بدعوة من "الحراك المدني للمحاسبة"، احتشد عدد كبير من المواطنين في ساحة رياض الصلح، مساء اليوم، تعبيراً عن رفض التمديد للمجلس النيابي اللبناني الحالي الممدد له أصلاً، وسط تدابير أمنية مشددة. ورفعت خلال التجمع، الذي مُنع من الوصول الى ساحة النجمة حيث مبنى البرلمان، لافتات ترفض التمديد لمجلس النواب، كتب عليها "الانتخابات النيابية ضرورة، ونحن من يقرر من يكون في مجلس النواب". وقالت رئيسة "هيئة تفعيل المرأة في القرار الوطني" حياة إرسلان، خلال مشاركتها في الاعتصام، إن"الديموقراطية تدفن من جديد، بعد مرور أشهر عدة على موعد انتخابات رئيس الجمهورية"، معتبرة ان "هذا يوم وطني بامتياز، نتشاركه مع الهيئات والفاعليات المدنية". ومن ناحيتها، تلت غنى عبدو بياناً باسم "الحراك المدني للمحاسبة" أكد أنه "على كل من يرفض التمديد أن يستقيل من المجلس النيابي فوراً، احتراماً لمرجعية المواطنين وحقهم في انتخابه، واحتراماً للدستور وحماية للمؤسسات وللنظام الديموقراطي، وحتى تحقيق ذلك، انتم في قفص الاتهام وليس نحن". وجاء في البيان: "المعطلون والممددون والفاسدون والساكتون عن الفساد، كلهم في نفس الموقع، حتى تسترد الشرعية، الحريات والحقوق، وحتى تعود إلى المواطنين ثقتهم بأن الدولة ومؤسساتها وجدت لتضمن أمنهم وعيشهم الكريم ولتحمي حقهم في التعبير ومستقبل أولادهم". وتابع البيان: "أنتم تدينون لشعبكم بالإعتذار على فشل المؤسسات وقمع الحريات وقضم حقوق المواطن وتفاقم الوضع المعيشي العام وعلى هجرة الشباب وعلى التحريض الطائفي والمناكفات السياسية بحجج داخلية وإقليمية، ولسنا نحن أبداً من ندين بالإعتذار لكم، فاوقفوا عادتكم بتحوير الحقائق". وأعلن البيان الاستمرار "في المواجهة، إحقاقاً للحق، عبر التحركات الميدانية وبجميع الوسائل الديمقراطية واللاعنفية الممكنة". (الوكالة الوطنية للاعلام)
%70 من سكان يافا فلسطينيون، ومع استمرار «الترحيل الناعم» قد يصيرون صفراً، فلا هم يملكون القدرة على توريث أملاكهم لأبنائهم لأنهم «الجيل الثالث» وفق القانون الإسرائيلي، وفي مدن أخرى كاللدّ تباع البيوت تحت مظلة قانون «أملاك الغائبين»، وآخرها بيت الراحل جورج حبش
زهير أندراوس - الاخبار
تتعرّض المدن العربيّة التي باتت تُعتبر من المدن المختلطة في فلسطين المحتلة لحملة «تهويد» كبيرة تنفذها الحكومة الإسرائيليّة وأذرعها المختلفة، وفي مقدّمة هذه المدن يافا وعكّا وحيفا، وأيضاً اللد والرملة. حتى إنّ بيت «حكيم الثورة»، الشهيد جورج حبش (اللد)، جرى بيعه لليهود بعد أنْ أعلنت السلطات الإسرائيليّة أن البيت يعود للقيّم على أملاك الغائبين في الدولة العبريّة.
أما في يافا، فأطلقت حكومة العدو مخططاً تهويدياً جديداً للسيطرة على ما تبقّى من معالم عربيّة وإسلاميّة في المدينة التي يقطنها ما يقارب 23 ألف فلسطيني آثروا البقاء فيها بعد نكبة عام 1948.
تستعين تل أبيب بكبار رؤوس الأموال اليهود لشراء الأراضي والمنازل وبموجب المخطط، فقد خصصت دائرة «أراضي إسرائيل» مساحات من أراضي حي العجمي العربيّ في يافا لجمعية استيطانيّة يمينية اسمها (إموناة)، معلنة أن الهدف زيادة عدد اليهود في المدينة، والقضاء على الوجود العربيّ فيها. كذلك أخطرت شركة الإسكان الإسرائيليّة (حلاميش) 400 عائلة لإخراجها من منازلها. إزّاء هذه الحملة الشرسة، أطلق سكان يافا حملة بعنوان (يافا ليست للبيع)، وقالوا إن هدفهم مواجهة السياسات الإسرائيليّة الرامية إلى تضييق الخناق عليهم وصولاً إلى تهجيرهم عن مدينتهم تدريجيّاً. عملياً، بدأت السلطات الإسرائيليّة العمل بصورة حثيثة على تبديل حقائق الجغرافيا والتاريخ في يافا منذ إقرارها بيع أملاك اللاجئين الفلسطينيين التابعة رسمياً لما يعرف بـ«دائرة أراضي إسرائيل»، وكل ذلك في إطار مشروع قانون لخصخصة الأملاك العامة. ويسمح القانون باقتناء أملاك اللاجئين بالكامل بدلاً من اتفاقات استئجار لمدة 49 سنة، وهو ما شجّع المستثمرين على الشراء، وقد رفضت «المحكمة العليا الإسرائيليّة» التماساً لمنع بيع أملاك اللاجئين. ويافا تُعاني من أزمة سكنيّة متفاقمة، إذ تزداد عمليات إخلاء عائلات عربية من منازل سكنتها عقب النكبة بموجب اتفاقية استئجار مع سلطات إسرائيلية وضعت يدها على أملاك اللاجئين، فيما تُطالب 250 عائلة فلسطينية السلطات الإسرائيليّة بتسوية أزمة السكن التي تلازمها منذ سنوات، لكن هذه العائلات تضطر الآن إلى الإقامة لدى أقرباء وأصدقاء، أو في بيوت مستأجرة، وسرعان ما تتعرض للإخلاء نتيجة العجز عن تسديد الأجرة. رئيس رابطة رعاية شؤون عرب يافا، عمر سكسك، يقول إنّ المخطط التهويديّ يسير عن طريق «التهجير الناعم والعقلاني، وعملياً هناك 70% من سكّان يافا يقطنون في منازل ورثوها منذ النكبة، ووفق القانون الإسرائيليّ، لا يستطيع الجيل الثالث (أيْ نحن) توريثها لأبنائنا، وهكذا سنجد أنفسنا قريباً جداً من دون بيوت». وعن مواجهة القوانين الإسرائيلية، أكد سكسك لـ«الأخبار»، أنهم رغم محاولاتهم، فإن حكومة الاحتلال ترفض، «بل بدأت المحاكم الإسرائيليّة إصدار أوامر الإخلاء». وفي مقابل ذلك، لا توجد أراض للبناء، وأيضاً لا توجد منازل للسكن، ما يعني أن الأزواج الشباب سيضطرون إلى الهجرة القسريّة من المدينة، «وهذا هو الهدف الحقيقي الذي تريده الحكومة الإسرائيلية»، يقول سكسك. ويسرد أن «الشرطة الخضراء» التابعة لوزارة البيئة حققت معه بصفته مسؤولاً «متولياً» عن مسجد السكسك، وكانت التهمة «ارتفاع صوت الأذان في المسجد أكثر من المسموح به وفق القانون». وقال المحققون له إنّ صوت الأذان غير قانونيّ وإنّه يُزعج الجيران، كما أبلغوه منع رفع الأذان عبر مكبرات الصوت. ويشير سكسك إلى أنّ الحكومة الإسرائيليّة تستعين في هجومها بكبار رؤوس الأموال اليهود لشراء منازل وأراضٍ في الأحياء العربية في يافا والمحاذية للبحر، مثل حي العجمي الذي يتعرض لحملة تهويد واسعة، والهدف إقامة مبانٍ كبيرة وجمعيات مستوطنين على أنقاض منازل المواطنين العرب البسيطة وبجانها. وشدد أخيراً على أنّ إسرائيل تركز في مخططاتها على تهويد المدن المختلطة التي يسكنها عرب ويهود.
وقفة تضامنية مع ناشطي الحراك المدني للمحاسبة
نبيه عواضة -السفير
في الرابع والعشرين من تشرين الحالي، تحل الذكرى الـ90 لتأسيس الحزب الشيوعي اللبناني. شاء الأمين العام للحزب خالد حدادة أن لا يُخْرِجَ المناسبةَ من نطاقها الحزبي الضيق، لتكون قيد التداول مع حلقة إعلامية أوسع. حضر اللقاء رفاق سابقون يعملون في مؤسسات إعلامية مكتوبة ومرئية ومسموعة، وغاب عنه رفاق حاليون يعملون في مؤسسات إعلامية حزبية. بدا حدادة مرتاحا للملاحظات التي طرحت على طاولات لها باعها أيضا في سجالات الحزب الداخلية، ومنها ضرورة إنشاء مكتب إعلامي من أصدقاء «الشيوعي»، إلى ضرورة فتح أبواب الحزب أمام من يرغب بالعودة والقيام بأوسع الصلات، وصولا إلى انتقاد تقصير الحزب عن مواكبة الأحداث، إذ لفت البعضُ النظرَ إلى أن الأمر لا يتعلق فقط بغياب الحزب عن أحداث مفصلية كبرى لها تقاطعاتها الإقليمية والدولية، إنما أيضا عن القضايا البسيطة المرتبطة بقضايا الناس الحياتية مثل الماء والكهرباء وغيرها من الأمور اليومية. واعتبر حدادة ردا على أسئلة الحاضرين أن الخطر الإرهابي يوازي الخطر الإسرائيلي، وبالتالي فإن عملية التصدي له يجب أن تكون شبيهة بعملية التصدي للعدو الصهيوني في العام 1982. واستعرض حدادة أمام الحاضرين ما قاله مؤخرا للرئيس نبيه بري بأننا «أصبحنا مضطرين للدفاع عن سايكس بيكو بوجه محاولات إزالته، كون المعلوم لنا أفضل من المجهول». وخلال اللقاء، قدم رئيس اللجنة التحضيرية لاحتفالات «الشيوعي» بعيده التسعين القيادي ريمون كلاس شرحًا لبرنامج إحياء المناسبة على مدى ستة أيام تبدأ في 24 تشرين باحتفال مركزي في قاعة الأونيسكو تلقى فيه ثلاث كلمات: الأولى للشيوعي (حدادة)، والثانية للشيوعي السوري، والثالثة لليسار العربي (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، فضلا عن حفل فني يحييه الفنان مروان عبادو والفنان العراقي جعفر حسن. وتحيي برنامج السبت فرقة سندريلا المصرية، فيما يتوزع نهار الأحد بين فقرة صباحية مع فرقة «راب» الشبابية مع كل من جعفر الطفار وباسم ماضي ومساء مع أمسية للفنان الملتزم خالد العبدالله، على أن تُقَدِّمَ مساء الإثنين الفنانة الفلسطينية ريم البنا وفرقة الفنون الشعبية باقة من الأغاني الثورية. أما الأسبوع الثاني، فهو عبارة عن يومين: مساء الجمعة مع الفنانة أميمة الخليل والسبت مع الفنان سامي حواط. ويتخلل الاحتفالات 6 ندوات سياسية أهمها ندوة مفتوحة عن أزمة الحزب الشيوعي وهي أشبه بدعوة للشيوعين كي يناقشوا أزمة حزبهم بصورة علنية، إضافة إلى ندوات شعرية وأدبية كان يفترض أن يشارك في واحدة منها الشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم قبل أن يأتي خبر رحيله المفاجئ قبل نحو شهر ونيف. «منمشي ومنكفي الطريق» هو شعار احتفالات «الشيوعي» لهذه السنة، والواضح أن الحزب الذي يشكل أحد أعمدة اليسار اللبناني والعربي يحاول وبرغم كل انتكاساته الخروج من أزمته متطلعا إلى مؤتمره القادم بحيث يتحول إلى ورشة فكرية سياسية تنظيمية، بحيث لا تقتصر المناسبة على احتفالية قصر الأونيسكو حين يلبس القصر حلته الحمراء ليذكر الشيوعيين دوما بالزمن الجميل، ولو كان الغائب، للسنة الثانية على التوالي، المناضل الشيوعي الراحل أنطوان حرب، مدير هذا الصرح الوطني وحارسه منذ إعادة إعماره بعد الحرب الأهلية حتى الأمس القريب.
