Ihsan Masri

Ihsan Masri

ألغى القضاء الفرنسي قراراً لبلدية باغنوليه (قرب باريس) التي منحت رتبة "مواطن شرف" للأسير اللبناني في السجون الفرنسية المناضل جورج إبراهيم عبدالله، بحسب ما أعلنت مصادر متطابقة. وأصدر القضاء قراراً بإلغاء هذا القرار بسبب "عدم وجود أي مصلحة محلية"، بحسب تعبير رئيس البلدية الجديد توني دي مارتينو. وكان هذا القرار البلدي الذي صوت عليه المجلس السابق الشيوعي في كانون الأول العام 2013، قد علق في شهر كانون الثاني الماضي من قبل القضاء الإداري. (أف ب)

 

أنهى الموظف في وزارة الزراعة د. علي برو، إضرابه عن الطعام بناءً على تمنيات عدّة، أبرزها من هيئة التنسيق النقابية، وقرر فك اعتصامه في ساحة رياض الصلح ليعود إلى النضال في صفوف الهيئة وبرامج تحركاتها. يقول إنّ الخرق صعب في بلد «المتمسحين»، إلا أن ذلك لن «يجعلني أعدم أي وسيلة، وسأواصل معركتي ضد الظلم والفساد من موقع آخر وبأشكال أخرى»

فاتن الحاج - الاخبار

قبل 20 يوماً، خرج الموظف في وزارة الزراعة د. علي برو إلى ساحة رياض الصلح يتلمس بشجاعة بقايا ضمير كان لا يزال يراهن عليه لدى أصحاب القرار. هكذا، في الأيام الأولى للإضراب عن الطعام، كان الأمل بإحداث خرق في الواقع بكل مفرداته السيئة يحدو ابن الـ63 عاماً. لكن عضو هيئة التنسيق النقابية لم يتأخر كثيراً في إدراك صعوبة الخرق في بلد «المتمسحين»، حسب توصيفه.

الاشتباك في معركة الأمعاء الخاوية بدأ بحرمان المضرب عن الطعام خيمة تقيه حرّ الشمس ورطوبة الليل، ولم ينته بهزالة التضامن مع حركة احتجاجية نوعية في مسار تحرك هيئة التنسيق، إن كان من أصحاب المصلحة المشمولين بسلسلة الرواتب، أو من قوى المجتمع المدني الوهمية، كما يسميها برو نفسه. يشنّ هجوماً على «الأشكال البراقة» لهذا المجتمع الذي لم يحرك ساكناً في القضية المطلبية ولا حتى في القضية الوطنية التي ارتقى إليها أخيراً. يدفع هذا الواقع برو للقول: «إن تمويل الدولة لهذه الجمعيات هو أحد مزاريب الهدر والفساد، وهذه الجمعيات هي في أحسن الأحوال مبيعة أو مشتراة». بعد 20 يوماً، فك الموظف اعتصامه يحدوه أمل جديد باستكمال معركة ضد الظلم والفساد كان قد بدأها في الأيام الأخيرة للإضراب، وذلك من موقع آخر وبأشكال مختلفة، كما يقول. بدا مستغرِباً كيف أنّ هذه المعركة أيضاً لم تجتذب الرأي العام. كان برو يظن أن كثيرين سينضمون إلى الاعتصام بمجرد توسيع العنوان ليتجاوز أصحاب السلسلة إلى 95% من اللبنانيين. لكن الأيام العشرين لم تستقطب أحداً.

 

وحده برو صام نيابة عن كل المعلمين والموظفين والمواطنين بعدما جاوز الظالمون المدى. ربما ساعده في ذلك وضعه الوظيفي وكان محروقاً ليحظى بـ«شوية» تحسينات على راتبه وهو على عتبة التقاعد وخصوصاً أن راتبه التقاعدي لن يتجاوز 500 دولار أميركي. وما زاده إصراراً على مواصلة الحراك هو معاقبته في الوزارة بحرمانه الساعات الإضافية والمكافآت السنوية لأنّه رفض الانصياع إلى دهاليز الصفقات والمشاريع المشبوهة. إلا أنّ المعركة لا تزال في أولها، والسلاح الأول وليس الوحيد فيها هو المادة 13 من قانون المحاسبة العمومية والمشوار طويل، هكذا يسدل برو الستار على تجربة أعادته 35 عاماً إلى الوراء (أيام النضال الثوري)، وأيقن بعدها أن «التغيير ليس سهلاً، لكن يجب أن لا نترك الأمر الواقع يعدمنا ويلغينا ويحوّلنا إلى أصنام». سيعود برو اليوم إلى تحركات هيئة التنسيق، وهو لم ينفك يوماً عن القول إن صيامه خرج من رحمها. سينضم إلى الاعتصام الطويل الذي تنفذه الهيئة على مدى 24 ساعة في وزارة التربية. حتى مساء أول من أمس، لم تكن فكرة الخروج من ساحة الاعتصام واردة، بل إنّ الطرح الذي قدمته هيئة التنسيق عشية تعليق الإضراب أثار للوهلة الأولى حفيظة برو ورفضه رفضاً قاطعاً، وخصوصاً أنّه كان لا يزال يعيش روحية الاستمرار إلى «الأفق الذي أستطيع تحمله». يعود وفد هيئة التنسيق أدراجه ويختلي برو بنفسه مستعيداً المشهد منذ اليوم الأول وكيف أن مطالبته بحقه في سلسلة الرواتب بقيت عبثية بلا أفق قبل أن يتجاوزها بالانتقال إلى المرحلة الثانية التي لم ير أي استجابة لها أيضاً، فاتصل منتصف الليل بهيئة التنسيق ليبلغها بأنّ لا مانع لديه من العودة إلى برنامج تحركاتها. أمس، حضر وفد من هيئة التنسيق إلى ساحة الاعتصام، واقترب من برو الذي كان جالساً على الفراش، وتمنى عليه العودة عن إضرابه. ومما قاله رئيس رابطة موظفي الإدارة العامة محمود حيدر: «جئنا إليك لنلقي عليك تحية كل جماهير هيئة التنسيق الذين يفتخرون بالخطوة الجبارة والبطولية، إذ أطلقت صرخة لكل المسؤولين، لكن لم تصل إلى آذانهم الصماء، ولم يأت أحد منهم ليسألك عن حالتك. لذا نتمنى عليك بعد تقدير هذه الخطوة أن تتخلى عن الصيام عن الطعام وتعود إلى تحركات هيئة التنسيق وأنت ركن أساسي فيها، التي ستبقى مستمرة لإقرار الحقوق، ولا سيما حقوق الموظفين الإداريين، وأنت واحد منهم». شارك في اللقاء مع برو أيضاً وزير الزراعة أكرم شهيب، الذي كان قد زاره ثلاث مرات من قبل، حاول فيها أن يثنيه عن قراره بالإضراب عن الطعام مقابل تسوية أوضاعه في الوزارة. وكان برو يرفض في كل مرة، باعتبار أنّه لا يجوز أن تكون «التخريجة» شخصية لقضية وطنية. شهيب قال إنّه احترم خيار برو، لكنه رأى منذ البداية أنّها «صرخة في البرية» في ظرف سياسي صعب في البلد ومتفجر في المنطقة. وفيما أشار شهيب إلى أنّه اطلع على ملف برو وهو من الموظفين الأوادم، «وإذا كانت ثمة ظلامة لحقته في السنوات الماضية فلست مسؤولاً معها». وبالنسبة إلى السلسلة، أكد شهيب أنّه لا بد من إيجاد صيغة تعطي الموظفين حقوقهم ولا تضر بالاقتصاد. أما مسؤول الدراسات في رابطة التعليم الأساسي الرسمي عدنان برجي، فقال إنّ «برو كان شجاعاً عندما أعلن خطوته بالصيام والاعتصام، وأكثر شجاعة لما استجاب لتمني هيئة التنسيق النقابية بالعودة عن الاعتصام». ورأى أن تحركه كشف عورة النظام السياسي الذي لا يقيم وزناً للإنسان الفرد من أجل حقه ولا يسمع أصوات آلاف المتظاهرين على مدى أشهر يطالبون بحقوقهم، كذلك عرّى المجتمع المدني وجمعيات حقوق الإنسان التي غابت بصورة شبه كلية طوال 20 يوماً و20 ليلة. برأيه، يرسم ذلك سؤال كبيراً: «ماذا تعني الديموقراطية إذا كانت صرخة الأمعاء الخاوية لا تصل إلى أصحاب القرار؟».

