قرم: لبنان لا يحصد سوى التأثيرات السلبية من العولمة
حمدان: نمر في مرحلة جديدة للرأسمالية العالمية تطرح الكثير من الاسئلة حول المستقبل
كسبار: البنك الدولي وصندوق النقد يفرضان شروطهما على دول العالم الثالث
داغر: الانضمام الى WTO يضر بالدول الاستهلاكية
انطلقت اعمال الدورة التدريبية الخاصة عن "إعداد الشباب في زمن العولمة" التي تنظمها "الجمعية الديمقراطية لتنمية العمل البلدي" و"اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني"، تحت اشراف جمعية روزا لوكسمبورغ، والتي تستمر حتى الأحد المقبل في 29 آب 2010 في فندق لو كرايون (Le Crillon) في برمانا. وتخلل اليوم الأول للورشة ندوتان اقتصاديتان تحت عنوان "العولمة والازمة الاقتصادية" واستضافت كل من الدكتورين جورج قرم وكمال حمدان. والثانية تحت عنوان " مأسسة العولمة: المؤسسات والمنظمات الدولية" واستضافت كل من الدكتورين توفيق كسبار وألبير داغر، اضافة الى اقامة ورشات عمل حاضر فيها ممثلين عن جمعيتي "أتاك" و "أن دي آكت".
الندوة الاولى: الأزمة المالية والعولمة
وقد حاول الدكتور قرم الاجابة عن سؤال "هل العولمة مسؤولة عن الازمة الحالية؟" واجاب ان الازمة لم تبدا كأزمة اقتصادية عامة وانما ازمة مالية ضربت الاقتصاد المتورم وانتقلت الى أزمة اقتصادية حادة، تركزت في أميركا واوروبا رغم تأثر بعض الدول بالأزمة خارج هاتين القارتين.
وتحدث قرم عن واقع لبنان المرتبط بالعولمة وتأثيرات الأزمات الخارجية عليه منذ العام 1948، لافتاً الى أن لبنان يحصد من هذا الارتباط سوى السلبيات فاختصر اقتصاده على القطاع المصرفي والقطاع العقاري وعلى السياحة وانتج هذا النظام الآفة الكبرى وهي الهجرة.
في حين ركز الدكتور حمدان في مداخلته على تعاقب المراحل الاساسية للنظام الرأسمالي منذ الثورة الصناعية وسيادة فكر ادام سميث على الاقتصاد الذي خلق "ديكتاتورية السوق" والذي كان مولدا للازمات المتلاحقة التي انفجرت في ازمة الكساد الكبرى في العام ،1929 الى مرحلة الرأسمالية المقيدة بدور الدولة اي المرحلة الكينزية التي عملت تحت ضغط نجاحات ثورة اكتوبر ونضالات الحركة العمالية والتي انتهت بقرار نيكسون في العام 1971 وهو فك الارتباط بين الدولار والذهب، ووقعت الازمة الجديدة وتم تحميل دور الدولة المسؤولية وأُعيد الاعتبار لـ "ديكاتورية السوق" التي توالت وتطورت وتورمت حتى العام 2008 وهو عام الازمة المستمرة حتى الان. وخلص حمدان "اننا امام مرحلة جديدة للرأسمالية العالمية التي تطرح الكثير من الاسئلة حول المستقبل".
الندوة الثانية: مأسسة العولمة
الندوة الثانية كانت تحت عنوان "مأسسة العولمة: المؤسسات والمنظمات الدولية" حاضر فيها كل من الدكتور توفيق كسبار والدكتور البير داغر، وقد ركز الدكتور كسبار في مداخلته على دور كل من الصندوق النقد الدولي والبنك الدولي كمؤسستين انتجتهما الرأسمالية العالمية والحرب العالمية الثانية بهدف ترميم الاقتصاد العالمي واعادة الاعمار. وحاول كسبار الاضاءة على كيفية عمل هذه المؤسسات والعلاقة التي تجمع بينها وفي نهاية مداخلته تحدث عن الشروط التي يفرضها البنك الدولي من ضبط الموازنة العامة للدول وخاصة دول العالم الثالث واستفاض في شرح الاصلاحات البنوية التي يفرضها البنك على الدول وتأثيراتها السلبية.
أما الدكتور داغر فركز في مداخلته على تحرير المبادلات داخل العولمة، متحدثا عن منظمة التجارة العالمية، وعن دورها وانعكاساته على بلدان العالم وخاصة العالم الثالث ولبنان تحديدا، فربط فكرة "انشاء المنظمة بالنظرية الليبرالية رغم ان مطلقيها هم من اليسار". واشار الى انه لتحرير المبادلات انعكاسات على الدول الصناعية التي بادرت وسارعت على ارسائها وتكريس دورها (بريطانيا). وعلى الدول التي تعثرت بسبب عدم قدرتها على المبادلة لكونها دول غير منتجة للسلع، وتحدث عن التجارب الحمائية لبعض الدول التي مكنتها من امتلاك التكنولوجيا والقدرة على التصنيع المتأخر وادخلتها ساحة المنافسة التجارية.
ورشات العمل
أما في فترة بعد الضهر فقد تابعت الدورة اعمالها مع مجموعات عمل استضافت ممثلين عن "أتاك" ومنظمة "ان دي اكت"، وقد عرضت منظمة اتاك تجربتان: تجرية اتاك المانيا واتاك لبنان. التجربة الاولى تطورت بفعل دور حركات مناهضة العولمة والمنتديات العالمية التي تصدت لاجتماعات الدول الثماني ونظمت الاعتصامات المناهضة للعولمة وهنا يبرز دور الاعلام الذي ساعد وخاصة جريدة "لو موند ديبلوماتيك" التي اصدرت مجموعة اعداد حول هذا الموضوع، وتحرك الشارع الاوروبي بشكل تصاعدي وصل الى مظاهرات مليونية في ايطاليا واسبانيا ونصف مليونية في المانيا اثناء العدوان على العراق. بعدها قدمت تجربة اتاك لبنان وهي التجربة الثانية في العام العربي بعد المغرب، التي اطلقت مجموعة من الحملات منها "دولة او اشتراك" وانشات شبكات وتحالفات مناهضة للعولمة.
وبعد ذلك قدمت "ان دي آكت" تجربتها بالاضاءة على تأثير العولمة على البيئة وتحدثت عن اسلوب عملها كمنظمة وهو يقوم على دعم المبادرات الفردية ودعم الناشطين بالعمل البيئي اما مشاريعها فقد نفذت غالبيتها تحت عنوان التغيير المناخي بفعل العولمة وهو التأثير الاكبر للعولمة على البيئة وهو تأثير سلبي، اما البديل وفق المنظمة فهو في تحقيق العدالة في تقسيم ثروات الارض الطبيعية وغير الطبيعية، وعملية تنمية هذه القدرات ورأت ان اكثر الدول اساءة للبيئة هي الولايات المتحدة تليها الصين.
هذا وتستمر الدورة التدريبية بمشاركة اكثر من 50 شاب وشابة من مختلف المناطق مركزة اعمالها على مواضيع العولمة وتأثيراتها على كافة الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية