 2003 ــ 2013، أو في موازاة خطورة العقد 1915ــ 1925. في هذا العقد، شهدنا تحوّلات جغرافية، سياسية، اقتصادية، واجتماعية هائلة، جعلت الحنين إلى زمن «سايكس - بيكو»، بل زمن الانتدابات، أمراً «مشروعاً». كان المشهد الثقافي هو الأكثر تغيّراً. برزت قوى جديدة وأطاحت القوى القائمة. انتصرت دول الخليج بتمويلاتها الهائلة، وضَعُف، أو تلاشى دور الدولة الوطنية كحامل للثقافة. انتهى ــ أو كاد ــ دور «المثقف العموميّ» ليتكرّس «مثقف الإن. جي. أوز». تبخّرت الدولة، وبرزت «الثورة» كاستبداد جديد أشد قسوة. ماتت الوطنية، وولدت «السوبر- وطنيّة». غابت المواطَنة، وحضرت الطائفة والعِرق والمذهب. غابت الهوية الوطنية وبدأ زمن «الاختلاف الهويّاتيّ». انتهى الزمن القديم، وولد زمن جديد. ما الذي كان يمكن أن يفعله إدوارد؟ لن نقع في فخ إنطاق الرجل، بل سنكتفي بإجابة أكيدة: «لا أحد يعلم». في كل هذه التحولات التي سعت ــ بدرجة كبيرة ــ إلى تدمير ما تبقّى من اليسار (كحامل للقوى الوطنية التقدمية العلمانيّة) أكان على يد الاستبداد القديم أو الجديد، أم حتى على أيدي من كانوا يساريّين في زمن مضى، لن يكون ممكناً التنبّؤ بمواقف أحد، حتى لو كان إدوارد سعيد. ربما كان صارماً تجاه إسرائيل، لكنه لم يعتبرها عدواً؛ كان ضدها ككيان وكـ«دولة» قائمة، مع وجوب الاعتراف بوجودها قبل نقدها، بل بتكريس وجودها ضمن «شروط أخرى» لا تُجدي معها وسائل المقاطعة «الظالمة». وربما كان أكثر صرامة تجاه الأنظمة العربية، لكنه كان قريباً من ياسر عرفات في السنوات الأولى لتحوّلات عرفات قبل أوسلو، حيث كانت تلك السنوات هي الجذر الفعلي لفساد الطبقة الحاكمة الفلسطينية اليوم، عدا مهادنته الصامتة لأنظمة أكثر اهتراءً. ربما كان داعماً للمقاومة، لكنه كان يفضّل المقاومة اللاعنفيّة التي تجعل لـ«العدالة» معنى في زمن الميديا. لا أحد يعلم ما الموقف الدقيق الذي كان سيتبنّاه. وكذلك، ما معنى إلباس إدوارد ثوبه «الجديد»، مع أن أعماله لم تُترجَم إلى العربيّة بعد؟ في ظل الموجة الجديدة لـ«باحثي الربيع العربي» الذين يتعثّرون حتى في لغتهم الأم، سندرك بأن معرفتهم بأعماله كانت إما عن طريق «السَّماع»، كما وردنا الشعر الجاهلي، أو عن طريق الترجمات الكارثيّة التي قدّمته للقارئ العربي (لا بد هنا من استثناء الترجمات الممتازة لأعمال إدوارد سعيد الأخيرة). لم يقرأ «المثقّفون الجدد» إدوارد سعيد، بل قرأوا صورة إدوارد كما نقلها كمال أبو ديب، أو محمد عناني (إن اكتفينا بذكر مترجمَيْ عمليه الأكثر حضوراً «الاستشراق» و«الثقافة والإمبريالية»). أما أعماله الأخرى فقد لاقت تشويهاً وتحويراً، أو بقيت أسيرة لغتها الإنكليزية، وبخاصة عمله المهم «بدايات». وكذلك، لا يمكن لقارئ إدوارد أن يفهمه على نحو كافٍ إلا إذا كان على اطّلاع على أعمال مرجعَيْه الأثيرين أنتونيو غرامشي، وفالتر بنيامين، وهما أيضاً لا يزالان محصورين في خانة «السماع»، أو القراءات العابرة لأفكارٍ منقوصة أو مختزلة. ربما كانت مصادفةً أن معظم صور إدوارد سعيد في سنواته الأخيرة قبل زلزال الغزو الأميركي للعراق عام 2003 كانت بالأبيض والأسود. الصور الملوّنة نادرة، بل إن إدوارد يبدو أكثر شحوباً بالألوان. ربما كان لتزامن هذه الفترة مع اشتداد وطأة المرض سببٌ في ذلك، أو لعل إدوارد كان مستاءً من أن ترتبط سنواته الأخيرة بعصر «الثورات الملوّنة»، فرحل. حسناً فعل حين رحل باكراً، مكتفياً بترك حياة بالأبيض والأسود، كأصابع البيانو، وصورة ملوّنة صارخة تكسر كل الألوان الزائفة الأخرى، يحمل فيها حجراً ويسدّده إلى الجهة الصحيحة.
تستنكر المنظمات اليسارية الشبابية العربية المنضوية تحت اللقاء الشبابي اليساري العربي الإعتقالات التي طالت الرفاق في الحزب الشيوعي السوداني خلال الأيام السابقة و تعبر عن تضامنها مع القوى العربية الحاملة لهموم الشعوب في وجه التخلف والتبعية. وتؤكد أن الحل بنهوض الشعب والوطن العربي من بؤرة الموت والدمار التي تجتاحه تكون عبر مقاومة الاحتلال والتدخلات الأجنبية من جهة و سياسات التبعية التي تنتهجها النظم الرسمية العربية . إنّ هذه الحملة التعسفية التي تطال الرفاق في الحزب الشيوعي السوداني لن تنجح في كبح إرادة التحرر والإنعتاق الإجتماعي التي تتصاعد باستمرار في وطننا العربي وتنتقل من قطر إلى أخر. كل التضامن مع الرفاق والمساندة لنضالات الحزب الشيوعي السوداني. إنّ نضالنا الموحد و المشترك والمتضامن هو السبيل الأوحد لهزم الرجعيات العربية والتحرر من الإحتلال والإستعمار، نحو بناء مجتمع الحرية والعدالة.
اللقاء الشبابي اليساري العربي
3 تشرين أول/اكتوبر، 2014
زياد الرحباني - الاخبار
الرئيس حسين الحسيني من المتابعين الدايمين لكل شي عم نعملو ولكل شي عم نكتبو. بالنسبة لإلي، هوّي مرجع بالسياسة اللبنانية وبالهدوء والتفكير والإنفتاح. في ثلاثي مهم بالبلد اليوم إلو علاقة بإحتمال أي حلّ بلبنان. وكلنا منعرف إنو العلاقة بينو وبين الرئيس برّي ما كتير ودّية، لأنو بالنهاية كانوا بنفس الموقع.
بالنهاية ما ننسى إنو «حركة أمل» بلّشت مع الرئيس حسين الحسيني… نحنا ناسيين هالشي. كمان، دايماً الأهل/ لازم يتذكّروا الولاد إنو الأهل أكبر من ولادهن، دايماً. يعني شو ما صار معهن الولاد، لازم يتذكّروا إنو هوديك جايين قبلهن عالقليلة… ومْوَرّطينهن كمان. لا بيحضروا تلفزيون ولا بيخيّطوا صوف وبدّهن يجيبوا ولاد، والولاد بيصيروا يعَلّموهن، إنو هنّي أهلهن! فـ«حركة أمل» طلِع منها «حزب الله»، مش بالقِلب… للتذكير. اليوم عنّا ثلاثي، برأيي، عالساحة اللبنانية: في الأمين العام، الله يطوِّل بعمرو، نحنا منخاف عليه ومننصَحو كَناس مش «حزب الله»، ما رح حدِّد يعني، لأنو منخاف عليه وعا مستقبلو، يعني إذا نجي أمنياً، ما بعرف شو إلو مستقبل «حزب الله» بين العالم؟! يعني أهل الجنوب بيعرفوا أكتر منّا إنو المستقبل تبعو صعب/ يعني إذا الدّني قائمة عالمساعدات اليوم/ بس قدّي الناس فيهن يضلّوا يساعدوا بعضهن؟ ما الأمتال الصينيّة واضحة إنو علّموا الناس يزرعوا/ ما تعطوهن مية تفاحة، علّموهن يزرعوا شجرة تفاح… ونهايتو؟؟ ان كان السُنّة ولاّ الشيعة، قاعدين يوزّعوا إعانات… وبعدين؟؟ والناس كيف بتشتغل؟؟ بعدين اللي بياخد إعانة بيكرهو للّي بيَعْطِيه إعانة، لأنو الإنسان عندو من نفْسو ضمناً. ففي ثلاثي اليوم… وفي شخص مرق بالتاريخ، بتحبّوه أو ما بتحبّوه، إسمو فلاديمير إيليتش أوليانوف. إسمو لينين. سألوه مرّة: شو علاقتك بستالين وبتروتسكي؟/ يعني هنّي نقيضَيْن/ قلّهن: اللي بدو يخرب الثورة ويشَهِّر فيها ويعطيها لواحد محمَّس وأخوَت، بيعطيها لستالين. واللي بدّو يقعد ينظم شِعر بيعطيها لتروتسكي. فالرئيس الحسيني والرئيس برّي و…/ بتصوَّر هالثلاثي بيشبَه الـ…/ هلّق مين ستالين ومين الشِعر؟؟ تدَبَّروا إنتو فيهن!
يتشرف إتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني - فرع البازورية بدعوتكم لحضور ﺣﻔﻞ ﻋﺸﺎﺋﻪ ﺍﻟﺴﻨﻮﻱ الزمان : نهار الأحد في 5 تشرين أول 2014 الساعة الثامنة مساءً المكان: مطعم وأوتيل Queen Elissa - صور - سعر البطاقة: 50 ألف ليرة لبنانية للحجز والاستفسار: حسين دلباني 03/146851 ماهر حدرج 70/974528