هيئة التنسيق: لسنا طرفاً سياسياً

زج هيئة التنسيق النقابية مع هذا الجانب السياسي أو ذاك مرفوض، وتحرك الهيئة من أجل إقرار سلسلة الرواتب سيبقى في موقعه النقابي المستقل، وخارج الاصطفافات السياسية. هذه هي الرسالة الأساسية التي وجهها رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب في المؤتمر الصحافي أمس. برأي غريب، ليست مسؤولية هيئة التنسيق والأهالي والطلاب إذا كان هناك من نائب لا يشارك في جلسات انتخاب رئاسة الجمهورية، أو في جلسات التشريع النيابية، بل إنّ هؤلاء يدفعون الثمن من دون أن يكون لهم ناقة أو جمل في هذا الموقف السياسي أو ذاك. حتى حجة الفراغ والشلل، هي من صنع السياسيين، يقول غريب. ويجزم بأنّه لا عودة إلى الوراء، وبأن السياسيين يتحملون مسؤولية مقاطعة التصحيح في الامتحانات الرسمية تجاه الرأي العام اللبناني عموماً، والموظفين والمعلمين والأهالي والطلاب خصوصاً. يسأل غريب ما إذا كانت تجربة السلسلة قد تكررت في أي مشروع قانون آخر طرح على الهيئة العامة للمجلس النيابي، وما إذا سبق أن رُبط مشروع السلسلة كأحد أبواب الإنفاق في الموازنة بمشروع إيرادات من خارج الموازنة، وبصورة غير دستورية، كما يحصل اليوم، أي إنّهم لا يقرون الموازنة ولا المشروعين. ويرى أن السياسيين يستغلون الوضع الأمني لعدم إقرار الحقوق في السلسلة، فيضربون بذلك الأمن الاجتماعي كأحد جوانب السلم الأهلي في البلاد، ومعه يضربون هيئة التنسيق النقابية والوحدة الوطنية التي جسدتها بين اللبنانيين، وبذلك يدعمون عن قصد أو عن غير قصد، الانقسامات الطائفية والمذهبية والتطرف في البلاد. وإذا كانت هيئة التنسيق تقر بأنه لا دولة من دون قانون موازنة عامة ورقابة جدية على الإنفاق العام، فليس معنى ذلك، بحسب غريب، المساس بدفع الرواتب والأجور، محذراً من ذلك تحت أي ظرف من الظروف. يتساءل هنا: «لماذا اقتصر التهديد فقط على رواتبنا، إذا لم ينعقد مجلس النواب لإقرار قانون خاص يشرّع الإنفاق الإضافي، ولم يطل أيضاً 6 آلاف مليار ليرة التي تسددها الخزينة للمصارف كفوائد على الدين العام؟». لا يقول ذلك استهانة بأهمية إعادة الانتظام إلى المالية العامّة، بحسب تعبيره، بل رفضاً لأي محاولة «لأخذنا رهائن في الفراغ وشلل المؤسسات الدولة الدستورية». وبناءً عليه، يدعو غريب المسؤولين للقيام بواجبهم ليس بضمان حصول الأساتذة والموظفين على رواتبهم فحسب، بل بإقرار حقوقهم في سلسلة الرتب والرواتب، مع إلغاء بنود التعاقد الوظيفي وعدم فرض الضرائب على الفقراء، بل تمويل السلسلة من مزاريب الهدر والفساد والسرقات والتهريب على المرفأ والمطار ومن مغتصبي الأملاك البحرية والنهرية والريوع المصرفية والعقارية. وإذا كان ثمة من تنازل فلا يكون، بحسب غريب، إلاّ للفقراء ومقابل تأمين الضمان الصحي لهم، وإقرار ضمان الشيخوخة والحق بالتقاعد وتوسيع مرحلة الروضة في التعليم الرسمي لتحسين نوعيته والتخلص من غلاء الأقساط المدرسية على كاهل الأهل. ويطالب غريب الأهالي بالوقوف إلى جانب هيئة التنسيق لمواجهة من يعملون على تصفية الدولة وخصخصة مؤسساتها، بالتواطؤ مع حيتان المال وعلى حساب الوطن والمواطنين. وبالنسبة إلى برنامج التحركات، تستمر هيئة التنسيق في مقاطعة أسس التصحيح والتصحيح في الامتحانات الرسمية حتى إقرار السلسلة وضمان حقوق جميع القطاعات الوظيفية من دون استثناء. وتنفذ اليوم إضراباً في الإدارات العامة واعتصاماً مركزياً لمدة 24 ساعة (ليل – نهار) أمام وزارة التربية بمشاركة ممثلين عن مجالس الأهل والطلاب اعتبارا من الحادية عشرة قبل الظهر، على أن يكون هذا الاعتصام مقدمة لاعتصامات مشابهة في بقية الوزارات. كذلك فإنّ الهيئة ستشكل لجان متابعة مع مجالس الأهل وممثلي الطلاب من أجل توحيد الطاقات لإقرار الحقوق في السلسلة وإعطاء الشهادة الرسمية.

حلمي موسى - السفير

بعد أيام من المناوشات، وإبداء النية في عدم التصعيد، تدحرجت عجلة الحرب الإسرائيلية الجديدة على قطاع غزة بعد أن أصبحت تحمل اسما: «الجرف الصامد» إسرائيليا، وأسماء بينها «البنيان المرصوص» فلسطينيا. وهكذا انطلقت الحرب الجديدة بدموية بعد أن طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من جيشه «خلع القفازات» أولا وبعدها الاستعداد للتجريف الميداني ضد غزة التي تقاتل وحيدة. وألحقت إسرائيل عدوانها بالإعلان عن بحث تجنيد 40 ألف جندي، للإيحاء بأن التلويح بالحرب ليس مجرد تهديد وإنما يجد ترجمة فعلية له، وأن إسرائيل لا تخشى العملية البرية. لكن من الواضح أنه بعد ساعات على الإعلان عن بدء عملية «الجرف الصامد»، وتوسيع الغارات على غزة، انطلقت صواريخ المقاومة من غزة إلى تل أبيب لتثبت أنها أيضا لا تخشى المواجهة الشاملة. وأطلقت صافرات الإنذار في كل غوش دان، من تل أبيب إلى بيتح تكفا ونيس تسيونا، ووصلت صواريخ المقاومة الى القدس المحتلة وتل ابيب عسقلان واسدود وبئر السبع، فيما اكدت المقاومة انها استهدفت حيفا ايضا. ومن الجائز أن سياسة «ضبط النفس» التي انتهجتها ظاهريا حكومة نتنياهو كانت ترمي إلى الإيحاء بأنها غير معنية بالمواجهة، ما أثار عليها غضب القوى اليمينية. لكن هذه السياسة وجدت تأييدا لها من جانب أوساط واسعة في الجمهور الإسرائيلي، إذ أثبت استطلاع نشرته «معاريف الأسبوع» أن 47 في المئة لا يؤيدون عملا بريا في غزة. وبعد اشتداد المطالبة اليمينية بتوسيع نطاق الحرب ضد المقاومة في قطاع غزة التي تطلق الصواريخ بشكل واسع، قرر الجيش الإسرائيلي توسيع نطاق غاراته. واستهدفت الغارات، خلافا للسياسة السابقة، بيوتا آهلة ومقاومين في تحركاتهم بطريقة تعيد للأذهان المقاربة الإسرائيلية في حرب «الرصاص المسكوب»، والتي أرادت الإيحاء بأن لا حصانة لأحد ولا مكان آمن. وكان من أبرز الخطوات التي أقدمت إسرائيل عليها محاولة ترسيخ قاعدة الردع عبر استهداف بيت آل كوارع في خانيونس، وهو مليء بالمواطنين الذين احتشدوا لمنع تدميره. فالفلسطينيون الذين جربوا في الماضي ويلات النزوح من بيوتهم فقط بسبب تهديد إسرائيلي قرروا الاعتصام في بيوتهم وعدم الخروج منها، بل واحتشاد الجيران والأقارب فيها بقصد وقف هذا النمط من التهجير والتدمير. لكن الجيش الإسرائيلي آثر هذه المرة استعادة «الردع» برفع منسوب الدم، فقصف البيت ما أدى إلى استشهاد ثمانية وإصابة ما يزيد عن 25 فلسطينيا. وتدعي إسرائيل أن البيوت الآهلة التي تقصفها هي جزء من «البنية التحتية» لحركة «حماس»، وأنها بين أكثر من 150 هدفا تعرضت للقصف والغارات في مناطق من رفح جنوبا إلى بيت حانون شمالا. وفي كل حال كان منسوب الدم في غزة قد وصل يوم أمس فقط إلى 17 شهيدا، وهو مرشح للتصاعد بفعل القصف من ناحية وانعدام الرعاية الطبية اللازمة من ناحية أخرى. ومعروف أن مستشفيات القطاع تعاني من أزمة حادة بسبب النقص في المواد الطبية وتدهور الخدمات جراء عدم توزيع الرواتب على مستخدمي هذه الوزارة منذ عدة شهور. وأشارت مصادر طبية في القطاع إلى إصابة 106 اشخاص بجروح. وقال المتحدث باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري، في بيان، «مجزرة خانيونس ضد النساء والأطفال هي جريمة حرب بشعة، وكل الإسرائيليين أصبحوا بعد هذه الجريمة أهدافا مشروعة للمقاومة». وحذر من أن «استمرار استهداف الاحتلال الإسرائيلي للبيوت الآمنة وقصف السيارات وسقوط الشهداء هو لعب بالنار»، مشيرا إلى أن «الاحتلال سيدفع الثمن». ورغم أن عددا من المعلقين العسكريين والسياسيين في إسرائيل يؤكدون أن غاية الجيش الإسرائيلي من التصعيد هو دفع «حماس» تحديدا إلى وقف إطلاق الصواريخ، وإلى اتخاذ تدابير لمنع القوى الأخرى من الإطلاق، إلا أن هدف الحكومة الإسرائيلية هو دفع «حماس» نحو تفاهمات جديدة. ويبرر المعلقون هذا الاستنتاج بأن الحكومة الإسرائيلية لا تزال ترغب في وساطة تجري، سواء عبر مصر أو أية دولة أخرى، والمهم هو توقف المواجهة قبل أن يستمر سقوط الصواريخ على تل أبيب والقدس. لكن أوامر استدعاء القوات الاحتياطية، وبالآلاف، بعد أن كان الأمر مقصورا حتى أمس الأول على 1500 جندي، يشير إلى استعدادات واسعة لمعركة تطول. وقد طلب وزير الدفاع موشي يعلون من الحكومة تفويضا باستدعاء حتى 40 ألف جندي بغرض نشرهم في الضفة وعلى الحدود الشمالية بدلا من القوات النظامية التي سيتم نقلها للمشاركة في الحرب على غزة. وقال «نحن نستعد لشن حملة ضد حماس لن تنتهي في بضعة أيام»، مضيفا «في الساعات الأخيرة ضربنا بقوة، وألحقنا أضرارا بعشرات من ممتلكات حماس، وسيواصل الجيش جهوده الهجومية بطريقة من شأنها تدفيع حركة حماس ثمنا باهظا للغاية». وصدرت أوامر لبلدية تل أبيب والبلديات المحيطة بها بفتح الملاجئ وتجهيز وحدات الدفاع المدني والخدمات الصحية. ويتحدث ضباط إسرائيليون للصحافة عن قناعتهم بأن الذراع العسكري في «حماس» هو من يدير التصعيد حاليا، ويقود عمليات إطلاق الصواريخ. ويقول هؤلاء إن الضائقة الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها الحركة قادتها إلى توسيع الإطلاقات وعرض شروط لوقف إطلاق النار. ومن الواضح أن البدء بإطلاق الصواريخ على تل أبيب ومحيطها سيزداد، حيث أن الليل حمل معه أشد صلية صواريخ منسقة، لا تقل عن 30 صاروخا متوسط المدى نحو القدس وتل أبيب وبئر السبع دفعة واحدة. وأثارت هذه الصلية الانطباع بأن قيادة المقاومة في غزة تنسق خطواتها رغم السيطرة الجوية الإسرائيلية، وأن «القبة الحديدية» رغم قدرتها على إسقاط عدد من الصواريخ إلا أنها كانت عاجزة عن مواجهة صلية كبيرة. وقد سقطت صواريخ في القدس وبئر السبع وأسدود على أقل تقدير. إضافة لذلك هناك العمليات الهجومية التي شنتها «كتائب عز الدين القسام» بحرا على «كيبوتس زيكيم»، حيث اعلن الاحتلال استشهاد 4 مقاومين واصابة جندي، وبرا عبر الأنفاق نحو «كيبوتس كيرم شالوم». وهنا يطرح السؤال هل سيشكل ذلك اقتراب الحرب الجارية من نهايتها، أم بداية تصعيد أخطر وأكبر. واعلنت «كتائب عز الدين القسام» انها قصفت حيفا والقدس وتل ابيب بالصواريخ. وقالت، في بيان، «للمرة الاولى، كتائب القسام قصفت مدينة حيفا بصاروخ ار 160»، مضيفة انها «قصفت مدينة القدس المحتلة باربعة صواريخ من نوع ام 75، وتل ابيب باربعة صواريخ من نوع ام 75». وتبعد القدس وتل ابيب حوالي 80 كيلومترا عن غزة. ومن المؤكد أن توسيع نطاق الإطلاقات يعني إدخال ملايين جديدة من الإسرائيليين في نطاق النيران، وهو أمر له عواقب، ليس فقط على صعيد الخسائر في الأرواح والممتلكات. فعلى سبيل المثال، ما إن تم الإعلان عن عملية «الجرف الصامد» حتى خسرت بورصة تل أبيب واحدا في المئة من قيمة أسهمها كما تراجع الشيكل أمام الدولار بشكل طفيف. وبديهي أن استمرار المعارك وتحقق توسيعها يعني المزيد من الخسائر، خصوصا أن مطار اللد وموانئ اسدود وعسقلان تقع في مرمى صواريخ غزة. وهكذا فإن الوقت عملة صعبة وجنرال بالغ القوة يحاول كل طرف استغلاله أكثر لصالحه. فالمقاومة الفلسطينية من جهة تراهن على طول المعركة وقدرتها على شل أو تشويش الحياة لأكبر قدر ممكن من الإسرائيليين. أما الدولة العبرية فتراهن على تكثيف الضربات لـ«حماس» ودفعها إلى التراجع عن إطالة المعركة والتوصل إلى تفاهمات بأسرع وقت ممكن. ومن الواضح أن توسيع دائرة المواجهة سوف يدفع العديد من القوى الإقليمية والدولية للتدخل بهدف وقف الحرب. كما أن ازدياد القصف الإسرائيلي على القطاع سيقود بالتأكيد إلى وقوع الكثير من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين، ما يشكل عنصرا ضاغطا على إسرائيل والسلطة الفلسطينية والدول العربية المحيطة. ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل إلى وقف التصعيد فورا، فيما طالبت الجامعة العربية مجلس الأمن بالانعقاد فورا لوقف العدوان. وأعربت واشنطن كعادتها عن دعمها لإسرائيل في عدوانها. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست «ندين بشدة إطلاق الصواريخ المتواصل على إسرائيل والاستهداف المتعمد للمدنيين من جانب منظمات إرهابية في غزة». وأضاف «لا يمكن أن تقبل أي دولة إطلاق الصواريخ التي تستهدف المدنيين، ونحن نؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد تلك الهجمات الشريرة»، لكنه حث نتنياهو الإبقاء على القنوات الديبلوماسية مع الفلسطينيين مفتوحة لحل الأزمة.

