وأشار عبد الله الى أن " جورج ناضل في صفوف الحركة الوطنية، وأصيب خلال الاجتياح، وكان أستاذاً في إحدى مدارس عكار". واستعرض عبد الله فترة ما قبل الأسر وكيف انتمى جورج إلى الفكر الماركسي، وكيف وصل إلى فرنسا ليُعتقل.
وتابع "خلال مرحلة العمل الثوري في الستينات والسبعينات برز العشرات من المناضلين أمثال جورج، وهو لبّى نداء الثورة خاصة في ظل وجود مخيمي البداوي والبارد على طريق القبيات (وهي قريته)، فخلق البؤس الموجود في المخيمات وبيوت التنك حالة رفض لدى جورج وخصوصاً بعد استشراء الطائفية في الشمال، فكانت أولى تجاربه مع الحزب القومي السوري، وبعد مجموعة قراءات وصراعات داخل الحزب اعتنق الماركسية من خلال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين".
وأشار عبد الله الى أن "جورج تأثر كثيراً بالمقاومة الفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي، والدعم الأميركي الكبير للاسرائيليين، ما دفعه الى اعتناق الثورة مبدءاً ونهجاً، خارجاً من زواريب السياسة والطائفية، ملاحقاً العدو في كل مكان". وخلال انطلاقه للعمل الثوري الخارجي، دخل بجواز سفر جزائري شرعي الى فرنسا، "حيث ألقى الموساد والأمن الفرنسي القبض عليه بتهم واهية، وحينها كان معظم السياسيين في لبنان يتباهون بموافقهم المعادية للأميركيين والاسرائيليين، الا أنه حين تم القاء القبض على جورج تبرأوا منه، وبينهم وزراء ونواب ورؤوساء".
ولفت الى أن "جورج حكم مؤبد، ومن ثم تم تعديل القرار الى 12 سنة، وبعد انقضاء هذه المدة في العام 1999، فتح القضاء الفرنسي ملف جورج وكانت شروط الإفراج متوافرة، وكان على وشك أن يرحّل إلى خارج فرنسا وتعهد أهله بدفع التعويض (900 ألف يورو)، الا أن القضاء رفض الافراج عنه، كونه لم يعتذر من انتهاجه الفكر المقاوم".
ولفت عبد الله الى أنه "في عام 2003 قاضي الإفراج أرسل ملف جورج إلى السفارة اللبنانية في فرنسا، سائلاً عن امكان لبنان استقبال جورج، الا أن القاضي الفرنسي لم يتلق جواباً من وزير الخارجية اللبناني آنذاك قبل الفترة المحددة للجلسة الثانية، فتم اعتبار أن لبنان لا يريد عودة جورج. ولكن بعد هذا التأخير صدر قرار الإفراج عن جورج فرفضه وزير العدل الفرنسي، كون السلطات الفرنسية كانت تريد من جورج أن يقول "أنا ندمت ولم أعد مقاوماً"، وهو كان يرفض قول هذه العبارة". وأشار الى أن القضاء الفرنسي سأل جورج "ماذا ستفعل ان تعرض لبنان الى هجوم اسرائيلي؟"، فأجاب "سأقاوم الاحتلال"، واعتبر عبدالله ان القضاء الفرنسي يستمر في احتجاز جورج على مواقفه السياسية، من دون اثبات أي تهم ضده.
ورداً على سؤال حول صحة المعلومات التي تقول أن جورج أشهر اسلامه، قال عبد الله "جورج شيوعياً وسيبقى كذلك، ومحاولات الموساد والمخابرات الاميركية التسويق أن جورج أشهر اسلامه تصب في خانة وضعه في اطار "الارهاب الاسلامي".
وأشار عبد الله الى "صعوبة تكوين رأي عام في لبنان لمساندة جورج عبد الله بسبب الانقسامات والحسابات الطائفية والسياسية التي لا ينتمي جورج اليها". لافتاً الى أن "الدعم الذي يلقاه جورج في الدول الغربية يفوق بأضعاف ما يتلقاه في بلده، كما أن الدولة اللبنانية تقذف ملف جورج وكأنها تتنكر من أنه لبناني، في حين أنه اذا ألقت أي دولة القبض على أميركي مروج للمخدرات (وليس مقاوماً) يأتي السفير الاميركي الى السجن ليطمئن عليه، في حين أن جورج مناضل وأعطى لوطنه وشعبه حريته ولا تزال السلطات اللبنانية لا تطالب حتى بمذكرة بالافراج عنه".
اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني