تقرير عام عن افتتاح مؤتمر الاتحاد والفعاليات الدولية والندوات المرافقة

 

أقام اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني فعالية دولية تضامنية مع فلسطين وذلك من 27 أيلول حتى 1 تشرين الاول 2010، على هامش انعقاد مؤتمره الوطني الثامن الذي افتتح في 1 تشرين أول وابتدأت أعماله الفعلية في 3 تشرين الاول ضمن مجموعة من اللقاءات والنقاشات المؤتمرية على عدة اسابيع.

كانت الفعالية الدولية تهدف الى تعريف المشاركين العرب والاجانب على واقع المخيمات الفلسطينية في لبنان، بواقعها المأساوي والظلم والتمييز الذي تعاني منه، بهدف اصدار موقف مشترك منها وتفعيل النضال من اجل حقوق الشعب الفلسطيني على رأسها حق العودة، والحقوق المدنية للفلسطينيين في دول اللجوء لحين تحقيق حق العودة.

شارك في الفعالية 26 رفيقاً من الخارج ضمن وفود تمثل 14 منظمة اقليمية ودولية، وظل معظمهم حتى افتتاح أعمال المؤتمر. بدأت الفعالية نهار الاثنين 27 أيلول بلقاء مع الاسير المحرر أنور ياسين الذي أطلع المشاركين والرفاق اللبنانيين على تجربته في المقاومة ومعاناته في الاسر في ظل التعذيب والقمع في السجون الصهيونية، وتخلل اللقاء نقاشات سياسية عامة.

نهار الثلاثاء 28 أيلول بدأ بزيارة مخيم مار الياس في بيروت بضيافة منظمة الشبيبة الفلسطينية (جبهة شعبية) حيث قام المشاركون بجولة في انحاء المخيم اطلعوا خلاله على واقعه كما عقد لقاء سياسي في المخيم تم خلاله نقاش آفاق النضال الفلسطيني على المستوى المقاوم والسياسي، كما شهد اللقاء نقاشاً معمقاً حول المفاوضات مع العدو وطبيعتها الانهزامية التي تجريها السلطة الفلسطينية، وآفاق المفاوضات في المستقبل. أما في فترة بعد الظهر فتم عرض فيلم "فالز مع بشير" الذي يصور الاحتلال الاسرائيلي للبنان عام 1982 من وجهة نظر العدو، مع وقائع من مجزرة صبرا وشاتيلا، وقد أثار الفيلم نقاشاً بين المشاركين حول دور الاعلام في تلميع او تشويه المواقف والوقائع عند اطراف الصراع، ومدى تغلغل الاعلام الاسرائيلي في الساحات الدولية وغياب الاعلام العربي وتماهيه مع الاعلام الغربي في معظم الاحيان. كذلك تطرق النقاش الى ماضي المقاومة في لبنان وحاضرها ومستقبلها.

الاربعاء 28 أيلول كان محطة اساسية في الفعالية حيث كان المشاركون على موعد مع ما بقي شاهداً على مجزرة صبرا وشاتيلا، حيث زاروا ضريح الشهداء والنصب التذكاري لهم وقاموا بجولة على ارجاء المخيم تخللتها لقاءات مع بعض أهالي الشهداء وبعض الناجين الشاهدين على ذلك اليوم الحزين في تاريخ الفلسطينيين والنقطة السوداء في تاريخ البشرية حيث قتل 3000 شخص خلال ساعات قليلة بدم بارد وهم عزل من وسائل الدفاع عن النفس. بعد الظهر استكمل المشاركون جدول اعمالهم بلقاء حواري مع د. فتحي كليب عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في مركز الاتحاد في مار الياس، حيث تحدث عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الاونروا)، وواقعها المادي والخدماتي والعملي، ومعاناة الفلسطينيين الاجتماعية نتيجة ضعف ميزانية المنظمة وتراجع الممولين عن دعمها. كذلك تطرق اللقاء الى دور دول الضيافة في دعم صمود الفلسطينيين بالمقومات الحياتية الاساسية والحاجة الى تفعيل هذا الدور بالاضافة الى مساهمات الاونروا، وخاصة في مجال التعليم الجامعي للفلسطينيين.

الخميس 29 أيلول بدأ بلقاء مع اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني (جبهة ديمقراطية) في مخيم برج البراجنة، وتركز النقاش حول الحقوق المدنية للشعب الفلسطيني في لبنان خاصة بعد بعض القوانين التي أقرها مجلس النواب اللبناني بخصوص حق العمل ورخصة العمل للفلسطينيين والتي لم تاتي بأي فائدة تذكر على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، بينما استمر تعنت النواب بمختلف تشكيلاتهم السياسية ضد اعطاء حق الملكية للفلسطيني بلبنان، حتى بالحد الادنى مثل شقة واحدة لكل عائلة، وشرح الرفيق يوسف احمد باسم الاتحاد هذه التفاصيل مظهراً الحال الصعب لما يزيد عن 400 ألف مواطن يعيشون الحرمان والصعاب تحت ناظر الدول اللبنانية ومساهمتها في هذه المعاناة. كما تجولت الوفود المشاركة في المخيم لترى ما كانت قد شاهدته في المخيمات الاخرى من غياب لمقومات الحياة الاساسية اللائقة. أما في فترة بعد الظهر فقد صاغ المشاركون مذكرة احتجاج رسمية بإسم كل المشاركين تم توجيه نسخة منها الى الهيئات الدولية المعنية والى الامين العام للامم المتحدة وتم تعميمها في الاعلام اللبناني، وتضمنت ملاحظات المشاركين ومشاهادتهم في المخيمات وفي الواقع الفلسطيني ومجموعة من التوصيات بهذا الخصوص. يمكن قراءة المذكرة هنا.

أما نهار الجمعة 1 تشرين الاول فافتتح بندوة دولية حول حركة التضامن الدولية مع فلسطين، ومهرجان الشباب العالمي كمنموذج. عقدت الندوة في قاعة قصر الاونيسكو وتكلم فيها الرفيق مروان عبد العال من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثاسوس غالانوبولوس من الشبيبة الشيوعية اليونانية ومحمد سلامة من اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني، وادارها عمر الديب من اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، وذلك بحضور ممثلين عن المنظمات الشبابية اللبنانية والعربية والدولية. وفي نهاية الندوة تم اطلاق اللجنة الوطنية اللبنانية التحضيرية لمهرجان الشباب والطلاب العالمي الذي سيقام في جنوب افريقيا في 13-21 كانون الاول المقبل ليكون أكبر حدث شبابي عالمي مناهض للامبريالية على الاطلاق.

مساء الجمعة كان الرفاق على موعد مع افتتاح مؤتمر الاتحاد الثامن، الذي تخللته كلمات وتحيات متنوعة نذكر منها كلمة الصحافي جهاد بزي، المناضل محمد دكروب، الفنان خالد الهبر، الرفيق حنا غريب، اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي (الوفدي) و كلمة رئيس الاتحاد عماد بواب. كذلك حضر المشاركون العروض الفنية المتنوعة التي قدمتها فرق اتحادية شابة على مدى ساعتين من التفاعل والروح الرفاقية الحماسية.

وقبل المغادرة نهار السبت 2 تشرين الاول كان للرفاق ندوة أخيرة في مركز الاتحاد في مار الياس حول العلمانية كخيار واقعي لمشاكل المجتمع العربي الطائفية، تحدث فيها الرفيق عربي العنداري من الاتحاد، وممثلون عن اتحاد الشباب الديمقراطي الاردني واتحاد الشباب التقدمي المصري، وكان فيها مقاش حيوي وتفاعلي مع المشاركين الآخرين.

ان اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني يعبر مرة جديدة عن عمق ارتياحه وسعادته لهذه المشاركات الدولية التضامنية الفاعلة من الخارج التي تؤكد مجدداً مكانة ودور الاتحاد على الصعيد المحلي والخارجي ويجدد عهذه كمنظمة مناضلة متضامنة مع حقوق الشعوب في التحرر والاستقلال والمساواة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في كل انحاء الارض.

آخر تعديل على Tuesday, 19 October 2010 07:21

الأكثر قراءة