42 عاماً مرّت على استشهاد الكاتب والمناضل على أيدي الموساد في بيروت. لكنّ صاحب «رجال في الشمس» عبَرَ الوقت لأنّه تكثيف روحي لقلقنا الإيجابي. هو هنا في فتى ملثم في شوارع الناصرة، وفي صورته المنتصبة فوق سور عكا، يقرع جرس الساعة، بقبضات رجال يسيرون على زمن فلسطين

مروان عبد العال

كلما حدقت في الساعة، ليس بالضرورة أن يكون ذلك لمعرفة الوقت. أحياناً، تكون محاولة لتحسّس ما يجري حولك، ودلالتها تحضر في احتساب الجدوى الزمنية، عبر السؤال البديهي الذي يطرح نفسه: لمصلحة من يجري الوقت؟ ذات زمن، حضر غسان كنفاني (1936 ـــ 1972) أكثر، وعلى صوت الموت، يوم كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة من ظهر يوم السبت الثامن من تموز عام 1972 وبحسب عقارب الوقت المتوقفة في ما تبقى من يد صبية اسمها لميس نجم على سطح مبنى في الحازمية.

أما الساعة المعلّقة على الحائط، فكانت كأنها ما زالت تخفق بذاك الزمن، قرّر أن يكون الوقت هو البطل الذي جسده يوماً في رواية «ما تبقى لكم»، ورقاص الساعة الذي يسير مع النعش في جنازة، ليظل رمز الساعة تعبيراً عن عداوة الزمن ومراوغة، فيقول على لسان بطله «الوقت لا يمكن أن يكون ضدنا نحن الاثنين معاً، بصورة متساوية فقد يكونون أقرب إليك مما أتصور، ولكنك أقرب إليّ مما يتصورون» أي أن الزمن من الممكن أن يكون لصالح الفلسطيني ما دام مقاوماً لن يعرف الموت بل لن يمل الحياة أبداً. يقرع جرس الساعة، بقبضات أسماء رجال يسيرون على زمن فلسطين، نماذج حيّة لمعادلة الإبداع والثورة، أولئك قد يغادرونها قسراً، لكنهم الأكثر وجوداً في زمنها المستمر أبداً، بل هم صورة وروح وحقيقة فلسطين بلا زيف وخداع. تدرك أنّ الساعة لن تعود إلى الوراء، لكنك قد تجد الوقت يسابق الأمام. هناك حول دولاب يشتعل على أبواب مخيم شعفاط، أو فتى ملثم في شوارع الناصرة، وغضب مشتعل في باقة الغربية، ورسم لصورة غسان كنفاني فوق سور عكا يسمع هديرها الذي لا يخاف، ويتوزع كلوحة مزركشة على أطفال المخيمات. كل الأزمنة عجزت عن انتزاعه من زمنه الفلسطيني. في كل مرة، ينتفض الزمن الكنفاني ليقرع جدار العجز بلا تردد، ويلعن «أبو الخيزران»، ويتوعد بإشراق الرجال الحقيقيين، جيل الانقلاب الثوري الذي أودعهم القلق المبدع الذي يأبى تزييف الزمن أو مصادرة الحق، كساعة منبه هائلة تدق مثل ضمير مثقف عضوي يظل مستمراً في الزمن ولا يغادره، ويكمل الطريق، لأنه تكثيف روحي لقلقنا الإيجابي، واختزال وجداني لأحلامنا حين ارتكب القاتل جريمته الاستباقية بُغية إيقاف زحف الزمن الجميل من جهة، واغتيال مع سابق الترصد لزمن آت من جهة أخرى، وخشية من غد جديد قبل أن يولد.

لقد جرت في الزمن أوحال كثيرة. لم يعد البشر ينقسمون بين متفرج ومعترك. صار التّفرج مهنة مدفوعة الأجر من صناديق النقد الدولية، كي يصير ما نتصارع عليه ليس غاية نبيلة، بل احتمال لنضال بلا طائل أو عبور عبثي لمرحلة اللاجدوى. هكذا حركة الزمن النقدي، أن لا تكون متفرجاً فيه حتى لا تكون تافهاً، بل وجوداً فاعلاً ومقرراً، بل معتركاً أي مقاوماً. يوم خط في رسالته إلى ابنة أخته لميس نجم كتب «أيتها العزيزة: أنت تصعدين الآن، فيما نحن بدأنا نهبط، لقد أوشك دورنا أن يتم. كان دور هذا الجيل أقصر دور لأي جيل مرَّ في التاريخ، إننا نعيش لحظات حاسمة في تاريخ البشر، وهنالك الناس ينقسمون إلى معترِك، ومتفرج. أما المتفرج فلسوف يعيش جيله كله، ويمتصه حتى آخره. أما المعترك، فسرعان ما سيسقط. المعركة قاسية، وقدرته الإنسانية لن تحتمل كثيراً ولقد اخترت أنا، أيتها الصغيرة، ألا أكون متفرجاً، وهذا يعني أنني اخترت أن أعيش اللحظات الحاسمة من تاريخنا مهما كانت قصيرة». انفجار «الفولسفاكن» اللعين يتردد صداه وجعاً ومرارة، كلما سمعنا حادثة إطفاء شمعة بفزاعة الظلامية، أو استباحة لقامة الثقافة بمخزونها الجمعي والوطني. ولعل هذا ما كان يغبط المرحوم الدكتور أنيس صايغ، إن غسان كنفاني أكثر سعادة منّا، لأنه رحل من دون أن يرى الواقع المهزوم، حيث قال له فيها: «إن انفجار الفولسفاكن حررك من هذا العالم وأبعدك عن المأساة التي نعيش وأخفى عن عينيك عيوب الحاضر وجرائمه وانهزاماته. فأغمضت عينيك على صورة جميلة من صور النضال والإيمان والثورة والقيم». لم يرد لعيون غسان أن تشاهد آخر فضائح المستوى الهابط في السياسة، وتدني الأهداف وتشوهات القضية وما فعل فيها الزناة، والاهتراء في كل شيء، الذي أدّى لهذا الخواء والعجز المرعب الذي أطاح بالقيم الوطنية والقومية، والغايات الكبرى التي كان يؤمن بها بكل شرايينه. لقد كان انفجار «الفولسفاكن» نموذجاً عن إفساح المجال للسفهاء بالإمساك بدفة السفينة من بعدهم الطوفان طالما أنهم على رأس السلطة، ولتغرق بعدها الأوطان بالرموز والشعائر والطقوس الكفيلة باستحضار «داحس والغبراء»، وليحل التخلف مكان التقدم، وتنتصر العصبيات المذهبية والعشائرية والإثنية تفتك بما تبقى من الأنسجة الحية في مجتمعنا. الساعة هي تحدي الزمن الجديد، لن ينهض مشروع تحرري من دون قادة الفكر السياسي، والعقل المثقف وجمال الإبداع الثوري. حاجتنا لقادة يملؤون الفراغ في وجه الخراب، وفي زمن سيادة غرائز القبيلة، لسحق روح الثقافة الوطنية كتمهيد ضروري لتفشي عدوى وباء الجهل، وحتى يتسنى لفصول المسلسل التكفيري أن يفرّخ أصناماً لا قادة، يبحثون عن فردوسهم المفقود في الفتنة الممهورة بختم الخليفة الجديد والحاكم بأمر «شلومو»، ووصايا السياف الذي يجز رأس الحق بفتاوى سلاطين البترو دولار. غسان كنفاني لم تسكته الشحنة الناسفة في سيارة «الفولسفاكن». المثقف الذي يؤمن بأن السكوت عن مصادرة كرامة مطلق إنسان هو بمثابة انتهاك لإنسانيته بعينها، وأنّ من يتنازل عن جزء من حريته لا يستحق الجزء الآخر، ولن يأمن ركونه في الجزء الأصغر من الوطن إن كان الأكبر يعاني من وباء فتاك. هنا الفارق يظل وطنياً بامتياز، بين واجب المقاومة للاحتلال لأنه في المعترك، وواجب المتفرج الذي يشاهد ما يجري كمباراة كرة قدم، ومتفرج سلبي يقوم في خدمته لتسيير شؤون احتلاله وتحت مسمى «التنسيق الأمني» أو حتى العجز الأمني للذود عن الذات. هنا حادثة تروى للتّندر فقط، إنّه في زمن غزو التتار لبغداد ونهاية العصر العباسي، كان السيّاف يبدأ بقطع الرؤوس. وعندما يتعب آخر النهار، كان يقول لطوابير الناس: اذهبوا إلى بيوتكم وعودوا في الغد لنكمل، فكان الناس في حالة استلاب جماعي يعودون في اليوم التالي ليقطع رؤوسهم من دون أن يمارس أيّ منهم حداً أدنى من المقاومة. هؤلاء ماتت بداخلهم نزعة التمرد الإنسانية وهم أحياء يرزقون، الزمن الذي تجاوز الراهن أدرك معنى تغييب الإنسان الفلسطيني كفاعل يحقق شرعية البقاء والبناء للذات الوطنية. اختزل غسان كنفاني دراما الشعب الفلسطيني بحزنه وفرحه، وبيأسه وأمله، وبحلمه وانكساره. ظل يرنو إلى الرجال والبنادق، لأنّ المقاومة ليست غاية بذاتها أو مجرد احتمال، بل هي صرخة كي يبزغ في الدنيا وميض فرح من جديد، وثورة أمل وموسم زيتون وعودة إلى أرض البرتقال الحزين. لن تتوقف الساعة لأن زمن الثورة يتواصل مع أطفال يلعبون أمام عيون بحرهم المحاصر لعبة «فدائي ومحتل». غسان باقٍ مع مخيم هناك في الوطن يبحث عن الوطن، وآخر هنا في الشتات يفرّ إلى شتات جديد ولا يقرع البحر. * روائي وسياسي فلسطيني

من أقواله

إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين

■ ■ ■

إن الخيانة في حد ذاتها ميتة حقيرة

■ ■ ■

أموت وسلاحي بيدي، لا أن أحيا وسلاحي بيد عدوّي

■ ■ ■

كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق وتافه لغياب السلاح... وأنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه

■ ■ ■

إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين، لا أن نغير القضية

■ ■ ■

في صفاء رؤيا الجماهير تكون الثورة جزءاً لا ينفصم عن الخبز والماء وأكفّ الكدح ونبض القلب

■ ■ ■

سيظل مغروساً هنا ينبض وحده في العراء... إلى أن يموت واقفاً

■ ■ ■

قد لا نكون الجيل المهيّأ لتحقيق النصر، لكننا نعدّ الجيل القادم للنصر

رفضا للمجازر الصهيونية الوحشية، و دعما لشعبنا الثائر في الضفة الغربية و غزة و اﻷراضي المحتلة عام 48

و تأييدا للمقاومة البطلة، يدعوكم اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني - فرع صيدا

و قطاع الطلاب في التنظيم الشعبي الناصري

و شبيبة الحزب الديمقراطي الشعبي

و قطاع الشباب و الطلاب في الحزب الشيوعي اللبناني

للمشاركة في المسيرة السيارة، و التي ستجوب صيدا إنطلاقا من ساحة الشهداء نهار الخميس 10/07/2014 الساعة الخامسة عصرا

ﺗﻌﻮﺩ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﺤﻢ ﺍﻟﺤﻲ ﻭﺑﺎﻷ‌ﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻌﺎﺭﻳﺔ ﻟﺠﺤﺎﻓﻞ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺍﻟﻤﺘﺨﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﻘﺪ ﻭﺍﻟﻤﻜﺴﻮﺓ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﻭﻫﺎ ﻫﻲ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺘﻀّﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻼ‌ﻝ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻧﻴّﺔ ﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻹ‌ﺣﺘﻼ‌ﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎﺭﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺢ، ﻭﻻ‌ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺃﻥّ ﻣﺎ ﻳﺼﻮﻝ ﻭﻳﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﻠّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺮﺓ ﻫﻮ ﻭﻟﻴﺪ ﻋﻘﻞ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻟﻴﺪ ﻋﻘﻞ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹ‌ﻧﺴﺎﻧﻴّﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻌﻠﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹ‌ﻗﻠﻴﻢ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺮﻕ، ﻣﻦ ﺳﻮﺭﻳّﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ، ﻫﻮ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻜﺮ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﺗﺄﺑﻴﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﺳﻠﻄﺔ ﺍﻹ‌ﺣﺘﻼ‌ﻝ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﻭﻳﻤﺎﺭﺱ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ ﺍﺟﺮﺍﻣﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺄﺟﻴﺞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴّﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠّﺤﺔ ﻭﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻤﻘﺴّﻢ ﻣﺎ ﻳﺜﺒّﺖ ﺃﻗﺪﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤُﻐﺘﺼِﺒﺔ ﻭﻳﺤﻤﻲ ﺃﻣﻨﻬﺎ.

ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﺗﻘﺎﻭﻡ ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺎﺭﻩ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺑﺎﻹ‌ﺻﺒﻊ ﺍﻟﻘﺎﺑﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ ﻭﺑﻤﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﺁﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﺇﻟﻰ ﺍﻻ‌ﺗّﺠﺎﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﻨﻀﺎﻝ، ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺒّﻬﻨﺎ ﺃﻥّ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭحﺸﻴّﺔ ﺗﺤﻜﻢ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﺍً ﻣﺘﻄﺮّﻓﺔ ﺗﺴﻴّﺮ ﻋﺪﻭﺍﻧﻴّﺘﻪ، ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻷ‌ﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﻄﺮّﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻦ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻹ‌ﻣﺎﺭﺍﺕ ﻭﺗﻨﺼّﺐ ﺍﻷ‌ﻣﺮﺍﺀ، ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻹ‌ﻋﻼ‌ﻥ ﻋﻦ ﻗﻴﺎﻡ ﺩﻭﻟﺔ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﻖ، ﺃﻓﻼ‌ ﻳﺼﺢّ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺄﻥّ ﻣﺎ ﻳﺴﻤّﻰ ﺑـ "ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ" ﺍﻷ‌ﻡّ ﻗﺪ ﻭﻟﺪﺕ ﻟﻬﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ؟!. ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺍﺗّﺤﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺇﺫ ﻧﻌﻠﻦ ﺗﻀﺎﻣﻨﻨﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻪ ﻭﺻﻤﻮﺩﻩ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺘﻪ ﻭﻧﺪﻳﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻧﺴﺘﻨﻜﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻤﺎﻫﻲ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴّﺔ ﻣﻊ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺑﻤﻤﺎﺭﺳﺘﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹ‌ﻋﺘﻘﺎﻻ‌ﺕ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻭﻣﺤﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﺻﺮ، ﻭﻧﺪﻋﻮ ﻛﺎﻓّﺔ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻭﺍﻷ‌ﺣﺰﺍﺏ ﻭﺍﻟﻤﻨﻈّﻤﺎﺕ ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴّﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴّﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴّﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﺜﺎﺋﺮ ﺑﻜﺎﻓّﺔ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺘﺎﺣﺔ، ﻭﻧﺆﻛّﺪ ﺗﺄﻳﻴﺪﻧﺎ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﺤﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻃﺮﺩ ﺍﻻ‌ﺣﺘﻼ‌ﻝ ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﺭﺍﺿﻴﻪ. ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ  ﺑﻴﺮﻭﺕ 8-7-2014

 

ستة ايام مرت و شعبنا الفلسطيني يسطر ملاحم الصمود و التصدي ضد الكيان الغاصب ستة ايام و مواجهات الثائرين الفلسطينين مستمرة بكافة وسائل المقاومة ضد المحتلين و لان المقاومة حق و واجب و لانها دفعت الغالي و الثمين لاجل الارض و كرامة الانسان يدعوكم اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني بفروعه رويس و بيروت و السان تريز الى وقفة تضامنية مع شعبنا المقاوم في فلسطين ندعم فيها انتفاضته على الطاغي المحتل و نصرخ فيها اننا ضد الظلم و غطرسة الاحتلال و ذلك في اعتصام تضامني امام مبنى الاسكوا نهار الاربعاء الواقع في 9/7/2014 الساعة الخامسة عصرا

 

عماد الزغبي - السفير

خلص اساتذة متعاقدون في «الجامعة اللبنانية»، إلى اتخاذ قرار بعقد «مؤتمر وطني لإنقاذ الجامعة اللبنانية» يشارك فيه أساتذة وطلاب ومعنيون بإنقاذ الجامعة الوطنية، من الوضع الذي آلت إليه، مباشرة بعد اجتماع مجلس الوزراء الخميس المقبل، وفي حال فشله في إقرار ملفي التفرغ للمتعاقدين بالساعة، وتعيين مجلس عمداء أصيل، من أجل منع انقسام الأساتذة المتعاقدين، ومن أجل توحدهم تحت هدف واحد ووحيد، يمثل في الدفاع عن الجامعة الوطنية، وإبعاد التدخلات السياسية في شؤونها. هم، قبل بورصة تضخم ملف التفرغ، اساتذة متعاقدون مستثنون من التفرغ، وبعد «انتفاخ» الملف، لم يعودوا يعلمون ما هو وضعهم، فأطلقوا صرخة، احتجاجا على ما يحصل أسبوعياً بحق الجامعة وأساتذتها في مجلس الوزراء في ملفي تشكيل مجلس الجامعة والتفرغ، تقول د. وفاء نون باسم المتعاقدين: «ما يحصل يستدعي إطلاق هذه الصرخة المدوية بوجه المسؤولين الذين يرفضون تشكيل مجلس الجامعة ولا يقرون ملف التفرغ، فيضربون الاثنين معا، الجامعة وأساتذتها وعن سابق تصور وتصميم، وبشكل مهين». يرفض الأساتذة الإهانة، وما يجري مع زملاء لهم، من خلال اتصال يردهم من مكتب وزير التربية، يكتفي بطلب الاسم الثلاثي، وسنة الولادة، وسنة التخرج، والاختصاص الذي يدرسه، ليدخل إلى ملف التفرغ، تحت ستار تأمين التوازن الطائفي. ينتقد الأساتذة هذه الطريقة التي ستؤدي إلى إضعاف الجامعة، وضرب حصانتها، وإلغاء مجالسها الأكاديمية. يرى هؤلاء الأساتذة في بورصة الأسماء، وهي ترتفع صعودا، من 674 اسما، في عهد وزير التربية السابق، إلى أكثر من 1160 اسما، والأرقام قابلة للارتفاع، ما دام التدخل السياسي، و«حقيبة» وزير التربية الياس بو صعب تتسع لكم كبير من الأسماء، لا يهم في الدخول إلى حقيبة الوزير الشرط الأكاديمي، وعدد ساعات التعاقد، والأنصبة، بل المهم هو لوائح الأحزاب الاسمية، والأهم هو موافقتهم، بعد أن يرسلوا طلبا بذلك، فيه الأسماء، وممهورا بتوقيع من المسؤول الحزبي. ويعتبر الأساتذة ان الاعتراضات التي تبرز في بعض الأحيان من هذا الطرف أو ذاك، جانب منها محق، وجانب يخفي خلفه مطالب شخصية. ففي الجانب المحق يمثل في ضرورة معرفة ما يتضمنه ملف التفرغ، وكيف تم اختيار هذه الأسماء، وإن كان رئيس الجامعة مضطراً أحيانا إلى الدفاع عن ذلك، مؤكدا الحرص على الجامعة وطريقة اختيار الملفات وطرحها. عقد الأساتذة مؤتمرا صحافيا في «قصر الأونيسكو» خصص للدفاع عن كرامة الأستاذ الجامعي، وعن هيبة الجامعة ووقارها، وأعلنت نون الرفض التام «أن نصبح شهود زور على ما يجري بحق استقلالية الجامعة وكأن لا هم لنا إلا التفرغ، وهو حق مشروع لنا، إلا أنه من غير المقبول خوفا على ضرب حقنا أن نسكت على الطريقة المهينة التي تحصل، بحق الجامعة وبحقنا، والتي تمس كرامتنا جميعا، فنبدو كمن يطلب منة أو حسنة هي في الأساس حق بكل بساطة». وأكدت أن «ما من إنسان يقبل أن يتحول إلى مجرد رقم في خانة هذه الطائفة أو تلك، أو في جيب هذا التيار أو ذاك. وكل ذلك تحت عنوان إنقاذ الجامعة وإصلاحها. وهذا النهج بالذات هو الذي خرب الجامعة فكيف له أن يصلحها؟ إن الجامعة اللبنانية هي ثمرة نضال الطلاب والأساتذة معا، بفضل تحركاتهم واعتصاماتهم وإضراباتهم نشأت الجامعة الوطنية، جامعةً للوطن ولكل الوطن». وختمت: «لأننا مسؤولون يجب أن نكون صفاً واحداً بوجه مشروع خصخصة القطاع التعليمي العام ولا سيما في الجامعة». وتحدث الناشط اميل شاهين عن نضالات طلاب في وجه التدخلات السياسية في شؤونها. ود. عماد سماحة عن التحضير لعقد المؤتمر الوطني لإنقاذ الجامعة. وشدد د. حسن إسماعيل على أن الغاية هي النضال من أجل جامعة وطنية، والسعي أن يكون لدينا لجنة واحدة موحدة للمتعاقدين. عماد الزغبي