عماد الدين رائف - السفير
لعل أسمج ما يمكن أن يُسمع وسط حفلة الجنون المستعرة، هو ما تفتقت عنه عبقريات نواب مُمَدِّدين لأنفسهم، وهم يرفعون دعوى قضائية ضدّ مناضلين مدنيين.. كل ما فعلوه أنهم وصفوا سعاداتهم بالحرامية. فعلى الرغم من أن الحرامي وفق التعريف البسيط، الذي نعلّمه لأولادنا، هو من يأخذ مال الغير بغير وجه حق، وذلك أدنى ما ينطبق على ممثلي أمراء الحروب.. إلا ان رافعي الدعوى، كما يبدو، يريدون من دون سواهم من حرامية البلد، أن يدفعوا تلك الصفة البغيضة عن أنفسهم. غريب أمركم يا أصحاب السعادة المُمَدَّد لها! بماذا أساء إليكم لبنان ليستحق منكم هذا العقوق؟ ألم تلتهموا أملاكه البحرية والنهرية لتبنوا منتجعاتكم الخاصة؟ ألم تزرعوا وحوش كساراتكم في جباله؟ ألم تنهشوا خضرته بمراملكم؟ ألم تحولوا جناته إلى مطامر للنفايات؟ ألم تهدموا النقابات لتحتكروا تجارات الماء والدواء والغذاء.. والهواء؟ ألم تشترطوا نصيباً معلوماً من كل مشروع ظاهره تنموي؟ ألم تزرعوا زبانيتكم في كل إدارة ليمتصوا دماء الناس؟ بربكم، ما الذي فعلتموه خلال ولايتكم المجيدة لتستحقوا رواتبكم؟ كل ما فعلتموه هو تمثيلكم الصحيح لأمراء الحروب وتبريركم جرائمهم.. وتحويلكم المؤسسات الدستورية والإدارات العامة ووسائل الإعلام إلى منابر لخطابات معلوكة. لكن لبنان غفور رحيم. وأنتم تعرفون ذلك وتعولون عليه. لبنان غفر لأمرائكم جرائمهم ورفع شأنهم من فارضي خوّات إلى زعماء.. يفعلون بالعباد ما يشاؤون. وأنتم من بعد كل ذلك يا طرابين الحبق تمتعضون من لفظة «حرامية»! «حرامية ونص!».
امال خليل - الاخبار
تبين بعد انتهاء حفل زياد الرحباني ليل أمس، على مسرح مركز معروف سعد الثقافي في صيدا، أن تحسّر الرجل الذي ناشد طويلاً اللجنة المنظمة للحصول على بطاقة بعد نفادها قبل ساعات من بدء الحفل، وأن انتظار العشرات في الباحة الضيقة وتوافدهم من بيروت والشمال والجبل وإقليم الخروب والعرقوب، كان محرزين جداً. زياد الذي يودع وطنه، خصّ جمهور حفله الذي ربما يكون الأخير قبل رحيله المرتقب إلى روسيا، بأيقونات خبأها لسنوات.
قرر أن يكشف بعض كنوزه، ربما لأنها صيدا التي «سيذكرها التاريخ لما ينظف كأحد أسباب ما يحدث في الأرض المحتلة» كما قال، لذا لم يكتف وفرقته بتقديم البرنامج المعتاد. في أولى الحفلتين (من تنظيم «الأخبار» أمس واليوم تحت شعار «غزة»)، أفرج زياد عن أغنية كتبها ولحّنها قبل سنوات اسمها «صمدوا وغلبوا» أهداها إلى أهل الجنوب وغزة. لهؤلاء غنّت منال سمعان «من حمص» كما ميّزها زياد: «تجار المال هربوا، حرس السلطان انسحبوا، بقيو جماعة بسطا وطيبين وعلى نياتن صمدوا وغلبوا، لو ما هالناس ما كان في وطن ولا بلاد، ولادن ماتو حتى يبقى عنا ولاد...». لم تكن تلك الأغنية، الكنز الوحيد. كأنها وصيته إلينا، قدمت الفرقة نشيد «يا شعبي» الذي