حلمي موسى - السفير

اجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر أمس للبحث في الوضع المتأزم على الحدود مع قطاع غزة. ورغم أن الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول سبل مواجهة التسخين الحالي وقيام زعيم «إسرائيل بيتنا» وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بإعلان فك تحالفه مع «الليكود»، إلا أن المجلس الأمني المصغر أقر استمرار سياسة «ضبط النفس» وعدم الخروج لعملية واسعة ضد القطاع. ومع ذلك فإن المجلس قرر توسيع الرد على قصف الصواريخ والاستعداد للمرحلة المقبلة بتجنيد 1500 من عناصر القوات الاحتياطية غير المقاتلة. وبحسب مصادر متعددة، فإن المجلس الوزاري المصغر فوّض الجيش توسيع العمليات وفق المقتضيات، لكن بهدف «عدم الانجرار إلى حرب أو عملية واسعة، والسعي للحفاظ على المواجهة في المدى الحالي، وعدم إدخال مناطق جديدة في الجنوب والوسط في مدى النيران». وجاء رد المقاومة على التصعيد الإسرائيلي الجديد بإطلاق صليات مكثفة من الصواريخ على مدى 40 كيلومترا طالت بئر السبع وأسدود ورحوفوت، بالاضافة الى بيت شيمش قرب مستوطنة غوش عتصيون التي تبعد حوالي 60 كيلومترا عن غزة. وكانت الضربة المكثفة، التي تبنتها «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، احتوت، خلال أقل من ساعة بعد الثامنة ليل أمس، على أكثر من 70 صاروخا. وأثار ارتباك الموقف الإسرائيلي مخاوف من احتمال توسع المواجهات لتصل الصواريخ إلى القدس وتل أبيب. ووجد ذلك تعبيرا في انطلاق صافرات الإنذار في معظم مدن وسط إسرائيل، التي سرعان ما أُعلن أنها انطلقت بطريق الخطأ. ومع ذلك تعززت المخاوف من أن ما اعتبرته إسرائيل «تصعيدا مدروسا» يمكن أن يتحول بسرعة إلى مواجهة شاملة، حتى لو لم تكن هناك رغبة من «حماس» وإسرائيل على حد سواء. وحظرت إسرائيل في المناطق التي تبعد عن قطاع غزة 40 كيلومترا وأقل، التجمع والاحتشاد، وطلبت من البلديات في المدن والمستوطنات الرئيسية إعداد الملاجئ وتجهيز وحدات الدفاع المدني لأي طارئ. ومن الجائز أن تحاول إسرائيل الإيحاء أنها في طريق استيعاب غضب «حماس» على استشهاد سبعة من أفرادها على أمل أن يمنع هذا تطور الوضع نحو مواجهة شاملة تقع في إطارها مدن كالقدس وتل أبيب ضمن مدى الصواريخ، كما أن مثل هذا التوسع سيقود إلى إعلان تعبئة شاملة وتزايد احتمالات تنفيذ عملية عسكرية برية في قطاع غزة. ونقلت القناة العاشرة عن مسؤولين إسرائيليين أن «حماس بإطلاقها هذه الصواريخ تجاوزت خطا أحمر ينبغي أن تدفع ثمنه». وكانت الأوضاع قد تأزمت جدا في غزة بعد استشهاد تسعة من نشطاء المقاومة في غارات إسرائيلية على الأنفاق ومرابض الصواريخ. واعتبرت أوساط المقاومة الغارات الإسرائيلية، التي أتت بعد محاولات لفرض وقف النار، تصعيدا إسرائيليا مقصودا. لكن أوساطا عسكرية إسرائيلية أشارت إلى أن اغتيال ناشطين من حركة «الجهاد الإسلامي» في مخيم البريج جاء إثر مشاركتهما في القصف، فيما شابَ استشهاد ستة آخرين تضارب في التقارير. فقد أعلنت «حماس» أنهم استشهدوا إثر قصف إسرائيل لنفق كانوا فيه في حين أعلن الاحتلال في البداية أنهم استشهدوا نتيجة انفجار ناجم، ربما، عن خلل فني. وذهبت إسرائيل أبعد من ذلك حين اتهمت الشهداء بأنهم كانوا يخططون لتنفيذ عمل عبر الأنفاق في إسرائيل، لكن الجيش الإسرائيلي عاد، في وقت لاحق، واعترف بأن استشهاد الستة كان نتيجة قصف مقصود لأحد الأنفاق الهجومية. كما استشهد مقاوم من «حماس» في غارة على منطقة اخرى من القطاع. وأصيب خمسة أشخاص في الغارات والقصف على غزة، كما أصيب جندي إسرائيلي في قصف المقاومة. ورغم الدماء الغزيرة في قطاع غزة إلا أن ذلك لم يغط على الأحداث والصدامات مع الجيش الإسرائيلي في القدس الشرقية المحتلة وفي بلدات المثلث والجليل والنقب، احتجاجا على حرق الفتى محمد أبو خضير، الذي اعترف ثلاثة يهود بحرقه. وقد انضمت لهذه الصدامات أمس الأول قذائف انطلقت أيضا من الAffinityCMSن السوري باتجاه الأراضي المحتلة هناك. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ضابط رفيع المستوى قوله إن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال أن يتوسع التصعيد الحالي، وأن تزداد الغارات الجوية ليس فقط على مرابض الصواريخ بل أيضا على الأنفاق. وأضاف «أننا ندخل لمنظومة درجات تأخذ بالحسبان كل عواقب التصعيد في هذا الاتجاه»، موضحا أن «رسالتنا لحماس بالغة الوضوح. نحن مستعدون للتصعيد لأن الهدوء لم يقابل بالهدوء كما يبدو. وحماس لا تمنع إطلاق الصواريخ، بل هي بنفسها تطلق الصواريخ. معظم الإطلاقات هي من حماس». ووجه الضابط رسالة مفادها أن تقييم الوضع في الجيش الإسرائيلي يمكن أن يتغير من النقيض إلى النقيض، و«اننا ندرس أيضا ضلوع عرب إسرائيل، والضفة الغربية ونفهم استحالة أن لا نعالج أمر غزة وعازمون على ذلك». وأُعلن أن لواءي مشاة جاهزان للهجوم على غزة، لكن من يعرف القتال في غزة يدرك أن هذين اللواءين لا يصلحان لشيء في الواقع الراهن. وليس مستبعدا أن يكون تهديد هذا الضابط جزءاً من حرب نفسية، خصوصا أن الطائرات الإسرائيلية ألقت منشورات على المناطق الحدودية في قطاع غزة تطالب السكان بالابتعاد عن الأنفاق التي باتت «هدفا عسكريا» وتحذرهم من أن حافري الأنفاق يعرضونهم للخطر. ورغم ذلك فإن مصادر سياسية إسرائيلية ترى أن «حماس تطلق النار من ضائقة. وليس صدفة أنها لا تعلن مسؤوليتها عن الإطلاقات. وحتى الآن نحتوي الإطلاقات لكننا نزيد الغارات. هم ونحن لا نريد تصعيدا. وإذا اضطررنا فسيزداد وضعهم صعوبة لأننا سنزيد الضغط عليهم». وبخصوص شهداء النفق الستة فإنه بعد تصريحات تنصلية تنكر فيها الجيش الإسرائيلي لدوره في التفجير، بغرض تأكيد أنه لا يؤدي دورا تصعيديا، عاد وأقر بأنه من قام بتفجير النفق. وأشارت أوساط عسكرية إلى أن الجيش عمل على اكتشاف النفق الذي يحوي موادَّ متفجرة. وفي الليل، وبعدما لاحظ وجود حركة في المكان قام بعملية قصف أدت إلى تفجير النفق. وفي كل حال فإن اجتماع المجلس الوزاري المصغر جاء بعدما ألقى ليبرمان بقنبلة سياسية أعلن فيها فك التحالف مع «الليكود» القائم منذ الانتخابات. وقال «هذا التحالف لم ينجح في الانتخابات، ولا بعد الانتخابات وليس حتى الآن. كانت هناك مشاكل فنية كثيرة، وعندما تغدو مبدئية لا جدوى من إخفاء الأمر». وشدد على أن «خلافات الرأي مع (رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو لا تسمح بأن نكون في إطار مشترك». وأضاف ليبرمان «واقعنا اليومي يتمثل بوجود مئات من الصواريخ بحوزة منظمة إرهابية تستطيع أن تقرر استخدامها في أي لحظة، وهذا غير مقبول». وكرر دعوته إلى «إعادة احتلال قطاع غزة، والتدمير الفوري لمصانع الصواريخ والبنى التحتية الإرهابية في غزة». لكن ليبرمان خفف من أثر هذه القنبلة في هذه الظروف معلنا أنها لن تمس الائتلاف الحكومي الحالي الذي وصفه بالجيد. غير أن المطلعين على العلاقات داخل الحكومة يعرفون أن جانبا من دوافع ليبرمان، وتطرف زعيم «البيت اليهودي» نفتالي بينت، انتخابية. فالتطرف هو السلعة الأشد رواجا اليوم لدى الجمهور الإسرائيلي، وليبرمان وبينت يحضّران نفسيهما لانتخابات مبكرة. ومعروف أن تلاسنا حادا جرى في اليومين الأخيرين بين نتنياهو وكل من ليبرمان وبينت وبين «الليكود» وحزبيهما. وأشيعت أنباء بأن «إسرائيل بيتنا» و«البيت اليهودي» ينويان عدم الوقوف إلى جانب الحكومة عند تعرضها لاقتراحات حجب ثقة. وحاول الحزبان إظهار أن الخلاف مع نتنياهو و«الليكود» سياسي، أمني، واستراتيجي وليس انتخابيا. ومن المؤكد أن جانبا من موقف نتنياهو ضد ليبرمان وبينت ينبع أيضا من أسباب انتخابية، خصوصا أنه يعرف بوجود استطلاعات رأي تظهر تراجع شعبيته في الشارع الإسرائيلي. وأثار إعلان ليبرمان عن فك التحالف مع «الليكود» ردود فعل شديدة في الحلبة السياسية الإسرائيلية. إذ طالب زعيم «حزب العمل» اسحق هرتسوغ زعيمي «هناك مستقبل» يائير لبيد و«الحركة» تسيبي ليفني بترك الحكومة والحفاظ على ماء وجهيهما. أما زعيمة «ميرتس» زهافا غالئون فدعت إلى إبعاد ليبرمان عن وزارة الخارجية، بعدما أفصح عن عدم ثقته برئيس الحكومة وخرّب علاقات إسرائيل مع دول العالم.

طرح الأسئلة الصعبة والمزعجة، وعمل على تحريرالبحث الديني من الخوف والجمود والصنمية، وكان طليعياً في الدفاع عن حقوق الفرد المدنية والسياسية، داعياً إلى العلمانية الشاملة. على سرير المستشفى، ما زال المطران التسعيني يتابع كل الأحداث في العالم. ينظر بعين التفاؤل إلى الشباب، طالباً منهم «وعي واقع التخلف والظلم والاستغلال والتبعية من أجل محاربته»

رحيل دندش - الاخبار

 

أثارت أفكار المطران غريغوار حداد (1924) اللاهوتية والروحية التجديدية التي نشرها في مجلة «آفاق» عام 1974، موجة انتقادات عنيفة. اعتبرها كثيرون خروجاً عن الكاثوليكيّة، ما أدى إلى هجوم على حداد، ورفع القضية إلى الفاتيكان. يومها، درست لجنة من كبار اللاهوتيين القضية، ترأسها الكردينال الألماني، جوزيف راتزينغر.

لاحقاً، أصبح راتزينغر على رأس الكرسي الرسولي وصار اسمه البابا بينديكتوس السادس عشر. أصدرت اللجنة آنذاك قراراً اعتبرت فيه أنّ كتابات المطران حداد لا تتناقض مع الإيمان المسيحي الكاثوليكي. ورأت أن حلّ المشاكل الإدارية شأن محلي. في النهاية، اتخذ قرار بعزل الأب حداد من الـ«سينودوس» الذي يترأسه رئيس أساقفة أبرشية بيروت وجبيل وتوابعهما مكسيموس الخامس حكيم، التي تعد واحدة من أهم أبرشيات بطريركية أنطاكية للروم الكاثوليك. وعيِّن كرئيس أساقفة أضنا شرفاً، أي مطران فخري على أبرشية لم يعد لها وجود. أشعل هذا القرار موجة احتجاجات شعبية مؤيدة للمطران ومنددة بقرار الـ«سينودوس». لكن المطران المتمرّد أصر على مناصريه أن ينهوا التحركات، خصوصاً الاعتصام الذي أقاموه في مقر المطرانية. لم يرد حداد أن تتمحور القضية حول شخصه كي لا تحجب القضية الأساس: قضية الإنسان. يرقد الأب غريغوار حداد اليوم في المستشفى. رغم المرض، تجده قارئاً نهماً ومتابعاً لكل الأحداث والمجريات في لبنان والعالم العربي، ولا يزال يعد الأبحاث اللاهوتية. بصعوبة، استطعنا طرح بعض الأسئلة عليه عن الوضع الراهن. أجابنا برحابة صدره المعهودة دائماً. في الحديث عن «الراهن»، يصنّف حداد الثورات العربية على أنها «فورات» لا ثورات. الثورة برأيه تكون «في العمق». لكنه لا يعادي حراك الشعوب، إذ يرى أنّه «فتح الطريق لإمكانية تغيير وخلق وضع جديد».

يعتقد أنّ أحد المعوقات الأساسية في عدم تحقيق ثورة حقيقية هو «سيطرة الرأسمالية على العالم». أن يتحدث هو بالذات عن الرأسماليّة من منظور علمي لا شعبوي، ليس بالأمر الغريب. إنه المطران المتواضع الذي تجنب مسايرة الأعراف البورجوازية، فلم يعتنق مظهراً من مظاهر «الأبهة» التي تميّز الأساقفة عادةً. اكتفى بثوب كهنوتي أسود كسر كل حاجز قد يفصله عن أبناء رعيته، وكان يرفض أن ينحني أمامه الكهنة والعلمانيون ليقبلوا يده. كما رفض اللقب الأسقفي «سيدنا»، وكان يردد دائماً: «كلنا متساوون أمام الله». ينظر حداد إلى الشباب بعين التفاؤل. هم «الأمل في صنع التغيير الإيجابي خدمة للإنسان»، طالباً منهم أن يتحلوا بالوعي «وعي واقع التخلف والظلم والاستغلال والتبعية من أجل محاربته». يوصيهم بالمدنيّة. يجزم بأنّ جهوده التي بذلها لم تثمر كما كان مطلوباً. في هذا الصدد يقول: «بعد بكير». كانت العوائق كبيرة: «كان يمكن أن نفعل الكثير، لكن كم كان ذلك ممكناً أو متاحاً نسبة للظروف، وخصوصاً مع اندلاع الحرب اللبنانية». تلمس الأسى في كلامه. ولذلك يحث الشباب على ضرورة «متابعة ما بدأناه وتجاوزه». يشدد: «لا تتكلوا على الماضي». «المطران المتمرد»، تلك كانت واحدة من ألقاب غريغوار حداد وصفاته العديدة. إلى ذلك، هو مطران الفقراء، المطران العلماني، ومطران الشباب. لم يكتسب غريغوار هذه الألقاب عبثاً. لفترةٍ خلت، شكل ظاهرة فريدة ومتميزة في تاريخ لبنان والمجتمع المسيحي، منذ انتخابه مطراناً مساعداً في أبرشية بيروت، مروراً بتعيينه مطران بيروت وجبيل للروم الكاثوليك حتى ما بعد «عزله». في آليات التغيير المثمر الذي لم ييأس منه حتى بعد الإقصاء، يفضّل «مطران الفقراء» الثورية والجذرية، ولكن بالنظر إلى الواقع المعقد، يمكن أن تُعتمد سياسة «ضربة على الحافر وضربة على المسمار» وإلا فلا نتيجة ترتجى. كان حداد قد دعا إلى إصلاحات جذرية في المؤسسات الدينية، وأعاد النظر في كثير من المسلّمات التي يعدّ المساس بها من المحرّمات، كما طرح الأسئلة الصعبة والمزعجة وعمل على تحرير البحث الديني من الخوف والجمود والصنمية. حارب «الأبونا حداد» كل ما من شأنه أن يسلب الإنسان إنسانيته، وكان طليعياً في الدفاع عن حقوق الفرد المدنية والسياسية، وأسس في سبيل ذلك «الحركة الاجتماعية» عام 1957، كما أنشأ لاحقاً «تيار المجتمع المدني»، ومن خلاله دعا إلى العلمانية الشاملة «كونها تشكل علاقة حياد إيجابي تجاه جميع الأديان والايديولوجيات». وهذا ما زال يبحث عنه اليوم، إذ ما زال يردد: «العمل من أجل الإنسان جوهر الحياة». لا يعرف حداد الحقيقة: «أبحث دائماً عنها». علمانيته كانت تأكيد إيمانه بالله: «مؤمن بالله ولذلك أنا علماني، ومؤمن بالعلمانية دعماً لإيماني بالله». في البداية بدت أفكاره كأنها آتية من عصر آخر، وهذا ما حدا بصحيفة «لوموند» الفرنسية إلى وصفه في مقال نشر يوم 2 حزيران (يونيو) 1974 بـ«مطران لبعد غد».

وثائقي جديد عن حياته

ينكب الشاعر والإعلامي اللبناني جوزيف عيساوي على تصوير وثائقي عن المطران غريغوار حداد عبر الإضاءة على حركة مجلة «آفاق» التي كانت مقالاته ومقالات رفاقه فيها سبباً لنقمة الاكليروس عليه ومحاكمته بتهمة الهرطقة. نجح عيساوي في جمع فرسان المجلة الأب بولس الخوري، والأب ميشال سبع، والدكتور جيروم شاهين. علماً أنّ الوثائقي ليس تمجيداً ولا تأريخاً منهجياً لحركة المطران في الكتلة الشرقية والمجتمع اللبناني، هو الذي كان سباقاً الى مأسسة العمل الاجتماعي والتيار المدني وطرح العلمنة الايجابية تجاه الدين حلاً لمأزق النظام الطائفي.

الأكثر قراءة