وضعه في عام 1978. من كلماته التي تصلح للزمن الحالي «شو بعدك ناطر يا شعبي تتوحد شعبك، شو ناطر تتسمع تترجع تاريخك، تاريخك ما بيرجع...». بين هذا وذاك، قدم زياد والفرقة بعضاً من أيقوناته، من «أنا والله فكري هنيك» التي بدأ بها الحفل إلى «عودك رنان» وبينهما «أنا اللي عليكي مشتاق» و«شو هالأيام اللي وصلنالا» و«فيلم أميركي طويل» و«بلا ولا شي» و«راجعة بإذن الله» ومواويل عتابا. أغنيات تناوب على تقديمها إيلي رزق الله وسليم اللحام وبرجيس وفرج حنا وهبة إبراهيم وزينب فخر الدين وربيع البعلبكي ورأفت بو حمدان... بالإضافة إلى مقتطفات من مقالاته الأخيرة التي نشرها في «الأخبار» قدمها طارق تميم ورضوان حمزة. فيما ألقت الشاعرة لوركا سبيتي قصيدتين. الفيروزيات زينت الحفل من «سلملي عليه» إلى «جايي النصر». أما «حبيتك تنسيت النوم»، فكانت تحية إلى «كاتبها ابن المعمارية الجنوبية جوزيف حرب» قال زياد. «قفشاته» ومداخلاته وجهت رسائل كثيرة. رد على واحد من الجمهور، طلب منه تقديم نشيد «جايي مع الشعب المسكين» بأن «ما في حدا مسكين إلا من إيدو». ختام الحفل الذي حضرته المناضلة الفلسطينية ليلى خالد، كانت لوفد حضر من غزة لتحية زياد. ماهر اليماني اعتلى المسرح ليحيّي «نضال زياد والمقاومة اللبنانية التي تمد المقاومة الفلسطينية».
عن صيدا وغزة... وزياد
عن صيدا... مرات كتيرة، بيلتقو صبايا مع بعضن، او شباب مع بعضن، بيصيروا يتخيلوا الشب او الصبية المثالية، الشباب بيفكّو بشي 50 صبية من العالم، وبيجمعوا منن مرا وحدة. والصبايا نفس الشي، بس يمكن يفكّو شي 300 زلمة حتى يطلع اللي عبالن. بس بكل الحالات، لا الشباب ولا الصبايا بيقدروا ينفخوا روح حقيقية بالشخص اللي ركّبوه... ويمكن لهيك، كل شي، حجر او بشر، اذا ما كانت روحه الحقيقية بقلبو، ما ممكن يكون الو معنى. إجو كتار على صيدا، من اهلها، ومن جيرانها ومن زوارها، ومن امكنة بعيدة كمان، جرّبوا يلعبوا فيها، يفكّو ويركّبو ويقلبّوها طالع نازل، صاروا يوسّعو شارع، ويعمّروا بنايات، ويرفعوا يافطات وأعلام، بس بقي كلو بلا معنى. صيدا، معناها بروحها الحقيقية اللي فيها، هي روح، حملها معروف بقلبو وحماها مصطفى بدمو، وان شاء الله بتبقى مع اسامة والشباب. عن غزة... بعدو البحر، هوي الشي الوحيد المشترك الطبيعي بين اهل الارض، البحر اكثر من الهوا قريب من الناس، البحر هوي اللي بيحكي كل اللغات وبيسمع لكل الناس وما بيرد حدا زعلان. والبحر، هو الشي الوحيد اللي ما بيقدر حدا يصادروا، او يسرقوا. يمكن في حدا بيقدر يمنع بعض الناس من انو يوصلوا على البحر، بس العمر بيقول، انو ما حدا قدر يمنع حدا، من انو يوصل على البحر وقت اللي بدو. علد هيك، وببساطة، كل الحدود، وكل الحيطان العالية، وكل العواصف، وكل البشر الواقفين على الحدود ومسكّرين الطرقات، ما رح يقدروا، ولو للحظة، يمنعوا بحر صيدا يكزدر، وقت اللي بدو، يروح يطلّ على غزة ويرجع حامل سلاماتها. ولما بيصرخ بحر غزة، من الوجع او من الفرح، يمكن هون، اكتر من اي مطرح تاني، بنشوف موج البحر عم يكبر ويصرخ، ونحنا واجبنا، لما نسمع صوت غزة العالي، انو على القليلة نرد التحية! عن زياد... زياد ما الو رب. او يمكن، هوي اللي الرب متابعو لحالو، عندو برنامج خاص الو. اسمعوني، وصدقوني، انو زياد، رح يضلو هيك. ما في حدا ع وج الارض بيقدر يكمشوا، او يحصروا او يحاصروا، ومسكين اللي بيعتقد انو ماسكو لزياد... لا بيّ، ولا ام، ولا خيّ ولا اخت، لا مرا، ولا رفيقة، ولا حزب، ولا مؤسسة، ولا فرقة، ولا حدا بيقدر يمسكوا لزياد. في بس الموسيقى بتعرف تتعامل معو، بتعرف تمسكو وتثبتو بالارض، لانه متل حدا عندو اجنحة، بيضلو طاير، ما عندو حدود ولا عندو سقف... زياد لازم يلحق الموسيقى، ونصيحتي، اتركوه يفل، الله معو، اللي بدو يزعل يزعل، ويدق راسو بالحيط كمان، من جهتي، بتمنى كل الخير لزياد، بس عندي تناقض بداخلي، لاني عن جد ما بتمنى انو يرتاح برا، بس، لانو هاي الطريقة الوحيدة ليرجع لعنا. كلمة الزميل إبراهيم الأمين في افتتاح حفلة زياد الرحباني في صيدا أمس
انتهت الفنانتان اللبنانيتان ناديا وليلى حطيط من تسجيل شهادات وتصوير مشاهد تستعيد عملية «بنك أوف أميركا» الشهيرة في السبعينيات. فيديو «الليل بيني وبين علي» سيعرض أوائل العام المقبل في مدريد
محمد همدر - الاخبار
انتهت ناديا وليلى حطيط من تسجيل شهادات وتصوير مشاهد تستعيد عملية «بنك أوف أميركا» التي حصلت في شارع رياض الصلح في بيروت يوم 18 تشرين الأول (أكتوبر) عام 1973 بهدف انتاج تجهيز فيديو بعنوان «الليل بيني وبين علي». يتناول المشروع تلك الحادثة، على أن يُعرض في مدريد عام 2015. عملية الاستيلاء على البنك نفّذتها مجموعة من ثلاث يساريين بقيادة علي شعيب.
من تلك الحادثة، بقيت أغنية مرسيل خليفة «يا علي» التي لحنّها لعلي شعيب، وكتبها الشاعر عباس بيضون. المجموعة اقتحمت البنك احتجاجاً على تمويل المصارف الأميركية منها «بنك اوف اميركا» لإسرائيل في حربها على سوريا ومصر. وطالب شعيب ورفاقه بمبلغ 10 ملايين دولار للمساهمة في الحرب ضد الإمبريالية وإطلاق سراح مناضلين عرب من المعتقلات. إلى جانب الأغنية، انتقلت سيرة علي شعيب وقصة عملية البنك من والد ليلى وناديا إلى الفتاتين اللتين توقفتا عند وصف والدهما اليساري لعلي: «علي كان شاعراً، كان يسرق القلوب وليس البنوك». تلك الرومانسية التي تفوح من وصف مناضل من ذلك الزمن هي ذاتها التي تحاول ليلى وناديا البحث عنها من خلال العمل. يبدو أنّ علي استطاع أن يستميل المحتجزين الذين تضامنوا معه ومع رفاقه والقضية، قبل أن يُقتل ورفيقه في الحركة الثورية الاشتراكية جهاد سعد على يد قوى الأمن الداخلي اللبناني.
العمل ليس استعادة لقصة العملية بحد ذاتها، ولا لمحطة نضال بقدر ما هو تجسيد للمشاعر التي لفّت المحتجزين في مواجهة المجموعة الخاطفة خلال 26 ساعة. خلال هذه الساعات، تحوّلت المشاعر من الخوف إلى التضامن الحقيقي بعيداً من كليشيه قصص الخاطف والمخطوف التي نراها في هوليوود. هذه القصة حصلت فعلاً وانتهت بالقبض على المجموعة، وقتل أفرادها وكان الوزير السابق مروان شربل أحد الضباط المسؤولين عنها بشكل مباشر آنذاك. في شقة في الطابق الثاني تقع في مبنى في منطقة الحمرا، تتنقل ليلى وناديا بحماس وحيوية بين أكثر من 20 شخصاً. تتأكدان من الديكور والملابس والشعر، وتشرحان دور كل شخص قبل الإنتقال الى الغرفة التي يتم فيها التصوير. تقول ناديا لـ «الأخبار» إنّها عادت إلى هذا التاريخ لأنه ليس مهماً فقط في سياق الأحداث السياسية التي شهدت حرباً في بداية السبعينيات، بل أيضاً لأنّ هذه الظاهرة لا تزال مستمرة اليوم لكن من دون حمولتها الرومانسية والثورية الحقة. منذ بداية الحرب الأهلية اللبنانية حتى اليوم، اتخذت عمليات الخطف دوافع وأسباباً عشوائية فيما تحول مَن يُفترض بهم أنهم خاطفون أو مجرمون الى أبطال بعيون مناصريهم. بالنسبة إلى ناديا، قد تترك بعض الأحداث أثراً أكبر في التاريخ لو سمعناها من أفواه الناس العاديين أو من الأفراد الذين كانوا على الهامش، وتأثّروا بتلك الأحداث بشكل مباشر أو غير مباشر. اختارت ناديا وشقيقتها إنجاز القصة عبر تجهيز فيديو لا وثائقي كلاسيكي بهدف خلق مسافة أقرب وتفاعل أكبر من ذاك الذي يخلقه الوثائقي. الغرض هو تفاعل الناس مع القصة بالصوت والصورة، واقترابهم من كل زاوية في المكان حيث يستعاد المشهد مع أصوات الأشخاص التي وثّقت ذلك اليوم، فالهدف هو وضع المشاهدين مباشرة أمام تلك الصور في محاولة لإشراكهم في ذلك الحدث. ناديا حطيط هي مخرجة وفنانة فيديو، درست في مدريد، وطوكيو وشيكاغو. تركّز الفنانة على التجهيز والفيديو في أعمالها التي قدِّمت في معارض عالمية عدة. هي تعمل غالباً الى جانب شقيقتها ليلى التي تخرجت في الكتابة والإخراج السينمائي من سان فرانسيسكو، وتمرّست خلال دراستها في شركة الإنتاج التي أسسها السينمائي فرانسيس فورد كوبولا. أكثر من مهرجان دولي احتضن باكورتها «أقلام عسقلان». صوِّر الفيلم في لبنان عام 2010 وانتهت من تنفيذه عام 2011 ليشارك في «مهرجان ترايبيكا الدوحة» في العام نفسه، حاكياً سنوات اعتقال الرسام الفلسطيني زهدي العدوي. تختار ناديا وليلى المواضيع الفنية الملتزمة قضايا المنطقة سياسياً واجتماعياً. مشروعهما «الليّل بيني وبين علي» حصل على جائزة Spanish Art Award Generaciones لعام 2015. وسيعرض المشروع في مركز La Casa Encendida Art Center في مدريد خلال شهر شباط (فبراير) عام 2015.
حسان الزين - السفير
حكمت العيد واحد ممن تصعب رؤيتهم منفردين. هو من أولئك الذين تراهم مفرداً بصيغة الجمع. هو كذلك، بالرغم من اكتمال شخصيته ونضجها واختمار التجربة الشخصية والعامة فيها. كان كذلك في السبعينيات والثمانينيات مع الجيل الواسع لليسار، في الجامعة والشارع والاجتماعات الحزبية والسياسية. وبقي كذلك مع انتهاء التجربة واختلاط الأوراق السياسية والمواقع الشخصية. فحكمت العيد في مقدمة من يسمّون، في السياسة والثقافة، في لبنان، جيلاً. وقد جعلوا ما يربطهم أكثر من عمر، وأكثر من انتماء سياسي وثقافي واجتماعي، وأكبر من انتماء حزبي. لقد أبدعوا روحاً جماعية. وحكمت العيد واحد ممن أنتجوا خلافات وصاغوا صداقات، ثم بعد الانكسارات حوّل الخلافات صداقات مفتوحة على سجالات عابرة وهادفة. والسر في ذلك شخصيته وروح ذاك الجيل. وهما معاً ميلٌ إلى الحوار ومساجلة المختلف ومصادقته، وإغناء الصداقة بالاختلاف، وحماية الاختلاف بالصداقة. أضف إلى ذلك، ما تحلّى به حكمت العيد ورفاقه من نقد التجربة الحزبية والحربيّة والسخرية من التعصّب ورفض المقدّس، ومواجهة ذلك بالعبث حيناً، وبتعريض كل شيء للنقد دائماً. ويُسجّل لحكمت العيد أنه حافظ على قلقه الفكري والسياسي، من دون أن يطلب شيئاً لنفسه. وحافظ على مهنته (المحاماة) مصدرَ رزق وحيداً ومارس قيمه فيها. وهذا مشرّف لجيل، بل لوطن. حسان الزين